على هامش فعاليات الدورة 31 من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر المتوسط، وهي الدورة التي تحمل اسمه، أقيمت ندوة للفنان محمود ياسين حيث تم تكريمه من المهرجان والشركات الراعية، وذلك في حضور عدد كبير من الفنانين والمؤلفين والمخرجين والصحافيين والجمهور، وكان على رأس الحضور الأمير أباظة رئيس المهرجان، المخرج عمر عبد العزيز، الفنانة منال سلامة، المخرجة إنعام محمد علي، الفنانة ريم هلال، الفنانة مادلين طبر، الفنانة نيرمين الفقي، المنتج فاروق صبري، المنتج محسن علم الدين، المخرج أحمد النحاس، الفنانة مها أحمد، الفنان مجدي كامل، المؤلف عاطف بشاي، الناقد طارق الشناوي، الفنانة سميرة عبد العزيز، الكاتب محفوظ عبد الرحمن، الفنان صبري فواز، الفنانة شهيرة والفنان عمرو محمود ياسين.

وبدأت الندوة بفيلم قصير عن مشوار الفنان محمود ياسين، مستعرضاً بدايته ومشواره الفني وأهم الأعمال الفنية التي شارك فيها على مدار تاريخه، وشمل الفيلم كلمة من الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن يتحدث فيها عن الفنان محمود ياسين، وكلمة أخرى للفنانة سميرة عبد العزيز، بالإضافة إلى تسجيلات قديمة للفنان محمود ياسين، حيث أعقب الفيلم تصفيق حار من الجمهور الموجود داخل الندوة.

الأمير أباظة: محمود ياسين فخر للمهرجان

افتتح الأمير أباظة رئيس المهرجان الندوة مبدياً ترحيبه وسعادته بوجود الفنان محمود ياسين في الدورة الحالية من مهرجان الإسكندرية السينمائي، وشكر جميع الفنانين والنقاد على الحضور، وأكد أن الفنان محمود ياسين هو أهم فنان في النصف قرن الأخير من عمر السينما المصرية، موضحاً أن الفنان الكبير وصل إلى مرحلة حيث أن جميع الأفلام كانت تُعرض عليه أولاً قبل أن تُعرض على أي فنان أخر، مؤكداً أن وجوده في المهرجان هو شرف وفخر للمهرجان.

أشرف غريب: محمود ياسين صاحب ثقافة عالية

شارك في إدارة الندوة الناقد أشرف غريب، الذي أكد أن الفنان محمود ياسين هو أحد الفنانين القلائل الذين يتمتعون بثقافة عالية هو وأبناء جيله بصفة عامة، وهذا يعطيه قيمة كبيرة ويضعه في مكانة مختلفة عن باقي الفنانين، وأكد أن الفنان محمود ياسين يعشق مكان نشأته وميلاده في بورسعيد، حيث كان يعمل والده في قناة السويس، وهذا الأمر جعله يخالط جنسيات وأعراقاً مختلفة، ويصادق أبناء الجاليات المتعددة الموجودة في تلك المنطقة، وهو الأمر الذي عاد عليه بالنفع ليزيد من ثقافته.

وأوضح أشرف غريب أن محمود ياسين جاء إلى القاهرة في فترة شبابه ودرس في كلية الحقوق، وقد بدأ مشواره الفني عام 1968 وهو أمر أثر أيضاً على ثقافته، لأنه كان عام الغضب الأقوى على مستوى العالم، متزامناً مع ثورة الطلبة في ألمانيا وفرنسا وإنكلترا، وكذلك هو العام الذي شهد إصدار الرئيس جمال عبد الناصر لعدة قوانين تزيد من مساحة الحرية، وأيضاً شهد العام نفسه ميلاد جماعة السينما الجديدة التي غيرت السينما المصرية في ذلك الوقت.

محمود ياسين: كنت بحلم أقدم دور <كوميديان>

شكر الفنان محمود ياسين القيّمين على مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته الحالية، مؤكداً أنه حصل على أكثر مما يستحق، وقال لجميع الحضور من الفنانين والمخرجين والنقاد <أنتم من علمتموني كل شيء عن السينما والدراما والمسرح، وأنتم الذين تعلّمون الفنان كيف يصبح فناناً، شكراً لكم جميعاً>.

وأضاف الفنان الكبير أنه طوال مشواره تعلم وواجه الكثير، موضحاً أنه سعيد لأنه يجلس بين هذه الكوكبة من النجوم والجمهور، وقال إنه كان يتمنى تقديم فيلم كوميدي، مازحاً بأنه لا يملك خفة الدم المناسبة، وموضحاً أنه <تراجيديان> <يعشق الأحزان، وقال أنه كان يحلم بتقديم دور كوميدي يجعل الناس تضحك بشدة، حتى اكتشف فيه المنتج فاروق صبري هذا الأمر، في فيلم <سؤال في الحب> من إنتاجه وتأليفه، مؤكداً أن الكوميديا فن على الورق قبل أن تكون فيلماً سينمائياً.

وأشاد محمود ياسين بالمهرجان وبمنظميه وتمنى أن تعود السينما المصرية إلى سابق عهدها وقوتها، خاتماً كلامه بعبارة <الله أكبر>.

سميحة أيوب ترسل رسالة لمحمود ياسين

بالرغم من سفر الفنانة سميحة أيوب إلى خارج مصر، فإن هذا لم يمنعها من أن تشارك محمود ياسين تكريمه في مهرجان الإسكندرية، حيث أرسلت رسالة مكتوبة إلى الفنان الكبير، قرأها الأمير أباظة على الحضور، أكدت خلالها الفنانة الكبيرة أنه لم يمنعها من المشاركة في التكريم سوى السفر خارج مصر لأسباب خارجة عن إرادتها، وأوضحت خلال الرسالة أن الفنان الكبير هو شريك الكفاح في زمن حاربا فيه معاً من أجل صناعة السينما، مضيفة بأن جيلهم كان يعمل منذ أن يستيقظ وحتى يأتي ميعاد النوم، مؤكدة أنهما كانا يعملان في صمت بعيداً عن الصخب والضجة التي تصاحب أي حدث هذه الأيام، مشددة على أن الفنان الكبير لم يكن يبخل بجهده على أي أحد ممن هم حوله، وذكرت في حديثها مسرحية <الخديوي> التي قدماها معاً ومُنعت من العرض وقتئذِ.

وردّ عليها الفنان محمود ياسين بالشكر والثناء، ودعا لها بطول العمر وبأن يحفظها الله، مؤكداً أنها من أفضل الفنانات في تاريخ السينما.

محسن علم الدين: محمود ياسين أثرى السينما المصرية

أكد المنتج محسن علم الدين أن الفنان الكبير محمود ياسين لم يكن مجرد فنان عادي، بل كان منتجاً ومعلماً، وأثرى السينما المصرية إنتاجاً وتمثيلاً بالعديد من الأعمال التي لا تُنسى، موضحاً أنه فنان عظيم ومنتج كبير، وقال له في ختام كلامه <أنت في قلوبنا وعقولنا دائماً>.

مادلين طبر: محمود ياسين أول من استقبلني في مصر

أكدت الفنانة اللبنانية مادلين طبر أنها جاءت إلى مصر أول مرة وهي فنانة شابة، وكان قد عُرض عليها بطولة فوازير <الأدباء> على قنوات ART، وعندما سألت عن البطل علمت أنه محمود ياسين، الأمر الذي أثار دهشتها، لأنه فنان كبير وهي فنانة ما زالت في بداية مشوارها، وعندما سألته <هل أنت موافق على أن أقوم بدور البطولة؟>، كان رده عليها <انتي جاية شابة لغتك العربية قوية، وانا عاوز أشجع الشباب اللى بيحافظوا على اللغة العربية>، وتوجهت بالشكر له على أنه كان أول من استقبلها في القاهرة.

دموع نيرمين الفقي بسبب

 محمود ياسين

بكت الفنانة نرمين الفقي و قالت أثناء الحديث عن الفنان الكبير محمود ياسين، أنها فخورة جداً لأنها أول مرة تقدم افتتاح مهرجان كبير بحجم مهرجان الإسكندرية السينمائي ويصادف أن تحمل الدورة اسم فنان كبير مثل الفنان محمود ياسين، مؤكدة أنها تعتبره بمثال الأب الذي تتعلم منه، وسعيدة لأنها شاركت معه في بطولة <حكاوي طرح البحر>، داعية له بطول العمر والصحة، وأضافت بأن وراء كل رجل عظيم إمرأة، مؤكدة أن للفنانة شهيرة دوراً في نجومية الفنان محمود ياسين.

أحمد النحاس: حلمي بالعمل مع محمود ياسين تحقق

أكد المخرج أحمد النحاس أنه كان يحلم بالعمل مع محمود ياسين، وحكى عن بدايته الفنية ودور محمود ياسين فيها، حيث قال أن كمال الشيخ قال له عام 1972 <روح كلم محمود ياسين، زن عليه وهو هيشغلك>، وهو الأمر الذي حدث عندما تحدث مع محمود ياسين وطلب منه العمل، فقام بإعطائه أول فرصة للعمل في السينما في فيلم <على من نطلق الرصاص>، وحصل على وظيفة <حامل الكلاكيت> بمرتب 10 جنيهات فى الشهر.

ووقتئذٍ سأل محمود ياسين <انت ممكن تشتغل معايا>، فـــأكد له محمــــود ياسين أن النص لو كان جيداً فلا مشكلة في الأمر، وهو ما تحقق فيما بعد في فيلم <الطائرة المفقودة>.

مها أحمد: أنا بنت محمود ياسين

حكت الفنانة مها أحمد عن احتضان الفنان محمود ياسين لها في بدايتها الفنية، حيث كانت يومئذٍ طالبة في معهد الفنون المسرحية، فقد كانت إحدى زميلاتها قد رشحتها لرضا النجار لتؤدي دور ابنة محمود ياسين في <سور مجرى العيون>، ولكنها ذهبت للقاء المخرج وهي تضع <الميك اب>، الأمر الذي أحبطها بعدما أكد لها المخرج أنها ستؤدي دور ابنة محمود ياسين ولا بد أن تظهر بصورة ملتزمة، وطلب منها أن تأتي في اليوم التالي لتقابل محمود ياسين ولكن بدون <ميك اب>، فذهبت له في اليوم التالي وهي ترتدي ملابس عادية بدون <ميك اب>، وعندما شاهدها للمرة الأولى قال لها <تعالي يا بطة تعالي>، مؤكدة أنه عندما رآها أكد أنها هي التي ستؤدي دور ابنته.

وأكدت مها أنها تعلمت من الفنان محمود ياسين التمثيل والإلتزام وكيف تقف أمام الكاميرا، مؤكدة على سعادتها لأن أول أعمالها في مشوارها الفني كان مع الفنان الكبير محمود ياسين.

سامح الصريطي: بحثت كثيراً عن مفتاح شخصية محمود ياسين

قال الفنان سامح الصريطي أن كل إنسان له مفتاح شخصية، وقد حاول كثيراً أن يعرف مفتاح شخصية الفنان محمود ياسين فلم يدركه من كثرة الصفات الحسنة التي يتمتع بها، فهل مفتاح شخصيته هو دماثة الخلق أم الرزانة والوقار أم التمكن الفني أم الكرم والتواضع؟! مؤكداً أن الفنان الكبير يتمتع بسلسلة من مفاتيح الشخصية لا تنتهي أبداً.

عمر عبد العزيز: محمود ياسين

 جامعة تمثيلية

أكد المخرج الكبير عمر عبد العزيز أن محمود ياسين بالنسبة له ليس مجرد فنان كبير، ولكنه أيضاً شقيقه الأكبر، مشدداً على أنه لم يشعر يوماً من الأيام بأن محمود ياسين أحد النجوم الكبار من شدة تواضعه وكرمه، موضحاً أنه كان يساعده في عمله هو وغيره من المخرجين الذين عملوا معه عندما كانوا مساعدين مخرجين، ولم يكن يبخل عليهم بأي معلومة أو مساعدة، واصفاً الفنان الكبير بأنه جامعة تمثيلية.

طارق الشناوي: محمود ياسين ظهر بناء على طلب الجماهير

أكد الناقد طارق الشناوي أن الفنان محمود ياسين جاء بناءً على طلب جماهير السينما، موضحاً أن السينما المصرية في نهاية الستينات كانت تعاني من ارتفاع معدّل أعمار نجومها، الأمر الذي كان يدعو لظهور عدد من النجوم الشباب، وكان محمود ياسين أحد النجوم الذين اختارهم الجمهور للظهور.

وقال الناقد الكبير أن محمود ياسين كان يقدم في بعض السنوات 12 فيلما في العام الواحد، وهو أمر قد يراه البعض مبالغاً فيه، ولكن بالنظر إلى جودة هذه الأفلام سنجد أن أفلاماً عديدة منها قد دخلت قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

عمرو محمود ياسين: نجومية والدي سببت لي الكثير من الضغوط

أكد الفنان الشاب عمرو محمود ياسين أنه لم يكن يدرك في طفولته قيمة نجومية والده ولم يكن يعرف معناها، فقد كان يرى الناس تلتف حوله ولم يكن يعرف معنى السينما ولا الأفلام ولا غيرها من الأمور ولكنه كان يستغرب من ذلك الفعل، حتى أدرك فيما بعد أن نجومية والده أمر مهم جداً، ولكنها في الوقت نفسه سببت له كثيراً من الضغوط، وتحدث عمرو عن كثير من المواقف التي مر بها مع والده، وكيفية إحتوائه ومناقشته ومساعدته له في فهم كثير من الأمور، ضارباً المثل بموقف مر به في فترة مراهقته عندما طلب من والده أن يزوجه وهو في عمر الـ 18 سنة وتوقع أن يواجه انفعالاً، ولكنه وجد ردة فعل معاكسة حيث قام محمود ياسين بمناقشته في الأمر وتوضيح الكثير من الأمور الغائبة عنه.

شهيرة: محمود ياسين حاول <يعلقني>

في أول لقاء جمعنا

تحدثت الفنانة شهيرة زوجة الفنان محمود ياسين عن مشوارها مع الفنان الكبير ورحلة الكفاح التي خاضاها معاً، وأوضحت أنها رأته للمرة الأولى عندما كانت في معهد السينما وكانت تخوض أول تجربة فنية لها، حيث داعبته قائلة <كان كل همه أنه يعلقني>، موضحة أنها لم تكن تفكر في اي شيء وقتئذٍ لأنها كانت حزينة على والدها الذي توفي منذ أشهر، حتى أنها كانت تذهب للتصوير وهي ترتدي الملابس السوداء، مؤكدة أن الأمر تطور فيما بعد بينهما وتزوجا، وسبق الزواج قصة حب استمرت عاماً كاملاً.

وقالت الفنانة الكبيرة أنها واجهت مع الفنان الكبير أياماً جميلة وأخرى صعبة مثل أي ثنائي أخر، وتحملت معه الكثير من الصعاب، وكافحت معه حتى وصل إلى قمة النجومية، وأضافت بأنها حزنت بشدة عندما هاجمها البعض لأنها عادت للتمثيل بعدما انتهت من الدراسة في المعهد، منتقدة من هاجموها قائلين <زوجة محمود ياسين عايزة تمثل>، موضحة أنها في الأصل ممثلة قبل أن تتزوج محمود ياسين.