تفاصيل الخبر

شمس صحافة الاغتراب في ذمة التاريخ!

08/06/2018
شمس صحافة الاغتراب في ذمة التاريخ!

شمس صحافة الاغتراب في ذمة التاريخ!

بقلم وليد عوض

الامير خالد بن سلطان

ختمت جريدة <الحياة> أزمة الصحافة بتوقيف نسخها الورقية في بيروت والرياض ولندن وباريس، وتركت صاحبة الجلالة الصحافة تودع واحدة من أهم صحف المنطقة وصحف العالم، بعدما كان لها شأو كبير، ووضع درامي بمقتل صاحبها المرحوم كامل مروة وراء مكتبه في شارع الخندق الغميق من بيروت، وكان أول شهيد في عالم الصحافة اللبنانية، قبل استشهاد نسيب المتني في شارع الشيخ بشارة الخوري عام 1958 بعدما سكتت جريدته <التلغراف> عن الكلام.

كان الزمان عام 1946، بعد ثلاث سنوات من حصول لبنان على الاستقلال، وعلى الخلاص من رقابة الانتداب الفرنسي وكان المندوب السامي الفرنسي <دو جوفينيل> هو خاتمة الأوصياء الفرنسيين على لبنان. ومن ملامح العدد الأول من جريدة <الحياة> بدا واضحاً أن منشئ الجريدة ابن الجنوب كامل مروة قد اختار للجريدة السلوك العربي والاسلامي، والارتباط بالسياسة السعودية وتحديداً بالملك فيصل بن عبد العزيز.وقد تنقل امتياز <الحياة> من يد الى يد، ومن جنسية الى جنسية، ضمن العقيدة العربية، فعمد الأمير خالد بن سلطان، نجل الأمير سلطان بن عبد العزيز، الى شراء امتياز الجريدة عام 1996، ووضع نفسه خارج التدخل في شؤونها طالما تجنبت انتقاد آل سعود، ولكن ليس معنى ذلك أن يستمر في تمويلها، إذا امتنعت عليها مصادر التمويل. وقد صدرت عن جريدة <الحياة> ثلاث نسخ: طبعة في الرياض، وطبعة في بيروت وطبعة في لندن.

وطالت ظروف الجريدة تغيير رؤساء التحرير من جهاد الخازن، الى غسان شربل، الى زهير قصيباتي، والثاني أي غسان شربل اختير رئيساً للتحرير بإغراء مالي متقدم لجريدة <الشرق الأوسط>، قبل أن تصبح رئاسة التحرير لزهير قصيباتي.

وفي جريدة <الحياة> شعاران لازماها طوال الصدور: واحد هو <قل كلمتك وامش> لابن الجبل اللبناني أنيس فريحة وكان مستشاراً للملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، ثم شعار: <ان الحياة عقيدة وجهاد> لأمير الشعراء أحمد شوقي. كما كانت فيها نكهة عهد <أدولف هتلر> الذي بدأ كامل مروة حياته الصحافية في كنفه على أرض برلين، مثله مثل نقيب الصحافة الأسبق عفيف الطيبي، وأنشأ في بيروت جريدة <اليوم> مع شقيقه وفيق الطيبي، وابن طرابلس سعيد بصبوص الذي اختير زمان الخمسينات مديراً لإذاعة لبنان، كما كانت أول جريدة اليكترونية في المنطقة، وأجبرت صحفاً بالجملة في لبنان على تحسين اصدارها بالورق والحرف الطباعي <لينوغراف> وفتحت بذلك المجال للنهضة الصحافية من لبنان، وكان المسؤول الكويتي الشيخ عبد الله المبارك داعماً لاصدارها.

فهل كان الأمير خالد بن سلطان يتكفل باصدار الجريدة حتى عددها الأخير؟

طبعاً كان يستطيع، ولكن ظروف الاصدار في لندن لم تعد متيسرة كما في الماضي، والجريدة التي ليس لها ارتباط بحكومات خارجية، عربية ودولية، لا تستطيع أن تكمل المشوار. كما ان تولي أحد أبناء الأمير سلطان بن عبد العزيز مسؤولية اصدار مطبوعة صحافية منوط بوضعه السعودي. ومن هنا كان تفوق جريدة <الشرق الأوسط> على جريدة <الحياة> بالامكانات والارتباطات، وكان انسحاب الأمير خالد بن سلطان من اصدار الجريدة أكثر بطولة من المتابعة.

ووداعاً يا أهم صحيفة تحت شمس الاغتراب!