تفاصيل الخبر

سفيرنا السابق في واشنطن رياض طبارة: أعـــان الله الـــرئـيـس الـجـديـــــد عـلــــى الـتـحـديــــات الـكـبـيـــــرة بـإمـكــانــــــات صـغـيـــــــرة!  

04/11/2016
سفيرنا السابق في واشنطن رياض طبارة: أعـــان الله الـــرئـيـس الـجـديـــــد عـلــــى الـتـحـديــــات  الـكـبـيـــــرة بـإمـكــانــــــات صـغـيـــــــرة!   

سفيرنا السابق في واشنطن رياض طبارة: أعـــان الله الـــرئـيـس الـجـديـــــد عـلــــى الـتـحـديــــات الـكـبـيـــــرة بـإمـكــانــــــات صـغـيـــــــرة!  

بقلم عبير انطون

SAM_2006-----1

في بلد تبقى فيه الارقام والاحصاءات وجهة نظر لاسباب قليلها معلوم وكثيرها مخفي، حاول الدكتور رياض طبارة سفير لبنان الاسبق في واشنطن <التشمير عن زنوده>، وسبر غور الارقام ومقارنتها وتحليلها لما لها من ارتباط اساسي بفهم مشكلات المجتمع والعائلة اللبنانية ووضع الاسس السليمة لايجاد سياسات تجعل الامن الاجتماعي هو الاهم في سلم الاولويات. فما هي ابرز المشاكل التي تعاني منها الاسرة اللبنانية حاليا؟ هل نتجه لان نصبح مجتمعا هرما؟ اين موقع المرأة اللبنانية اليوم؟ ما اسباب تراجع الخصوبة؟ واين الحلول؟

مع السفير طبارة جولة في كل هذه الاسئلة، واطلالة على الانتخابات الرئاسية الاميركية، فمن سيفوز برأيه ولماذا؟

 من كتابه بدأنا أسئلتنا:

ــ ما الدافع الذي حدا بكم الى وضع كتابكم الجديد <لبنان ــ مشكلات انمائية وانسانية بالارقام>، كم تطلب من الوقت لاتمامه، ولماذا <احبطتم> اكثر من مرة وانتم تعدونه؟

- أمضيت سنيناً عديدة في الأمم المتحدة وكنت في البداية مسؤولاً عن السياسات السكانية في المقر الرئيسي للأمم المتحدة في نيويورك ومن ثم عن قضايا السكان، والتنمية الإجتماعية، وقضايا المرأة وغيرها في منظمة <الإسكوا>. كان لبنان في الإجتماعات الدولية والإقليمية يذكر دائماً كالبلد الوحيد في العالم الذي لم يقم بتعداد لسكانه منذ استقلاله، ولا يعلم بشكل موثوق حتى ما هو عدد سكانه ومواصفاتهم. في سنة 1996 قامت وزارة الشؤون الإجتماعية بمسح بالعينة للسكان وميزاتهم نتج عنه تقدير للعدد الإجمالي للبنانيين المقيمين بحوالى ثلاثة ملايين تبعه مسح مماثل السنة التالية قامت به إدارة الإحصاء المركزي وقدّر العدد بحوالى أربعة ملايين، وما زلنا نعتمد هذا الرقم الأخير رغم أن كل الدلائل تشير إلى أن الرقم الحقيقي هو أقل من ذلك بكثير. وهذا ينطبق على كل الإحصاءات الناتجة عن مسوحات أسرية (أي مبنية على أسئلة موجهة للأسر) بخلاف الإحصاءات المالية (مثلاً ودائع المصارف) أو التجارية (مثلاً الميزان التجاري). وغياب الأرقام جعل المسؤولين يستخفون بالرقم بلا حسيب، فيعطون الرقم الذي يناسب تطلعاتهم السياسية. وقد أخذت كمثال على ذلك في مقدمة الكتاب إحصاء البطالة الذي يشكل في كل بلدان العالم مؤشراً شهريا، وأي تغيّر بسيط جداً فيه يؤثر على السياسات الإقتصادية والمالية في البلد. فبالنسبة لإدارة الإحصاء المركزي نسبة البطالة سنة 2016 بلغت 10 بالمئة بينما بالنسبة لوزير العمل هي 25 بالمئة، انخفضت بسبب سياسات الوزارة من 32 بالمئة سنة 2015. كل ذلك دون أن يكون هناك أي مسح للبطالة منذ حوالى عقد من الزمن. هذه الفوضى في الأرقام، خاصة بالنسبة للمؤشرات الحساسة إقتصادياً، دفعتني لمحاولة جمع ما تمكنت من جمعه وتحليله من أرقام، إضافة إلى استعمال كل الطرق الإحصائية والديموغرافية المتاحة للوصول إلى تقديرات موثوقة إلى حد كبير، خاصة بالنسبة لمواضيع غير معروفة بشكل واسع ولكنها مهمة تتعلق بالإنماء والإنسان. أردت أن أذكر أن السياسات الإنمائية يجب أن تبنى على الرقم الصحيح وأن المشكلات يجب أن تعالج إستباقياً إذا أمكن وليس بانتظار أن تصبح أزمات فننتقل من أزمة إلى أخرى كما نفعل اليوم. خلال أكثرمن سنة أمضيتها في تحضير هذا الكتاب الصغير كنت أسأل نفسي إذا لم أكن في واد والدولة في واد، مما سبّب الإحباط الذي تكلمت عنه، ولكن لذة الكتابة وحب الإستطلاع تغلبا في النهاية.

اللبنانيات العازبات

ــ ما اهمية اصدار مثل هذا الكتاب حول المشكلات الانسانية والانمائية في مثل هذه الايام والظروف القائمة بالذات، هل هو بمنزلة جرس انذار؟

- نعم هو جرس إنذار، لأن هناك مشكلات كبيرة موجودة وأخرى في طريقها إلى أن تصبح أزمات، وذلك بسبب التغيّرات التي تحصل إجتماعياً وبالنسبة للأسرة اللبنانية. أحيانا يتكيف المجتمع معها وتحل المشكلة دون أي سياسة حكومية تتعامل معها. على سبيل المثال، هناك هجرة شبابية كبيرة من لبنان تتجاوز الـ 35000 مهاجر سنوياً (البعض يقدرها بأكثر من خمسين ألفاً) وهي بغالبيتها شبابية. في البداية، وحتى أوائل الألفين، كانت ذكورية بمعظمها ما أنتج عنها نقصاً في عدد الشبان في عمر الزواج نسبة للشابات وارتفاعاً كبيراً في عدد البنات العازبات في لبنان، فنسبة اللواتي لم يتزوجن أبداً من اللبنانيات البالغ عمرهن من 30 إلى 34 سنة مثلاً بلغت 14 بالمئة سنة 1970 ولكنها ارتفعت إلى 31 بالمئة سنة 1997. نتيجة لذلك، ولأن الفتاة اللبنانية تعلمت بشكل كبير خلال هذه المدة وتحررت بالنسبة لإمكانية السفر للعمل في الخارج، بدأت منذ بداية الألفية هجرة النساء العازبات ما أعاد بعض التوازن بين الجنسين فثبتت نسبة العزوبة بين النساء منذ ذلك الحين، ولا شك أنها بدأت تتضاءل مؤخراً. أما بالنسبة لكبار السن فهجرة الشباب جعلت هناك عدداً متكاثراً من كبار السن دون شبكة الأمان الإجتماعية التي كانت توفرها لهم عائلاتهم، إذ حتى لو حوّل لهم أبناؤهم أموالاً فهم لا يستطيعون أن يحوّلوا لهم العاطفة التي توفرها الأسرة المكتملة.

ــ ما الصعوبات الابرز التي واجهتموها في ما خص الاحصاءات والارقام تحديداً، ونعرف انها غير دقيقة او غائبة عن جداولنا ومصادرنا الرسمية، والبعض منها غير موثوق به؟

- طبعاً الصعوبة الكبرى تكمن في وجود أرقام رسمية متضاربة تتطلب أن يقوم الباحث بعملية تحقيق وتحر للتأكد من وجود أو عدم وجود أساس لهذه الأرقام. هذا يعني وقتاً ضائعاً ومحبطاً خاصة عندما نقارن هذا العمل بعمل مواز في أي بلد آخر. وما يزيد الأمور تعقيداً هو أن المنظمات الدولية كثيراً ما تتكل على إحصاءات الدولة، فتنشرها كما هي، وتبنى عليها دراسات خاطئة ما يتطلب أيضاً عمل تحقيق وتحر لمعرفة مراجع هذه الدراسات إلى ما لا نهاية. لذلك قررت في النهاية أن أهدي هذا الكتاب إلى زملائي الباحثين لما يعانونه في ملاحقة الرقم الصحيح.

عمر النساء اطول!

 

ــ لماذا يتجه المجتمع اللبناني كما ذكرتم الى التناقص في عدد سكانه والتقدم بالسن؟ ما هي ابرز العوامل المسببة لذلك؟

- الشعب اللبناني المقيم يتناقص ويهرم. يتناقص لسببين رئيسيين: الأول هو أن الخصوبة في لبنان أصبحت منذ مدة دون الإحلال، أي أن عدد الأطفال لكل إمرأة في المجتمع هو دون الـ 2، 2 المطلوب لكي تعوض المرأة عن نفسها وعن شريكها بولدين يعيشان لسن الإنجاب. هذه الحالة بحد ذاتها تنتج، ولو بعد مدة، انخفاضاً في عدد السكان. فيما السبب الثاني هو أن الإنخفاض حصل بسرعة بسبب الهجرة المكثفة من لبنان، خاصة هجرة الشباب الذين هم في سنوات الإنجاب. وهذا النقص في عدد الولادات يترافق دائماً بعملية تعمير، بخاصة عندما يبلغ الذين ولدوا أيام الولادات المرتفعة اعمار الشيخوخة، وهو ما يحصل اليوم في لبنان، لذا ستزداد أعداد كبار السن بشكل كبير بعد سنة 2020. فتقديرنا لعدد كبار السن (65 سنة وما فوق) يبلغ اليوم حوالى ثلاثمئة الف ولكن من المنتظر أن يصبح هذا العدد أكثر من خمسمئة الف بعد 20 سنة بينما ينخفض عدد سكان لبنان ككل. وأنا لا أعلم ما إذا كان القرار الأخير حول إدخال كبار السن في الضمان الإجتماعي قد أخذ هذه الحقيقة بعين الإعتبار.

ــ متى بلغ لبنان اوجه من ناحية الانجاب، في اية اعوام، ومع اية ظروف ترافق ذلك؟

- أعتقد أن الخصوبة في لبنان وصلت إلى أوجها قبل الحرب اللبنانية بمدة، ففي سنة 1970 كان متوسط حجم الأسرة يتراوح بين 4 و5 أشخاص ولكن هذا العدد لربما انخفض اليوم إلى أقل من 4. فلبنان، كما في كل بلدان العالم، حتى البلدان العربية، يشهد انخفاضاً في مستويات الإنجاب، ولكن ما يفرقه عن غالبية البلدان النامية، بما في ذلك العربية، هو أنه وصل باكراً إلى ما دون الإحلال. وأحد أهم الأسباب هو التعليم الذي دائماً يترافق مع انخفاض في الإنجاب، ودخول المرأة بقوة في العمل الإقتصادي، إضافة إلى نسبة العزوبة بين الشابات التي تكلمنا عنها سابقاً.

ضرورة تجهيز دور العجزة

 

ــ تطالبون بتوسعة دور العجزة بدءا من اليوم خاصة تلك المتعلقة بالنساء، علام استندتم في مطلبكم هذا؟

- إن عدد كبار السن، كما ذكرنا، يتزايد بسرعة فائقة بينما شبكة الأمان الأسرية تتراجع بسبب هجرة الشباب. النتيجة أن الإهتمام بكبار السن الذي كان يأتي تقليدياً من الأسرة قد فُقد إلى حد كبير ويجب الإستعاضة عنه بدُور كبار السن والعجزة. وعندما استفهمنا عن حالة هذه الدور وإمكانية استقبالها للأعداد المتزايدة من كبار السن قيل لنا أن هناك مدة انتظار وأن الأفضلية تعطى للحالات الملحة. هذا هو الحال اليوم، فما بالك بعد بضع سنوات عندما تبدأ أعداد المسنين بالإزدياد السريع كما شرحنا؟

ــ كيف يمكن ايجاز ابرز التغيرات التي تشهدها الاسرة اللبنانية اليوم، من خلال ما توصلتم اليه كنتيجة لكتابكم؟

- الأسرة اللبنانية كما ذكرنا تتغير بشكل سريع. يكفي أن نعلم أن نسبة الأسر المؤلفة من شخص أو شخصين أصبحت تشكل ما يقارب ربع الأسر. كانت هذه الأسر محدودة جداً في الماضي تتألف عادة من زوجين حديثين لم ينجبا أولاداً بعد، بينما هي اليوم تتألف بغالبيتها من شخص أوشخصين هاجر أبناؤهما أو من شخص لم يتزوج أبداً أو أرامل أو مطلقين. ويعتقد كثيرون أن عدد المطلقين يوازي عدد المطلقات بينما الحقيقة هي أن عدد المطلقات هو ضعف عدد المطلقين لأن الرجال يعاودون الزواج أكثر بكثير من النساء لأسباب إجتماعية. فيما النسبة نفسها تقريباً حاصلة بين الذين لم يتزوجوا أبداً في حياتهم. ولعل الأهم هو أن عدد الأرامل من النساء يبلغ عادة خمساً إلى ست مرات عدد الرجال الأرامل لأن النساء يعشن أكثر من الرجال بمعدل سنتين أو ثلاث، ولكن السبب الرئيسي هنا أيضاً هو أن الرجل الأرمل يعاود الزواج أكثر بكثير من المرأة الأرملة. لذلك فإن مشكلة التعمير والعيش بانفراد هي مشكلة نسائية بامتياز.

 

الجميع معنيون. .

 

ــ تشيرون الى ان عدد النساء في الجامعات اللبنانية يفوق عدد الرجال بحوالى 12 بالمئة. هل الامر سيف ذو حدين في انعكاساته الاجتماعية برأيكم؟

- هذا صحيح ليس فقط في الجامعات بل أيضاً على المستويين المتوسط والثانوي. ليس هناك دراسات في لبنان عن سبب هذا الفارق ولكن الدراسات في دول عربية أخرى تعزو ذلك إلى أن الرجال يتركون الدراسة للعمل أكثر من النساء. والملفت هو أنه، بسبب الإقبال الكبير للنساء على التعليم الجامعي، أصبح عدد النساء بين ما يسمى الإختصاصيين (المهنيين، والأساتذة، والقضاة وغيرهم) أكبر من عدد الرجال، رغم أن مشاركة الرجال في العمل بشكل عام تبلغ ثلاث مرات أكثر من مشاركة النساء. والأمر الملفت الآخر هو أن أعداداً متزايدة من النساء يدخلن في مهن كانت حكراً على الرجال كالطب والهندسة والقضاء، بينما أعداد متزايدة من الرجال يدخلون في مهن كانت حكراً على النساء كالتمريض والعمل الإجتماعي، ونشير هنا الى أن هذه الظاهرة تساعد على سد الفجوة بين دخل الرجال ودخل النساء.

ــ من المعني بايجاد الحلول... جهات رسمية، جمعيات مدنية، اللبنانيون والشباب انفسهم، الرئيس الجديد؟

- طبعاً الجميع معني بالتنمية الإنسانية، الأشخاص أنفسهم، والمجتمع المدني والدولة. ولكنني أعتقد أن اللبناني كشخص يعمل دائماً لتحسين معيشته حتى لو في المهجر، والمجتمع المدني، رغم قصوره واحتياجه للموارد المالية، فاعل في كثير من المجالات بينما الدولة التي تقع عليها المسؤولية الكبرى، خاصة على المستوى الكلي، مقصرة إلى حد كبير. أعان الله الرئيس الجديد لما أمامه من تحديات كبيرة وما لديه من إمكانات محدودة، ولكنني آمل رغم ذلك أن يخصص جهداً كبيراً لمعالجة الأمور الحياتية المتفاقمة للبنانيين وأن يشدد على السياسات الإنمائية الإستباقية حتى لا نظل نتنقل من أزمة إلى أخرى.

انتخابات اميركا!

ــ كدبلوماسي عريق وسفير للبنان في واشنطن ما بين عامي 1994 ــ 1997 ما رأيك بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، طرق سيرها، المناظرات. . لمن تتوقع الفوز ما بين <كلينتون> و<ترامب>؟ وهل من افضلية بينهما بالنسبة للشرق الاوسط وقضاياه؟

- الإنتخابات الأميركية الحالية ليست كسابقاتها من نواح عدة: أولاً مستوى النقاش متدن أخلاقياً إلى حدود كبيرة غير معهودة. ثانياً: العنصرية التي ظهرت في أحاديث المرشح الجمهوري <دونالد ترامب> هي الأخرى غير معهودة، والأمثال عديدة منها منع المسلمين من المجيء إلى الولايات المتحدة (عاد ولطفها قليلا)، ومنها أن اللاتين هم منحرفون جنسياً ومهربو مخدرات ومافيات ما يتطلب بناء حائط على طول الحدود الأميركية المكسيكية، ومنها أيضاً أنه يجب طرد مليوني مهاجر لاتيني غير شرعي قبل أن يحصلوا على الجنسية الأميركية، ودعوة الأوروبيين البيض للمجيء إلى أميركا والتجنس بجنسيتها.

ثم أضاف:

- أما الاكثر عمقاً فهو أن <ترامب> يمثل مشكلة تشعر بها أغلبية الأميركيين البيض وهي أنهم يفقدون السيطرة السياسية والثقافية على الولايات المتحدة. هذا الشعور مرده واقع على الأرض وهو أن نسبة البيض تتضاءل بسرعة في المجتمع الأميركي. فبينما كان البيض يشكلون 90 بالمئة من السكان سنة 1950 أصبحوا اليوم لا يشكلون سوى 62 بالمئة. وتشير الإسقاطات الرسمية الأميركية أن البيض سيصبحون أقلية بعد ربع قرن على الأكثر. ولعل الأهم هو فقدان البيض لقوتهم السياسية، ففي الإنتخابات الأخيرة سنة 2012 مثلاً نال <ميت رومني> 59 بالمئة من أصوات البيض ولكنه فشل في الإنتخابات لأن الأقليات من السود واللاتين والآسيويين صوتوا بنسبة أكبر وبشكل واسع لـ<باراك أوباما> الأسود. ومنذ ذلك الحين، أي خلال السنوات الأربع الماضية، ازداد عدد البيض 2 بالمئة مقارنة بأكثر من 10 بالمئة للأقليات المذكورة ما سيجعل قوة البيض الإنتخابية هذه المرة حتى أقل من المرة الماضية. هذه الحقيقة هي التي جعلت 90 بالمئة من مؤيدي <ترامب> من البيض، وهذه مشكلة سيكون لها أثر كبير في الأمد الطويل لأن قوة البيض السياسية ستكمل تراجعها ولا شك أن سياسيين غير <ترامب> سيستغلونها في المستقبل، خاصة وأن الحركات العنصرية التي تؤمن بتفوق العرق الأبيض في أميركا قوية وتزداد قوة مع الوقت. أما خسارة <ترامب> المرتقبة، خاصة إذا كانت بفارق كبير، كما هو منتظر اليوم، فلا شك أنها ستصب الزيت على النار، وقد تتسبب بحركات عنف، خاصة إذا اعترض <ترامب> على نتائج الإنتخابات كما هدد مراراً، وطالت بالتالي مدة حسم النتائج.

ثم ختم السفير طبارة حديثه قائلاً:

- أما بالنسبة للشرق الأوسط فإن <ترامب> لن يواجه الروس بل سيتركهم يسرحون ويمرحون في المنطقة بينما <هيلاري كلينتون> ستواجه الروس نظراً لعداوتها المبدئية والشخصية للرئيس <بوتين> الذي وصفته يوماً بانه <هتلر الجديد>. مشكلتها في هذا المجال هي الإرث الذي سيتركه لها <أوباما> المنسحب من المنطقة والعالم، والمؤمن بالقيادة من الخلف، خاصة وأن <بوتين> يحاول تثبيت قدميه في سوريا خلال ما تبقى من عهد أوباما> عبر بناء قواعد عسكرية وإبرام اتفاقات ومعاهدات طويلة الأمد وغيرها. غير أنه ما زال لدى <كلينتون> إمكانات لا بأس بها إذا أرادت استعمالها كالقيام بنشاطات تغرق روسيا بوحول سوريا لأمد طويل مثلاً أو ما شابه. والخلاصة هي أن <كلينتون> ستواجه الروس بينما <ترامب> لن يفعل ذلك.