يضرب به المثل في الالتزام، كما يضرب به المثل أيضاً في مثالية الاختيارات، هكذا حافظ النجم شريف منير على نفسه حاضراً وسط الغياب، ومتوهجاً في كل حضور، وكان لامعاً في فيلم <أولاد العم> مع منى زكي وأحمد عز.. في الحوار الآتي، حدثنا منير عن جديده الذي سيقدمه لنا في رمضان المقبل كما تحدث عن ذكرياته وأهم المحطات في حياته الفنية..
ــ ما هي أخبار مسلسل <ألف ليلة وليلة> الذي تصوره حالياً؟
- الكل يعلم أن حكاية <ألف ليلة وليلة> تقصها <شهرزاد> على الملك <شهريار> الذي ينام في نهاية كل حلقة، ولكن الأمر مختلف هذه المرة، فنحن نتناول تفاصيل <شهريار> مع الحكم والسلطة، ومن هو <شهريار>، والمسلسل مؤلف من 30 حلقة من <ألف ليلة وليلة>، ومقسم على ثلاثة أجزاء: الأول عن حياة <شهريار وشهرزاد>، وبعدها أحداث، وقصة مقسومة الى جزئين.
ــ ومن يشاركك العمل؟
- بطل الجزء الثاني أمير كرارة ومعه فنانة تونسية هي عائشة، ولها خط مرتبط بالأحداث داخل القصر وأثناءها.. يكون هناك وقفات ونتحدث عن الحكم والمؤامرات، ثم هناك 15 حلقة أخرى، بطولة آسر ياسين، ولم نستقر بعد على البطلة. والمسلسل مكتوب بشكل رائع، وشهرزاد هي نيكول سابا التي تقوم بدور مهم جداً، وتقع مسؤولية كبيرة عليها، والخدع في العمل على مستوى عالٍ جداً.
ــ كيف تقضي وقتك أثناء عدم انشغالك بالتصوير؟
- أنا لا أخرج كثيراً، وأجلس في البيت في أغلب الأوقات، وهذا الأمر يعود لزحمة الطرق. على عكس بداية حياتي، فقد كنت كثير الحركة.
ــ ماذا تخبرنا عن طفولتك؟
- كانت طفولتي جميلة وفنية أيضاً، أكثر من أثر فيّ أستاذة الموسيقى التي كانت تدرسني واسمها أمينة عبد الفتاح، وكانت في القسم الابتدائي وهي من نمّت إحساسي بالفن، وأدخلتني في فريق المدرسة الموسيقي وعزفت على <الأكورديون> و<الدرامز>، وكنت متهماً من مدرساتي الأخريات أن الموسيقى ستكون سبب فشلي. كان التعليم في وقتي حاجة عظيمة جداً سواء في علاقتنا بالأرقام وعلم الحساب، والنصوص الشعرية، أو حفظ القرآن، وكانت علاقتنا كمسلمين وأقباط في المدرسة دائماً علاقة جيدة، وفي المدرسة كنت أجلس أغلب الوقت في حجرة الموسيقى فترة طويلة، ومنذ ذلك الوقت، كبر معي موضوع الموسيقى إلى أن احترفت العزف الموسيقي سواء في فرق غربية أو شرقية ولعبت على آلة <الدرامز>.
ــ متى عملت بالموسيقى؟
- لعبت الموسيقى بشكل احترافي عام 1983، ولعبت مع العديد مــن النجـــوم الكبـــار، فبعـــد أن اهتممت بالمـــوسيقى الشرقيـــة عــــزفت مع الموسيقار الفذ عمار الشريعي، علي الحجــار، محـــرم فؤاد، محمد الحلـــو وكثيرين، واشتركت في حفلات الجامعات سواء جامعة القاهــــرة أو عـــين شمس. وعُرفت منذ الثانويــــة العامــــة في وسط الجامعات، وكان بيننا كفرق تنافس شديد، وكان الجمهور يومئذٍ يستمع جيداً للموسيقى.
الفضل لجاهين
ــ وهل جاء التمثيل صدفة في حياتك؟
- كان الأستاذ صلاح جاهين هو السبب، هو الذي دفعني للالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، وهو صاحب فضل كبير في حياتي، فقد أخلى من أجلي غرفة الصالون في بيته لعمل <بروفات> دخولي المعهد، وكان يحضر لي بنفسه الطعام، وكنت شبه مقيم عنده، وكان دائماً يردد: <أنت هتبقى ممثل كويس>، وكنت أجيبه قائلاً: <أنا أتكسف أمثل>، فقال لي: <أنت جواك ملكة الفن>، ودخلت قسم <الفنان الشامل> الذي أسسه المخرج القدير جلال الشرقاوي .
ــ وكيف نشأت علاقتك بصلاح جاهين؟
- كانت علاقتي به علاقة عظيمة جداً، ونشأت نتيجة لعلاقة الصداقة مع ابنه بهاء جاهين، ودخلت بيته، وعشت فيه لمدة 7 سنوات، وعرفت في البيت فنانين كثيرين، ورأيت عنده يوسف شاهين، وسعاد حسني وكنت أنا وكثيرون مثل سمية الألفي، وفاروق الفيشاوي، والعظيم الراحل أحمد زكي، وكانوا لا يزالون في بداية حياتهم، وأعتبر علاقتي بصلاح جاهين هي المرحلة الثرية جداً في حياتي، فقد تعرفت فيها الى كثيرين من الوسط الفني، وعايشت أفراح وأحزان وطفولة صلاح جاهين .
ــ صف لنا اللحظة التي وقفت فيها أمام الكاميرا لأول مرة؟
- بالطبع لم يكن الأمر سهلاً، لأنني وقتئذٍ كنت أول مرة أرى فيها كاميرا تلفزيون، فقد اعتدت على كاميرا السينما التي كنت أراها دائماً داخل الاستوديوهات على يد الشاعر صلاح جاهين وكثيراً ما شاهدت العظيمة سعاد حسني وهي في كواليس أعمالها وكان أولها فيلم <المتوحشة> لكنني استطعت أن أتجاوز هذا الخوف وأقدم دوراً جيداً في المسلسل.
ــ حدثنا عن ذكرياتك مع سعاد حسني؟
- كم هي فنانة عظيمة! جمعتني بها جلسات كثيرة وتعلمت منها الكثير على المستوى الفني، فسعاد حسني كانت فنانة ذكية في التعامل وموهوبة لدرجة كبيرة جداً كما أنها كانت تقيم حساباً لكل كبيرة وصغيرة في عملها.
ــ هل تتذكر أول أجر تقاضيته في السينما؟
- بالطبع، تقاضيت 150 جنيهاً عن دوري في فيلم <الاحتياط واجب> الذي قام ببطولته الراحل أحمد زكي ومديحة كامل.
ــ وهل مازلت تعزف الموسيقى في بيتك؟
- بالطبع من وقت لآخر. ففي بيتي <بيانو>، دائماً أجلس للعزف عليه و<درامز>، وأنا أحب الاستماع دائماً للموسيقى ولأغاني فيروز وأم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم، وأعتز جداً بموسيقى علي إسماعيل وزياد الرحباني، ومن أمنياتي مقابلة السيدة فيروز .
ــ هل تؤمن بدور ما يسمى بالحظ في الحياة؟
- أعتبر نفسي إنساناً محظوظاً جداً، وعندما أتاني الحظ، ربنا أعطاني القدرة على تحديد شكل قبولي للأعمال الفنية منذ أول خطواتي. فدائماً أدقق في شغلي منذ مسلسلي الأول <رحلة المليون> مع القدير محمد صبحي وحتى اليوم. قد أبقى سنتين في البيت بلا عمل في انتظار الدور المناسب، فقد تعلمت من أبي وأمي عندما أنزعج من حاجة: (بص> إلى الأقل منك)، وتربيت على القناعة وحب عمل الخير، وهي نعمة من الله .
ــ لو لم تصبح ممثلاً، ما هي المهنة التي كنت تختارها؟
- لو لم أكن ممثلاً، كانت كل طموحاتي إنشاء فرقة موسيقية كبيرة في أواخر الثمانيات، ولكن بعد العمل في التمثيل تركت الموسيقى وتفرغت للتمثيل.
ــ وماذا عن مدينتك المنصورة؟
- كانت مدرستي في القاهرة لكنني كنت أقضي إجازة آخر العام في المنصورة، وكان لي بعض الأقارب في قرى ريفية. لذلك اقتربت من حياة الفلاحين، كما أنني تعلمت منها الفن والثقافة. وفي القاهرة كنت أعيش في منطقة <منيل الروضة>، كان لدى الجيران <بيانو>، وكنت أحضر القداس مع جارتي القاطنة في الأعلى، وأنا أعتبر ان هذا المكان شكل مرحلة مهمة في حياتي .
أنا والأبراج
ــ معروف عنك اهتمامك بالأبراج، فهل هذا صحيح؟
- أنا من مواليد برج الثور وهو برج معروف عنه أنه برج عصبي، وأنا أعتبر الأبراج في الأساس علم فلك، ولقد اكتشفت أن الأبراج الواحدة تحمل سمات شخصية مشتركة، والدليل أن صديقي <الأنتيم> المنتج طارق الشوري هو من برج الثور وأشعر أننا متقاربان جداً، وكذلك الأستاذ عادل إمام ينتمي لبرج الثور، وأحياناً أجد طريقة تفكيري تتشابه معه في بعض الأمور .
ــ وماذا عن حياتك الأسرية؟
- تزوجت وأنجبت ولديّ أسما وفؤاد، ولي الآن حفيدة اسمها <لارا> هي ابنة أسما. أما عن فؤاد فهو يدرس الآن في الجامعة الكندية. وبعد وفاة زوجتي الأولى تزوجت وأنجبت فريدة وكاميليا وهما كل حياتي، وأحرص على رعايتهما وأربيهما بمفاهيم الرجل الشرقي المتحضر، وأنا أب ديكتاتوري والقرار في كل شيء يعود لي.
ــ هل لجأت الى طبيب نفسي يوماً؟
- لا، أواجه أزماتي النفسية بممارسة الرياضة وعزف الموسيقى أو السفر.
ــ هل الأدوار المختلفة التي تجسدها تؤثر على حالتك النفسية؟
- الدور يؤثر في نفسيتي كثيراً، ففي وقت تصوير فيلم <ويجا> كنت عصبياً جداً في البيت، وأثناء تصوير فيلم <عريس من جهة أمنية> مع عادل إمام، كنت سعيداً طوال الوقت، وخلال مسلسل <برة الدنيا>، كنت كئيباً جداً. فالشخصيات المركبة متعبة جداً، أعصابي عادة تصبح مشدودة جداً مع كل عمل، فمثلاً أثناء تصوير مسلسل <الصفعة> كنت مريضاً، ونومي من القلق أصبح غير منتظم.
ــ تجسيدك لدور الإسرائيلي في فيلم <ولاد العم>، ألم يقلقك؟
- دوري هذا كان مرشحاً له أكثر من فنان قبلي، وجميعهم رفضوه ، وأنا لا أخاف من الأدوار، فالذي يجسد مثلاً دور كافر، هو ليس كافراً في الحقيقة، وكنت أشعر وأنا أتكلم في الفيلم عن إسرائيل وكأنني أتحدث عن مصر وعن حبي لها.
ــ ماذا عن اهتماماتك السياسية؟
- لم يكن لي أي اهتمامات سياسية قبل الثورة. لقد بدأت التفكير في السياسة من أول ثورة 25 يناير، وقتئذٍ فقط بدأت القراءة والنظر بالخلفيات السياسية. وفي هذه المرحلة حدث كذب وتخوين للعديد من الآراء التي كانت تحمل رأياً مختلفاً، ولذلك بعد هذه الثورة، كنت أشعر بالكبت، لأنني حينما اختلفت في الرأي تعرضت للكثير من الهجوم، وبسبب تلك الفترة أصبت بمرض الضغط العالي، واتهمت بالتخوين، ولذلك كان الصمت لفترة معينة هو ملاذي .