تفاصيل الخبر

سليمان فرنجية أقرب الآن الى المرشح التوافقي من وجوده تحت سقف 8 آذار!  

26/11/2015
سليمان فرنجية أقرب الآن الى المرشح التوافقي  من وجوده تحت سقف 8 آذار!   

سليمان فرنجية أقرب الآن الى المرشح التوافقي من وجوده تحت سقف 8 آذار!  

بقلم وليد عوض

441 أمسكوا الخط البياني (الغرافيك) وتابعوا نقاط تحركات قادة العالم وأهل القيادة في لبنان، لتصلوا الى نتيجة فاصلة. رئيس وزراء بريطانيا <دايفيد كاميرون> ينتقل الى باريس يوم الاثنين الماضي ويجتمع بالرئيس الفرنسي <فرانسوا هولاند> ويعرض عليه القاعدة البريطانية <اكروتيري> في قبرص لتشارك في حملة التحالف الغربي ضد <داعش>. الرئيس <هولاند> يتوجه الى الولايات المتحدة لمقابلة الرئيس <باراك أوباما> والتنسيق معه في خطة مكافحة تنظيم <داعش> الذي تحول، بعد أحداث باريس يوم 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي من هاجس اقليمي الى هاجس دولي.

   وبعد واشنطن سينتقل الرئيس <هولاند> الى موسكو لتوحيد الموقف العسكري الروسي والفرنسي في سوريا، وإعطاء أمر قصر <الإليزيه> الى حاملة الطائرات الفرنسية الضخمة <شارل ديغول> لاطلاق طائراتها فوق الشمال السوري حيث يتمركز مقاتلو التنظيم الارهابي <داعش> والبحث في مرحلة الانتقال السياسي في سوريا وتحديد المعارضة السورية الواجب دعمها والتعامل معها، بعدما سكت الرئيس <هولاند> عن البحث في بقاء الرئيس السوري بشار الأسد أو رحيله، وتلاقى في ذلك مع الموقف الروسي.

   وقبل أن يستقبل الرئيس الروسي رئيس فرنسا <فرانسوا هولاند> توجه الى طهران، والتقى المرشد الاسلامي الأعلى السيد <علي خامنئي> لتعزيز الموقف الواحد من مجريات الأرض والأجواء السورية والتعامل مع دور الرئيس الأسد، بحيث لا يكون ذهابه شرطاً لإجراء المرحلة الانتقالية الموصوفة بستة أشهر، دون أن يكون هناك بحث في رحيل الأسد قبل أن يأتي موعد انتخابات الرئاسة عام 2017، إلا إذا أقنع الروس والإيرانيون الرئيس الأسد بالتنحي بعد اختيار من يمثله في المرحلة الانتقالية، ومن هو الرجل الذي سيخلفه على رأس السلطة في سوريا. وتوّج <بوتين> زيارته لطهران بنسخة نادرة من المصحف الشريف كانت في المحفوظات الروسية أهداها الى السيد <علي خامنئي>.

   وما كان <بوتين> يتوقع بعد زيارته لطهران أن رد الفعل الأطلسي على هذه الزيارة سيكون إسقاط طائرة <سوخوي> الروسية فوق الحدود السورية ــ التركية، واعتبر <بوتين> هذا العمل طعنة في الظهر، إشارة الى الولايات المتحدة والحلف الأطلسي الذي تعتبر تركيا من أركانه!

   وهذا الحادث سيكون له ما بعده عند <بوتين>!

   وعندما يعود الرئيس الروسي <فلاديمير بوتين> الى موسكو آتياً من طهران لاستقبال الرئيس الفرنسي <هولاند> يكون قد فهم الموقف الإيراني من طريقة انتقال السلطة في سوريا، ليقنع الرئيس <هولاند> بأن لا يقف سداً ضد بقاء الرئيس الأسد، وهو مقتنع بذلك، سلفاً!

 

<كيري> في المنطقة.. لماذا؟

   ولا ينتهي الحراك بين قادة العالم، ووكلائهم. فهذا وزير الخارجية الأميركي <جون كيري> يتوجه الى دولة الإمارات للاتفاق على تحديد قائمة بأطياف المعارضة السورية، ثم الى رام الله للاجتماع بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، ثم برئيس وزراء اسرائيل <بنيامين نتانياهو> دون أن يحمل معه مبادرة سلام جديدة بين الفلسطينيين والاسرائيليين، بل ما يحمله ينحصر في التصدي لتنظيم <داعش> بعدما استفحل خطره الارهابي، بعد حوادث باريس، وصار لكل من الحلفاء دوره في هذه المكافحة hariri-franjiehفضلاً عن تجميع صفوف المعارضة السورية.

   إذا جمعنا خيوط هذه التنقلات بين رؤساء العالم وقادته، وأنعمنا النظر في الاجراءات الأمنية الاستثنائية التي اعتمدتها حكومة بلجيكا برئاسة <شارل ميشال> ومن ذلك وضع شريط أحمر على مداخل محطات <المترو> لمنع دخول المواطنين، والقيام بمداهمات في عدد من الأماكن بحثاً عن صلاح عبد السلام المتهم بأنه وراء تفجيرات باريس يوم 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، فمعنى ذلك ان الخناق الدولي والاقليمي قد أحكم ربطه حول عنق تنظيم <داعش> وزعيمه أبو بكر البغدادي ومن يتفرع عنه من قيادات ارهابية.

   إنها حرب عالمية ثالثة. الأولى كانت ضد ألمانيا وتركيا عام 1914، والثانية ضد <أدولف هتلر> عام 1939، والآن ضد <داعش> مع اختلاف المواقع الجغرافية بين بحر وصحراء، ونوعية الأسلحة، بعدما ثبت للمخابرات الأميركية والفرنسية والبريطانية ان <داعش> يملك من الأسلحة المدمرة فوق ما يتصوره الخيال، وحسبنا في ذلك ما أعلنه رئيس وزراء ايطاليا <ماتيو رانزي> بأن <داعش> قد يملك طائرات بدون.. طيار!

الحريري وفرنجية وجنبلاط

   وحراك القيادات عدوى أصابت القيادات المحلية في لبنان. فمن أخبار اجتماع الزعيم الشمالي سليمان فرنجية بالرئيس سعد الحريري داخل بيت رجل الأعمال الزغرتاوي جيلبير شاغوري، ان الغرض من سفره الى باريس هو الاطمئنان على جيلبير شاغوري بعدما مر في ظروف صحية دقيقة، وتماثل للشفاء، ولكن انتقال نادر الحريري من بيروت الى العاصمة الفرنسية متغيباً عن طاولة الحوار في عين التينة بين تيار <المستقبل> وحزب الله، كان إشارة الى ان سليمان فرنجية استفاد من وجوده في باريس للاجتماع بالرئيس الحريري.

   وفي الطائرة الخاصة للنائب نعمة طعمة توجه الزعيم وليد جنبلاط ونجله تيمور، والوزير وائل أبو فاعور الى باريس للاجتماع بالرئيس الحريري، ومعرفة ما دار بينه وبين سليمان فرنجية.

   فما هي حصيلة كل هذا الحراك؟

   إنه الفرصة الذهبية للقادة اللبنانيين لدعم التكاتف الوطني في لبنان، والوصول الى اختيار رئيس للجمهورية لا يكون محسوباً على فريق ضد فريق. وفي رأي أوساط تيار <المستقبل> أن سليمان فرنجية محسوب في الأساس على قوى 8 آذار، أي تيار التحالف مع طهران ودمشق، لكنه خلال تمرسه بالعمل السياسي في الأشهر الأخيرة لم يكن المحازب العنيد لقوى 8 آذار، بل احتفظ لنفسه بهامش من الاستقلالية، وهذا ما شجع على طرح اسمه للرئاسة على أساس ان بيت فرنجية كان على طول الخط منفتحاً على المسلمين، وما انسحاب الرئيس سليمان فرنجية من الجبهة اللبنانية في أيامها الذهبية إلا الدليل على أنه لا يتحرك بدوافع مسيحية صرف بل بدوافع وطنية، وهذا يقتضي أن يكون قريباً من المسلمين، خصوصاً أنه لا ينسى أن الذي سوّق اسمه لرئاسة الجمهورية عام 1970 هما الرئيسان صائب سلام وكامل الأسعد ومعهما النائب عبد haririاللطيف الزين حين كانوا يؤلفون مع سليمان فرنجية كتلة الوسط.

تحالف القادة في لبنان

   وإذا كان قادة العالم يتلاقون لتشكيل تحالف دولي سياسي وعسكري ضد تنظيم <داعش>، برغم خلافاتهم الايديولوجية، فمن باب أولى أن يتحالف القادة اللبنانيون في مواجهة مصير الوطن، ومواجهة هذا المصير تقتضي التعجيل في انتخاب رئيس جمهورية لحماية لبنان من المجهول الآتي في المنطقة، ومن ذلك اتفاق واشنطن وموسكو على إنشاء كيان مستقل للتركمانيين عند الحدود السورية الشمالية، وإذا فتح باب الكيانات المستقلة أو الذاتية فهذه الريح قابلة لأن تضرب لبنان، ووحدة اللبنانيين هي التي تعطل هذه الريح.

   وحين نعلم ماذا دار في باريس بين الرئيس الحريري والزعيم وليد جنبلاط، فما علينا إلا أن نتابع تصريحات زعيم المختارة، وتغريداته على موقع <تويتر>. فهو بيضة القبان، أو رمانة الميزان بالتعبير المصري، وهو الرجل المطلوب لترجيح كفة أي مرشح رئاسي، ولاسيما إذا كان النائب سليمان فرنجية.

   هل اقترب فجر قصر بعبدا؟!

   كل ما يحصل من تحركات سياسية في العالم، وكل الموج العسكري الذي يضطرم في سوريا، ويجمع بين الأسطول الروسي وحاملة الطائرات <شارل ديغول>، وتقديم رئيس وزراء بريطانيا <دايفيد كاميرون> للقاعدة العسكرية البريطانية <أكروتيري> في قبرص للعمليات العسكرية للرئيس <فرانسوا هولاند>، يفتح الطريق لاتفاق اللبنانيين على اسم رئيس.

   وشو اسمك.. قل لي شو اسمك!