تفاصيل الخبر

صرخة المطران بولس عبد الساتر ثورة معبرة عن وجع الناس!

13/02/2020
صرخة المطران بولس عبد الساتر ثورة معبرة عن وجع الناس!

صرخة المطران بولس عبد الساتر ثورة معبرة عن وجع الناس!

 

راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر كان صوت الناس وصرختهم المدوية وضميرهم في كلمة الحق التي قالها بكل جرأة وبدون مجاملات في قداس عيد مار مارون في كنيسة مار مارون الجميزة يوم الاحد الماضي بحضور الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري وحسان دياب، لاسيما عندما توجه اليهم بالقول: أيها المسؤولون اننا ائتمناكم على احلامنا ومستقبلنا، تذكروا ان السلطة خدمة، نريد ان نحيا حياة انسانية كريمة وتعبنا من المماحكات العقيمة، ومللنا من القلق على مستقبل اولادنا، ونريد منكم خطابات تبث الامل وافعالاً تبني، نريد مبادرات تبث الامل وخطابات تجمع، نريدكم قادة مسؤولين، ألا يحرك ضمائركم نحيب الام على ولدها الذي انتحر امام ناظريها بعد عدم قدرته على تأمين حاجيته، ألا يستحق هذا الموت إبعاد الفاسدين من بينكم؟

فالمطران عبد االساتر نطق بلسان كل لبناني وحدد مطالب اللبنانيين المتعثرين في معيشتهم والغارقين في الفقر والحرمان والمطالبين بلقمة العيش الكريم وبالتغيير والاصلاح وبمكافحة الفساد ووقف الهدر والمحسوبيات وبناء وطن يؤمن للمواطن ابسط الحقوق من صحة وطبابة وسكن وتعليم وضمان شيخوخة وعمل ووقف لنزيف هجرة الشباب والطاقات.

واذا كان شباب وشابات لبنان نزلوا الى الشوارع في 17 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي واعلنوها ثورة ضد سوء الاداء والفساد المستشري الذي اوصل البلاد الى حافة الافلاس والانهيار وبات المواطن يقف متسولاً ودائعه أمام المصارف والليرة التي كنا نزهو ونقارنها بصحة الانسان عندما نقول عن صحتنا: متل الليرة، فجاء المطران عبد الساتر لينطق باسمهم ويكون اول الثائرين، مخاطباً اركان الدولة الحاضرين بالقول: ألا يستحق عشرات الألوف من اللبنانيين الذين انتخبوكم ان تصلحوا الخلل في الاداء الاقتصادي والسياسي والمالي والاجتماعي وان تعملوا ليل نهار مع الثوار لتأمين عيشة كريمة وإلا الاستقالة اشرف؟

فالمطران عبد الساتر قام بأفضل الجهاد عندما نطق بكلمة الحق في وجه الرؤساء المسؤولين عما وصلت اليه الامور وان لم نقل في وجه سلطان جائر، ورسم خارطة طريق للإنقاذ من الانهيار الحتمي، ما يجعلنا نردد معه بأنه <ليس زعيماً سياسياً من يشجع على التفرقة ومن يحسب الوطن ملكية له ولاولاده من بعده ويحتكر السلطة ويظلم من وثقوا به بل الزعيم الاصيل هو الذي يختار ان يثبت في ارضه في وقت الضيق حتى الاستشهاد ويتنكر لمشاريعه ومصالحه الشخصية حتى نكران الذات ويقول الحقيقة>.

فهل يتعظ اهل الحكم ويكونوا زعماء على قدر آمال اللبنانيين وطموحاتهم كي يذكرهم التاريخ بكل فخر وتدون اسماؤهم في سجل الخالدين؟