تفاصيل الخبر

سفيرة لبنان في ”منظمة يوم ريادة الأعمال النسائية“ )ويد( لميس جوجو: المرأة اللبنانية لا ينقصها شيء لتحقيق النجاح والتفوق في مجال الأعمال!

21/07/2017
سفيرة لبنان في ”منظمة يوم ريادة الأعمال النسائية“ )ويد( لميس جوجو:  المرأة اللبنانية لا ينقصها شيء لتحقيق النجاح والتفوق في مجال الأعمال!

سفيرة لبنان في ”منظمة يوم ريادة الأعمال النسائية“ )ويد( لميس جوجو: المرأة اللبنانية لا ينقصها شيء لتحقيق النجاح والتفوق في مجال الأعمال!

 

بقلم وردية بطرس

لميس-جوجو---A

تطالعنا مختلف المجلات المطبوعة ووسائل التواصل الاجتماعي في يومنا هذا بصور العديد من النساء الأجنبيات والعربيات، كونهن سيدات أعمال ناجحات، علماً ان هذه الاخبار ليست بالغريبة على المجتمعات الغربية أساساً حيث النشاط النسائي في مجال الاعمال قديم الاساس والبنيان وقد بدأ حتى مع عهد الثورة الصناعية، الا انه حديث العهد بهذه الكثافة في مجتمعاتنا.

وفي لبنان استطاعت العديد من السيدات اللبنانيات ان يحققن النجاح في مختلف المجالات، واليوم نرى سيدات لامعات في مجال الأعمال لا بل حصدن جوائز عالمية، فها هي السيدة لميس جوجو سيدة اعمال من الطراز الأول وقد تمكنت من المنافسة والفوز في مسابقة عالمية في العام 2014، لتبرهن ان المرأة اللبنانية قادرة على تحقيق الكثير من الانجازات عندما تؤمن بنفسها. فالسيدة لميس جوجو هي سيدة أعمال لبنانية والرئيسة العامة التنفيذية لمجموعة <سمايل هولدينغ> وقد حازت على جائزة <ستيفي الذهبية لأفضل شخصية ادارية> لعام 2014، واستطاعت البروز بين عدد كبير من سيدات الأعمال من كافة أنحاء العالم وذلك لحسن رئاستها للشركات الخاصة بالمجموعة وحرصها على تقديم أفضل الخدمات التي تهدف الى تمكين الأطفال والشبيبة من خلال تغذية أفكارهم/هن وانماء قدراتهم/هن الثقافية والدراسية، وخصوصاً لناحية التركيز على الفتيات الصغيرات ليتمكن من بناء شخصياتهن وثقتهن بأنفسهن بعيداً عن الصورة النمطية للفتاة. ولقد تلقت لميس جوجو تعليمها الثانوي في مدرسة <انترناشونال كوليدج> حيث نالت اجازة في علم النفس من الجامعة الأميركية في بيروت، وشهادة <الماجستير> في علم النفس العيادي من <جامعة القديس يوسف>، وشاركت في تأسيس <مدرسة الحضانة> عام 1997، وأيضاً شركة لتنظيم الحفلات وأعياد الميلاد في العام 1998، وشركة للانتاج للعائلات والأطفال في العام 2001، و<برنامج اللغة للرضع والأطفال> في العام 2004، و<مركز التعليم الترفيهي للمراهقين> في العام 2009، و<مركز الدمى وملابس الأطفال> في العام 2013، كما انها عضو في <الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز>، وعضو في <التجمع اللبناني للنساء في مجال الأعمال>، ومرشدة في مؤسسة <شيري بلير> للنساء. ونظراً للجهود التي تبذلها كسيدة أعمال عُينت لميس جوجو سفيرة في <منظمة يوم ريادة الأعمال النسائية> (ويد) ــ مقرها في <نيويورك> لتشجيع السيدات للدخول الى عالم الأعمال وتحقيق النجاحات.

لميس جوجو وقصة نجاحها في عالم الاعمال

<الأفكار> التقت السيدة لميس جوجو لتحدثنا عن تجربتها ومثابرتها وعن دعمها للنساء في لبنان وتستهل حديثها قائلة:

- لقد قررت في العام 2008 الاستعانة بفرق عالمية للمشاركة في الأحداث التي تقيمها المؤسسة. وعلى الرغم من الأوضاع الأمنية والسياسية في لبنان استطعت تخطي الحواجز وأصبحت منتجة منفذة لسلسة من النشاطات التي تُقام في كبرى <مولات> لبنان عبر التنسيق مع الفرق الأجنبية، ومنها <ديزني> لتقديم عروض في بيروت. ما زلت أضع التصور والأفكار الرئيسية والكوريغرافي للأعمال التي يتم عرضها، لكنني ابتعدت فعلاً عن المشاركة الا في ما ندر، ولم أتوقف عند هذه الحدود، إذ أنشأت أول فرع للطلاب من سن السابعة حتى الواحدة والعشرين، فانني أتماشى مع تقدم أولادي ودراستهم وأحاول تغذية أفكارهم وانماء القدرات الثقافية والدراسية التي لا تختصر برأيي في الذهاب الى مدينة الملاهي فقط، ووضعت تصورات مرادفة لحالة التقدم التكنولوجي، تبدأ بمعرفة الفتاة تحديداً أنها ليست فقط قالباً او وجهاً جميلاً يشبه دمية <الباربي>.

وتتابع:

- أردت الغاء فكرة <كوني جميلة واصمتي> من سن مبكرة لتتمكن الفتاة من تقوية شخصيتها وثقتها بنفسها وتقف بوجه مصاعب الحياة مهما كان المستوى الاجتماعي الذي تعيشه، وأيضاً نرفض ان يغرق المراهقون او الطلاب في التكنولوجيا الحديثة مثل <الآيباد> او <الديجتال>، فبالاضافة الى التسلية حاولت تشغيل العقل بطريقة ذكية خصوصاً ان أثر الألعاب الذكية والخاصة بالتكنولوجيا مدمر للأطفال، ويأتي السؤال ما اذا كان هناك اي مؤسسة أخرى تقوم بالتطبيقات نفسها، ولا يوجد غير هذه المؤسسة التي تحاول مساعدة الأطفال في تخطي كل الأمور التي تعيق تقدمهم من الحضانة حتى الجامعة، ونحن لم نتلق اي دعم مادي أو سياسي، وان دور المؤسسة بعيد كل البعد عن هذا المجال، كما ان عملي اجتماعي تربوي بحت ولا يميز بين طبقات المجتمع، والجميع يتلقون المعاملة نفسها. ولتوسيع نطاق العمل وتحسين القدرات وتطوير الأفكار، نحاول قدر المستطاع التواصل مع بعض دور الأيتام او الجمعيات الخيرية والأهلية للتعاون، وهي تعمل على احاطة الأطفال المنتمين الى مجتمعات مختلفة بالرعاية والعناية الدائمة، كما نستقبل أحياناً بعض الأطفال المشردين ونحاول مع فريق العمل شدّ عزيمة هؤلاء الأطفال، فبالنسبة للمؤسسة استدراج الطفل وحثه على الخروج من حالة تعيق تقدمه او تجعله يتجه نحو الانحراف هو الأهم، وهذا لا يتم برأيي الا عبر التربية المدرسية والنشاطات الفنية والتربوية والثقافية التي يحتاجها الجميع... وان بعض الطلاب يصبحون أصدقاء بعد انتهاء الدورات، ومنهم من يصبحون مساعدين فيعلّمون من خلال خبراتهم جيلاً جديداً من المجتمع الذي ينضم الى المؤسسة.

 

جائزة <ستيفي> العالمية

ــ وماذا عن فوزك بجائزة <ستيفي> العالمية؟

- لقد تقدمت بالطلب عبر الموقع المتخصص لكنني لم أتوقع الفوز، وعندما وصلني الجواب اتصلت بزوجي وأخبرته، فقال لي ان شخصاً ما يمازحني. لم أتوقع الفوز حتى انني لم أخبر أحداً بالأمر الا بعدما حسمت المنافسة مع العديد من أصحاب ومدراء الشركات، وقد حصلت على تكريم عالمي مرموق بحسب الجواب الذي وصلنا من خلال الخدمات التي تقدمها شركتي، وسافرت الى نيويورك وتسلمت الجائزة. ان هدفي لم يكن فقط رفع اسم شركتي ونجاحي، بل الافتخار بقطف لبنان لهذه الجائزة لما تمثله على الصعيد الانساني والوطني أمام عدد كبير من الشركات المنافسة في الدورة السنوية الحادية عشرة لجوائز <ستيفي>. وتجدر الاشارة الى ان كلمة <ستيفي> باليونانية تعني <التتويج> وتعتبر هذه الجائزة الأرفع دولياً في مجال الابداع والتميز كما ورد على الصفحة الخاصة بالجائزة. وتستقبل طلبات المشاركة من جميع المؤسسات الحكومية والجهات الخاصة والمؤسسات غير الربحية وحتى الأفراد، وتشارك فيها أكثر من 60 دولة ومنظمة حول العالم، ويشارك في عملية اختيار المكرمين أكثر من 300 شخصية من كبار الاداريين في العالم وذلك عبر مراحل التحكيم والمراجعة الأولية التي تستمر فترة شهرين قبل مرحلة الاختيار النهائية.

ــ برأيك ما هي الصعوبات التي تقف في طريق تقدم النساء في لبنان؟

- ان عدم المساواة بين الرجل والمرأة هو أمر محفور في ذهننا وثقافتنا ومجتمعنا الذكوري. فالصبي تولد معه القوة والسلطة، بينما الفتاة تحتاج الى الجهد والكد والعمل المتواصل من أجل تمكين نفسها، ورغم أننا نشهد تطوراً كبيراً في هذا المجال انما لا تزال هذه الذهنية تشكل للأسف عقبة أمام المرأة. كما انه في مجال الأعمال التجارية، لا تزال المرأة تعد عبئاً على الشركة، نظراً الى المسؤوليات التي تقع على عاتقها كزوجة وأم ومربية، في حين ان هذا الواقع يدل على قوة المرأة وقدرتها على القيام بالكثير من المهام في آن واحد، لذلك يجب مدح ودعم المرأة في مجتمعنا، وعلينا دعم الأم، والموظفة، وصاحبة المشاريع، والمربية، والمعلمة التي تربي أجيالنا الجديدة.

ــ هل فكرت يوماً بالدخول الى عالم السياسة؟

- لم تكن السياسة يوماً قريبة الى قلبي، ولا أعتقد انها ستكون في المستقبل القريب. ولكن طبعاً أدعم بشكل كبير وجود حصة للنساء في البرلمان اللبناني، لان هذه الخطوة ستؤدي الى احداث تغيير ايجابي للغاية شرط ان يتم الاختيار الصحيح.

لميس جوجو سفيرة في <منظمة يوم ريادة الأعمال النسائية> (ويد)

ــ كسفيرة لبنان في <Women Entrepreneurship Day Organization> أو <يوم ريادة الأعمال النسائية> (ويد) هلا حدثتنا عن هذه الجمعية؟ ومتى تأسست؟

- لقد تأسست منذ أربع سنوات اذ أطلقت <ويندي دايموند> <يوم النساء لريادة الأعمال>، و<يوم النساء لريادة الأعمال> هو قوة رائدة من أجل التغيير ونمو أعمال النساء. وقد عقد اليوم الأول في 19 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014، وتمّ احياؤه في 144 بلداً في ذلك العام، ولقد وصفت مجلة <فورتشن> ذلك اليوم بأنه حركة عالمية لدعم المؤسسات الاناث وتسليط الضوء على بعض التحديات، كما كتبت مجلة <فوربس> ان النية كانت أيضاً لتعبئة شبكة عالمية من أصحاب الأعمال من النساء ورجال الأعمال وصانعي التغيير لدعم وتمكين رائدات الأعمال لتطوير أعمالهن.

وتتابع:

-لقد أُعلن عن هذا الحدث يوماً رسمياً من قبل محافظ نيويورك وعمدة مدينة <نيويورك>، وسيُقام الاحتفال بـ<يوم النساء لريادة الأعمال> في مقر الأمم المتحدة بمشاركة الأسبوع العالمي ووزارة الخارجية الأميركية لريادة الأعمال، ولقد تم انتقاء سفيرات ورائدات للمشاركة في الحدث من كل أنحاء العالم، نجحن في أعمالهن رغم مصارعتهن الحياة المكللة بالأشواك، وهكذا فعلن فأصبحن سيدات أعمال يفتخر بهن المجتمع <الناعم والخشن> على السواء. وتجدر الإشارة الى ان اجمالي عدد النساء على كوكب الأرض حتى العام 2013 كان نحو 3,6 مليارات ومع ذلك فان تقارير المنتدى الاقتصادي العالمي تشير الى انه لا توجد دولة الآن لديها الأسس لتحقيق المساواة بين الجنسين حيث تحصل النساء على 58 ــ 70 بالمئة فقط من الفرص الاقتصادية والتعليمية والصحية والسياسية المتاحة للرجال.

 

حملة <شو ناقصك>

ــ ذكرت لنا ان كل سفيرة في الـ144 بلداً تقوم بنشاط او حملة لتشجيع ودعم النساء في بلدانهن، فماذا عن الحملة التي قمت بها في لبنان؟

- لقد أردت ان أهتم بالحملة ولكنني فكرت لو انني قمت بنشاط فقد تحضر 200 سيدة او 400 سيدة الا انني أردت ان أقوم بنشاط أصل من خلاله الى أكبر عدد من النساء ليس في لبنان وحسب بل في بلدان أخرى أيضاً، لذا شاركنا في نشاط على مدى يومين في الأردن. وفي لبنان أردت ارسال رسالة عالمية ان كل سيدة تود ان تطلق فكرة جيدة ولكنها تحتاج للدعم فسنعمل على مساعدتها، لهذا قلت ان كل سيدة لديها فكرة ولكن ليس لديها الامكانيات المادية او كل فتاة تخرجت من الجامعة وتخشى ان تبدأ بانشاء عمل خاص بها سنقدم الدعم لها، ولا شك ان اليوم هناك سيدات رائدات ولكن في البداية واجهن الصعوبات الا انهن تخطين كل الصعاب ووصلن الى النجاح. ومن هذا المنطلق التقيت بتسع سيدات من المجتمع اللبناني وطلبت منهن ان تتحدث كل واحدة منهن عن تجربتها وعما كان ينقصها في البداية قبل ان تنجح وتحقق أهدافها وكيف تخطت كل الصعاب والتحديات، وذلك لكي يشجعن كل سيدة تطمح للنجاح والتفوق في اي مجال، ولهذا حاولت ان التقي بسيدات من مختلف المجالات لكي يتحدثن عن تجربتهن فمنهن من عملن في مجال تصميم الأزياء، والسياسة، وتربية الأطفال، والاستشارات، والتسويق، والطبخ، والتغذية وغيرها من المجالات المختلفة. وبالفعل أقيم الحدث تحت عنوان <شو ناقصك> الذي حضرته حوالى 200 سيدة، وبالتالي لا ينقص المرأة اللبنانية شيء لتحقيق النجاح والتفوق، كما شاركت ثلاث سيدات من دول عربية (السعودية، الاردن، فلسطين) في هذه الحملة ليتحدثن عن تجربتهن، وكانت النتيجة ان كل النساء يعانين المشاكل نفسها ولكنهن يتخطين الصعاب بالمثابرة والعمل الدؤوب. وعندما بدأنا انا والسيدات التسع كنا في العشرينات من عمرنا ولم يكن الأمر سهلاً من الناحية التقنية والتكنولوجية، أما اليوم فمن خلال وسائل التواصل الاجتماعي أصبح الأمر أسهل للدخول الى عالم الاعمال وتحقيق النجاحات.