تفاصيل الخبر

صفحة ”14 آذار“ طوتها الانتخابات الرئاسية وجمع الشمل من جديد يتعثر لأكثر من سبب!  

11/11/2016
صفحة ”14 آذار“ طوتها الانتخابات الرئاسية  وجمع الشمل من جديد يتعثر لأكثر من سبب!   

صفحة ”14 آذار“ طوتها الانتخابات الرئاسية وجمع الشمل من جديد يتعثر لأكثر من سبب!  

سنيورة

ترى مصادر سياسية ان التطورات التي حصلت مؤخراً وتوجت بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، أفرزت واقعاً سياسياً جديداً في البلاد وضع تكتل <14 آذار> عند مفترق دقيق يفرض على قيادات هذه القوى التبصر في ما ستؤول إليه هذه الحركة التي ساهمت الى حد كبير، بإنهاء الوجود السوري في لبنان من جهة، وعبّدت الطريق أمام تطبيق الشعار المثلث <حرية، سيادة، استقلال>. وعلى رغم ان المنسق العام لقوى <14 آذار> النائب السابق فارس سعيد يجهد في إعطاء صورة مشرقة عن وحدة قوى <14 آذار>، فإن الواقع المعيوش يشير الى غير ذلك بعدما أحدثت الاصطفافات السياسية في الاستحقاق الرئاسي شرخاً قد يكون من الصعب إعادة جمعه في وقت قريب.

وفي رأي المصادر نفسها ان تشتت قوى <14 آذار> يضع على المحك مستقبلها السياسي ودورها، بعدما انشطرت هذه القوى الى فريقين متباعدين في خياراتها السياسية بعدما كانت في بوتقة واحدة. فرئيس <القوات اللبنانية> الدكتور سمير جعجع الذي يعتبر نفسه <بيضة القبان> وقف الى جانب العماد عون في ترشحه خلافاً لما كانت عليه في حينه المواقف المعلنة، في وقت اختار تيار <المستقبل>، العمود الثاني في أساس قوى <14 آذار>، أن يسير مع الحليف الأقوى لحزب الله أي <التيار الوطني الحر> والذي أدى الى ايصال الرئيس عون الى قصر بعبدا. أما حزب الكتائب الذي كان نعى أصلاً التحولات الدراماتيكية في العلاقات بين الأطراف في <14 آذار>، فقد استطاع الخروج من <الشرنقة> الآذارية من دون أن يحدد موقعه الطبيعي في حالات كهذه.

تحولات تنتظر مبادرة جعجع

 

إلا ان التحولات في خيارات <المستقبل> تبقى الأقوى والأكثر تأثيراً وهي بدأت بزيارة الرئيس الحريري لدمشق في كانون الأول (ديسمبر) 2009 ضمن مناخ الـ<سين سين>، وانتهت بالتحالف مع <التيار الوطني الحر> الذي تُرجم في دعم <القوات> لانتخاب العماد عون رئيساً. وما يقال عن <المستقبل> يقال أيضاً عن النواب <المستقلين> الذين يدورون في فلك <14 آذار>، والذين وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها من دون سقف سياسي يأويهم فتشردوا هم أيضاً بين عدة فرقاء، منهم دعم رئيس تيار <المردة> النائب سليمان فرنجية بترشحه، ومنهم من آثر البقاء حيث هو في انتظار أن تهدأ رياح التغيير العاتية التي أحدثت زلزالاً سياسياً فارس-سعيدقوياً، ليعيد ترميم ما انقطع من هذه العلاقات. لذلك، ترى المصادر السياسية المتابعة، ان امكانية جمع <بازل> <14 آذار> لم يعد ممكناً في الآتي من الأيام لاسيما بعدما باتت <القوات> بعيدة عن بقية القوى، شأنها في ذلك شأن تيار <المستقبل> الذي خرج عملياً من بوتقة <14 آذار> وينتظر انعقاد المؤتمر الحزبي العام لإعادة رسم خريطة تحالفاته السياسية بعدما اتضح ان بعض هذه الخيارات لم يكن سليماً أو على الأقل قاد <التيار الأزرق> الى أماكن أخرى لم يكن ليقصدها لو تُركت له حرية المناورة، بديل ان خياره الأول بدعم انتخاب الرئيس عون كان صداه لدى بعض المجتمع <المستقبلي> على غير ما كان متوقعاً وانعكس ذلك في سلسلة ردود فعل صدرت قبل أشهر.

وفيما تجتهد المصادر نفسها، في الحديث عن <تضعضع> جبهة <14 آذار>، تؤكد في المقابل ان <القوات اللبنانية> قادرة على إعادة شمل هذه القوى ولو تدريجاً، وان صدور مثل هذا الموقف والرغبة يحققان الغاية التي يريد البعض الوصول إليها وهي إعادة التئام قوى <14 آذار> في أجواء ايجابية تمحو مخلفات التباعد. إلا ان هذه المهمة لن تكون سهلة، كما يقول المطلعون، لأن تسارع الأحداث أدى الى وقوع <الشرخ> خصوصاً ان بعض هذه القوى ينفرد بمواقف تتناقض أحياناً مع ثوابت <14 آذار>، ما يجعل القناعة شبه قائمة ان آوان الوحدة من جديد لم يحن بعد، خصوصاً مع انكفاء قريب متوقع للرئيس فؤاد السنيورة عن الحياة السياسية اليومية للتفرغ للشؤون الوطنية، وتراجع القدرة على التأثير لدى قياديين آخرين يؤثرون عدم الدخول في التفاصيل لئلا تكون سبباً في <حرقهم>.

ولا تبالغ المصادر حين تقول ان الانتخابات الرئاسية طوت صفحة قوى <14 آذار> بشكل دراماتيكي، في حين يسعى أفراد هذه القوى الى الظهور في مظهر <المنتصرين> وهم يدركون ان الحكومة الآتية ستكرس واقعاً سياسياً جديداً يختلف عن الواقع السابق!