تفاصيل الخبر

صرخة الأمير طلال ارسلان!

17/01/2019
صرخة الأمير طلال ارسلان!

صرخة الأمير طلال ارسلان!

بقلم وليد عوض

هذه المجلة لا تتدخل في الصراعات الطائفية، والتجاذبات المذهبية، بل حرصت منذ تأسيسها في العام 1982 على اتباع مبدأ <النأي بالنفس>. وهو شعار مكلف لا يستطيع أن يتحمله كل صحافي.

وفي هذا الإطار تتعاطى مع الصراع الدرزي. فهي تعتز بأن يرث لبنان أخلاق الأمير مجيد ارسلان، أشهر من تولى وزارة الدفاع واهتم بجنوب لبنان مما أكسبه ولاء الأهالي وتسميتهم إحدى الأراضي الجنوبية باسم <المجيدية>. كما تعتز هذه المجلة بالأمير مجيد ارسلان كواحد من بناة الاستقلال، وبطل من أبطال مقاومة الاحتلال الفرنسي.

وقد حافظ نجله الأمير طلال على هذا الارث فكان يتقن اختيار الكلمات، ولكن هذه الصفة الحميدة عنده لم تقطع شعرة معاوية مع شارع الجبل، ولا صرفته عما يخالج قلوب الناس من مواجع. وكما زاره الوزير السابق وئام وهاب داخل معقله في خلدة، حرص على أن يرد الزيارة بالذهاب ظهر الأحد الماضي الى منطقة الجاهلية معقل الوزير وهاب ورفع وتيرة الكلام في ذكرى أربعين الشهيد محمد أبو ذياب مرافق وئام وهاب وكاتم سره، وقال كما علاء أبو فرج شهيدنا، كذلك محمد أبو ذياب. ولا نقبل بتجارة الدم ولا بالعائلات.

لقد انتفض مرة واحدة وبعصبية ارسلانية ليدعو مدعي عام التمييز الأستاذ سمير حمود الى استنطاقه في جريمة قتل علاء أبو فرج التي وقعت منذ شهرين خلال إشكال في الشويفات بين مناصرين للحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديموقراطي اللبناني، وأعلن انه يعرف كيف قتل، ويطلب من المدعي العام سمير حمود أن يستدعيه صباح الاثنين الماضي ويصغي إليه في موضوع علاء أبو فرج. والفارق كبير أن يصغي المرء وأن يستمع. ففي الإصغاء يشترك القلب والعقل في رسم الصورة.

لقد تحدى الأمير طلال المدعي العام أن يرسل في طلبه صباح الاثنين الماضي ليدلي بشهادته والتعاطي مع الملف على هذا الأساس.

ولعل أهم ما اتصف به الأمير طلال في خطبة <الجاهلية> انه وجه الى سياسيين رشقات بالجملة، دون أن يسمي أحداً منهم، وانه كان ضنيناً بسمعة الموحدين الدروز أن تدخل في حمأة المهاترات، وجعلها فوق كل صفة تبعية إلا تبعية لبنان الذي تهل آخر أيلول (سبتمبر) من عام 2020 ذكرى ولادته جبلاً وساحلاً، وان شئتم يربط بين دير القمر وساحل بيروت وصيدا وطرابلس.

ومن الضنى والصبر وطول الأناة ولد <لبنان الكبير> داخل قصر الصنوبر في بيروت بحضور ورعاية الجنرال <غورو> الذي فقد إحدى ذراعيه في معركة <الدردنيل>. كان الجبل ممثلاً بحبيب باشا السعد، والساحل ممثلاً بأبي علي سلام ومفتي بيروت الشيخ محمد الكستي، وظل الأمير مجيد ارسلان الذي اختار بلدة <خلدة> في الساحل اللبناني ليقول بالكلمة والبندقية: هاتوا استقلالنا!

من هذا الإرث جاء الأمير طلال ارسلان ونسج زعامته التي كرستها صرخته في <الجاهلية>!

ومن ينسى ماضيه لا يعرفه مستقبله!