بقلم عبير انطون
<بكل السبل سنحاربه وكل منا على طريقته>. على هذه الجملة يجتمع الكثير من الفنانين لمحاربة الارهاب الذي يطال الكثير من الدول العربية اليوم لعلنا نعود الى شرق عظيم كان يوماً وسيبقى.
بالأمس كانت المطربة اللبنانية كارول سماحة في جنيف تشارك في المؤتمر الذي عقدته الشبكة الدولية للحقوق والتنمية بصفتها سفيرة النيات الحسنة للشبكة ومقرها الرئيسي في النروج، وقبلها كانت في مخيم الزعتري في الاردن. اما اليوم فهي في بيروت للمشاركة في الاحتفال باليوم العالمي للعدالة الاجتماعية في بيت الامم، وفي كل ذلك رسالة لا بد ان تصل كما أشارت كارول في جنيف. فبالنسبة لها <ان محاربة الارهاب لم تعد مسؤوليات الحكومات وحدها بل ايضاً مسؤولية الجميع من المثقفين والفنانين والمجتمع المدني، بدءاً من نفسي من خلال عملي. ندعو الكل من حكومات وقطاعات غير حكومية للانضمام الى مبادرتنا. هناك الكثير من المشاورات مع دول العالم وقريباً جداً وخلال أشهر محددة سيتم الاجتماع للتوقيع على المعاهدة الدولية حول <موازنة مكافحة الارهاب وحقوق الانسان>، بعد إضافة الملاحظات اللازمة للاتفاقية من قبل الدول، ونحن نعمل مع آسيا وافريقيا واميركا اللاتينية وعدد من الدول الاوروبية والاميركية>.
النيات لا تكفي
عن هذه الجولات المكوكية لها تقول كارول: قبل ان أكون سفيرة للنوايا الحسنة، أنا فنانة ولدي مسؤولية. اللقب ليس <بريستيجاً> نحمله وان لم نفعّله فهو ليس ذا أهمية بالنسبة اليّ. فالفن هو رسالة، هو مسؤولية إضافية نحملها تجاه الناس والمجتمع. الفنان هدفه التواصل والتأثير بجماهيره الذين يعلقون عليه أحلامهم وآمالهم ويتمثلون به وبأفكاره. بحكم مهنتي كفنانة أنا على تواصل يومياً مع طبقات مختلفة من الجمهور المتنوع والمختلف من حيث الثقافات والمعرفة. ان أشد ما يواجهنا اليوم من أخطار هو هذا التطرف والعنف والارهاب الذي يفقدنا انسانيتنا وكأن ما نراه لا يمكن مشاهدته الا في الافلام لما فيها من وحشية. هناك أشخاص يملكون داخلهم قدراً كبيراً من الشرّ والحقد والغضب، فلنعد الى انسانيتنا قبل كل شيء. شرقنا عظيم فأين نحن من هذه العَظمة اليوم؟ لقد سبق وغنيت <الشرق العظيم> لأنها تحمل رسالة، اقول من خلالها للشباب والناس أجمعين اننا لن ننحني أمام التطرف.
<الشرق العظيم> جاءت من خلال تعاون كارول مع الفنان مروان خوري. عنها قالت كارول: <هي عبارة عن فكرة، رسالة وهدف للشباب الذين يرفضون الانحناء للتطرف والجهل والتخلف. أردت من خلالها التعبير عن رأيي كإنسانة وفنانة عما يدور حولنا وأمنيتي اليوم لو نحافظ على عظمة الشرق التي حققها من خلال حضارتنا القديمة والاصيلة>. وتؤكد كارول ان الاغنية التي تعود فكرتها وإنتاجها للدكتور لؤي ديب ومن توقيع تيري فيرن <هي محاولة العمل على الحفاظ على الهوية العربية الشرقية، لأن الشرق كان دائماً مهد الحضارات والديانات لافتة الى ان ما يحزنها هو مشاهدة الشرق يتفكك ومحاولة الارهاب نهب ثروات الشرق وخلق جو من التعصب>. فـ<الكليب> هو <صرخة من أجل المحافظة على الانسان الذي في داخلنا والمحافظة على تربية أولادنا والمحافظة على معالم الشرق لأنّ ما يحدث الآن هو حرب من الارهاب على العرب، مضيفة <اردت ان أصوّر من خلال الكليب معاناة العالم العربي وفي نهاية الكليب طفل يتطلع الى المستقبل وهو يشاهد الجامع والكنيسة>.
ما زلت متطوعة!
وعن إجهار الفنان برأيه أمام الناس كما يفعل الكثير من الفنانين متخذين طرفاً في مسائل سياسية قالت كارول: <ما الجدوى من ذلك؟ نحن فنانون مهمتنا ان نجمع لا ان نفرّق، والعمل عندي أهم بكثير من الاقوال. مسيرتي الانسانية لم تبدأ من اليوم، فهي بدأت مذ تطوعت في الصليب الاحمر اللبناني لخمس سنوات ومن بعدها في مسيرتي الفنية التي قدمت فيها عدداً من الاعمال الانسانية والغنائية على رأسها أغنية <بصباح الالف التالت>. لا داعي برأيي الى التعبير عن رأيي السياسي في وسائل الاعلام، الوقت هو الآن للعمل ولإنقاذ ما يجب وما يمكن انقاذه. أعتقد اننا نعيش اسوأ مرحلة في عالمنا العربي اليوم>.
وعن وجوه عربية حالية تعددها لنا كمثال للمحافظة على وجه الشرق ولا تزال كارول تجد فيها بصمة العظمة التي تتكلم عنها، وتقول: انها ما زالت كثيرة في عالمنا العربي وهي داخل هذا العالم ومنتشرة خارجه اذ ان للحضارة الشرقية دوراً كبيراً في العالم كله. فلنركّز على فئة الشباب، لأن المستقبل لهم، وبما اننا في يوم الاحتفال بالعدالة الاجتماعية فإنني أدعو الى الالتفات اليها جدّياً لأننا نعيش في زمن لا عدالة اجتماعية فيه، لعدم وجود تكافؤ في الفرص، وحدّ أدنى من الرواتب، فلتكن هناك جداول غلاء معيشة وحق أكيد للجميع بالتعليم والطبابة. فحين تكون جميع النقاط التي ذكرتها مفقودة فإنها تولّد الفقر والنقمة والغضب والجهل وفي بعض الاحيان التخلف. فأنواع الارهاب والتعنيف المخيفة التي يشهدها الوطن العربي تعود جذورها لعدم وجود العدالة الاجتماعية، لكن الاهم برأيي هو الارادة السياسية، فمن دونها لا يمكن للعدالة الاجتماعية أن تتحقق خصوصاً في ظل غياب تكافؤ الفرص وعدم وجود مسكن لائق للجميع.
ما يهم كارول هو العمل الميداني على الارض وبإمكان الفنان أكثر من اي انسان آخر ان يقدم المساعدة للأيتام والاطفال المشردين والذين يموتون من البرد في لبنان وغيره. أول عمل انساني تذكره وتعتز به كمهمة انسانية أولى بعد ان تم تعيينها سفيرة للنوايا الحسنة للشبكة الدولية للحقوق والتنمية كانت في مخيم اللاجئين السوريين لمخيم الزعتري الواقع على الحدود الأردنية السورية حيث يضم ما يقارب 130 ألف شخص، ويبلغ عدد الاطفال تحت سن الخامسة 25 الف طفل، وتقول: <لا أنسى وجوه الاطفال هناك. كانت زيارة مؤثرة جداً>.
حلمان... و<ألبوم>
بعيداً عن عملها الانساني الذي تفتخر به، تصب كارول كل اهتمامها اليوم في إنجاز أغاني <ألبومها> المقبل الذي يبصر النور في خريف 2015 من انتاج شركة <روتانا> وجديده فرقة <اوركسترالية> ترافقها مؤلفة من أكثر من تسعين عازفاً. يضم <الالبوم> الغنائي 12 أغنية من توقيع مجموعة من الشعراء والملحنين بينهم مروان خوري، سليم عساف، محمود عيد ومحمد رحيم من مصر فضلاً عن أسماء جديدة تتعاون معها، على ان تبدأ قريباً تسجيل اولى أغنياته في استوديوهات جان ماري رياشي.
يبقى حلمان كبيران لكارول: إنشاء مسرح خاص بها يحمل بصمتها الخاصة في الغناء ولا يشبه المسارح السابقة، هي التي تعتزّ بتجربة الوقوف على مسرح <الرحابنة> حيث كان يناديها المعلم منصور بـ<الخوتة> لآرائها وأعمالها الفنية وشخصيتها المتمردة، كما انها تحلم بأن تصبح أماً فهو الامر الاعزّ على قلبها. تقسّم صاحبة <حدودي السما> اليوم إقامتها بين لبنان ومصر حيث <لم تشعر بأي فارق في الحياة بين مصر ولبنان> وتسعى <السيدة> الى ان توازن بين فنها وعائلتها مع زوجها المصري رجل الاعمال المعروف وليد مصطفى والتي كانت قد اختارت جزيرة بالي في اندونيسيا لشهر العسل. اما برنامج <اكس فاكتور> التي كانت تشارك في لجنة تحكيمه، فقد طوي لهذا الموسم حيث يحل فيه كل من <السوبرستار> راغب علامة، الفنانة اليسا، والفنانة دنيا سمير غانم.