هي من بسكنتا، حلبية الأم وابنة ابيها اللبناني. درست الاعلام والسياسة والتاريخ والمسرح لتعبر بثقة الى عقل المشاهد وعينه. سمر أبو خليل الاعلامية في <قناة الجديد> تأخرت في اطلالة استثنائية عبر الشاشة التي اعطتها من قلبها، فإذا بجديدها <سيّد القصر> يصنّفها سيّدة في قصر الاعلام البعيد عن <الرغي> والتقليدية. أقلقتها فكرة ان تبقى مكتوفة اليدين أمام استحقاق رئاسي على مستوى الوطن مع علمها المسبق بأنه قد لا يتمّ، الا انها ارادت ان تساهم في الحضّ عليه ولو على طريقتها فأقدمت على شرف المحاولة.
في <سيد القصر> برنامج ابو خليل الجديد، كسب المشاهد التعرف الى وجه آخر لسياسيينا اللبنانيين المرشحين للانتخابات وهم يلعبون الرياضة ويقومون بشيّ اللحم ويعترفون برسوبهم في <السرتيفيكا>، وكسب ايضاً وجهاً آخر لسمر نفسها بعيداً جداً عما رسمته لنا عنها جدية شاشة الاخبار.
على هذه الخلفية التقينا سمر وسألناها:
ــ كيف ولدت فكرة <سيد القصر> وهل كانت من وحي البرامج على الشاشات المختلفة حول الاستحقاق الرئاسي؟
- في <الجديد>، لم يغب الاستحقاق الرئاسي إن كان ذلك عبر برنامج الحدث الصباحي أو مع الزميل جورج صليبي في برنامجه يوم الأحد. لقد تناولت الشاشات المختلفة الشؤون الرئاسية بشكل كلاسيكي وعادي وكنت أفتّش عن فكرة أواكب فيها الحدث بطريقة مغايرة ولذيذة. كتبت الفكرة وعرضتها على مديرية الأخبار فطلبوا مني توسيعها، وما انقضى أسبوعان حتى كان <سيد القصر> عى الهواء. لقد قمنا بمغامرة كبيرة في هذه الانطلاقة السريعة وبدأنا بالترويج للبرنامج ولم يكن قد جهز منه سوى حلقة ونصف الحلقة اذا امكننا القول. هو برنامج يتطلب جهداً كبيراً من فريق العمل ومني بشكل خاص، فأنا مسؤولة عنه من ألفه الى يائه وأنا من اخترت له العنوان، مع علمي بالفيلم الوثائقي التاريخي حول السيدة نظيرة جنبلاط بعنوان <سيدة القصر> أيضاً. (وهناك فيلم مصري يعود للعام 1958 من بطولة فاتن حمامة وعمر الشريف يحمل العنوان نفسه).
ــ هل توقعت ان يحصد البرنامج وخاصة في حلقته الأولى مع الوزير السابق سليمان بك فرنجية هذا الصدى الواسع؟
- توقعت النجاح، لكن ليس الى هذا الحد. الناس تحب أن تتعرف عن قرب على حياة الزعيم أو المسؤول وبشكل خاص المرشح للرئاسة لانها شبعت من <التوك شو السياسي> العادي حيث يكرر الضيف نفسه على أكثر من شاشة في الأسبوع الواحد. كنت واثقة ان الجديد الذي سيحمله البرنامج سيلاقي رداً ايجابياً من قبل الجمهور وحتى من قبل الصحافة.
ــ الاعلامية مي كحالة انتقلت الى قصر بعبدا كمستشارة للرئيس عقب حلقة من برنامجها <أيها اللبنانيون> وكان ضيفها الرئيس الراحل الياس الهراوي. هل ستكونين <مستشارة القصر> بعد لقائك المرشحين الذي قد يضحي أحدهم رئيساً للجمهورية؟
-( تضحك).. يا ريت.. وتستدرك: <ليعطونا حقوقنا في هذا البلد وبعدها لكل حادث حديث>.
بانتظار الجنرال...
ــ شخصياً تتمنين ان تكوني مستشارة القصر لأي رئيس بين الذين التقيتهم في برنامجك؟
- حسب، الا انني أشعر أنني قريبة من افكار سليمان بك.. أشعر انه يمثلني كشابة وهو يملك الروح العصرية والعملية، الا ان هذا لا يعني ان دميانوس قطار لا يمثلني مثلاً بالمنحى الاصلاحي المتميز الذي يملكه..
ــ وهل تعتبرين الجنرال ميشال عون مرشحاً قوياً؟
- المنطق يقول انه المرشح الاقوى ولديه دعم وتمثيل مسيحيين كبيرين.
ــ يؤخذ على حلفائه عدم تسميته بشكل مباشر وبالاسم.
- اعتقد انه تكتيك، استراتيجية من قبلهم حتى لا يقول فريق 14 آذار عن العماد عون انه مرشح 8 آذار في حين ان العماد يطرح نفسه توافقياً.
ــ هل سيكون الجنرال عون ضيفك في احدى حلقات <سيد القصر>؟
- تواصلت مع الجنرال لساعة ونصف الساعة في الرابية، الا انه ارتأى أن يبقى بعيداً هذه الفترة، وهو فعلاً لم يجرِ أي حوار في هذا الشأن باستثناء لقائه مع قناة <الميادين>، وعندي أمل بإقناعه. الرئيس أمين الجميل رافض للظهور في أي حلقة، وكذلك حتى الآن الوزير السابق جان عبيد. جميعهم متريثون ولن أيأس وأعتقد ان الحلقة الاولى شكلت جرعة معنوية لي ولهم بعدما لاقت كل هذا القبول.
ــ كيف أقنعت سليمان بك بالظهور في الحلقة الأولى؟
- تواصلنا وقمت بزيارته في بنشعي. هي ليست المرة الأولى التي التقي فيها سليمان بك، وسبق ان كان ضيفي في حلقة استثنائية اثناء الانتخابات الفرعية في المتن العام 1988 عند العاشرة والنصف صباحاً وقد خصني بها. عرضت عليه فكرة <سيد القصر> فرحب بها اذ انها تشبهه لانه عفوي وبسيط وهو صادق وشفاف وكانت انطلاقتنا قوية معه. كان متجاوباً الى أبعد الحدود، وللأمانة هو الذي مدّ الفريق بالمعنويات مع كل التعب الذي كان يلم بنا، خاصة واننا كنا ننتقل من موقع تصوير الى آخر وقد تطلب ذلك وقتاً طويلاً وفي يوم واحد، الا اننا صممنا وإياه أن نبقى في الجو الجميل عينه الذي بدأنا به.
ــ هل تعتقدين ان المرشحين المتقدمين بالعمر نسبياً يريدون البقاء على الصورة التي يعرفها الناس عنهم ويريدون الاحتفاظ بـ<حديقتهم السرية> بعيداً عن الناس؟
- قد يكون ذلك سبباً، الا أن شخصية الضيف تلعب دوراً هي ايضاً بغض النظر عن العمر. وما أود ان اوضحه هنا ان هذا النوع من البرامج يتوقف عند شخصية الضيف ويختلف بحسب <الكاريزما> والحضور الذين يمتلكهما، لذلك يجري <تركيب> الحلقة وفقاً لهذا المفهوم اي وفق احترام طبيعة الضيف وتركيبته فيكون التفصيل على مقاسه ورغباته.. بينهم من يريد البقاء في الاطار الكلاسيكي ومنهم لا يتوانون عن ركوب الـ<أ تي في> و<لعب الكيك بوكسينغ> على الهواء.
أسماء <دو باز>...
ــ وزير الداخلية السابق زياد بارود لم يعلن ترشيحه ونجد اسمه في جميع البرامج التي تعنى بالموضوع الرئاسي. هل ستكون له حلقة من <سيد القصر>؟
- نعم، ونحن نحاول إقناعه. حتى الآن هو رافض ان يطل في برنامج حول الرئاسة وأعتقد ان موافقته لحلقة معنا ستؤدي الى اجمل النتائج ولا ريب في انها ستكون من اجمل الحلقات.
ــ ألا يتم الاتصال بكم من قبل مرشحين للظهور في البرنامج وهم خارج النادي المعروف للرئاسة؟
- بكل تأكيد، وهناك الكثير من الاتصالات في هذا الشأن. الا ان برنامجنا قصير الحلقات التي من المقرر الا يتجاوز عددها السبع الا انه اذا جرى التمديد لها فإن مرشحين آخرين سيطلون بالطبع. لقد اعتمدنا على الاسماء <دو باز> اي الاساسيين وطبعاً هناك اسماء عديدة ونتمنى ان تستكمل مع النائب هنري حلو وحاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة والنائب روبير غانم.
ــ والدكتور سمير جعجع، اول من رشح نفسه رسمياً وطرح برنامجاً للرئاسة، صورتم حلقة معه أيضاً ستبث الثلاثاء المقبل. ماذا تخبرينا عنها؟
- الدكتور جعجع انسان لذيذ، ابدى تجاوباً وتعاوناً كبيرين، وهو شخص متصالح مع نفسه وإن لم يكن متصالحاً مع جميع الناس او انهم غير متصالحين معه. كان واضحاً وصريحاً ولم يرفض الاجابة عن اي سؤال، علماً اننا كنا قاسين في اسئلتنا واعترف بأننا لامسنا حد الوقاحة حتى، اذ دخلنا معه في السياسة وفي ملفات الحرب ولم يعارضنا في اي سؤال او يتحفّظ. كذلك تحدثنا عن فترة السجن، وعن علاقته بالدين والروحانيات، وسمعناه يغني وأخبرنا كيف كان يعيش الميلاد وكيف يرتّل.. صورنا الحلقة على مرحلتين ذلك ان السيدة ستريدا لم تستطع ان تكون معنا وقت التصوير، فعدنا واستكملناها بتصوير آخر تطلب وقتاً لاعادة الجو نفسه والثياب ومواقع التصوير لتبدو وكأنها تمت في اليوم عينه.
<السيدة الاولى> و... الجمعيات
ــ تكلمنا عن المرشحين، ماذا عن زوجاتهم وهن يظهرن معك في الحلقات. هل هن متحمسات للقب <السيدة الأولى>؟
- بالنهاية هن واقعيات. يتابعن السياسة ويعرفن اللعبة، كل واحدة منهن تتمنى طبعاً ان يفوز زوجها بالموقع الاول. وما لمسته ان جميع اللواتي قابلتهن حتى الآن من السيدة ريما فرنجية الى السيدة مارلين زوجة الوزير بطرس حرب والسيدة جيزيل قطار يردن تغيير مفهوم السيدة الأولى في القصر فلا يكون دورها بروتوكولياً فقط بل فعالاً ووسط الشعب. هن يختلفن في نظرتهن للامور الا انهن يجمعن على العمل العام، وهن مجمعات على ان دور زوجة الرئيس يتخطى دور الجمعيات الخيرية بل يردن ان تكون عين الرئيس في الشارع ووسط الناس ونقطة وجوده في اي مكان لا يمكنه كرئيس الذهاب اليه.
ــ ما الذي فاجأكِ بمن التقيتهم من المرشحين.. أي بأمر لم تعرفينه عنهم سابقاً؟ لنبدأ بسليمان بك.
- فاجأني بكم الصراحة الكبير الذي يمتلكه. اعرف انه شفاف وواضح وكان منسوب ذلك في الحلقة أكثر مما توقعت فتكلمنا عن تفكيره بالانتقام، ومجزرة اهدن، وخصوصيات بيته.
ــ والوزير بطرس حرب؟
- الوزير حرب شخصية رصينة جداً وما فاجأني انه كان <شقياً> في صغره <يتشيطن> ويدبر المقالب، الامر الذي لم أكن اتخيله شخصياً عن هذا الرجل الذي يملك باعاً وله تاريخ طويل في السياسة ويدرك خبايا الامور وخفاياها.
تواضع دميانوس قطار
ــ والوزير دميانوس قطار؟
- تفاجأت بمحبة الناس الكبيرة له وبمدى تفاعل الجمهور مع حلقته.لفتني تواضعه الجمّ وهو عميق التفكير وعقله <بيوزن بلاد> وليس بلداً كما يقول المثل. كما انه اسس عائلة جميلة جداً.
ــ هل من شروط معينة أو قصقصة كثيرة لحقت بالمونتاج من قبل الذين التقيتهم حتى الآن؟
- أبداً باستثناء بعض المواضيع التي لا يريدون عرضها عبر الاعلام وهذا شيء نحترمه. لم نصور أبداً أمراً او نسجل كلاماً طلبوا حذفه. هم وضعوا ثقتهم فينا ونحن نعرف حدودنا جيداً.
ــ وهل من حلقة ستعدونها للمرشح الابرز السيد <الفراغ الرئاسي>؟
- (تبتسم).. طبعاً نفكر. هذه الحلقة اريد ان اقدمها ونحن نتداول في شأن <فخامة الفراغ>. طبعاً لن يمتد الحديث عن الفراغ طوال الحلقة الا اننا سنتحدث عنه بكل تأكيد.
ــ جميعنــــا يعــــــرف ان الـــــرئيس في لبنـــــان تنتخبـــــه عوامل خارجيــــة اولاً وداخليـــــة ثانيــــــاً. هـــــل سيكون للاعـــــلام دور في انتخابه برأيك، وهل يمكن للبرامج حول الرئاســـــة والاحصـــــاءات ومــــا الى هنــــــالك أن تـــــلعب دوراً في وصول الرئيس؟
- هذا صحيح،يبقى للعوامل الخارجية اثر كبير، خاصة وانه في لبنان لا ينتخب الرئيس من قبل الشعب مباشرة. وكثيرون يقولون ان هذه <البروباغندا> لا تقدم ولا تؤخر، الا انني اعتقد ان الرئيس المقبل يجب ان يكون رئيس النفوس لا رئيس النصوص بمعنى ان اي رئيس هو بحاجة لدعم شعبي، والا يكون كملك بلا رعية. تعاطف الناس ودعمهم له امر اساسي.
زيارة الراعي.. ومقدمة <الجديد>
- هذه أنا. لست جدية جداً كما اظهر على الشاشة وبالقالب الذي تفرضه علي اطلالتي في تقديم الاخبار. كذلك فأنا لست كلاسيكية، أحب المرح والضحك والطبيعة والرياضة.
ــ لو قدر لك امر واحد تطلبينه من الرئيس العتيد لتنفيذه ماذا يكون؟
- معالجة الوضع الاقتصادي المتردي في البلد وخلق فرص للاستثمار حتى نحدّ من هجرة الشباب والنوابغ وإلا فإن الكارثة ستكون كبيرة.
ــ هل تعتبرين ان فرصتك تأخرت في <الجديد>؟
- نوعاً ما، الا انها وصلت في النهاية واعتقد ان برنامجاً قصيراً كـ<سيد القصر> سيحفر بالذاكرة ويترك بصمته بقدر برنامج له من العمر خمس سنوات على الشاشة.
ــ طلبت عبر الموقع الخاص بك أن يعدل سيدنا البطريرك الراعي عن زيارته وهي مثار جدل الآن. لماذا؟
ــ الجميل في برنامج <سيد القصر> انه لم يكشف فقط الوجه الآخر للمرشحين بل لسمر أبو خليل ايضاً..
- عمري اسبوع فقط على <تويتر> وكتبت عليه <تغريدة> اتوجه بها الى البطريرك الراعي أناشده فيها بالقول: <يا سيدنا الراعي ابعد عنا هذه الكأس المرة>. انا أتفهم ان تلقى الزيارة كنسياً ورعوياً دعماً من اي مسيحي وبخاصة زيارة كنيسة المهد والناصرة الا ان الظروف لا تسمح الآن بذلك مما قد يطرح علامات استفهام حولها. الخوف ليس من جانبنا بل هو من العدو الذي سيكتب عنها ويستغلها ويستثمرها بالشكل الذي يريده فيسوق لها بمفهومه. الطائرة سوف تهبط في تل أبيب وسيكون هناك مسؤولون اسرائيليون على أرض المطار. نعرف ان للبطريرك اذناً خاصاً وجواز سفر فاتيكاني لانه كاردينال، الا ان ذلك سيفتح باباً للنقاش وقد يجعل آخرين يفكرون بزيارة مماثلة وستختلط الأمور. بالنهاية هذا امر كنسي وأعتقد ان لدى سيدنا البطريرك من الحكمة ما يكفي لاتخاذ القرار ايجاباً بالعدول عن الزيارة وأعتقد ان الاستمرار بها سيحمل البطريرك نتائج عدة.
ــ عدد كبير من السياسيين والاعلاميين ينتقد وجود مقدمة لنشرة أخبار <الجديد> معتبرين ان الاخبار لا يجب ان تطرح رأياً. ما رأيك وانت من اهل بيت <الجديد - غرفة الأخبار>؟
- هذا أسلوب <الجديد> والمقدمة صحية برأيي. نحن نبدأ بها ونضمنها الرأي السياسي، الأمر الذي يمنع الآراء السياسية من ان تطل من هنا وهناك في التحقيقات والاخبار المختلفة، فتأتي هذه اعلامية بحتة تعرض وتلقي الضوء بحيادية، في حين اننا نلاحظ ان نشرات الاخبار التي لا تبدأ برأي سياسي تنعكس الآراء داخلها من خلال التقارير والتحقيقات ومختلف التغطيات.