المسلسل الثاني بعد مسلسل <صاحب السعادة> لعادل إمام ولبلبة وخالد زكي ونهال عنبر، حسب استطلاعات آراء المشاهدين، هو <سراي عابدين> الذي كتبت حلقاته المؤلفة الكويتية هبة مشاري وأخرجه عمرو عرفة، وتقاسم بطولته الفنان الشاب قصي الخولي (الخديوي اسماعيل) ويسرا (والدة الخديوي الملكة خوشيار) ونيللي كريم (جلنار زوجة الخديوي) وغادة عادل (الجارية التي تسلب عقل الخديوي)، وفنانون آخرون مثل مي كساب وداليا مصطفى وسوسن أرشيد والفنانة اللبنانية كارمن لبس.
والمسلسل، كما توضح من حلقاته حتى نهاية شهر رمضان، تدور أحداثه في فترة حكم الخديوي اسماعيل لمصر من عام 1866 حتى عام 1890، وتتركز الأحداث فيه على الصراع الذي دار بين جواري الخديوي اسماعيل، ومباهج قصره، والمواجهة بين زوجته جلنار ذات الأصول الشركسية (نيللي كريم) ووالدته الملكة <خوشيار> (يسرا) وكأننا بالكاتبة قد حصرت همها في المغامرات النسائية للخديوي ولم تركز على انجازاته الاصلاحية وورشته الاعمارية بدءاً من انشاء قناة السويس عام 1869 على يد المهندس الفرنسي <فرديناند دلسبس>، وبحضور الامبراطورة <أوجيني> زوجة <نابوليون الثالث> التي كانت مغرمة بهذا المهندس. وفي أيامه، واحتفالاً بتدشين قناة السويس، وضع الموسيقار الايطالي <فيردي> أوبراه المشهورة <عايدة> تلك الجارية الحبشية.
تركيز الكاتبة الكويتية كان على المغامرات النسائية للخديوي اسماعيل، ومنها وجوده في <البانيو> مع إحدى جواريه (غادة عادل). ولأنها متهمة بعدم الدقة في سرد الأحداث التاريخية، فقد ظهرت في المسلسل أخطاء كان يمكن تلافيها وهي الآتية:
ــ ساعة <الكوارتز> لم تخترع إلا في العام 1927، ومع ذلك فهي تظهر في المسلسل الذي يعود تاريخه الى القرن التاسع عشر.
ــ عندما احتفل الخديوي اسماعيل بعيد ميلاده الثلاثين عام 1860 لم يكن قد حصل على لقب خديوي وكان لا يزال يمارس منصب الوالي، وانما حصل على هذا اللقب عام 1866.
ــ الأمير فؤاد الذي أصبح الملك فؤاد الأول والد فاروق، من مواليد عام 1868، ولكنه يظهر في المسلسل قبل تاريخ ميلاده بثماني سنوات.
ــ أحداث المسلسل بدأت بتجهيز القصر لعيد ميلاد الخديوي الثلاثين في قصر عابدين، وكان ذلك حسب المسلسل في العام 1860 مع أن بناء قصر عابدين لم يتم إلا في العام 1872.
مع ذلك كله، كان المسلسل بأضخم كلفة اجمالية بلغت 20 مليون دولار أميركي، ومنافساً للمسلسلات التركية بكل براعة!