تفاصيل الخبر

سماحة المفتي مع تحيات رمضان!

11/05/2018
سماحة المفتي مع تحيات رمضان!

سماحة المفتي مع تحيات رمضان!

بقلم وليد عوض

af86a5da2292a7f5d8da3f08dfc186ba_525435_highres

الأولون يضربون مثلاً بالرئيس الراحل رياض الصلح، طيب الله ثراه، ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد توفيق خالد الذي يحمل اسمه أحد شوارع بيروت، كثنائي واجه أشرس الظروف. وهل هناك ظروف أشرس من وصاية فرنسا وعسكر السنيغال؟! كان سماحة المفتي قوة سياسية ضاربة يحسب لها السفير الفرنسي <هنري بونصو> ألف حساب، ويحاذر الاصطدام بالخط الوطني الذي يمثله المفتي.

كانت سماعة التليفون هي الوسيط بين رئيس الوزراء القوي الحضور، وبين المفتي الذي وسعت عباءته لكل اللبنانيين. والمسيحيون إذا اشتدت بهم الكوالح، أتوا الى سماحة المفتي ليشكوا أمرهم. وقد خرق الزعيم الماروني الكبير اميل إده كل الجدران عام 1932 حين رشح رئيس مجلس النواب الشيخ محمد الجسر لرئاسة الجمهورية بعد انتهاء ولاية شارل دباس، وانضم إليه في هذا الطلب الزعيم الماروني الآخر حبيب باشا السعد، ولكن السفير الفرنسي ركب رأسه يومئذ لإسقاط اقتراح الشيخ بشارة، وحماية باريس من الانزلاق الى مثل هذه اللفتات!

الصورة نفسها، مع اختلاف الظروف السياسية تفرش ظلالها بين سماحة المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان والرئيس سعد الحريري الذي اصبح أفضل من يوازن في العلاقات بين المسلمين والمسيحيين، وفيما كان البطريرك السابق نصر الله صفير يحاذر استقبال لقاء مسيحي ــ اسلامي في صرح بكركي، يرحب سماحة المفتي دريان بكل ايجابية في عقد لقاء وطني لقادة الطوائف في الصرح البطريركي، ويستمد هذا الحضور من العلاقة المميزة بينه وبين الرئيس سعد الحريري، أشهر من حملته الجماهير على الأكتاف في العصر الحديث. والتشاور بين الرجلين دوار وكأنهما يقيمان في مكان واحد.

والمفتي البالغ من العمر 55 سنة يحمل إرثاً فكرياً يمده بالقدرة على مواجهة الصعاب واختراق السياسة الجامدة، فهو القاضي الشرعي لبيروت سابقاً، والرئيس والمدير العام للمحاكم الشرعية السنية العليا منذ العام 2005، ورئيس الهيئة الشرعية في البنك الاسلامي، ورئيس المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى، ورئيس مجلس القضاء الشرعي الأعلى، والمرجع الأعلى للأوقاف الاسلامية في لبنان، وبهذه الخصائص يدعى دائماً الى المشاركة في المؤتمرات والندوات في الدول العربية والاسلامية والأجنبية واخيرها مؤتمر اسلامي في دولة الامارات.

ويروى عن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب انه كلما كان هناك اتجاه الى قيام مؤتمر اسلامي سأل معاونيه: وهل وجهتم دعوة رسمية الى مفتي الجمهورية اللبنانية؟

والشيخ عبد اللطيف دريان لا يظهر جوهره إلا في الملمات. وما من تشابك بين القيادات السياسية في لبنان، إلا وكان فيه المفتي دريان هو الحل وجامع الشمل..

وبحلول شهر رمضان الفضيل يلوح ظل المفتي دريان، كصاحب مأدبة تجمع أهل السياسة في لبنان، ومعهم بيت الشاعر: <وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن أن لا تلاقيا>، ويبلغ اعجاب الأحبار بالمفتي دريان، ما قاله الشاعر القديم: <وأفضل منك لم تر قط عيني>، فيما يطوف على شفتي المفتي بيت الشعر الذي يقول: <جزى الله الشدائد كل خير/عرفت بها صديقي من عدوي>.

وكل رمضان وأنتم بألف خير.