تفاصيل الخبر

سليمان اقترح والسنيورة صاغ والجميّل عدّل جزئياً وميقاتي وسلام وقعا بعد استبدال كلمات لم تغير المضمون!

07/04/2017
سليمان اقترح والسنيورة صاغ والجميّل عدّل جزئياً  وميقاتي وسلام وقعا بعد استبدال كلمات لم تغير المضمون!

سليمان اقترح والسنيورة صاغ والجميّل عدّل جزئياً وميقاتي وسلام وقعا بعد استبدال كلمات لم تغير المضمون!

 

الرؤساء-الخمسةفي المضمون، لم تكن رسالة الرؤساء الخمسة أمين الجميل وميشال سليمان ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام، إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، بصفته رئيساً للقمة العربية الثامنة والعشرين التي انعقدت في بلدة الشونة عند البحر الميت في الأردن، تحمل جديداً غير معلن في اليوميات السياسية اللبنانية وعناوين المزايدات التقليدية، أما في الشكل فقد كانت الرسالة ذات دلالات كثيرة لاسيما من حيث التوقيت وطريقة التعاطي معها من قبل موقعيها لجهة تجاوزهم السلطة الشرعية الممثلة برئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وقد سافرا معاً إلى الأردن في خطوة نادراً ما تحصل في العلاقة بين رئيسي الجمهورية والحكومة.

وعلى رغم التبريرات المتتالية التي صدرت عن موقعي الرسالة الخماسية لشرح الأسباب التي دفعتهم إلى اعتماد هذه الخطوة، فإن علامات الاستفهام ظلت ماثلة لدى الأوساط السياسية التي اعتبرت أن ما قيل في تبرير إعداد الرسالة وتوجيهها إلى رئيس القمة العربية، لا يلغي الخطأ الذي ارتكبه الرؤساء الخمسة والذي كان من الممكن تفاديه من خلال مبادرة جماعية، أو إفرادية، يقومون بها تجاه رئيس الوفد اللبناني إلى القمة، رئيس الدولة، الذي لم يقفل يوماً أبواب القصر الجمهوري في وجه الرؤساء الخمسة، منفردين أو مجتمعين، لاسيما وأن نسخاً من الرسالة أرسلت إلى رؤساء الجمهورية والمجلس والحكومة عشية السفر إلى عمان وبواسطة عادية كأي رسالة أخرى تصل إلى هذه المراجع من أي مواطن عادي أو مؤسسة أو جمعية!

 

ردود فعل مكتومة وأخرى معلنة

 

وبعيداً عن ردود الفعل التي انطلقت على الرسالة، ومعظمها لم يكن إيجابياً، فإن الأوساط السياسية المتابعة أصدرت أولى ردود الفعل من الرئيس بري في وقت آثر الرئيس عون تجاهل الحدث كلياً وأوعز إلى معاونيه والإعلاميين القريبين منه عدم التعليق على الرسالة لا سلباً ولا إيجاباً، من دون أن يخفي امتعاضه من الطريقة التي اعتمدت في توجيه الرسالة. أما الرئيس الحريري فكانت له سلسلة ردود فعل في العلن بدأت بالسؤال عن وقع الرسالة، وصولاً إلى إبداء الاستغراب المقرون بالأسف حيال هذه <الدعسة> الناقصة التي ارتكبها الرؤساء الخمسة. أما في غير المعلن فقد سمع محدثو الرئيس الحريري حول هذه المسألة عبارات قاسية ساقها بحق أحد موقعي الرسالة عبرت عن غضبه الشديد. وعلى جهة عين التينة كان الاستياء على أشده من مضمون الرسالة إلى حد الاستفزاز من مضامينها ومن الأجواء التي ولدت فيها، وذهب إلى حد البحث والتقصي عن أبعادها وخلفياتها، وبدا عاتباً على <صديقين> من الموقعين عليها هما الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس تمام سلام، لأنه يفهم الأسباب التي أملت على الثلاثة الآخرين بالتوقيع على الرسالة التي وصفها بـ<المفخخة>، لكنه لا يتقبل مضمونها. وسرعان ما فسّرت مصادر عين التينة موقف الرئيس بري بالإشارة إلى أن رئيس مجلس النواب يعتقد بأن الرسالة لم تأتِ من فراغ، بل ولدت في إطار سياسي معروف تم التمهيد له خلال عشاء أقيم في دارة الرئيس سليمان وجمع الرؤساء الأربعة مع صاحب الدار الذي تولى شرح الفوائد المرجوة من هكذا رسالة في توقيت انعقاد القمة وفي ظروف ملتبسة لموقف لبنان، ومواقف الدول الخليجية التي كانت تحفظت على بند التضامن مع لبنان في الإجماع على مستوى وزراء الخارجية العرب الذي انعقد في القاهرة قبل قمة الأردن بأسبوعين. وفي اعتقاد <أبو مصطفى> أيضاً أن ثمة من يريد التشويش على العهد وهو في بداياته للتشكيك بفائدة خياراته، وذلك لإحداث هالة من الشكوك حول مواقفه منذ أول الطريق، أو دفعه إلى خيارات لا يرغب في اتخاذها. أما لدى قيادة حزب الله، فكان الاستياء على أشده وإن كانت هذه القيادة لا تتوقع من بعض الموقعين إلا مواقف مماثلة، في حين استغربت مواقف آخرين.

وفي الوقت الذي روجت مصادر قريبة من أحد الرؤساء الموقعين، بأن الرئيس الحريري كان على علم مسبق بمضمون الرسالة، نفت مصادر مطلعة بـ<الأفكار> أن يكون رئيس الحكومة قد اطلع على الرسالة قبل نشرها في وسائل الإعلام، أو أن يكون سئل من أي من الرؤساء الخمسة الموقعين عن الموضوع، علماً أنه لو سئل لكان نصح بعدم توجيه الرسالة، والاكتفاء بتحديد المواقف عبر وسائل الإعلام، وهذا أمر طبيعي في بلد ديمقراطي مثل لبنان. وأكّدت المصادر أن الهدف من القول بأن الرئيس الحريري كان على علم بمضمون الرسالة، هو دق اسفين بينه وبين الرئيس عون بعدما باتت العلاقة بين الرئيسين <شهر عسل> دائم، ما صلّب التفاهم الحاصل بينهما على مواضيع كثيرة تجد طريقها إلى الحل السريع في مجلس الوزراء، واستطراداً لن يكون من السهل <اختراق> هذا التفاهم في الوقت الحاضر على الأقل وإن كانت المواقف السياسية غير نهائية بشكل عام.

 

هكذا ولدت وصيغت ودُفنت...

وتتحدث مصادر متابعة أن الفكرة التي ولدت في دارة الرئيس سليمان تولى بلورتها خطياً الرئيس فؤاد السنيورة والذين تناوبوا لاحقاً على التأكيد بأن الهدف لم يكن الإساءة إلى الرئيسين عون والحريري بقدر ما كان <دعم> مواقفهما حيال الدول الخليجية تحسباً من ردة فعل سلبية تستكمل هذه الدول فيها موقفها <الغاضب> من لبنان. أما العبارات المحدودة التي طلب الرئيسان ميقاتي وسلام استبدالها في نص الرسالة، فلم تتعد الكلمات الثلاث في ما خص <السلاح غير الشرعي>، بدلاً من عبارة <سلاح حزب الله>.

في أي حال، طويت الرسالة الخماسية ولم تُقرأ في قمة البحر الميت ولا هي وزعت كوثيقة على المؤتمرين، في حين ظلت تداعياتها السياسية تتنقل من مكان إلى آخر بعدما قيل إن الرؤساء الخمسة أرادوا <تصفية> حساباتهم مع العهد، وهو ما رفضه الرؤساء الخمسة جملة وتفصيلاً في رد بالمفرق على ما تردّد من اتّهامات والتي كانت أكثر حدة من حليف للخمسة هو الوزير نهاد المشنوق الذي اعتبر أن البيان - الرسالة يشكل خروجاً عن الحدود اللبنانية، <وهو خطيئة وطنية> إذ لا يجوز لأحد أن يبعث بيان إلى القمة عن خلاف داخلي لبناني>!