تفاصيل الخبر

شـهــــادتـي لــــم تــــكن اتـهـــامـاً سـيـاسـياً إنـمـــا تستند الـى وقـــائع مـثـبتـة بالأدلـــة!

09/04/2015
شـهــــادتـي لــــم تــــكن اتـهـــامـاً سـيـاسـياً إنـمـــا تستند الـى وقـــائع مـثـبتـة بالأدلـــة!

شـهــــادتـي لــــم تــــكن اتـهـــامـاً سـيـاسـياً إنـمـــا تستند الـى وقـــائع مـثـبتـة بالأدلـــة!

 

المحكمة الخاصة بلبنان استمعت الى شهادات العديد من السياسيين اللبنانيين وستكمل جلسات الاستماع في التاسع من الشهر الجاري، والملاحظ أن الإفادات متقاربة في الاتهام السياسي للنظام السوري من خلال الضغوط التي كانت تمارس بحق الرئيس الشهيد رفيق الحريري فيما لم يقرب أحد من الشهود من حزب الله إلا الرئيس فؤاد السنيورة الذي قال إن الحريري أخبره عن محاولات لاغتياله من قبل حزب الله بعكس كلام SAM_0244 الوزير والنائب السابق باسم السبع، حيث قال ان لا اشتباك سياسياً بين الحريري وحزب الله، بل كان في دائرة حوار مستمرة. فماذا يقول بعض الشهود؟

<الأفكار> التقت النائب السابق الدكتور غطاس خوري الذي كان مقرباً من الرئيس الحريري وهو اليوم المستشار السياسي للرئيس سعد الحريري وسبق أن أدلى بشهادته أمام المحكمة، ولذلك كان هذا الحوار معه والذي تشعّب الى شؤون وشجون الوضع الداخلي، خاصة وانه صلة الوصل بين تيار<المستقبل> والتيار الوطني الحر من خلال الحوار الذي جرى بينهما سابقاً.

سألناه بداية:

ــ البعض انتقد شهادتك أمام المحكمة الدولية لورود مغالطات فيها، ما استدعى رداً من الأمانة العامة للمجلس النيابي ووصفها آخرون بمطالعة اتهام سياسي. ما هو ردّك؟

- أنا لم أقم باتهام سياسي، بل أدليت بوقائع مثبتة بالتواريخ وبالاتصالات الهاتفية، وعندما كنت أقول ان فلاناً هددني بالتليفون، يعني ان هناك اتصالاً حصل في تاريخ محدد، والناس يعتقدون انني كنت أوزع اتهامات سياسية لكن الأمر غير ذلك، وما قلته يستند الى وقائع مثبتة، ولو أردت الكلام بالسياسة، فالمحكمة متجهة لاتهام أشخاص آخرين غير النظام السوري، ولا أملك وقائع بهذا الخصوص، بل ما أملكه من وقائع أعطيته للمحكمة وأدليت به أمامها.

حديث السنيورة لم أسمعه

 

ــ الوقائع كلها تتعلق بالممارسات السورية ولم تقرب من ناحية حزب الله. فما سرّ ذلك؟

- لم تكن لديّ معلومات بهذا الخصوص أساساً، ولم تسألني المحكمة عن هذا الجانب، بل أجبت عن أسئلة محددة حول علاقة الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالنظام السوري، وما هي التهديدات التي كانت تصلنا والمواقف من التحالف الذي كنا نعمل على إنشائه.

ــ لماذا انفرد الرئيس فؤاد السنيورة بالإشارة الى تهديدات ومحاولات اغتيال من قبل حزب الله؟

- لو كنت سمعت مثل هذا الحديث من الرئيس الشهيد لقلته لكنني لم أسمع ذلك وهذا لا يعني ان هذا الحديث لم يحصل بين الرئيسين الحريري والسنيورة، فالمعلومات التي أملكها أدليت بها وأنا تحت القسم، وهي معلومات أنا متأكد من صدقيتها مئة بالمئة.

ــ وكيف تفسّر التناقض بين أقوال السنيورة والوزير السابق باسم السبع حول حزب الله عندما قال الأخير في شهادته إن الحريري وحزب الله لم يكونا في دائرة الاشتباك بل في دائرة الحوار؟

- كل سؤال له جواب في مرحلة معينة، وفي المرحلة التي سئل عنها الوزير باسم السبع عندما كان الرئيس الشهيد في حوار مع السيد نصر الله، فهذا صحيح، والهدف الوصول الى تحالف انتخابي، لكن بالنسبة للأمور التي جرت خلال السنوات التي سبقت الاغتيال، فكل شاهد أجاب عن المعلومات التي يملكها وهي وقائع جرت مع كل واحد من الشهود.

ــ البعض اتهم الرئيس السنيورة برمي هذه القنبلة لنسف الحوار الجاري مع حزب الله. فهل هذا وارد؟

- الرئيس السنيورة إذا أراد الاعتراض على هذا الحوار، يمكن أن يستعمل الوسائل المتوافرة بدون الذهاب الى المحكمة الدولية، فهو رئيس كتلة <المستقبل> ويؤخذ رأيه في كلّ المسائل، وهو قادر على ان يقول انه مع الحوار أو ضده. وبالتالي عندما اتخذ قرار الحوار إنما اتخذ من قبل كل قيادة تيار <المستقبل> بما في ذلك الرئيس السنيورة، والاجتماع بهذا الخصوص حصل في الرياض وكنا جميعاً موجودون بالإضافة الى الرئيس السنيورة، ولذلك لا أعتقد ان المقصود بكلامه الحوار.

ــ هل استكمال الحوار رغم السجال حول اليمن أيضاً يؤكد ذلك إذاً؟

- أكيد.. فما أراده السيد حسن نصر الله قد قاله، ورغم ذلك أكد ان الحوار مستمر وردّ عليه الرئيس الحريري وقال أيضاً انه مستمر. فالحوار ضرورة وطنية داخلية لبنانية أكثر من أي شيء آخر، وهدفه استيعاب كل الأحداث والانفعالات التي تحصل في المنطقة لتفادي حرب أهلية. وبالتالي تخفيف الاحتقان، وهذا الحوار ضرورة لتيار <المستقبل> كما هو ضرورة لحزب الله، وضرورة لكل اللبنانيين. فحزب الله يقاتل في سوريا ويتحاور معنا. ونحن إذا دعمنا عملية عسكرية في اليمن، فلأننا مع الوحدة العربية والقرار العربي الموحّد، فلا أحد له أي مأخذ علينا.

ــ وهل الحرص على الحكومة والحوار معاً ما دفع مجلس الوزراء لتفادي أزمة وزارية بسبب خطاب الرئيس تمام سلام في مؤتمر القمة؟

- صحيح، ووزيرا حزب الله سجلا موقفاً، لكن كل مكونات الحكومة موافقة على ما قاله الرئيس سلام، حتى انني لا أعتقد ان الرئيس نبيه بري يريد الخروج من الإجماع العربي ولا التيار الوطني الحر أيضاً يريد الخروج من الإجماع العربي. فمصالح اللبنانيين المرتبطة بالإجماع العربي خاصة السعودية تمنع على الحكومة اللبنانية أن تأخذ أي موقف آخر.

ــ هل هناك فارق بين كلمة الوزير جبران باسيل في مؤتمر وزراء الخارجية العرب وما قاله الرئيس سلام؟

- لا.. الوزير باسيل قارب الموضوع بطريقة مختلفة، لكن المضمون واحد حول الإجماع العربي.

ــ نعود لنسألك عما يتعلق بالرئيس السنيورة، وهل من المعقول ان يبكي الرئيس الحريري على كتفه، حتى اعتبر البعض ان ما قاله السنيورة فيه شيء من الإهانة للرئيس الشهيد؟

- الرئيس السنيورة قال هذا الكلام بصدق، وهو تحت القسم ولن أعلّق على الموضوع أكثر.

عون والرئاسة

ــ تعتبر صلة الوصل بين الرئيسين سعد الحريري والعماد ميشال عون. فإلى أين وصل هذا الحوار بينكما؟

- نحن فتحنا هذا الحوار، وهو أمر جيد، على الأقل يخفف الاحتقان بين مكونات التيار الوطني الحر وبين مكونات <المستقبل> وقوى 14 آذار، ولولا هذا الحوار لكنا في فراغ كامل، لأنه هو الذي أنتج هذه الحكومة. كما قارب هذا الحوار الملف الرئاسي في عدة محاور واجتماعات، ولم نصل الى تفاهم لأننا نقول انه بقدر ما يقترب العماد عون منا في السياسة، بقدر ما نقترب منه في الرئاسة، وحتى الآن لم يتبلور في السياسة أي موقف معبّر. وفي تقديري ان الحوار مفتوح ولا ينتهي إلا عندما يُنتخب رئيس للجمهورية.

ــ وماذا حصل في العشاء الذي جمع الرئيس الحريري والعماد عون يوم 14 شباط/ فبراير الماضي؟

- لم يتطرق العشاء الى موضوع الرئاسة بل تطرق الى كل المسائل الأخرى التي تهم الطرفين ومنها موضوع التعيينات الأمنية وما إلى ذلك. وكان الهدف من هذا العشاء البحث في إمكانية التقارب السياسي بعدما تقاربنا على الأرض وفي الحكومة وفي التعيينات الإدارية والأمنية، لكن في الموضوع الرئاسي، فالعماد عون طرح نفسه بأنه مرشح توافقي، وهذا يتطلّب منه أن يتخذ مواقف تعطي طمأنينة للطرف الآخر في 14 آذار، وليس في تيار <المستقبل>، وأن لا يظهر انتخابه كأنه هزيمة لفريق ونصر لفريق آخر، وحتى الآن هذا الأمر لم يتحقق. ونحن طرحنا الحوار معه وشجعنا القوات اللبنانية على أن تحاوره أيضاً وكل أطراف 14 آذار، لأنه إذا لم تقتنع كل قوى 14 آذار بالتقارب السياسي، فالأمور ستكون صعبة أكثر.

ــ يعني لا <فيتو> سعودياً كما قيل على شخص العماد عون؟

- لا <فيتو> على أحد وأي شخص يتفق عليه اللبنانيون يؤيده السعوديون، وهناك كلام بأن ما يتفق عليه الشيعة يصبح رئيساً للمجلس، وما يتفق عليه السنّة يصبح رئيساً للحكومة، وهذا صحيح لأنه لو لم يتفق الشيعة على اسم الرئيس بري لكانت 14 آذار اختارت اسماً آخر، لكن طالما اتفق الطرفان الأساسيان الممثلان للشيعة في المجلس على الرئيس بري، فلم يعد هناك إمكانية لاختيار اسم غيره، وبالتالي لو يتفق المسيحيون على أي اسم للرئاسة، فكل الأطراف الأخرى ستوافق، ولن تستطيع الاعتراض رغم ان الرئاسة موضوع وطني، إنما أيضاً لا بد من احترام البُعد المسيحي في البلد والتمثيل المسيحي في الرئاسة الأولى كمركز أساسي، فمن المفروض ان يصل المتحاورون المسيحيون الى قاسم مشترك وتحديد اسم من الأربعة الكبار الذين طرحوا في بكركي، وإما يتم التراجع عن هذا الشرط ويتفقون على رئيس تسوية والأسماء كثيرة.

 

لا بد من تفاهم رئاسي وتسوية

 

ــ وهل يمكن للتيار الوطني الحر والقوات أن يصلا الى اتفاق بهذا الشأن من خلال الحوار الجاري بينهما؟

- لا شيء مستحيلاً في لبنان، ولو كنا نقول انه منذ استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري سيتفاهم تيار <المستقبل> والعماد عون أو <المستقبل> وحزب الله من خلال الحوار بينهما، فهذا كان مستحيلاً، لكن الضرورات الوطنية تفرض اتخاذ قرارات أساسية، ونحن نقول ان هناك فرصة أمام اللبنانيين للتفاهم على رئيس وعليهم القيام بالمتطلبات التي تفرضها هذه الضرورة لانتخاب الرئيس، إذا لم يتفقوا الآن لا بد من طرف آخر خارجي يساهم في تقريب وجهات النظر والمساهمة في انتخاب الرئيس.

ــ يعني <دوحة 2>؟

- لا.. ليس بالضرورة عقد مؤتمر في الدوحة، إنما إذا حصل تفاهم إقليمي دولي يصبحون أمام خيار التوافق.

ــ الجولة الرئاسية رقم 21 مرت دون رئيس، فهل ننتظر الملف النووي الإيراني، أم الحل في سوريا؟

- دائماً ينتظر اللبنانيون عند كل استحقاق دور الخارج، رغم ان هذا الاستحقاق شأن وطني هو أبسط ما يكون لأن العقدة الآن هي أن اجتماع بكركي طرح ان يكون أحد الزعماء الأربعة الكبار رئيساً، ولكن هذا الاجتماع لم تتم متابعته بالشكل المطلوب، ولم يحصل اتفاق بين الأربعة الكبار، وبالتالي هناك دور للقيادات المسيحية كي تبلور مرشحاً من الأربعة على قاعدة سياسية معينة، بحيث ينتخب أحدهم وفقاً لمواقفه السياسية التي سيتخذها فيما بعد، لكن إذا لم يحصل هذا التوافق، لا بد من البحث عن مرشح آخر خارج إطارهم يستطيع أن يؤمن هذه الطموحات التي يجتمع عليها الأطراف الأربعة، وإلا فلا معنى للشروط التي توضع، خاصة وانه يبدو ان شرط وصول أحد الأطراف الأربعة غير متوافر وهناك استحالة لتنفيذ هذا الشرط ولا بد لمن وضع هذا الشرط أن يجد حلاً بغض النظر عن الاتفاق النووي الإيراني أو غير ذلك من ملفات خارجية.

 

غطاس-خوريعودة الحريري غير مشروطة

 

ــ يحكى أحياناً عن معادلة الكبار، بحيث يصبح العماد عون رئيساً للجمهورية والرئيس بري رئيساً للمجلس والرئيس الحريري يعود الى رئاسة الحكومة. فهل هذا أمر واقعي؟

- هذا حل على الورق، لكنه ليس حلاً منطقياً وطبيعياً، فالحل الطبيعي هو أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية وبعد ذلك تجري انتخابات نيابية تفرز تحالفات جديدة، وعلى ضوء هذه التحالفات، يصل رئيس المجلس وأيضاً يسمى رئيس الحكومة، والرئيس سعد الحريري لم يطرح عودته شرطاً للاتفاق على رئيس الجمهورية أو  شرطاً لإيجاد حل في لبنان.

ــ ولماذا لا يرجع طالما أتى يوم 14 شباط/ فبراير لمناسبة ذكرى اغتيال والده ولبنان يحتاجه؟

- الظرف الذي يحتاجه هو عند انتخاب رئيس للجمهورية، وبعدئذٍ تجري الانتخابات النيابية التي إذا أفرزت أكثرية مؤيدة للرئيس سعد الحريري يعود آنذاك رئيساً للحكومة.. هذه هي المعادلة ببساطة، وهي تستند الى الدستور، ونحن لم نفتش عن تسوية لكي يعود سعد الحريري الى لبنان، بل نريد لعودته ان تكون مناسبة لإيجاد تسوية تشمل كل البلد ولا تنحصر به فقط.

ــ وهل يحتمل كلام الوزير نهاد المشنوق عن العماد عون أكثر من معنى عندما قال ان لا رئاسة إذا كان عون رئيساً أو اختار الرئيس؟

- العماد عون ناخب أساسي بشكل أكيد، لكن العماد عون يصبح ناخباً وطنياً إذا وجد حلاً لترشيحه بالتفاهم مع الأطراف الأخرى، وإما أن يقترح حلاً للتسوية بين الجميع، ولا يوجد خيار آخر لكي يصبح رئيساً أو يدخل في تفاهم لاختيار أحد غيره.

ــ هل أنت متخوف من تدهور الوضع الأمني في ظل الحديث عن معركة الربيع في القلمون السورية قريباً؟

- هناك تفاهم حاصل بين اللبنانيين بدون أن يكون مكتوباً أو معلناً وهو ان الجميع لن يدخلوا في حرب داخلية، وهذا التفاهم هو نتيجة تعلّم الدرس من الحرب الأهلية التي <تنذكر ولا تنعاد> ونعيش اليوم ذكراها الأربعين، وهذا هو الأمر الذي يصون السلم الأهلي إضافة الى وجود عقلانية لدى أهل السياسية رغم الخلافات الموجودة بين الأطراف، لاسيما بين حزب الله وتيار <المستقبل> على اعتبار أن الطرفين يحرصان على تحييد الداخل عن الصراعات الإقليمية، إنما تحصين البلد يستوجب أولاً انتخاب رئيس للجمهورية وتعيين قيادات أمنية ثانياً، وإجراء انتخابات نيابية وتشكيل حكومة وحدة وطنية على اثرها.

ــ وهل أنتم مع تعيين القيادات الأمنية إذا تم التفاهم في مجلس الوزراء، أم تفضلون التمديد للقادة الحاليين؟

- لقد رفضنا إجراء الانتخابات النيابية في ظل الشغور الرئاسي، ونحن اليوم نقول ثانية إننا مع انتخاب الرئيس لأن هذا الانتخاب هو الحل لكل المشاكل. وسبق للرئيس الحريري ان قال للقيادات المسيحية انه في حال اتفاقها على رئيس، فنحن جاهزون لانتخابه ولا أحد يمانع أن يتفق اللبنانيون على هذا الأمر.