تفاصيل الخبر

صدمــة اسمهـــا ”دونالـــد تــــرامب“ ولـقـبـــه الـجديـــد هو صديق المهمشين بعدما كان مرشح الأغنياء!

10/11/2016
صدمــة اسمهـــا ”دونالـــد تــــرامب“ ولـقـبـــه الـجديـــد  هو صديق المهمشين بعدما كان مرشح الأغنياء!

صدمــة اسمهـــا ”دونالـــد تــــرامب“ ولـقـبـــه الـجديـــد هو صديق المهمشين بعدما كان مرشح الأغنياء!

Democratic-presidential-candidate-Hillary-Clinton- الثلاثاء الماضي لم يكن يوماً عادياً في الروزنامة، بل كان يوماً يمثل مفصلاً تاريخياً في حياة الكرة الأرضية، إذ استقرت فيه لعبة <الروليت> الرئاسية الأميركية على واحد من اسمين: الديموقراطية <هيلاري كلينتون> والجمهوري الملياردير <دونالد ترامب>، وقد ضاق هامش الاستطلاعات بينهما حتى أصبحا، كما تقول لغة أهل السباق، على المنخار. فإما مفاتيح البيت الأبيض باسم مسز <كلينتون>، أو باسم <ترامب> وإن كانت الموازين حتى صباح الأربعاء أمس الأول تميل لصالح <ترامب> إذ حصل على 276 صوتاً من المندوبين مقابل 218 صوتاً لـ<هيلاري كلينتون>.

وكانت الطريق الى البيت الأبيض شبه ممهدة أمام مسز <كلينتون>، لولا اتهامها بما يسمى فضيحة البريد الاليكتروني، وهي حصولها مسبقاً على الأسئلة التي كانت ستطرحها خلال المناظرة الديموقراطية في مدينة <فلينت> رمز الظلم الاجتماعي في الولايات المتحدة بسبب شبكة المياه الملوثة بالرصاص، وفقدت <كلينتون> بذلك صفة الارتجال في المناظرات وكانوا يحضّرونها لها سلفاً، وأول المهتمات والمهتمين بهذا التحضير الرئيسة المؤقتة للحزب الديموقراطي <دونا برازيل> التي كانت قد وجهت رسالة الى <جون بوديستا> رئيس حملة <كلينتون>، ومديرة الاتصال في حملة <كلينتون>، واسمها <جنيفر بالميري>، وكان ترامب ذلك في آذار (مارس) الماضي.

يومذاك كانت <دونا برازيل>، المذيعة في شبكة <سي أن أن>، قد أرسلت الى مسز <كلينتون> خطاباً مطوياً تورد فيه رأيها في رسالة من امرأة مصابة بطفح جلدي تقول فيها ان عائلتها تسممت بالرصاص وستسأل عما يمكن أن تفعله لسكان <فلينت> إذا أصبحت رئيسة للبلاد؟

وفي اليوم التالي تلقت <هيلاري كلينتون> السؤال بصيغة مختلفة بشكل ملحوظ، وفي ذلك تقول <دونا>:

<من حين لآخر أحصل على الأسئلة بشكل مسبق، ومنها سؤال سيجري طرحه على <مسز كلينتون> حول عقوبة الإعدام، المقابلة أجرتها شبكة <سي أن أن> التي ما لبثت أن دفعت <دونا برازيل> الى.. الاستقالة>.

وتلقف <دونالد ترامب> فضيحة <دونا برازيل> ليعلن ان منافسته كالطالبة التي تغش في الامتحان بحصولها على الأسئلة التي ستطرح عليها في المناظرة سلفاً، وبذلك تتولى تحضير الجواب بمساعدة عدد منالمستشارين. وهذا ما فعلته في المناظرة التمهيدية مع منافسها الديموقراطي <بيرني ساندرز> وتفوقت عليه!

 

غشاش.. الضرائب!

ترامب-اقنعة

وصفة الغش تناولت أيضاً المرشح الجمهوري المتفوق <دونالد ترامب>، إذ كشفت صحيفة <نيويورك تايمز> أن <ترامب> في سبيل أن يتفادى الضرائب التي كانت تثقل كاهله كان يلجأ الى أساليب <مريبة قانونياً> برغم تحذيره من قبل محامييه بأن الحكومة ستعتبر هذه الأساليب تجاوزات للقانون.

وعرضت <نيويورك تايمز> وثائق حصلت عليها مؤخراً ان <ترامب> كان في التسعينات يواجه خطر الافلاس، فلجأ الى التحايل الضرائبي تجنباً للتصريح عن مئات ملايين الدولارات من الدخل الخاضع للضرائب،  وذكرت الصحيفة ان الكونغرس سد الطريق على أحد الأساليب التي اعتمدها <ترامب> لتحاشي دفع ضرائب دخل توازي عشرات ملايين الدولارات.

وبسبب فضائحه الجنسية وحملته على النساء، لدرجة أصبح لقبه <عدو المرأة> أخذ صورة الأميركي القبيح، إضافة الى حملته على الملونين والمسلمين، ومع ذلك وحسب استطلاع قناة <اي بي سي نيوز> وصحيفة <واشنطن بوست> تراجعت <مسز كلينتون> سبع نقاط أمام <ترامب>، وتقدم عليها الأخير بنقطة واحدة، هذا غير تفوقه في أعداد المندوبين.

كان ذلك يوم الأربعاء الماضي. فماذا حملت آخر ساعات ما قبل يوم الاقتراع الكبير؟

لقد عكس <ترامب> المثل القائل <ما محبة إلا بعد عداوة> في علاقته بـ<هيلاري كلينتون> وزوجها الرئيس الأسبق <بيل كلينتون>، وجعله <ما من عداوة إلا بعد محبة>. وهذه المحبة تجلت في إلغاء <آل كلينتون> لكل مواعيدهما في ليلة من عام 2005، ليحضرا زفاف <دونالد وميلانيا ترامب> عام 2005، حين كانت <هيلاري> عضواً في مجلس الشيوخ، وكان زوجها <بيل> عاطلاً عن العمل بعد انتهاء رئاسته للبيت جنبلاط الأبيض. وقالت <هيلاري كلينتون> يومذاك ان حضورها ذلك الزفاف كان من باب المرح لا أكثر.

 

<هيلاري> ومطب <أوباما>!

كان هذا في الماضي. أما الآن فإن أحد أصدقاء <ترامب> من مقاولي العقارات أعلن شعوره بالقلق من عدم ادراك <ترامب> ان الجماعات والفئات التي انتقص <ترامب> من شأنها وأهانها سوف تعود لتنتقم منه، وقال هذا الصديق: <لقد أبعد <ترامب> النساء عنه وكذلك الأثرياء، وكل الناس في الشرق الأوسط. لقد أبعد الأشخاص من أميركا اللاتينية، وكل تلك الأماكن تمثل فرصاً لشراء الشقق الخاصة لشركته>. ومع ذلك، ورغم فضائحه الجنسية فقد قبض <ترامب> على مفاتيح البيت الأبيض ولو بهامش بسيط بينه وبين <هيلاري>.

والشرق الأوسط يبقى الملعب الكبير للسياسة الأميركية، ومن أخطاء <هيلاري> أنها تعتمد سياسة <باراك أوباما> الذي جاء الى القاهرة عام 2010 وخطب في جامعتها، وقال عبارته بالعربية <السلام عليكم> ولكنه لم يحقق للمنطقة السلام.

وبعد ساعات على انطلاق السباق الى البيت الأبيض تولت <هيلاري كلينتون> الدعوة الى تعبئة مدروسة في <الشوط الأخير من السباق بعدما أظهر استطلاع أعدته شبكة <إي بي سي> وصحيفة <واشنطن بوست> ان مسز <كلينتون> تتقدم خصمها بخمس نقاط، أي 48 بالمئة لها، و43 بالمئة لـ<دونالد ترامب>. وقد حاول منظمو حملة <ترامب> الانتخابية استثمار حادث المنصة خلال مهرجان انتخابي في ولاية <نيفادا> مساء السبت الماضي عندما تولى جهاز الأمن السري المكلف بأمن الرئيس الأميركي والمرشحين للبيت الأبيض ابعاد <دونالد ترامب> عن المنصة بعد تهديد كاذب تمثل في شخص يصرخ <مسدس.. مسدس> خلال شجار مع محتج رفع لافتة كتب عليها<جمهوريون ضد ترامب>. كلينتونإلا ان استثمار هذه الحادثة في الحملة الجمهورية لم يصل الى مبتغاه.

لكن <ترامب> ما لبث أن عاد الى المنصة من وراء الستار وبدا هادئاً وتابع خطابه قائلاً: <لم يقل أحد ان الأمر سيكون سهلاً بالنسبة إلينا ولن يوقفنا شيء>.

محاولة اغتيال!

ومع ذلك فإن <دونالد ترامب جونيور>، ابن المرشح الملياردير، عبر تغريدة على حسابه في <تويتر> اعتبر حادثة المنصة في <نيفادا> محاولة اغتيال!

ومن الأسلحة الانتخابية التي استخدمتها <هيلاري كلينتون> لرفع منسوبها الانتخابي على كامل مساحة البلاد، بعدما أظهرت الاستطلاعات انها متقدمة على <ترامب> بخمس نقاط، استعانتها بأهل هوليوود لمساندة معركتها الانتخابية بدءاً من ولاية <فيلادلفيا>، ومنهم <جنيفر لوبيز> التي قدمت عرضاً مسرحياً في ميامي، والمغنية <بيونسيه> التي تولت تقديم وصلة غنائية في ولاية <كليفلاند>، كما صعدت الى المسرح المغنية كلينتون-و-بونسيه<كايتي بيري> وأنشدت لـ<هيلاري> في <فيلادلفيا> أغنيتها الجديدة <رايز أند رور>. وتريد <هيلاري> من هذه الحفلات اجتذاب الناخبين المترددين بينها وبين <ترامب> وتقول:

<مهما نظمنا من حفلات فلن ينفع ذلك كله إذا أحجم الناس عن التصويت. وعندما يسألكم أولادكم وأحفادكم عما فعلتم عام 2016، عندما كان كل شيء على المحك، وإذ ذاك أود أن يكون بمقدوركم القول انكم صوتم لأميركا أفضل وأقوى>.

وهذه المداخلة من <أوباما> لم تكن في صالح <هيلاري> لأن الناقمين على سياسته، وأكثرهم من المهمشين، صبوا نقمتهم على <هيلاري>.

وكانت <هيلاري كلينتون> حتى مساء الاثنين الماضي تعوّل على ولايات <أريزونا> و<كولورادو> و<فلوريدا> و<جورجيا> و<ايوا> و<متشيغان> و<نيفادا> و<نيو همبشاير> و<نيو مكسيكو> و<نورث كارولينا> و<أوهايو> و<بنسلفانيا> و<يوتا> و<فيرجينيا> و<ويسكونسن> لتحطيم الذراع الانتخابي لخصمها <ترامب>.

وأطرف ما حفلت به المعركة الانتخابية الرئاسية يوم الاثنين الماضي تحذير للأطباء الى الناخبين بأن يقللوا من شرب القهوة وهم يتابعون النتائج على التلفزيون حتى لا يصابوا بالصدمة والقيام في المقابل بممارسة هلاري-و-ترامب-و-بيلالرياضة للتخفيف من وطأة النتائج.

والصدمة كما يراها الأطباء، هي أن يتغلب <ترامب> على <هيلاري> بفارق نقطتين أو ثلاث!

ولم يتثبت نصر <ترامب> إلا بعدما اتصلت به <هيلاري> وهنأته على فوزه واعترفت بالهزيمة.

ولئن كان من مهزوم بوصول <ترامب> الى البيت الأبيض فهو استطلاعات الرأي التي تنبأت بفوز <هيلاري> ومنها تلك التي أجرتها جريدة <نيويورك تايمس>. والمهزوم الثاني هو الرئيس <أوباما> الذي وظف كل نفوذه في الأسابيع الأخيرة لدعم معركة <هيلاري كلينتون>، ومع ذلك فلم يلق من الناخب الأميركي إلا... الصفير!

وهكذا انتصر الفيل شعار الحزب الجمهوري على الحمار شعار الحزب الديموقراطي!

خطار-ابو-ديابهيلاري-12