تاريخ من الاعمال الناجحة وأسطول من الجماهير الذين ارتسمت على وجوههم البسمات وسعدت قلوبهم بالضحكات بسبب سمير غانم على مر عقود قدم فيها حوالى ١٤٥ فيلماً وعدداً كبيراً جدا من العروض المسرحية، فصعد بنجاح فوق نجاح حتى صار رمزاً استثنائيا في الكوميديا في القرن الواحد والعشرين كله... كرمه اخيراً ومؤخراً المهرجان الأهم والأقدم في المنطقة العربية، مهرجان القاهرة السينمائي في دورته التاسعة والثلاثين حيث نال جائزة القديرة فاتن حمامة للتميز الفني... عن تكريمه وأحدث اخباره يحكي في السطور الآتية..
ــ بداية، كيف استقبلت تكريم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لك في دورته الـ39؟
- هو تكريم مهم جدا بالنسبة لي، وقد سعدت جدا به وكنت انتظره، وشعرت بفخر كون هذا التكريم من دورة تحمل اسم الفنانة الكبيرة فاتن حمامة، ومهداة ايضاً الى فنانة قديرة مثل شادية رحمها الله. وما أسعدني أكثر هو انني تلقيت بعد ذلك رسالة من زميلي ورفيق عمري جورج سيدهم الذي هنأني بكلمات رقيقة أثرت فيّ كثيراً إذ قال: <حبيبي سمير، تكريمك هو تكريمي لمشوار عشناه معا، فعندما تتوج لجائزة فاتن حمامة فهي تطوق عنقي، ادعيلي>.
ــ ماذا عن عرضك المسرحي الجديد الذي عرضته مؤخراً في جدة في السعودية؟
- العرض اسمه <سيبوني اغني> ويدور حول كواليس برامج اكتشاف المواهب التي أصبحت ظاهرة اليوم، وقد شاركني شعبان عبد الرحيم وطلعت زكريا، وهي المرة الأولى التي اعرض فيها هناك، والجميل أن الصالة كلها كانت مختلطة وأنا سعيد بتطور الأمور هناك، كما طلبوا مني تمديد الإقامة لكن ظروف حضوري مهرجان القاهرة السينمائي منعت ذلك.
المسرح والسينما ومسلسل <ميزو الرايق>
ــ لماذا اخترت ترشيح شعبولا وطلعت زكريا تحديداً؟
- أحب الاثنين، طلعت شاركني عدداً من الاعمال المسرحية وهو فنان كوميدي حقيقي ويضحكنا ويستطيع انتزاع الضحكات من الناس، اما شعبان فدمه خفيف وله شعبية كبيرة على مستوى الوطن العربي.
ــ لك تاريخ من الأعمال المسرحية الناجحة، هل يضحكك المسرح اليوم؟
- أنا أبسط الأمور تضحكني، لكن النجاح الحقيقي أن تقدم كوميديا تعيش وتستمر، ولكن الآن لا يوجد مسرح مبني على تقديم الرواية كما كان في السابق، وأعتقد ان ذلك سبب من الأسباب التي تجعل الاعمال المسرحية اليوم عمرها قصير.
ــ ماذا عن السينما، كيف تجد الثلاثي احمد فهمي وشيكو وهشام الذين ظهرت معهم في مشهد من فيلم <الحرب العالمية الثالثة>؟
- يضحكونني وأراهم غير متوقعين إطلاقاً، من الصعب وانت تشاهدهم ان تتوقع ماذا سيحدث او ما الذي سيفعلونه.
ــ هل لهذا السبب قبلت الظهور معهم في الفيلم كضيف شرف في مشهد واحد؟
- قبلت المشاركة في الفيلم لأن الفكرة أعجبتني حيث كنت ذاهباً لجلسة عمل تخص فيلم <حماتي بتحبني> وقابلني احمد فهمي وتحدث معي عن الدور وأخبرني أنني سأقوم بدور لواء شرطة سيعلن عن اختفاء الهرم، ولإعجابي بفكرة الفيلم وافقت فوراً وذهبت لتصوير المشهد في اليوم الثاني مباشرة. على العموم بالنسبة لي لو عُرض عليّ دور لمدة ٥ دقائق فسأقدمه، ولا تهمني البطولة المطلقة في السينما أو المشاركة لأنني <مسرحجي> من الدرجة الأولى والسينما دلع وزيادة نجومية.
ــ ما حقيقة استعدادك لتقديم مسلسل باسم <ميزو الرايق>؟
- بالفعل نعمل على كتابته حالياً وهو بمنزلة امتداد للمسلسل الشهير <ميزو> حيث يرصد حياة الشخص نفسه بعد مرور أربعين عاماً، وتدور أحداثه حول تغيّر شكله خصوصاً بعد الإفلاس والانفصال عن زوجته، ولكنه يمتلك عمارة يعيش بها وتحدث بينه وبين جيرانه العديد من المشاكل والمواقف المضحكة.
ــ وما سبب اختفائك عن السينما؟
- السينما وصناعتها لها حسابات مختلفة عن ذي قبل، فالمنتجون تغيرت أذواقهم ويتعاملون مع فنانين بعينهم، وانا لا أحب ان اعمل الا بمزاج .
ــ مَن مِن الممثلين الكوميديين يضحكك؟
- يوجد كثيرون من الشباب البارعين... احمد حلمي مثلاً خاصة ان له <استايل كوميديان>، واحمد مكي الذي أراه <لاسعاً> وطبعاً محمد هنيدي ومحمد سعد.
أنا وابنتيّ دنيا وايمي
ــ في رأيك، لو لم تحترف ابنتك دنيا التمثيل ماذا كانت ستفعل؟
- اعتقد انها كانت ستغني لأن صوتها جميل منذ الصغر وكنت ارى فيها مطربة مميزة، وحينما اختارت ان تمثل لم نتدخل انا او دلال، ولم يحدث في يوم ان قمت بالاتصال بأحد لأرشحها له، بل هي وأختها من سارتا كل الخطوات وحدهما دون تدخل منا لمنحهما الفرص، وفي رأيي ان نجاحهما واستمرار كل منهما دليل على امتلاكهما لموهبة حقيقية لا تحتاج توصية. وعندما دخلت دنيا وإيمي مجال التمثيل بدأت أعلمهما كل حرف، لكن لم تأخذا بآرائي إذ ان جيلهما يختلف عن جيلنا، وهما الآن بدأتا توجهانني، وقد حدث ذلك من خلال عملي معهما في الأعمال الدرامية التي قدمناها.
ــ قلت انك حريص على تقديم النصائح طوال الوقت لابنتيك دنيا وايمي في مجال الفن، ولكن ألم تتلق من اي منهما ملاحظات او انتقادات على عملك؟
- تلقيت ملاحظات بالفعل، فقد شاركت مع ابنتي دنيا في عملين مختلفين، وأثناء مراجعة <السكريبت> كنت أجدها تعترض على بعض <الافيهات> التي أقولها وتخبرني بأن هناك أطفالاً يشاهدون العمل وهم يتأثرون بالمضمون المقدم لهم بسرعة، فكنت احيانا اعدل على جملي بسببها. وبالمناسبة احياناً حينما احاول ان <اتفلسف> وأقول لواحدة من بناتي رأيي في أمر يخصهما، أجد في النهاية انهما هما الأصح لأنهما مدركتان معطيات المرحلة واحتياجات وميول جيلهما.
ــ كيف تشعر حيال <كايلا> حفيدتك من دنيا؟
- حفيدتي أنستني كل الأطفال لدرجة أنني نسيت شكل ابنتيّ وهما صغيرتان، فحينما انظر لحفيدتي لا أتذكر اي طفلة اخرى، هي فقط تملأ المشهد، واليوم تُمارس دلال معها الدور نفسه الذي كانت حماتي تلعبه سابقاً مع دنيا وايمي حيث كنّا نخرج انا ودلال لنعمل فيما تهتم والدة دلال بهما، واليوم دلال تفعل الأمر نفسه مع حفيدتها.
ــ كيف تقضي وقتك إن لم يكن في العمل او وسط اسرتك؟
- أحب ان اجلس وحدي كثيراً، ولا أحب ان اشاهد نشرات الأخبار او الاخبار السلبية، بل قد انزعج إذا قمت بالتقليب بين قنوات التلفزيون وشاهدت بالصدفة اخباراً سيئة.
ــ كيف ترى مستقبل مصر؟
- أنا حالياً متفائل، فالرئيس عبد الفتاح السيسي يعمل جاهداً وأدعو الله دائماً ان يحميه.
ــ ألم تفكر في يوم ان تعمل بالسياسة او تضعها جانب اهتماماتك كفنان؟
- أبداً، وحتى ان لم أكن فناناً، لكنت أصبحت ضابط طيار كما تمنى والدي، ولكن السياسة صعبة لأن المناصب كلها توازيها مسؤوليات ضخمة ومخيفة.