أعلنت كوريا الشمالية في أواخر الشهر الماضي نفسها <دولة نووية> بشكل كامل بعد يوم من إطلاقها ما وصفته باختبار ناجح لنوع جديد من الصواريخ البالستية العابرة للقارات القادرة على استهداف القارة الأميركية برمتها، فيما توعد الرئيس الأميركي <دونالد ترامب> وسط تحضيرات لجلسة تحرك عاجلة في مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات جديدة عليها، لكن مع دعوته في الوقت نفسه، الصين إلى استخدام جميع أوراق الضغط المتوافرة لديها لإقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن استفزازاتها والعودة إلى طريق نزع السلاح النووي، وتأكيد وزير خارجيته <ريكس تيلرسون> على أن الخيارات الدبلوماسية تبقى مفتوحة، بينما حذرت كوريا الجنوبية التي شرعت في إجراء تدريبات عسكرية، من خطر خروج التوتر في شبه الجزيرة عن السيطرة.

ونقل التلفزيون الكوري الشمالي الرسمي عن الزعيم الكوري الشمالي <كيم جونغ اون> إعلانه بفخر عن تحقيقه في نهاية المطاف الهدف التاريخي الكبير وهو استكمال القوة النووية لدولته، وقال إن النجاح الكبير لتجربة الصاروخ <هواسونج> (المريخ 15) هو نصر لا يقدر بثمن حققه الشعب الكبير البطل، في وقت قالت وكالة الأنباء الرسمية إن الصاروخ البالستي العابر للقارات الذي يعد السلاح الأكثر تطوراً حتى الآن، وهو مصمم لحمل رأس حربي كبير جداً وثقيل قادر على ضرب القارة الأميركية برمتها، كاشفة انه حلّق حتى علو 4,475 كلم (ما يعادل أكثر من عشرة أمثال ارتفاع محطة الفضاء الدولية) وطار لمدة 53 دقيقة قبل أن يتحطم على بعد 950 كلم في بحر اليابان، على أن تطوير هذا الصاروخ سيحمي كوريا الشمالية من ما وصفته بسياسة الابتزاز والتهديد النووي الأميركيين، وقالت ان كوريا الشمالية أصبحت قوة نووية بالكامل لكن لن تكون أول من يستخدم السلاح الذري.

وفيما قال اتحاد العلماء المعنيين ومقره الولايات المتحدة إنه بناء على المسار والمسافة التي قطعها الصاروخ فإن مداه سيكون أكثر من 13 ألف كيلومتر وهو أكثر مما يكفي للوصول إلى واشنطن وباقي أرجاء الولايات المتحدة، لكنه أضاف إنه لم يتضح وزن الحمولة التي كانت على الصاروخ، وغير متأكد من قدرته على حمل رأس نووي كبير كل هذه المسافة، بينما قالت وكالة أنباء <يونهاب> نقلاً عن وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إن صاروخ <هواسيون 15> هو من طراز جديد، ويمكنه قطع مسافة تزيد عن 13 ألف كيلو متر، معربة عن اعتقادها بأن الصاروخ الأخير هو أحدث صاروخ باليستي عابر للقارات نظراً للتحليلات مثل سرعة الصاروخ والانفصال بين المرحلتين الأولى والثانية وزيادة حجمهما وكذلك تطوير وحدات النقل والنصب والإطلاق مع 9 عجلات على كل جانب.