تفاصيل الخبر

صمـــام القـــلب هـــو الــذي يسمـــح بتدفـــق الــــدم بـشـكــل صـحـيـــح، وأي خـــلل فـيـــه يشـكـــل خـطــــراً  

10/06/2016
صمـــام القـــلب هـــو الــذي يسمـــح بتدفـــق الــــدم  بـشـكــل صـحـيـــح، وأي خـــلل فـيـــه يشـكـــل خـطــــراً   

صمـــام القـــلب هـــو الــذي يسمـــح بتدفـــق الــــدم بـشـكــل صـحـيـــح، وأي خـــلل فـيـــه يشـكـــل خـطــــراً  

بقلم وردية بطرس

 

 الدكتور-ايلي-شماس

ما هو وضع صمامات القلب لدينا؟ وهل هي بأمان؟ أولاً يحتوي القلب الطبيعي على أربعة صمامات، وصمام القلب هو الذي يسمح بتدفق الدم من خلال حجرات القلب وذلك من خلال اتجاه واحد لا غير. وهذه الصمامات الأربعة تعمل في وضعها الطبيعي على مرور الدم في مسار واحد فقط عندما تفتح، مانعة ارتجاعه من خلالها متى حدث الانسداد، كما وتُعرف الصمامات من الناحية العلمية بالدسامات. وتوجد الصمامات في القلب لتفصل بين أجزاء القلب حيث يوجد صمام عند مخرج كل جزء من أجزاء القلب. وتعمل الصمامات للحفاظ على جريان الدم باتجاه واحد ومنع تسرب الدم بالاتجاه العكسي، فعند فتح الصمام يمر الدم من خلاله وعند انغلاقه لا يسمح بمرور الدم.

اذاً صمامات القلب هي المسؤولة عن سير الدم بشكل صحيح في مجراه، وتحدث مشكلة عندما يتوقف أحد الصمامات عن العمل، فقد يؤدي توقف أحد الصمامات عن العمل الى الكثير من الأخطار، أولها أنه ربما يعود الدم مرة أخرى عبر الصمام، وتحدث تلك الحالة عندما يزداد سمك الصمام فيحدث تضيق له، وتسمى تلك الحالة بالتكلس، ولكن يولد كثيرون بتلك الحالة، فانسداد الصمامات القلبية لا يعد من الأمور الخطيرة خصوصاً عند ولادة الأفراد بها، ولكن البعض يُصاب بتلك الانسدادات في الصمامات الخاصة بالقلب نتيجة لمروره بنوبة قلبية أثرت عليه مما تسبب في انسداد الصمامات القلبية، أو يكون مريضاً بالقلب ويتطور الأمر وصولاً الى انسداد الصمامات القلبية.

ويجب التذكير هنا ان الصمامات تصاب بأمراض مختلفة تؤدي الى تغير في تركيب الصمام مما ينجم عنه: تلف، تسمك، تكلس، تشوه في شكل الصمام مما يؤدي الى تحديد حركة الصمام وعدم قدرته على الانفتاح بشكل كامل مما قد يؤدي الى تضيق في المجرى واعاقة جريان الدم وهو ما يدعى بتضيق الصمام، أو حصول تهلهل في حركة الصمام وعدم قدرته على الاغلاق بشكل كامل وهو ما يدعى قصور الصمام، ويؤدي الى هروب الدم وجريانه الى الوراء. وهناك أنواع متعددة من التكلس في القلب فبعضها يحدث في صمامات القلب مثل الصمام الميترالي والاورطي ويؤثر على عملهما بالتضيق او الارتجاع، وهناك تكلسات تحدث في عضلة القلب بعد الجلطات الحادة، وهناك تكلسات تحدث في الغشاء البلوري المحيط بالقلب وهي تسبب عوارض تماثل عوارض فشل القلب من ضيق في النفس وانقطاع النوم وازدياد السوائل في الجسم، وهناك تكلسات تحدث في الشريان الأورطي (الابهر) وهي تزيد من مخاطر جلطات الدماغ، وأخطر هذه التكلسات هي ما يحدث في شرايين القلب لأنها دليل على نشاط معدل الكالسيوم وبالتالي زيادة معدل تصلب الشرايين.

أما أنواع الأمراض التي تصيب صمامات القلب فهي عديدة ومنها <التضيق الصمامي>، ويحدث هذا عندما لا يستطيع صمام القلب الانفتاح بشكل كامل بسبب وجود عائق يمنع عملية الفتح من الاكتمال، وإن تضيق فتحة الصمام تجعل القلب يعمل بجهد لضخ الدم مما قد يؤدي الى حدوث فشل القلب وعوارض أخرى. ويمكن لكل من الصمامات الأربعة ان تعاني من التضيق بشكل منفرد. ويطلق على حالات التضيق: <التضيق الثلاثي>، <التضيق الرئوي>، <التضيق التاجي> او <التضيق الأبهر> و<القصور الصمامي>، وتسمى أيضاً الارتجاع وهي ناتجة عن عدم الكفاءة او وجود <صمام راشح>، ويحدث هذا عندما يكون الصمام لا يغلق بإحكام، فإذا كانت الصمامات لا تختم جيداً يؤدي ذلك الى تسرب بعض الدم الى الوراء عبر الصمام غير المغلق، وكلما اشتد التسرب يصبح على القلب ان يعمل بجهد لتعويض الكمية الراشحة، مما يجعل كمية أقل تتدفق الى بقية الجسم، وبحسب الصمام الذي  يعاني القصور تكون خطورة الحالة.

أما <Tachycardia> أو تسرع القلب وأصل الكلمة تأتي من الكلمة اليونانية <Tachys> او السريع او المتسارع، و<Cardia> او القلب، فلا يشكل خطورة على حياة المصاب به... ان تسارع معدل ضربات القلب يعني زيادة معدل ضربات القلب وتجاوز المعدل الطبيعي لنبضات القلب (معدل ضربات القلب لدى شخص غير نشط او أثناء النوم) وهو يمكن ان يكون خطيراً وفقاً لسرعة الايقاع ونوعه.

ان معدل النبض الطبيعي يتراوح بين 50 و85 نبضة في الدقيقة الواحدة، وذلك بمعدل 72 نبضة عند الرجل، أما المرأة فالمعدل عندها يكون أسرع قليلاً حيث يتراوح بين 76 و80 نبضة في الدقيقة، كما ان هذا المعدل يزداد عند الطفل حديث الولادة الى 140، أما النبض البطيء الذي يتراوح بين 50 و65 أمر عادي عند كبار السن، وبغض النظر عن عمر الشخص، فانه يجب ان ينتظم النبض مع عمل القلب في انسجام، أما اذا وصلت نبضات القلب أثناء الراحة ودون اي مؤثرات عاطفية الى 100 نبضة بالدقيقة فهذا يصنف ضمن تسارع في نبضات القلب. وقد كان رئيس الوزراء الراحل تقي الدين الصلح مصاباً بتسرع ضربات القلب.

الدكتور شماس يشرح دور صمام القلب

فهل إن تسارع ضربات القلب يهدد حياة الانسان ام بالإمكان التعايش معه؟ وماذا عن دور صمام القلب والأمراض التي تصيبه؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها <الأفكار> على الدكتور ايلي شماس اختصاصي أمراض القلب والشرايين ونسأله أولاً عن <Tachycardia> وهل يقدر المصاب ان يتعايش مع هذه الحالة؟ <Tachycardia> يعني أن تكون دقات القلب سريعة، وهناك نوعان من تسارع ضربات القلب: 90 بالمئة لا تشكل خطورة على حياة المصاب، و10 بالمئة يستدعي الأمر اجراء فحوصات لمعرفة سبب حدوث ذلك، وغالباً ما يتعايش المريض مع هذه المشكلة ولكن يُفضل الا تكون دقات القلب سريعة، لأنه مع الوقت تضعف عضلة القلب وعندما يحدث ذلك يتأثر القلب بكل ذلك، إضافة الى شعور الشخص بانزعاج عند حدوث دقات قلب سريعة.

ــ وما هو دور صمامات القلب؟ وما هو عددها؟

- يوجد اربعة صمامات في القلب وهي: الصمام الثلاثي ويقع بين الأذين الأيمن والبطين الأيمن. الصمام الرئوي ويقع بين البطين الأيمن والشريان الرئوي. الصمام التاجي ويقع بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر. الصمام الأبهري ويقع بين البطين الأيسر والشريان الأورطي. وتعمل الصمامات للحفاظ على جريان الدم باتجاه واحد ومنع تسرب الدم بالاتجاه العكسي. والصمام لا يعمل بشكل صحيح اذا حدث انغلاق او انسداد، واذا لم يُضخ الدم بشكل صحيح يحدث تضيق في الصمام، وبكلتي Amoxicillin14الحالتين نعطي المريض أولاً علاجاً وفي المرحلة الثانية نلجأ الى اجراء عملية القلب. واذا لم يعمل الصمام بشكل صحيح تضعف عضلة القلب ويسبب للمريض المشاكل.

ــ وماذا عن عوارض مرض صمامات القلب؟

- يشعر المريض بضيق في التنفس وهو أبرز العوارض والذي يحصل عند القيام بمجهود عضلي ومع تطور المرض يضيق النفس بدون القيام بأي جهد، كما يشعر المريض بألم في الصدر يماثل ألم الذبحة الصدرية وذلك عند القيام بمجهود، وفقدان الوعي الذي قد ينتج أيضاً عن مرض الصمام الأبهر، كذلك يشكو بعض المرضى من التعب وانتفاخ القدمين.

ــ ومن هم الأكثر عرضة للاصابة بمشاكل في صمام القلب؟

- ان الأطفال هم الأكثر عرضة للاصابة بمشاكل في صمام القلب خصوصاً اذا أصيبوا بالبكتيريا او التهاب في البلاعيم. أما عند الكبار فاذا حدث معهم تكلس يُصاب الصمام بمشكلة.

ــ ولماذا يحدث تكلس في صمام القلب؟

- في هذه الحالة يلتصق التكلس بالصمام ويصبح  الصمام سميكاً وقاسياً ما يؤدي الى انسداده. وتتم معالجة التكلس من خلال الدواء ولكن اذا لم يُعالج نلجأ الى تغيير الصمامات (تغيير صمام القلب التاجي او الميترالي وهو اجراء جراحي يتم فيه استبدال صمام القلب التاجي المصاب بصمام صناعي ميكانيكي او بصمام مستخرج من الأنسجة البشرية) ونجري عملية القلب المفتوح، وطبعاً في لبنان بدأنا باجراء عملية الصمام الأبهر منذ سنتين. وعادة يحدث تكلس في صمام القلب عند المتقدمين في السن. وبالنسبة لاصابة كل من الرجل والمرأة بمشاكل في صمام القلب فحظوظهما متساوية رغم انه يُلاحظ أن المشاكل في شرايين القلب تزداد عند المرأة.

ــ واذا لم يُعالج صمام القلب عند حدوث خلل ما، فهل يؤدي الأمر الى الوفاة؟

- اذا لم يُعالج المريض يحدث تضخم في عضلة القلب ويحدث تورم في القدمين ويشعر بضيق في التنفس، فكل هذه العوارض تظهر عند المريض وتشعره بانزعاج ولا يجب التساهل مع الأمر لأنه يؤدي للوفاة اذا لم يُعالج. لا شك انه كلما تقدم الانسان في العمر يصبح عرضة للاصابة بهذه الأمراض، كما ان متوسط عمر الانسان ازداد وبالتالي تزداد العوامل التي تؤدي لحدوث هذه الأمراض وخصوصاً في الدول المتقدمة. ولهذا على المريض ان يستشير طبيبه عند ظهور العوارض التالية: ألم في الصدر، ضيق في التنفس، والدوخة. وبالتالي لا بد من استشارة الطبيب الذي يخضع المــــريض للفحص السريري ليرى ما اذا كان هناك انسداد في الصمــــام من ثم يخضعــــه للصـــــورة الصوتيــــة، واذا تبين أن المــــريض بحاجـــــة لعمليـــــة فيتم اخضاعه لعملية الصمام الأبهر، أما اذا كانت صحته جيدة فيُفضل اجراء جراحة عادية.

ــ وكيف نحمي صمام القلب؟

- لسوء الحظ لا نقدر ان نحمي صمام القلب ولكن ننصح دائماً باجراء فحص دوري مرة في السنة لتجنب الخلل وتفاقم الحالة، ولكي لا نضطر لإجراء عملية جراحية وما شابه.