تفاصيل الخبر

”سرطــــان البروستــــات“ ثـانـــي أنــــواع الـسـرطـانــــــات الـتـــــي تـهــــدد الـرجــــال بـعــد سرطـــــان الـرئـــــة!

08/12/2017
”سرطــــان البروستــــات“ ثـانـــي أنــــواع الـسـرطـانــــــات  الـتـــــي تـهــــدد الـرجــــال بـعــد سرطـــــان الـرئـــــة!

”سرطــــان البروستــــات“ ثـانـــي أنــــواع الـسـرطـانــــــات الـتـــــي تـهــــدد الـرجــــال بـعــد سرطـــــان الـرئـــــة!

 

بقلم وردية بطرس

prostate5

نظراً لبطء تقدم <سرطان البروستات>، قد لا يشعر الرجل بالعوارض في المراحل المبكرة، وان عدم الشعور بالمرض قد يستمر لسنوات لكن مع نموه يبدأ السرطان بعرقلة وظائف الجسم بطريقة ملحوظة. أول ذلك يظهر بالتأثير على التبول، فالبروستات ستضغط على الاحليل الذي يمر عبرها مسببة حاجة ملحة للتبول وسيؤدي ذلك الى الضغط بشدة على العضلات أثناء التبول والى الشعور بعدم تفريغ المثانة بشكل كامل وظهور دم في البول... وهذه العوارض لا تعني الاصابة بالسرطان دائماً، بل قد يكون سببها تضخم البروستات الحميد، لكن ينبغي عدم تجاهلها. ويسببب السرطان أيضاً فقدان السيطرة على المثانة او الأمعاء بسبب ضغط الورم السرطاني على الحبل الشوكي، ويثير أيضاً ألماً في أسفل الظهر والفخذين مترافقاً مع شعور بضعف في القدمين والساقين وتورمهما.

و<سرطان البروستات> هو شكل من أشكال السرطان الذي يتطور في البروستات، وهي غدة في الجهاز التناسلي الذكري. معظم سرطانات البروستات غالباً ما تكون بطيئة النمو، غير ان هناك بعض الحالات التي تتميز بكونها أكثر شراسة وخطورة حيث يمكن للخلايا السرطانية أن تنتشر من البروستات الى أجزاء أخرى من الجسم، خصوصاً العظام والعقد الليمفاوية، كما يمكن ان يسبب <سرطان البروستات> الألم، صعوبة في التبول ومشاكل أثناء الاتصال الجنسي، ويمكن للعوارض الأخرى ان تتطور خلال المراحل المتقدمة للمرض. وتختلف نسبة اكتشاف المرض حول العالم حيث انها أقل في جنوب وشرق آسيا منها في أوروبا وأميركا تحديداً. ويعتبر <سرطان البروستات> أكثر شيوعاً لدى الرجال الذين تجاوزوا سن الخمسين، وعالمياً يعتبر <سرطان البروستات> سادس نوع من أنواع السرطانات المسببة للوفاة، والثاني في الولايات المتحدة الأميركية. و<سرطان البروستات> أكثر شيوعاً في البلدان المتقدمة بينما تتزايد نسبته في البلدان النامية. وتجدر الاشارة في هذا السياق الى ان العديد من المصابين بـ<سرطان البروستات> لا تظهر لديهم العوارض او لا يحصلون على علاج معين وقد يفارقون الحياة لأسباب غير متعلقة بالمرض.

ويحصل <سرطان البروستات> عندما تتكون خلايا غير طبيعية في البروستات، ويمكن لهذه الخلايا ان تستمر في التضاعف بطريقة لا يمكن السيطرة عليها، وأحياناً تنتشر الى خارج البروستــــات الى أجــــــزاء قريبــــــة او بعيــــــــدة مـــن الجســــــم. و<ســــرطان البروستات> هو بشكل عام مرض بطيء النمو ومعظم الرجال المصابين بـ<سرطان البروستات> المنخفض الدرجة يعيشون لسنوات عديدة من دون عوارض ومن دون ان ينتشر المرض ويشكل خطراً على الحياة، الا ان المرض بدرجة مرتفعة ينتشر بسرعة وقد يكون قاتلاً. المعالجة الصحيحة هي الأساس... تجدر الاشارة الى ان الرجال فقط لديهم بروستات، وهي غدة صغيرة تقع أسفل المثانة قرب المستقيم، وتحيط غدة البروستات بمجرى البول. وغدة البروستات هــــــي جزء من الجهاز التناسلي عند الرجل، وهي تفرز معظم السوائل التي منها يتشكل السائل المنوي الذي يغذي المني، وتحتاج البروستات الى الهرمون الذكري <التوستسترون> لكي تكبر وتنمو. وغالباً ما تُوصف البروستات انها بحجـــــم حبــــــة الجــــــوز ومن الطبيعي ان تكبر مع تقدم الرجال في السن، وقد يتسبب ذلك في بعض الأحيان بمشاكل مثل صعوبة التبول، وهذه المشاكل شائعة عند الرجال المسنين وهي لا تكون دائماً عوارض او دلائل سرطان. وينبغي على الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 سنة او الذين تزيد أعمارهم عن 40 سنة ولديهم سوابق عائلية بـ<سرطان البروستات> ان يتحدثوا الى أطبائهم حول الخضوع للفحص للكشف عن <سرطان البروستات> باستخدام فحص المستضد النوعي للبروستات <بي اس اي> كجزء من الفحص الطبي، وفحص الاصبع السني، كما ينبغي ان يتخذ الرجال قراراً فردياً عن سابق معرفة في ما يتعلق بالخضوع للفحص بناءً على آخر الأدلة المتوافرة حول الفوائد والمضار المحتملة للفحص والعلاجات اللاحقة لـ<سرطان البروستات>.

 

البروفيسور جوزف قطان ونسبة الاصابة بـ<سرطان البروستات>

عند الرجال

فما هي الأسباب التي تؤدي للاصابة بـ<سرطان البروستات>؟ وكيف تُعالج؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها <الأفكار> على الاختصاصي في أمراض الدم والأورام البروفيسور جوزف قطان رئيس قسم الدم والأورام في مستشفى اوتيل ديو ويستهل حديثه قائلاً:

- ان <سرطان البروستات> هو اكثر مرض شائع عند الرجال في الغرب وفي العالم المتقدم ولكنه أيضاً شائع في دول العالم الثالث، اذ يأتي سرطان الرئة في المرتبة الأولى عند الرجال يليه <سرطان البروستات>، ويعتبر <سرطان البروستات> ثالث او رابع مسبب مسؤول عن الوفيات. اما سبب ارتفاع نسبة الاصابة بـ<سرطان البروستات> فيعود لأن معدل عمر الانسان يزداد، اذ كلما تقدم الانسان في السن تزيد نسبة تعرضه للاصابة بـ<سرطان البروستات>، بمعنى انه كلما ازداد معدل عمر الرجل كلما ازدادت نسبة تعرضه للاصابة بـ<سرطان البروستات>، فبعد تجاوز سن الخمسين يصبح الرجل معرضاً للاصابة بـ<سرطان البروستات>، ويحدث <سرطان البروستات> بنسبة أكبر لدى العرق الأسود من الرجال، والمسبب الثالث هو كثرة الالتهابات والمشاكل المزمنة مع البروستات ولكنه احتمال قليل لحدوث <سرطان البروستات>، اما الاحتمال الرابع فهو عامل الوراثة اذ ان 10 بالمئة من الحالات هي وراثية.

 

تضخم حميد في البروستات

ــ وهل اذا عانى الرجال من مشاكل في البروستات يكونون معرضين للاصابة بـ<سرطان البروستات>؟

- المسار الطبيعي للبروستات هو انه ابتداء من سن الـ50 او 45 عند الرجال يحدث تضخم حميد في البروستات، اذ تظهر عوارض لدى كل الرجال والتي لها علاقة بتضخم حميد بعد سن الـ45، مثلاً كثرة التبول في الليل وحتى خلال النهار، فهذا الأمر له علاقة بحجم البروستات وتضخمها ولكن هذا لا يعني الاصابة بـ<سرطان البروستات>، فإن تضخم البروستات يكون حميداً، وقد يحدث ذلك عند الرجال ولكن من الضروري معالجته لانه مع التقدم في السن يحدث تحول في الخلايا، وأعطيك مثالاً هنا اذا قمنا بالكشف على جثمان رجل توفي من مئة سنة وأجريت له فحص البروستات فسيتبين انه يحتوي على خلايا خبيثة، لانه كما ذكرت انه مع التقدم في السن تحدث خلايا خبيثة، مع العلم انه لا تظهر العوارض عند كل الرجال ولهذا من المهم تشخيص الحالة، فالكشف المبكر يساعد الرجال ولكن بهذه الحالة سيحتاجون للعلاجات أيضاً.

البروفيسور-جوزف-قطانأهمية فحص <بي اس اي>

وعن أهمية اجراء فحص <بي اس اي> يشرح البروفيسور قطان:

- ننصح دائماً الرجال انه اذا لم تظهر العوارض يجب الا يتساهلوا مع الحالة ويجب اجراء الفحص ابتداء من سن الخمسين، وهو فحص الاصبع وفحص < Prostate- specific antigen> (PSA) ويطلق على هذا الفحص أيضاً اسم <فحص مضاد البروستات المحدد>، ومضاد البروستات المحدد مادة يتم افرازها بشكل طبيعي من البروستات، ولكن تركيزها يرتفع في الدم في بعض الحالات مثل <سرطان البروستات> والتهاب البروستات وتضخمها، ويمكن فحص الدم لتحديد مستوى الـ<بي أس. اي> وهو نوع من الأجسام المضادة التي قد تدل على وجود ورم سرطاني في البروستات، وهذا الفحص متوافر في كل المختبرات، فاذا كانت النسبة عالية، يكون هناك احتمال وجود خلايا خبيثة، وعادة تظهر الخلايا الخبيثة بعد سن الخمسين خصوصاً اذا ظهرت العوارض، ولكن كما ذكرت قد تكون عوارض عادية بعد تجاوز سن الخمسين ولكن لا يجب الاستخفاف بالعوارض ومن الضروري اجراء فحص الاصبع وفحص الـ<بي اس اي>، ووفقاً لرأي ومشورة الاختصاصي في المسالك البولية، فاذا كانت النتيجة ما دون 4 ننصح باجراء الفحص كل سنة، واذا تبين ان النسبة تزداد قليلاً فعلى المصاب ان يكمل باجراء الفحص، واذا طلب الطبيب اجراء عملية عندها لا بد من اجراء العملية، ففي يومنا هذا لم تعد هذه العملية معقدة ولا تضر بالنشاط الجنسي، وحتى بدون اجراء العملية نقدر ان نقوم بفحص الأشعة بدون ان يُلحق الأذى بالمنطقة المجاورة، وهذا هدف حملة الكشف التي اجريناها في مستشفى أوتيل ديو والجامعة اليسوعية مع طلاب الجامعة، وفي كل سنة نطلق الحملة في مستشفى اوتيل ديو لنشر التوعية وتشجيع الرجال لاجراء الفحص، وقد اتخذنا من حبة الجوز رمزاً للحملة لان البروستات هي بحجم حبة الجوز، وخلال الحملة قمنا بتوزيع حبات الجوز على الحضور، والهدف من الحملة هو اجراء الفحص.

ــ وهل يمتد <سرطان البروستات> الى أعضاء أخرى؟

- أحياناً قد يغدر المرض بالمصاب به وينتشر السرطان من البروستات ويمتد الى العظام، لكن في حال التشخيص المتأخر اي عند خروج الخلايا السرطانية من غشاء البروستات الى الأعضاء المجاورة، يمكن للعلاج من خلال مضادات الهرمونات الذكرية ان يزيل العوارض ويتحكم بالمرض لمدة تصل الى 4 سنوات، لكن بعد خروج المرض عن سيطرة الهرمونات اي بلوغه مرحلة متقدمة، يصبح لدى المريض نحو أشهر عدة قبل الوفاة. وقد أصبح يتوافر نوعان من العلاجات الحديثة: المضادات الهرمونية من الجيل الثاني وهي عبارة عن حبوب فموية يومية تكفل اعادة السيطرة على المرض في 50 بالمئة من الحالات، والعلاج الكيميائي حيث تبين مؤخراً تمتع نوعين من العقاقير الكيميائية بفوائد عالية في اطالة عمر المريض بمعدل 4 سنوات اضافية... ولهذا ورغم ان هذا المرض منتشر بشكل كبير في الدول المتقدمة إلا أنه مرض بطيء ولدينا علاجات لنواجهه بواسطة العملية وفحص الأشعة وأيضاً العلاج الهرموني والكيميائي، وبالتالي لم يعد هناك خوف خصوصاً عند الرجل المسن عند اصابته بهذا المرض فالعلاجات متعددة ومتوافرة.

نسبة الاصابة بـ<سرطان البروستات>

في لبنان

ــ وهل تلاحظون ان نسبة الاصابة بـ<سرطان البروستات> في لبنان تتزايد ام تتراجع؟

- السجل الوطني للسرطان يقدم الاحصاءات منذ العام 2003 عن نسبة الاصابة بالسرطان في لبنان، وقد تبين انه كل سنة هناك 8000 حالة جديدة بما يتعلق بمرض السرطان، ولُوحظ ان هناك زيادة بسيطة في كل السرطانات ومن ضمنها <سرطان البروستات>، ولكن كما ذكرنا انه كلما تقدم الرجل في السن هو معرض للاصابة بـ<سرطان البروستات>، ولأن معدل عمر الانسان ارتفع فبالتالي أصبح معرضاً للاصابة بهذا المرض أكثر من الماضي، فمثلاً في لبنان كان معدل عمر الانسان حوالى 75 سنة أما في يومنا أصبح معدل عمر الانسان 80 سنة وطبعاً سيرتفع المعدل في السنوات المقبلة لأن الانسان سيعيش عمراً أطول.

ــ ومتى يستوجب اجراء العملية الجراحية؟

- كما ذكرنا في سياق الحديث ان هناك العلاج الهرموني والعلاج الكيميائي، وهما عبارة عن حقن تُعطى كل ثلاثة أسابيع وهي غير مضرة وتقلل من العوارض. واذا كان المريض في مرحلة البداية اي بداية المرض فالعملية الجراحية مهمة، ولكن عندما يمتد <سرطان البروستات> الى العظام عندها يصبح الأمر صعباً، أما اذا قمنا بالكشف منذ بداية اصابته بالمرض واخضعناه لفحص <بي اس اي> وفحص الأشعة فننصح بالعملية الجراحية اذا كان المرض موجوداً داخل البروستات، لأن اهم علاج هو العملية. ويبقى الهدف ان يتم الكشف المبكر للمرض وعندها تكون نسبة الشفاء أكبر، أما الخوف من العملية لم يعد قائماً كما في الماضي، اذ كان الناس يخافون من اجراء عملية جراحية للبروستات، وعلى المصاب بـ<سرطان البروستات> ألا يقلق عندما يعلمه طبيبه انه بحاجة للعملية الجراحية لأنه بهذه الحالة تكون نسبة الشفاء أعلى، فبالنسبة للمريض يظن انه اذا لم يطلب الطبيب اجراء عملية فمعنى ذلك انه تجنب الخضوع للعملية، ولكنه لا يعلم انه اذا طلب الطبيب اجراء عملية فانه سيحصل على الشفاء.

وختم البروفيسور قطان قائلاً:

- يهمنا من الحملة التي نقوم بها كل سنة ان يدرك الرجال انه عندما يتم تشخيص المرض في البداية تكون العملية وسيلة مهمة لتحقيق الشفاء، فالهدف من هذه الحملة توعية الناس حول مشاكل البول، ففي البداية تكون مشاكل البول متعلقة بتضخم حجم البروستات ولكن من المفروض الا يهمل المريض نفسه وان يخضع لفحص الأصبع، لأنه اذا اكتشف المرض منذ البداية تكون نسبة الشفاء أعلى. ونأمل ان تحظى حملة <سرطان البروستات> التي نقوم بها في مستشفى اوتيل ديو والجامعة اليسوعية بالاهتمــــام مـــن قبـــــل الجمعيات العلمية، وان تصبح بأهمية حملة سرطان الثدي عند النساء، إذ من الضروري ان يكون هناك اهتمام بحملة <سرطان البروستات> في لبنان. ومع ذلك أوصى الباحثون بعدم إجراء هذا الفحص بشكل منتظـــــم لـــــدى جميــــع الرجال بسبب الخوف من المبالغة في تشخيص المرض، مما يستدعي وصف علاج غير ضروري.