تفاصيل الخبر

صرخة أطفال طرابلس الفقراء تدمي القلب ولا بد أن تُسمع كل من به صمم!

07/02/2020
صرخة أطفال طرابلس الفقراء تدمي القلب ولا بد أن تُسمع كل من به صمم!

صرخة أطفال طرابلس الفقراء تدمي القلب ولا بد أن تُسمع كل من به صمم!

طرابلس الفيحاء تلك المدينة الأفقر على ساحل المتوسط فارقتها البسمة منذ زمن وهي تتلوى اليوم جوعاً وفقراً وحاجة واهمالاً، وتعود الى دائرة الضوء مع نشر فيديو لطفلين من المدينة يرفضان الافتراق عن أبيهما بعد قرار وضعهما في دار للأيتام بسبب تشردهما من دون منزل، حيث ان العائلة بقيت بدون منزل منذ حوالى شهرين وتفترش الارض في ساحة النور، الامر الذي دفع الأب الى وضع طفليه الصبي وعمره 4 سنوات والبنت في عمر السنتين في دار للأيتام ريثما يجد منزلاً يأويهما، لكن الطفلين راحا يبكيان وهما مع والدهما الذي قال لهما إنه سيعود لهما فور تأمين منزل، فيما قال الطفل لوالده: <خدني معك.. والله ما بعذبك> ، لكن المسألة تعود الى ان القوى الامنية عثرت على الطفلين ضائعين في محيط منطقة التل وتم نقلهما الى فصيلة التل، ليأتي والدهما ويشرح واقعه ويوافق على ادخالهما دار الايتام.

وبالطبع هذه الحالة الاليمة تدمي القلب، ولكنها حالة من مئات الحالات التي تعيشها طرابلس نتيجة الفقر والجوع والعوز والبطالة لاسيما في مناطق الأسواق القديمة، وفي المناطق الداخلية سواء في باب الرمل أو باب التبانة او غيرهما لاسيما وان المدينة متروكة لمصيرها ولا يتذكرها أهل السياسة إلا في موسم الانتخابات كل أربع سنوات او في لحظة مشاريع الاقتتال الداخلي ويدفع الاهالي ثمن حروب الزعامات والسياسات الضيقة، ولذلك كان جنوح الشباب في طرابلس نحو العنف والتطرف بسبب الفقر والحاجة واستغلالهم من اصحاب المشاريع السياسية المشبوهة.

كما حصل في جولات وجولات بين أبناء المدينة الواحدة وتفجرت نار الحقد بينهم وارتفعت خطوط التماس أو رمي بهم في احضان المنظمات الارهابية ما جعل طرابلس توصف بـ<قندهار لبنان> بسبب نزعة التطرف والغلو رغم انها ليست كذلك وأثبتت ذلك عند انطلاق ثورة 17 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي بعدما انضمت الى الثورة بكل عزم ونزل الناس بالآلاف الى ساحة النور وجعلوها ساحة الثورة واستحقت طرابلس ان تكون عروس الثورة التي توجه التحية لبيروت وصور وبعلبك وكل المدن المنتفضة على واقع الحال الأليم والمطالبة بالتغيير والمحاسبة.

وهنا نسأل أغنياء طرابلس وما أكثرهم ونوابها على مدى دورات ودورات ومرجعياتها الزمنية والروحية ومجالس بلديات طرابلس والميناء المتعاقبة: ماذا قدمتم للمدينة واهلها غير الوعود وبضعة دريهمات في موسم الانتخابات؟ وأين مشاريع الانماء التي وعدت بها الفيحاء من المرفأ والمعرض وسكة الحديد والمطار الخ؟ وماذا حلّ بوعد الـ999 ألف وظيفة وحصة الاسد منها لطرابلس؟

أين يد الخير تمتد الى الطرابلسيين لتبلسم جراحهم وتدفع غائلة الزمن عن فقرائهم أو ان شباب طرابلس هم فقط وقود الحروب العبثية وناخبون في صندوقة الاقتراع؟

خيراً فعل الرئيس نجيب ميقاتي عندما أوعز الى جمعية <العزم> بالتحرك وإعطاء إهتمام كامل لموضوع الطفلين، لكن لا بد من مبادرات كبرى من الزعامات والنواب والحكومة للإرتقاء بالمدينة انمائياً وتوفير فرص العمل والاهتمام بأهلها الفقراء كي لا تفرخ المدينة من جديد جيلاً من المتطرفين الجانحين نحو العنف.

ولا يسعنا هنا سوى ان نستذكر الشيخ عبد القادر الجيلاني المتوفي عام 1166 عندما قال: <لقمة في بطن جائع خير من بناء ألف جامع... وخير ممن كسا الكعبة وألبسها البراقع... وخير ممن قام لله بين ساجد وراكع... وخير ممن جاهد للكفر بسيف مهند قاطع... وخير ممن صام الدهر والحر واقع... وإذا نزل الدقيق في بطن جائع له نور كنور الشمس ساطع... فيا بشرى لمن أطعم الجائع>.