تفاصيل الخبر

”سمـايــل ليـبـانـــون“ 13 كومـيـديــــا لبـنانـيـــا فـــي لـيلـــــة فريـــدة مــــن الضحــــك: ”نضــــال“ تحــت ظـــــــلال الأرز!

12/07/2019
”سمـايــل ليـبـانـــون“ 13 كومـيـديــــا لبـنانـيـــا فـــي لـيلـــــة فريـــدة مــــن الضحــــك: ”نضــــال“ تحــت ظـــــــلال الأرز!

”سمـايــل ليـبـانـــون“ 13 كومـيـديــــا لبـنانـيـــا فـــي لـيلـــــة فريـــدة مــــن الضحــــك: ”نضــــال“ تحــت ظـــــــلال الأرز!

 

بقلم عبير انطون

 

ليس سهلا جمع نجوم الكوميديا في لبنان في ليلة واحدة انما الارز ومهرجاناته تكفلوا بالمهمة حتى يكون في ظلالهم المجد والعزة، وانما الابتسامة ايضا التي اصبحت عملة نادرة وبادرة مطلوبة في عز التأفف من أوضاع صعبة، حتى وان كانت هذه الابتسامة من عمق <شر البلية ما يضحك>، بحيث يستمد فنانونا الضحكة على حالنا انطلاقا من مبدأ <واضحكني.. بالتي كانت هي المأساة>!

 بين النجوم المميزين، كان لقاء <الافكار> باربعة منهم يمثلون اتجاهات مختلفة، فماذا قال لنا كل من شيخ الكوميديا <أبو سليم> القدير صلاح تيزاني؟ وبماذا علق كل من بيار شماسيان، ماريو باسيل، وشادي مارون، وماذا سيقدمون؟ في هذا اللقاء اسئلة واجوبة لم تخل من قفشات مضحكة..

 

 ليلية وطنية..!

سعيد هو <أبو سليم> بليلة فكر القيمون عليها بجمع من نشروا الضحكة أيام الزمن الجميل، ولاحقا في ايام عزّ فيها الضحك. يقول ان لفتة <مهرجانات الارز> حلوة، فمع استقطابهم لأسماء عالمية من خارج الحدود تطلعوا أيضاً الى فناني بلدهم. ما اختلفنا، تأتي لنا المهرجانات المختلفة بضيوف عالميين من كل اصقاع الدنيا ومن المفترض بنا ان نرحب بهم. لكن اللافت في <مهرجانات الأرز> انهم فكروا مع الليالي العالمية بليلة وطنية تجمع العديد من الوجوه الكوميدية المعروفة في لبنان، على ان يقدم كل شخص او فرقة صغيرة منهم سكيتشا فكاهية لعشر دقائق، ننهيها جميعا في أوبريت تحت عنوان <النضال> يشترك فيها الجميع.

 من فرقتي لم يتبق الا أسعد، يقول <ابو سليم>، وحالته الصحية ليست على ما يرام. أشارك بسكيتش صغير من دون كلام كثير، فاطلالتي هي شبه تكريم لي. المشاهد التي ستقدم <كويسة> والاوبريت الجامع في النهاية بين كل المشتركين له دلالاته، اذ يتناول النضال بوجوهه المختلفة، فالذي يهتم بعائلته ويرعاها هو مناضل، ومن يساعد اخيه الانسان هو مناضل.. النضال ليس جهادا في الحرب فقط انما هو اجتهاد في سبيل الحياة وافادة الناس.

شخصيا، يقول <ابو سليم>، كان النضال في حياتي هو بناء عائلتي وتربية الاولاد وزواجهم, اما النضال الأكبر فكان في عملي الفني كله، وبشكل خاص في تسلمي لمنصب امين صندوق نقابة الممثلين، وكان بين الزملاء ورفاق الدرب من أعطوا الكثير ويعتبرون تاريخا في مجالهم، فكنا نقف الى جانبهم في حال دخول المستشفى او الوفاة او حتى في تأمين المثوى الاخير لهم. نضالي الأشرس ايضا تجلّى في عملي في التلفزيون حيث دخلته آتيا من طرابلس من دون ادنى معرفة بقواعده، لا أفقه اي شيء عنه فتعلمت كيف يؤلفون له، حتى توصلت الى كتابة 2250 حلقة و900 حلقة اذاعية و17 مسرحية و4 افلام سينمائية باسم <ابو سليم> هذا فضلا عن عملي مع الرحابنة ومع العديد من الاسماء الكبيرة في المجال... بالنهاية كلُّ مركز يخلص الانسان له وينجح فيه يسمى نضالا، وكل مجتهد هو مناضل.

 

بيار والفرمان..!

مناضل مسرحي آخر هو بيار شماسيان، والذي لا يطوي اللبنانيون سيرة نجاحه مع فرقة <الساعة العاشرة> التي قدمت اعمالا تميزت بالرقي والابتسامة المثقفة السلسة والتي عرفت قبولا يفتقد اليه اليوم محبّو <الشانسونييه> بـ<طعمها الاصيل>.

عن ليلة الأرز يقول شماسيان لـ<الأفكار>:

- لقد تفاجأت للصراحة من الدعوة وتلبيتها من قبل الكوميديين، لانه سبق وجرت محاولات عدة لجمع عدد من الوجوه المعروفة في المجال و<ما مشي الحال>.

نسأله:

ــ لماذا <لم يمش الحال>؟

- لأن الـ<ايغو> الفنية طاغية للاسف، يجيب <بيار> وكل فنان يعتقد بانه الافضل، فيسأل عن موقعه في العرض وتوقيته الخ.. وانا كل هذه الامور لا تعني لي.

مضيفاً وهو يبتسم:

ــ <قلت، لنجرب ونشوف... طلعوا جديين.. وظبطت القصة.. انشالله تضلاّ ظابطة لآخر يوم..>.

ــ ما الذي ستمتّعنا به.. هل ستطل بشخصية جديدة تماما ام بكاراكتير سبق وعرفناه؟

يجيب شماسيان:

- كان اقتراح من اللجنة بما أنني معروف بشخصية <ام جورجيت> ان آخذها معي الى بشري، لكن <ام جورجيت> حضّرت هذه المرة فرمانا لن يكون موجها للبنانيين في الداخل انما لمن هم خلف البحار ومن يعيشون في الخارج، وأفضّل ان اتركها مفاجاة فلا أكشف كل التفاصيل.

 نصرّ عليه فيشرح قليلا بعد:

- سيتفاجأون كيف بات اللبناني يفكر بالنسبة لبلاد الخارج، كيف يتوجه للشباب، لمن يهاجرون ولا يجدون عملا.. من خلال الفرمان هناك حلم. اليس جميلا ان نطرح حلمنا عله يتحقق يوما؟

ولما نقول له باننا نستشف من <فرمانه> دعوة مبطنة للبنانيين للبقاء في بلدهم يجيب: بلى. فنكمل سؤالنا:

ــ وهل انت مقتنع فعلا بالدعوة للبقاء هنا، خاصة بالنسبة للشباب؟

يجيب بيار:

- <مش كتير>.. انا للصراحة، وحتى السنة الماضية كنت متفائلا جدا. لطالما قلت لمن يعرفونني بان لبنان بالنسبة لي ولافراد عائلتي هو نوع من الادمان. تصوروا ان ابني تخرج من سويسرا حيث تخصص فيها لخمس سنوات في ادارة الفنادق وقام بتدريب لعام كامل في اميركا وابى الا ان يرجع. رجوته الا يعود، وبمثل عمره، حلم الشباب كلهم هو اميركا.. هو كان فيها وعاد منها. كان الامر جيدا، لكن في السنتين الاخيرتين تراجعت الأوضاع بشكل غير مسبوق وها هو اليوم قد سافر الى <صربيا> وافتتح مطعما فيها... حرمونا من أولادنا. ليس لهم حق بذلك. ما في بصيص امل. حرام!

ونسأله مضيفين:

ــ ماذا عن المسرح، والسياح معتادون على ارتياده صيفا؟

فيجيبنا بان الوضع الاقتصادي منعكس عليه سلبا:

- هناك من يقومون باعمال مسرحية، وفي آذار (مارس) الماضي شاركت بـ<الشرّ الاوسط> مع جو قديح. لفترة شهر استمرت المسرحية بصورة جيدة، لكن اهم مسرحية اليوم لا تدوم اكثر من شهر.

 أما عن مسرحه وفريقه الذي كانت العالم تنتظره من عمل لآخر فان العودة اليه صعبة يقول بيار:

- في السابق كنا نحصل على موافقة الممولين والرعاة عبر الهاتف. اليوم <الراعي بدو مصاري>.

وعما اذا كان له بعض العتب على المهرجانات اللبنانية ودعوته لان تنتج للفرق العريقة في <الشانسونييه> يقول بيار:

- اسمي موجود في السوق منذ أكثر من 35 سنة ولي خبرة خمسين عاما على الخشبة. من الأكيد ان كل من ينظمون المهرجانات يعرفونني ويعرفون عملي وخبرتي ورقم هاتفي. المفروض ان يتصلوا بنا وليس العكس. لا أشحذ فنا، لم اقم بذلك في حياتي ولن اقوم!

نسأل بيار نهاية:

ــ من الاسماء الموجودة معكم في الليلة الشمالية من تحرص على متابعته او تجد فيه لمعة فنية مختلفة؟

- انا من متابعي <أبو سليم> منذ صغري، يقول مبتسما. ولما نلح عليه باسم آخر يختار نعيم حلاوي لأنه يحب حضوره.

<ماريوكا>.. بردانة

يلتقي ماريو باسيل مع <ابو سليم> وبيار شماسيان على <الفكرة الجميلة لمهرجانات الأرز>. كنت انوي من زمان القيام بها في مسرحي، يقول باسيل:

- وكل <كوميدي نايت> تقريبا كانت عبارة عن مهرجان كوميدي صغير اجمع فيه عددا من الفنانين تحت خط عريض معين. الفكرة جيدة، واحب كيف في اميركا وفرنسا مع <جاميل ديبوز> مثلا تقدم الـ<فو رير> (Fou rire) بحيث يجتمع من خلالها مختلف الكوميديين لتقديم ليلة حلوة.

 في لبنان ربما تطغى انانية الفنان ويصعب جمع الكوميديين وكل واحد بعقلية، فضلا عن ان السوق صغيرة والمنافسة موجودة. انه لأمر لافت من <مهرجانات الارز>، وبذلك تتمتع الناس وتستفيد من جمعة مماثلة ومن أكثر من مدرسة اذ لكل مشارك تاريخ وأسلوب..

 الناس بحاجة الى الضحك يقول ماريو وهذا مفيد للقلب والمزاج والعضلات. التنسيق بين المشاركين يتم عبر اجتماع أسبوعي تتم فيه <جوجلة> الأفكار على ان يجتمعوا في النهاية تحت راية <النضال> في مشهدية تحمل هذا العنوان وتقديمهم بأصواتهم نشيد <النضال> الذي كتبه نزار فرنسيس ولحّنه ميشال فاضل وقد سجلت موسيقاه في كييف بمرافقة الفرقة الفيلهارمونية. فالنضال من وجوهه أيضا البقاء في هذه الارض والعمل على اعادتها منارة الشرق، يقول ماريو، كنا الرواد فيه وعلينا ان نستعيد هذا الدور.

اما الدور الاول في الفقرة التي يقدمها فسيكون لـ<ماريوكا> الشخصية التي عرف بها. <ماريوكا ستكون بردانه في بشري والكل سيكون حاضرا لتدفئتها>.

 ولما نسأله ان كان <رح يقعد عاقل> في فقرته خاصة بعد ان اصبح رجلا متزوجا ومن محامية بشكل خاص، يجيب:

- <مش كتير> منهيا حديثنا اليه بضحكته المعروفة.

 

 شادي والفضاء..!

من الفضاء سيحط شادي مارون على <مهرجانات الارز>.. كيف؟ لـ<الأفكار> يرسم العناوين العريضة.

 تعرفون انه من خلال برنامج السهرة يطل كل كوميدي منا بعشر دقائق من <ال ستاند اب كوميدي>. استثنائيا انا وغابي وريمون صليبا واحدى الصبايا سنقدم سكيتشا اجتماعيا سياسيا، وقد استعنا بشربل شعيا الصديق، وطلعنا بفكرة حلوة تدور حول غزو الكائنات الفضائية للارض وتأثيرها على كل البلدان الا لبنان اذ لم يحدث فيه شيء ولم يلحق به اي أذى، لا بشري ولا مادي. حينئذ تقرر الكائنات النزول من كوكبها فاكون القائد ومعي مساعدتي حتى نعرف سبب عدم تأثر لبنان بأي شيء. نلتقي لما ننزل من كوكبنا بـ<أبو فخري> <البشراني> و<ابو توفيق> من الجبل، ويجري نقاش بيننا حول عدم تأثر لبنان وشعبه بطريقة مهضومة.

ونسأله:

ــ ما دام اللقاء سيكون مع <أبو فخري> من بشري و<ابو توفيق> من الجبل فانكم ستلعبون اذاً على اللهجات. الا تخشون من ردود فعل، وكانت لهجة اهل زغرتا التي استخدمها احد الكوميديين مثلاً مثار جدل وحتى رفض من قبل بعض اهل المنطقة؟

- بالعكس، نعتقد بانهم سيتجاوبون مع اللهجات بطريقة حلوة، ومن سيتابع السهرة سيكتشف ذلك.

شادي الذي يطل ايضا مؤخرا عبر فيديوهات كوميدية شبه يومية عبر احد المواقع الالكترونية لا يخشى من تكرار نفسه، حتى ولو كانت له اعمال في المسرح وفي التلفزيون ايضا مع غابي حويك الذي يشكل معه ثنائيا بات معروفا:

- من يحبك يلحق بك على الخشبة او في التلفزيون او حتى من خلال الفيديوهات الكوميدية مؤخراً. وهذه الفيديوهات، اتفق عليها شادي مع رئيس موقع <لبيانون فايلز> الالكتروني ربيع الهبر ويخبرنا قصتها: كان الاستاذ ربيع يحضر مسرحيتنا مع ماريو باسيل منذ أشهر وعرض علي فكرة كاريكاتور لثلاثة ايام في الاسبوع، فكانت الفيديوهات والاخراج لعماد ابو جودة، على أن نستمد الفكرة من حدث آني ويساعدني في الكتابة شربل سمعان أيضا فنتناول الخبر الابرز بوجوه مختلفة، فمع اشتداد الحر مثلا كان الفيديو عن الفنان وائل كفوري من خلال اغنيته <ليل وحر>.. الخ، ومن بعدها كان تعليق على الحرب <التويترية> بين الشيخ سعد ووليد بك.. الخ.

بغير فقرته وزملائه في السكيتش الذي يطل به في ليلة <سمايل ليبانون> يطل شادي ايضا مع <ماريوكا> في فقرة ماريو باسيل ويستعد معه لحفلات خارج المهرجان فضلا عن حفلات اخرى. اما الجولات خارج الحدود كالتي قام بها العام الماضي مع غابي حويك في فرنسا وادت في واحدة منها الى زواج الأخير بحيث تعرف على زوجته الحالية جراء احدى تلك الحفلات، فانه لا يستبعد ان تحدث في الخريف او الشتاء مع عودة المنتشرين لبنانيين وعربا الى بلدانهم..