تفاصيل الخبر

سفيرة لبنان في ايطاليا السيدة ميرا ضاهر:كنت على تواصل دائم لتسهيل عودة اللبنانيين والطلاب من ايطاليا الى لبنان بعد تفشي فيروس "كورونا المستجد"

27/05/2020
سفيرة لبنان في ايطاليا السيدة ميرا ضاهر:كنت على تواصل دائم لتسهيل عودة اللبنانيين والطلاب من ايطاليا الى لبنان بعد تفشي فيروس "كورونا المستجد"

سفيرة لبنان في ايطاليا السيدة ميرا ضاهر:كنت على تواصل دائم لتسهيل عودة اللبنانيين والطلاب من ايطاليا الى لبنان بعد تفشي فيروس "كورونا المستجد"

 بقلم وردية بطرس

                                                                                                                                          

[caption id="attachment_78256" align="alignleft" width="372"] السفيرة ميرا ضاهرمع الرئيس الايطالي سيرجيو ماتاريلا[/caption]

مع بداية تفشي فيروس "كورونا المستجد" في ايطاليا أبدى قسم كبير من اللبنانيين وخصوصاً الطلاب رغبتهم بالعودة الى لبنان نظراً للظروف المعيشية الصعبة في ظل هذا الوباء. ولقد كانت معاناة اللبناني تفوق التصور، اذ انه حتى لو أراد ذووه تحويل الأموال من لبنان الى البلد الذي يقيم فيه بحكم دراسته او عمله فلن يقدروا بسبب أزمة المصارف في البلد منذ أشهر، ولهذا لم يكن امام اللبنانيين وتحديداً الطلاب خيار آخر سوى العودة الى لبنان.

أمام هذا الواقع الصعب الذي فُرض على اللبنانيين المقيمين خصوصاً الطلاب في ايطاليا، ألقت سفيرة لبنان في ايطاليا السيدة ميرا ضاهر الضوء على هذه المشكلة منذ البداية لتسهيل تحويل الأموال الى الطلاب لدعمهم في الأزمة التي يواجهوها، وكانت على تواصل دائم مع اللبنانيين بمن فيهم الطلاب الذين اعتبرتهم أولادها لتسهيل الأمور عليهم اذ كانت ترد على رسائل الطلاب عبر "الماسنجر" و"الفايسبوك" عند مواجهة اي مشكلة او عراقيل بخصوص رحلة العودة الى لبنان... فالسفيرة ميرا ضاهر لم تتوان عن تقديم المساعدة لأبناء بلدها ضمن الامكانيات المتوافرة.

"الأفكار" أجرت حديثاً مع السفيرة ميرا ضاهر لتطلعنا أكثر على وضع اللبنانيين المقيمين في ايطاليا وأيضاً الطلاب ونسألها: 

* مع بداية انتشار فيروس "كورونا المستجد" في ايطاليا كانت مشاهد أعداد الوفيات في المستشفيات محزنة جداً اذ أصبحت البلاد حقل تجارب وربما تعلمت الدول درساً مما حصل هناك فاتخذت الاجراءات الوقائية الى ما هنالك، ماذا تقولين عن هذه التجربة كانسانة وسفيرة لبنان في ايطاليا لديك مهمات تقومين بها في بلد تحول الى بؤرة للوباء فيما هو معروف بنظام صحي قوي؟

- اولاً اتمنى ان نكون قد تعلمّنا الدرس لأنه اذا لم نتعلم الدرس فهذه مشكلة. صحيح أصبحت ايطاليا حقل تجارب ولكنها تعاملت مع الوباء بمهنية عالية جداً اذ تتميز ايطاليا بأنها من الدول الرائدة في مجال الطب خصوصاً في شمال ايطاليا، ولقد اتخذت كل الاجراءات اللازمة لمواجهة الوباء. وهنا لا بد من التنويه بأن لبنان اتخذ الاجراءات الوقائية للحد من انتشار الفيروس، اذ تتعامل الدولة اللبنانية مع الوباء بالطريقة الصحيحة ضمن الامكانيات المتاحة لها، لأنه بالنهاية تقع المسؤولية على عاتق المواطنين ايضاً، فكل شخص مسؤول عن صحته وصحة الآخرين وعليه ان يلتزم بالتعليمات والارشادات الصحية منعاً لانتقال العدوى. وهنا في ايطاليا يتصرف اللبناني بمسؤولية كبيرة وأخص بالذكر الشباب اللبناني الذين يتابعون دراستهم الجامعية اذ انهم على قدر عال من المسؤولية. ولهذا لم نقم بتسهيل عودة اللبنانيين من ميلانو وروما الى لبنان عن عبث لأننا كنا نعرف تماماً بأن لديهم الوعي الكافي بألا يعرّضوا أنفسهم والآخرين للعدوى والحمد لله لم تُسجل حالة اصابة بينهم. وأذكر هنا على سبيل المثال شاباً بسن السابعة عشرة كان اسمه مسجلاً ضمن العائدين الى لبنان واذ به يتصل بي ليلاً ليعلمني بأن حرارته مرتفعة قليلاً ولا يريد ان يخاطر بصحة الآخرين، فاذا كان شاب بهذا السن يفكر بمسؤولية فهل من المسموح الا يفكر مَن هم اكبر منه بالطريقة ذاتها حفاظاً على سلامة الناس؟

وتتابع السفيرة ميرا ضاهر:

- لمسنا التعاون من الدولة الايطالية اذ انها حريصة على صحة وسلامة كل المواطنين الذين يقيمون على أراضيها وبدون اي تمييز، فمع بداية انتشار الفيروس كانت الأمور غامضة، وكان التعاطي مع الموضوع غير واضح بالنسبة الينا لأننا لم نكن نعلم ماذا يحصل وتحولّت ايطاليا الى حقل تجارب، الا ان الأمر الوحيد الذي كنا متأكدين منه ان هذا الفيروس ينتقل بين البشر، وبالتالي من غير المسموح ان يعرّض الشخص حياة الآخرين للخطر بنقل العدوى اليهم حتى لو لم يكن يعلم ما اذا كان هو نفسه مصاب بالفيروس ام لا. أعتقد ان الأمر لم يعد خطيراً اذ اصبحنا نعلم ما هو "كوفيد – 19" وأصبحت المستشفيات مجهزة لمعالجة المصابين بالفيروس. ما كان خطيراً مع بداية انتشار الفيروس انه لم يكن يتم تشخيص الاصابة كما الآن اذ كانوا يظنون أنها أعراض الكريب فيُرسل الشخص الى بيته بدون ان يعلم انه مصاب بهذا الفيروس وهكذا كانت العدوى تنتقل. الانسان عدو ما يجهل أما الآن فبتنا نعرف ما هو "كوفيد – 19" اذ يتم تشخيص الحالة من خلال أعراض "الكورونا" وبالتالي أصبح لدينا الوعي الكافي بأن هذا الفيروس موجود والاحتياط واجب علينا. لقد أصبحنا في مرحلة التعايش مع الفيروس، وبرأيي من الصعب ان نطلب من الناس ان يستمروا بالحجر المنزلي، وطبعاً كنا نناشد الجميع بأن يلازموا بيوتهم وبدوري انا وعائلتي التزمنا بالحجر المنزلي، ولكن في النهاية لا يمكن ان تتوقف عجلة الحياة اذ انها ستستمر ولكن الحياة أُعطيت بمسؤولية ويجب ان تستمر بمسؤولية. اليوم سيتأقلم الناس مع الفيروس ولكن لا أعني بذلك بأن نفتح البلد بدون مسؤولية اذ اننا قطعنا أول مرحلة التي لم نكن نعرف فيها شيئاً عن هذا الفيروس ووصلنا الى مرحلة التعامل معه بمسؤولية.

عودة اللبنانيين من ايطاليا الى لبنان

* منذ ان بدأت جائحة "الكورونا" طالب المغتربون بالعودة الى لبنان، كيف تعاملت مع ملف عودة اللبنانيين الى لبنان؟ وماذا عن وضع الطلاب اللبنانيين هناك؟

- في البداية طالب اللبنانيون المقيمون في ايطاليا بالعودة الى لبنان او على الأقل بالافراج عن أموالهم في المصارف اللبنانية ليقدروا ان يستمروا هنا. هناك نوعان من المطالبة: أولاً الطلاب اللبنانيون في ايطاليا كانوا بالأساس يعانون من الأزمة الاقتصادية التي يعانون منها في لبنان ولكنهم كانوا يعملون لتأمين مصاريفهم هنا بكرامة وعزة نفس، ولكن عندما بدأ الوباء لم يعد أمامهم حل آخر سوى العودة الى وطنهم حتى لو كان لبنان يعاني من أزمة معيشية واقتصادية... بالنسبة الي كسفيرة أتواصل يومياً مع المصارف في لبنان ومع رئيس "جمعية المصارف" الدكتور سليم صفير لتسهيل تحويل الأموال من الأهالي لأبنائهم في ايطاليا ليتدبروا أمورهم. ومن جهتنا نحاول قدر المستطاع تسهيل الأمر عليهم ولكن بالنهاية لبنان أيضاً يرزح تحت وضع اقتصادي ومالي صعب فنحن لا نعاني من فيروس "كورونا" وحسب بل نعاني من وضع اقتصادي صعب، لذا أصبحت حياة اللبناني مثقلة جداً بالهموم والمشاكل.

وتتابع:

- يقيم في ايطاليا حوالى 5000 لبناني، أما عدد الطلاب فيبلغ تقريباً 800 طالب وطالبة يقيمون في روما وشمال وجنوب ايطاليا، ومعظم المدن الجامعية هي في شمال ايطاليا حيث تفشى الفيروس، وتقريباً كل طلابنا يتابعون دراساتهم الجامعية هناك ولكنهم التزموا بالحجر المنزلي منذ البداية وعلى مدى اشهر واقاموا في غرف صغيرة، وبالرغم من صعوبة الأمر فقد كانوا على قدر عال من المسؤولية. واذكر هنا حادثة صغيرة اذ كنت أتواصل مع أحد الطلاب وعلمت بأنه لا يريد ان يكمل دراسته الجامعية في ايطاليا اذ أراد ان يعود الى لبنان وعندها قلت له: عليك ان تدرس وتنجح، وبعد أربعة أيام اتصل بي وأعلمني انه خضع للامتحان ونجح اكراماً لي فشعرت بسعادة كبيرة وكأن ابني نجح بالامتحان. كما اننا قمنا بتحويل خط ساخن للتواصل مع اللبنانيين في ايطاليا، اذ وُضعت الخطوط الساخنة بالتصرف والتي كانت تابعة للقنصل العام في ميلانو والقنصلية في روما وكافة الموظفين ما بين روما وميلانو اضافة الى القناصل الفخريين المعتمدين اذ كلهم وضعوا انفسهم بالتصرف للتواصل معنا بأي لحظة طوال فترة الجائحة.

عودة الطلاب الى لبنان

[caption id="attachment_78257" align="alignleft" width="188"] طلاب لبنانيين خلال رحلة ميلانو الى روما ليعودوا الى لبنان والتزامهم بالتباعد الاجتماعي[/caption]

* وما هو عدد الطلاب الذين عادوا الى لبنان؟

- كما ذكرت انه كان حوالى 800 طالب وطالبة يقيمون في ايطاليا، وأول رحلة من روما الى لبنان ضمت 122 لبنانياً من بينهم 110 طالب وطالب، وكانت الرحلة الثانية من ميلانو اذ كان على متنها 87 لبنانياً والعدد الأكبر منهم كان من الطلاب. وبعدما قامت ايطاليا بفتح البلاد يفضّل الطلاب اللبنانيون الذين سيتخرجون من الجامعات ان يبقوا في ايطاليا اذ ان الدراسة تتم "أونلاين"، ولهذا كنت أسعى بأن تقوم المصارف اللبنانية بتحويل الأموال الى الطلاب في ايطاليا لاكمال الدراسة الجامعية. وهنا أود ان أشكر مؤسسة الوليد بن طلال والوزيرة ليلى الصلح التي دفعت بالكامل ثمن تذاكر سفر الطلاب (110 طالب الذين غادروا الى لبنان بأول طائرة من روما) كما أشكر فاعل الخير الذي سمع صوتنا وساعد الطلاب خصوصاً بأول مرحلة اذ كانوا بحاجة للمساعدة، وبدورنا عملنا ضمن امكانياتنا وساعدنا كثيراً.

اوضاع الجالية اللبنانية في ايطاليا

* طبعاً يحق لكل مغترب ان يعود الى لبنان ولكن الوضع اليوم في البلد صعب جداً وبالتالي لو انهم ينتظرون هذه الفترة خصوصاً في ظل جائحة "الكورونا" اذ تُسجل حالات اصابة بين الوافدين الى لبنان أيضاً، فما رأيك؟

- بالنسبة الي أعتبر انه من حق كل مغترب ان يعود الى وطنه في حال اضطراره لذلك مع أخذه بعين الاعتبار لفرص العمل التي سيخسرها في حال غادر بلد الاغتراب. لست خائفة من عودة المغتربين الى لبنان لأنهم حريصون على صحة وسلامة أهلهم ويتخذون كل الاجراءات الوقائية اللازمة، وبالتالي هناك ضرورة لتطبيق الارشادات كافة وهذا ينطبق على المواطن اللبناني كما ينطبق على اي مغترب قادم الى لبنان، فالمغترب ليس مصدر قلق أبداً بل ان مصدر القلق هو انعدام المسؤولية عند اي مواطن وليس فقط لدى الوافدين، انها مسؤولية الجميع.

* وماذا عن وضع الجالية اللبنانية في ايطاليا على الصعيد المعيشي والاجتماعي؟

- نأمل الآن بأن يعود اللبنانيون الى أعمالهم، اذ لا شك انه في ظل هذا الوباء تعاني الشعوب من ازمة اقتصادية. والسؤال المطروح: اذا عاد اللبنانيون الى لبنان فهل سيجدون فرص عمل؟ واذا كان اللبناني يفكر بالعودة فذلك لأنه يعاني من ضائقة معيشية صعبة. اما بالنسبة للطلاب، فهم يبنون مستقبلهم اليوم فاذا لم تكن لديهم رؤية واضحة فلن يقدروا ان يبنوا مستقبلهم. في ايطاليا هناك عدد كبير من الأطباء والمهندسين ورجال الاعمال نجحوا وبرعوا في اعمالهم. وفي ايطاليا لا يشعر اللبنانيون أنهم في الغربة كما أنهم يزورون لبنان بشكل دائم. ناهيك عن ان اللبنانيين الذين يقيمون في ايطاليا منذ سنوات طويلة اصبحوا ايطاليين، وهناك أبناء يتعلقون بلبنان ويحبوه من خلال حب أهلهم له، وكان ملفتاً للنظر مشهد الأمهات الايطاليات اللواتي يتحدثن عن لبنان بحب وشغف. واذكر هنا أمراً اذ عندما أجريت الانتخابات النيابية في البعثات في الخارج منذ سنتين، رأيت ثلاثة طلاب لبنانيين بسن الـ20 و21 وهم لا يتكلمون اللغة العربية وقالوا أنهم اتوا لكي ينتخبوا، وعندها قلت لهم: أحسنتم، فأجابوا أن هذا حقهم بممارسة حقوقهم الديمقراطية، وهذا دليل على الوعي الكبير الذي يتمتع به اللبنانيون في الخارج، وهؤلاء هم جيل المستقبل الواعد.

نفتخر بأطبائنا

* ماذا تقولين عن الأطباء اللبنانيين في ايطاليا الذين يواجهون "الكورونا" ومنهم مَن هم في الصفوف الأمامية؟  

- نفتخر بالأطباء اللبنانيين الذين يواجهون الوباء بتفان لا مثيل له. منذ أيام تحدثت مع أحد الأطباء وقال لي أنهم كانوا ثلاثة او أربعة أطباء يمارسون يومياً عملهم خلال انتشار الفيروس والطبيب الذي لم يتوقف عن العمل ليلاً ونهاراً كان لبنانياً. اذ كما يعلم الجميع انه مع انتشار الفيروس اضطُرت المستشفيات في ايطاليا ان تتحول لمعالجة مصابي "الكورونا"، اذ بلغني ان أحد الأطباء اللبنانيين - وهو رئيس قسم في مستشفى - قال للطاقم الطبي: تحوّلت المستشفى للـ"كورونا" ونحن كأطباء في هذا القسم سنتحوّل كلنا للمساعدة، وقد حاول بعض الأطباء الهروب من المسؤولية بسبب الخوف من الفيروس في البداية، فأجابهم الطبيب اللبناني: هذا واجبنا الوطني والانساني، فتخيلي كم نشعر بالفخر بالطبيب اللبناني. وطبعاً الأطباء الايطاليون أبدوا تفانيهم ايضاً وهم في الصفوف الأمامية لمواجهة "الكورونا".

* وهل قدمت الدولة اللبنانية الدعم المطلوب لتسهيل مهامك كسفيرة؟

- بداية أوجه تحية لكل زملائي في الخارج وأيضاً لزملائي في وزارة الخارجية اذ كنت أتواصل مع قسم كبير منهم خصوصاً مع مدير الشؤون السياسية والقنصلية اذ كان التواصل بشكل فوري. والشكر الكبير لمساندة الحكومة مجتمعة ولرئيسها الدكتور حسان دياب ووزير الصحة الدكتور حمد حسن ووزير الخارجية والمغتربين الدكتور ناصيف حتي، لأنه بالفعل كل اجراء اتُخذ كان صائباً ومدروساً وسبّاقاً اذ ربما تأخرنا في البداية ولكن الأمور سارت بشكل جيد لمواجهة "الكورونا" في لبنان، وكنت قد رفعت الصوت عالياً منذ بداية الجائحة بضرورة أخذ الحيطة والحذر من هذا الفيروس. وأتصور ان لبنان كان من أوائل البلدان التي استبقت الأمور وليس من بين الدول التي دفعت الثمن كما حصل في دول أوروبية وأميركية. كما لا ننسى دور رؤساء البلديات في لبنان اذ كانوا على قدر عال من المسؤولية والوعي، اذ هناك رؤساء بلديات فرضوا الحجر المنزلي وهناك أيضاً رؤساء بلديات حوّلوا الفنادق الى مستشفيات للمعالجة عند الضرورة وهذا ما لم نره في بلد آخر. والحق يُقال انه لو لم تكن هناك أزمة مصارف في لبنان لما كان الوضع سيئاً على اللبنانيين الذين يدرسون او يعملون في الخارج وليس فقط في ايطاليا، ولكن بالرغم من كل الصعوبات يمكن ان نؤكد حقيقة الا وهي التباهي بالجالية اللبنانية في ايطاليا وبانجازاتها لمواجهة هذه الازمة، كما أتباهى بكل لبناني اينما وُجد في هذا العالم.