تفاصيل الخبر

سامي الجميّل الطائر الغريد خارج السرب السياسي!    

24/06/2016
سامي الجميّل الطائر الغريد خارج السرب السياسي!    

سامي الجميّل الطائر الغريد خارج السرب السياسي!    

بقلم وليد عوض

sami

شخصية سامي الجميّل (36 سنة) تكاد تكون نسيج وحدها، ولا ترتبط بالإرث السياسي الكتائبي وحده. وقد جاء الى السياسة والبيت الكتائبي من براعته في النشاط الطلابي الجامعي، فجعل من الحركة الطلابية في الجامعة اليسوعية <لوبي>، أو قوة ضاغطة على أهل السياسة، وفي هذا الموقع كان حالة أخرى عن والده رئيس الجمهورية السابق الشيخ أمين الجميّل، وعن جده مؤسس حزب الكتائب الشيخ بيار الجميّل، وأقرب ما يكون الى شقيق جدته النائب الراحل الشيخ موريس الجميّل ذي الشخصية الانمائية التغييرية، ومن فرط تمسكه بمبادئه ونقمته على بعض النواب الذين يجنح شراعهم خارج المنطق أصيب وهو يخطب داخل البرلمان بحالة إغماء.

وحين اختاره والده والمكتب السياسي لحزب الكتائب رئيساً للحزب كان القرار فعل إيمان بأن الشاب الآتي من دراسة الحقوق والنشاط الطلابي والرأي الحر هو الربان الموعود للسفينة الكتائبية. وكان القرار مسكوباً على شخصية <فتى الكتائب> الذي أعلن في الأسبوع الماضي في مؤتمر صحفي استقالة وزيري الكتائب سجعان قزي وآلان حكيم من الحكومة، وحاول بعد ذلك تسويق هذه الاستقالة في لقاء مع الرئيس تمام سلام في السراي، ولكن الرئيس سلام طلب استقالة خطية، وهذا ما لم يحصل، بل الذي حصل ان وزير العمل سجعان قزي تمرد على طلب سامي الجميّل، وظل يمارس دوره كوزير للعمل، وكان لكل رأيه في الموضوع.

كان في إمكان سامي الجميّل أن يناور، ويمرر أوراقه من تحت الطاولة، ولكنه لم يشأ أن يغدر بتطلعات الأجيال الجديدة، وتوقها الى التغيير، وإحداث هزة في العمل السياسي، وهكذا كان. فالهزة حصلت وتكاملت مع الهزة التي أحدثتها استقالة وزير العدل اللواء أشرف ريفي، وقد جعلها سامي الجميّل صرخة ضد فساد الطغمة السياسية، وتجارة الصفقات، وكان المأخذ الوحيد على سامي الجميّل انه تكلم في العموميات ولم يكشف المتورطين، ويطلب إحالتهم على التحقيق البرلماني والقضائي.

والنائب الكتائبي الشاب واقعي و<برغماتي> ويدرك بأن نائب رئيس الوزراء السابق ميشال المر رقم مهم في المتن الشمالي، ويفرد جناحه السياسي على أكثر بلديات المنطقة، ويكفل رئاسة اتحاد البلديات لكريمته ميرنا المر أبو شرف، وهذا ما جعله وهو يترشح للانتخابات عن منطقة المتن في شباط (فبراير) 2009، يعلن تحالفه مع ميشال المر، ويترك المقاعد النيابية الخمسة الأخرى في المتن الشمالي للتيار الوطني الحر الضارب الجذور بزعامة العماد ميشال عون.

بهذا التحالف دخل مجلس النواب بنفحة تغيير، وبهذا التحالف ربح انتخابات بلدية بكفيا، ورسم خط اختلاف بين السلاح الموجه الى الحدود ضد الخطر الاسرائيلي وخطر السلاح المنتشر في الداخل وفي صميم اللعبة السياسية، ولكنه لا يرضى بأن يكون التحالف الانتخابي مع التيار الوطني الحر على حساب الأمن والاستقرار داخل البلد، وما دام التيار الوطني الحر يدعم سلاح حزب الله في الداخل، فإن سامي الجميّل خارج هذا التحالف.

ومن أهداف سامي الجميّل: ردع حزب الله عن الداخل واللعبة السياسية ووحدة الصف اللبناني، وتوحيد مقرر التاريخ في المدارس، فلا يكون الأمير بشير بطلاً قومياً في بعض الكتب وخائناً للوطن لحساب الاحتلال التركي في كتب أخرى.

ولأن الأمور مرهونة بخواتيمها فهناك حاجة الى انتظار الخطوات السياسية المقبلة لفتى الكتائب، وهو الصفة التي أسبغها الاخوان محمد وأحمد فليفل على ابن الكتائب في نشيدهما المعروف <هيا فتى الكتائب>!