تفاصيل الخبر

سـمـيـــر جـعـجـــع زار الـسـعـوديـــــة كـزعـيــــم لـبـــنـانـي مـسيـحي لا كـمـــرشح رئـاســـي!

23/07/2015
سـمـيـــر جـعـجـــع زار الـسـعـوديـــــة كـزعـيــــم  لـبـــنـانـي مـسيـحي لا كـمـــرشح رئـاســـي!

سـمـيـــر جـعـجـــع زار الـسـعـوديـــــة كـزعـيــــم لـبـــنـانـي مـسيـحي لا كـمـــرشح رئـاســـي!

 

بقلم وليد عوض

SAM_5866 كل شيء في لبنان والمنطقة متروك الآن للزمن، بعدما استعصت الحلول على أكثر القادة والحكام. والمشكلة الأكبر على مستوى المنطقة هي تنظيم <داعش> الذي استطاع بإرهابه أن يصل الى السعودية ومصر وليبيا التي صارت له أرضاً خصبة. وأقوى دولة في العالم، وهي الولايات المتحدة، عاجزة عن دحر قوة <داعش>، ولاسيما في العراق، حيث تحلق طائراتها، ويسرح رجال مخابراتها. وتصل يد <داعش> الرهيبة الى قلب تركيا، الى مدينة <سروج> حيث عمدت الى تفجير انتحاري أسفر عن ثلاثين قتيلاً، وأكثر من مئة جريح. و<سروج> شهادة حسن سلوك للرئيس التركي <رجب طيب أردوغان> بأنه لا يقف خلف <داعش>، وإلا ما كان تحداه في عقر داره!

   <وداعش> يضرب في سيناء، وحتى في قطاع غزة، عقر دار حركة <حماس> حيث كانت له عدة تفجيرات تنفي عن <حماس> تورطها في أحداث سيناء. وما استقبال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لخالد مشعل رئيس حركة <حماس> إلا الدليل على ان <حماس> بريئة من دم ابن يعقوب في سيناء.. إلا ان قوة المواجهة من جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والسلطات الأمنية المصرية تحد من تمدد <داعش> وإن لم تستأصل جذوره..

   ونأتي الى الاستقبال الخاص الذي لقيه رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وهو استقبال لا يحظى به عادة إلا رؤساء الدول أو رؤساء الحكومات، وقد أراد الملك سلمان بهذه البادرة أن يقول للمسيحيين في لبنان ان السعودية حريصة عليهم، حرصها على المسلمين، وإذا كانت دول مسيحية المذهب قد تخلت عن هؤلاء المسيحيين، فإن السعودية لن تفعل، وحسبها في ذلك ان الرحالة اللبناني المسيحي أمين الريحاني كان أحد مستشاري الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود. وقد أراد جعجع بهذه الزيارة تقديم العزاء بالوزير الراحل الأمير سعود الفيصل، والتهنئة بعيد الفطر المبارك، وشكر السعودية على صفقة السلاح للجيش اللبناني.

   والترحيب بالدكتور جعجع تمثل أيضاً في حلول صورته مع خادم الحرمين الشريفين في الصفحات الأولى للجرائد السعودية، ومنها <الشرق الأوسط> الصادرة في لندن.

   وكانت كلمات الملك سلمان لضيفه رئيس القوات اللبنانية مختصرة، وقد أصغى الى الدكتور جعجع أكثر مما تكلم، ولكن نائبه الثاني في رئاسة مجلس الوزراء ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان تعاطى مع الدكتور جعجع في التفاصيل..

   ومن الخطأ تصوير مقابلة العاهل السعودي لرئيس القوات اللبنانية بأنها مساندة لترشحه للرئاسة في لبنان عن قوى 14 آذار. فليس عند المملكة السعودية مرشح رئاسي، بل هي تبارك كل ما يتفق اللبنانيون عليه في هذا الموضوع. فأهل البيت أدرى بما فيه، وأهل مكة أدرى بشعابها.

يا أهل لبنان.. اتفقوا!

   وقد تجلى هذا الفصل في المقابلة مع الملك السعودي عن معركة الرئاسة بقول سمير جعجع لأسماء الغابري مندوبة <الشرق الأوسط> في جدة عن تصنيفها له بأنه مشروع رئيس حتى النهاية، وان ملائكته في اللحظة الرئاسية ستكون حاضرة: <دائماً مشروع <ملائكة اللحظة> موجودة ولكن ما من أحد يستطيع التكهن بما سيحدث بالضبط. وليس في ذلك مشكلة. وانما المشكلة تأتي من أشياء أخرى ومؤثرات أخرى. نعم توجد عوامل داخلية مؤثرة في تشكيل الوضع النهائي لكن تأثيراتها تظل ثانوية قياساً بتأثير عوامل خارجية>.

   وأضاف:

   <وعلى سبيل المثال نجحت إيران في تعطيل الانتخابات الرئاسية في لبنان حتى إشعار آخر، مستخدمة في ذلك حزب الله اللبناني وهو الحزب الموجود على الأرض محمد-علي-جعفري-حسن-روحانياللبنانية، بينما يتلقى أوامره من وراء الحدود وينفذ المطلوب كما ينبغي من الطرف الذي يدعمه ويموله>.

   ومما قاله جعجع في هذه المقابلة:

    <بوضوح تام لم تقفز السعودية على الدولة في لبنان لتمول ميليشيا أو تنظيم مسلح، بل تحصر مساعداتها وجهودها في الدولة اللبنانية>.

   وهكذا يترك الدكتور جعجع <لحظة الملائكة> في انتخابات الرئاسة للزمن الذي يحل مكان القادة المقصرين، تماماً كما الزمن الآن هو الكفيل بالحفاظ على نبضات الاتفاق النووي بين إيران والدول الست. وها هو الرئيس الأميركي <باراك أوباما> يهدد باستخدام الخيار العسكري ضد إيران إذا خالفت نصوص الاتفاق وقفزت عليها!

   إلا ان إيران، حتى المدى المنظور، وإن تحفظت ضمناً على تجاوز الاتفاق النووي بعض الخطوط الحمراء، مثل اقتحام مندوبي وكالة الطاقة الذرية لمعاقلها النووية، مثل مفاعل <أراك>، فإنها ترى من جهة أخرى ان الاتفاق بعجره وبجره، يوفر لاقتصادها ازدهاراً لم تكن تحلم به، وهو تنافس الشركات الأميركية على الاستثمار في السوق الإيراني، وخلق فرص عمل للشباب العاطل عن العمل، وأول هذه الشركات التي أعلنت اقتحام السوق الإيرانية كانت شركة مطاعم <ماكدونالدز> التي قررت أن تنتشر على مساحة كل المدن الإيرانية، باستثناء مدينة <قم> ذات الطابع الديني الصرف مع مدرستها الفيضية التي تخرج منها الأمام المغيّب موسى الصدر.

   وتصوروا عدد فرص العمل من مطاعم <ماكدونالدز> في إيران!

 

حتى لا يكون استسلاماً

   وفرص العمل تحتاج الى استقرار، وهذا الاستقرار كانت بدايته قرار مجلس الأمن بتأييد الاتفاق النووي بإجماع أعضائه الخمسة عشر. وهذه الشرعية الدولية التي منحها مجلس الأمن لإيران حمل ثقيل، ومسؤولية جسيمة، بغض النظر عن موقف محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني وقوله ان بعض أجزاء الاتفاق النووي تجاوزت بوضوح الخطوط الحمراء للجمهورية الاسلامية خصوصاً في ما يتعلق بقدرات إيران العسكرية، وهذا ما لا يقبله أبداً!!

   ولا يبالغ المراقبون ان هم تعاطوا مع كلام محمد علي جعفري، المقرب من آية الله <علي خامنئي>، الرئيس الأعلى للجمهورية الاسلامية الإيرانية، على أنه متفق عليه مع الإمام <خامنئي> والرئيس <حسن روحاني>، حتى لا تبدو موافقة إيران جعجع-سلمانعلى الاتفاق النووي وكأنها.. استسلام، تماماً كوقوف ثلاثة عشر نائباً ديموقراطياً ضد الاتفاق النووي في الكونغرس الأميركي الى جانب المعارضين الجمهوريين.

   على كل حال دعونا نلتفت الى واقعنا المأساوي في لبنان، ونحاول أن نقتلع شوكنا بأيدينا، قدر ما نستطيع. فكرسي الرئاسة شاغر، ومجلس النواب ممنوع من التشريع، ومجلس الوزراء الذي التأم أمس الخميس يعاني مما يسميه البحارة <ريحا جوانية>، ولم يصل الرئيس تمام سلام، رغم واسع حكمته، وحسن تقديره للمواقف، الى حل مع الوزراء الذين يطالبون بأن لا يعلو أي بحث في مجلس الوزراء عن البحث في التعيينات الأمنية.

 

الفضل للنفايات!

   إلا ان الضارة النافعة في هذا الباب كانت مشكلة النفايات التي تملأ الآن شوارع بيروت والضواحي، بعدما قامت شركة <سوكلين> بإنقاذ ما يمكن انقاذه، لأن النفايات في النهاية تحتاج الى مطامر، ومطمر الناعمة ملغى نهائياً بدعم من الزعيم  وليد جنبلاط. فليس عدلاً أن يجري التعامل مع فريق من اللبنانيين مرتاح من النفايات وأخطارها الجرثومية، وفريق يتحمل وحده وزر هذه النفايات وما تسببه من أمراض، مثل أهالي الناعمة. فالنفايات الآن ستتقدم على التعيينات الآمنية لأنها تتعلق بالسلامة الصحية للبنانيين، ولا يجوز التفريط بهذه السلامة.

   وهناك تهمة <تواطؤ> ساقتها جريدة <النهار> صباح الثلاثاء الماضي ضد الذين يتعاطون مع ملف النفايات، ولكنها لم توضح طبيعة هذا التواطؤ.

   وثمة من يرى ان الدولة اللبنانية ارتكبت خطأ التقدير، عندما لم تتحسب ليوم السابع عشر من تموز (يوليو) الموعد النهائي لاقفال مطمر الناعمة، ولا أخذت بمبدأ <الحكم رؤية>. وكان العقل المدبر يقتضي بأن توجد الحلول قبل هذا التاريخ، بغض النظر عن الذرائع التي يتسلح بها وزير البيئة الصديق محمد المشنوق، ومنها عدم التعاون المطلوب في التعاطي مع هذا الملف. أي ان الرجل قام بما يمليه عليه واجبه، ولكن اليد الواحدة لا تصفق.

   وملف النفايات أيضاً متروك للجنرال زمان.. وعليه توكلنا من بعد توكلنا على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله!