تفاصيل الخبر

  سلسلة تحديات تنتظر باسيل أبرزها ”مأسسة“ التيار والانفتاح على القاعدة وتفعيل ”التكتل“ ومصالحة الحلفاء!

02/10/2015
   سلسلة تحديات تنتظر باسيل أبرزها ”مأسسة“ التيار  والانفتاح على القاعدة وتفعيل ”التكتل“ ومصالحة الحلفاء!

  سلسلة تحديات تنتظر باسيل أبرزها ”مأسسة“ التيار والانفتاح على القاعدة وتفعيل ”التكتل“ ومصالحة الحلفاء!

عون-باسيل   إذا كان رئيس <التيار الوطني الحر> العماد ميشال عون طمأن مناصريه وهو يسلّم <أمانة> رئاسة التيار الى صهره وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، بأنه <باقٍ في ساحات النضال حتى اللحظات الأخيرة من عمره>، إلا ان ذلك لا يعني بأن الغطاء الذي وفّره للوزير باسيل في مهمته الحزبية الجديدة، يكفي وحده لنجاح <الرئيس الشاب> الخارج من صفوف <العونيين> وسنوات النضال في لبنان وباريس، لأن هذه الصفوف <خرّجت> كثيرين غيره من الذين كانوا يعتقدون أنهم <أحق> في رئاسة التيار أو تحمّل مسؤوليات قيادية حساسة. من هنا، فإن الوزير باسيل يجد نفسه ــ وفقاً لمصادر مطلعة في <التيار> ــ أمام سلسلة تحديات عليه أن يواجهها لإثبات <حضوره> في الحزب لاسيما وأنه رسم في خطاب التسلم الخطوط العريضة لبرنامج عمله والتي تعكس  تطلعات القاعدة العونية التي انقسمت عملياً بين الوزير باسيل والنائب آلان عون قبل أن <تتوحد> بقرار من العماد عون أمّن فوز صهره رئيساً للتيار بالتزكية.

 

<مأسسة> وانفتاح وتفعيل ومصالحة...

 

   ــ أولى هذه التحديات <مأسسة> الحزب ليتجاوز كونه ماكينة انتخابية وجمهور عريض يلبي نداء <الزعيم> عندما يدعو الى التحرك أو الاعتراض أو التظاهر. وهنا تكمن ــ في رأي المصادر نفسها ــ أهمية تطبيق النظام الداخلي الذي يقوم على سلسلة ركائز تحدد الواجبات وحقوق وطرق المحاسبة وآلية تقويم الممارسة ناهيك عن توزيع المسؤوليات وتفعيل الهيئات الحزبية الموجودة، وصولاً الى الانتخابات الحزبية الداخلية التي يعتبرها الكثيرون <المحطة الفاصلة> في أداء <الرئيس> الجديد الذي نجح في الوصول الى رئاسة التيار في ظروف يعرفها الحزبيون وغير الحزبيين. ولعل ردود الفعل الاعتراضية المحدودة التي تلت فوز باسيل بالتزكية، تعتبر من العوامل التي ستسهّل مهمة باسيل في تأمين التفاف المعترضين حوله لا عليه في الآتي من الأيام، وهذا ما سيبرز في التعيينات التي يفترض أن يتخذها باسيل وفي القرارات التي يفترض أن <تطمئن> المعترضين من دون أن تربك <الموالين>.

   ــ ثاني هذه التحديات يكمن في إقامة توازن بين <التعاطي في السياسة> من جهة، والانفتاح على القاعدة الحزبية المتجمعة في صفوف الطلاب والهيئات النقابية والمناطقية. صحيح ان الوزير باسيل جال خلال حملته الانتخابية على معظم المناطق اللبنانية والتقى الكوادر العونية فيها، إلا ان ذلك لا يكفي، في نظر المصادر نفسها، لأن انقطاع التواصل المباشر مع القاعدة وإهمال النقابات يفسح في المجال أمام دخول آخرين على الخط، فضلاً عن خسارة ناشطين نقابيين في مقدورهم إحداث تغير نوعي في أداء التيار وتأثيره، وذلك خلافاً لما كان حاصلاً حتى الآن إذ انحصر الحضور العوني على مواقف العماد عون ونشاط بعض وزراء <التيار>، وتراجع تأثير العمل النقابي والمصالح الطالبية التي بات الحضور المسيحي فيها معقود اللواء لـ<القوات اللبنانية> بنسبة عالية، يليها الحضور العوني المحدود والحضور الكتائبي النوعي. وتتحدث المصادر نفسها عن <شراكة> لا بد ان تتحقق في ظل رئاسة باسيل تحول دون اقتصار الجهد العوني على وزراء ونواب <التيار> بعيداً عن الهيئات الطالبية والنقابية، ما يستوجب إعادة توزيع لـ<المهام والمسؤوليات> لتكون المشاركة كاملة من القاعدة حتى القمة.

   ــ ثالث هذه التحديات تفعيل <تكتل التغيير والاصلاح> ليكون تكتلاً سياسياً منتجاً والحد تدريجاً من <التفرد> فيه وتوزيع المهمات على أعضاء التكتل وتسليمهم ملفات للمتابعة حتى يكون التكتل الذراع السياسية القوية لـ<التيار> خصوصاً في المؤسسات الدستورية وفي مقدمها مجلس النواب. ويقول المطلعون في <التيار> ان نشاط التكتل يقتصر حالياً على اجتماع أسبوعي وبيان أو اطلالة للعماد عون، في حين يفترض أن يكون فاعلاً أكثر وحاضراً من خلال نوابه في المناطق اللبنانية كافة لإقامة تواصل دائم مع الناخبين والمواطنين واستطلاع حاجاتهم وملاحظاتهم على أن تنعكس على مواقف <التكتل> ومداولاته.

   ــ رابع هذه التحديات، يتصل بشخص الوزير باسيل الذي عليه ــ وفق المصادر نفسها ــ ان يتجاوز الخلافات التي حصلت بعيد ترشيحه تم تزكيته، ويمد يده الى جميع العونيين (وإن كان ناداهم في خطاب التسليم <أيها التياريون> متفادياً عبارة <العونيين>) بالتزامن مع انفتاح أكثر على الحلفاء الذين لا يخفون <انزعاجهم> مما يسمونه <فوقية> الوزير باسيل، لاسيما وان الواقع يظهّر بوضوح <برودة> العلاقة بين باسيل ورئيس تيار <المردة> النائب سليمان فرنجية الذي لا يتردد في توجيه الملاحظات القاسية على أداء باسيل ومواقفه الاستعلائية، وكذلك الخلاف مع الرئيس نبيه بري الذي غذّته اضرابات مياومي الكهرباء خلال تسلم باسيل وزارة الطاقة والمياه، واستبعاد السفراء والديبلوماسيين القريبين من بري بعيد تسلم باسيل وزارة الخارجية والمغتربين، ولا يزال <جرح> التعاطي مع ملف الاغتراب مفتوحاً بين قصر بسترس وعين التينة والذي انتقلت عدواه أيضاً الى العلاقة بين وزير المال علي حسن خليل والوزراء العونيين في الحكومة السلامية.

   ــ خامس هذه التحديات، ضرورة تعاطي الرئيس الجديد لـ<التيار الوطني الحر> بواقعية مع الحياة السياسية والحزبية في لبنان، وعدم <تكبير الحجر> في الشعارات التي يرفعها والأهداف التي يضعها في مسيرته الحزبية الجديدة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر اعلانه انه لن يكون مسؤولاً عن مسيحيي لبنان فقط بل عن كل مسيحيي الشرق الذين يتعرضون لاضطهاد كبير في ظل التنظيمات الارهابية التي تتمدد حضوراً وممارسات، لأن مثل هذه المسؤولية ــ تقول المصادر المطلعة ــ لا يمكن أن تكون حكراً على حزب لبناني مسيحي واحد، بل يفترض أن تكون عملاً مشتركاً بين الأحزاب اللبنانية المسيحية أولاً، والاسلامية ثانية، والأحزاب المسيحية في دول العالم ثالثاً، برعاية فاعلة من الفاتيكان. ذلك ان اعلان حصر مسؤولية حماية مسيحيي الشرق بـ<التيار الوطني الحر> في لبنان فيها الكثير من المبالغة والادعاء. من هنا دعت المصادر نفسها الى عدم رفع السقف عالياً ومقاربة التحديات التي تواجه المسيحيين خصوصاً واللبنانيين عموماً، بواقعية و<تواضع>، لأن <احتكار> الدفاع عن المسيحيين يولّد ردود فعل عند المسيحيين الآخرين، ولاسيما منهم الحلفاء الذين لا يسمحون لأحد أن <يزايد> على مسيحيتهم!

  في أي حال، فإن ثمة من يعتبر أن طريقة الوزير باسيل في إدارة رئاسة <التيار الوطني الحر> هي التي ستحدد مسار هذا التيار في الآتي من الأيام.