بقلم عبير انطون
نتذكر بداياتها مع الفنان غسان الرحباني في أغنيتيّ <بعتلي اي ميل> و<بسأل حالي>، يوم كانت سابين فوشو، الفرنسية الوالد وذات السبعة عشر ربيعاً تطمح الى الوقوف على أهم المسارح وإنجاز أكبر الاستعراضات. ثابرت بكدّ ونشاط حتى حصدت الأغاني من أبرز الفنانين على رأسهم الملحن الكبير ملحم بركات في <عيوني بحبوك> والملحن الشامل مروان خوري في أغنية <آخر همك>. وتألقت مؤخراً في أغنيات شقيّة حلوة جداً، ذكرتنا بالفنانة شادية في أغنية <هنوني يا بنات الفرحة>، وأغنية <طلقني> الدرامية الحزينة، وكأنها تريد ان تجمع أكثر المشاعر تناقضاً.
سابين اليوم هي <كريستينا> في المسلسل اللبناني الذي نافس بقوة في زحمة رمضان <أحمد وكريستينا> بدور <استكتره> عليها المخرج سمير حبشي والكاتبة كلوديا مرشليان بدايةً، لقلقهما من إطلالة تمثيلية أولى في دور بطولة قد تتعثر، خاصة وان سابين تتقاسمها مع شاب يقتحم هو ايضاً عالم التمثيل للمرة الأولى وهو وسام ابن النجم غسان صليبا. حتى بطل المسرح الرحباني غسان نفسه قلق من الخطوة الا انه كما المخرج والكاتبة عاد ورفع القبعة لهذا الثنائي الشاب العفوي والتلقائي الذي راهن عليه منتج المسلسل مروان حداد وكسب الرهان. فبطلا الحب المستحيل بين شابة مسيحية وشاب مسلم أيام الستينات اللبنانية جعلا قلوبنا تخفق معهما حتى يجتمعا باسم الحب..
فهل حجزت سابين مقعداً دائماً لها في قطار التمثيل، وهل ستوزّع وقتئذٍ بين مقصورتي الغناء والتمثيل ام ستبقى الافضلية لـ<الحبيب الاول>؟
مع سابين <الزرقاوية> العينين كان لنا هذا اللقاء وعن أسئلتنا أجابت بثقة وذكاء سألناها اولاً:
ــ للمرة الأولى تخوضين غمار التمثيل، كيف تم اختيارك لدور البطولة في مسلسل <أحمد وكريستينا>؟
- اتصل بي المنتج مروان حداد واقترح علي لعب دور البطولة بعد أن شاهد <فيديو كليباتي> وبعد نيلي جائزة <الموريكس دور> عن فئة الفن الاستعراضي. اجتمعت به عدة مرات للإطلاع على قصة المسلسل التي أعجبتني واقتنعت بها. القصة درامية شدتني اليها واقعيتها والتطور في حبكتها وشخصياتها، ويترقب فيها المشاهد الكثير من التطورات التي تبقيه مشدوداً حتى النهاية. وقد شارك في المسلسل نجوم لبنانيون لهم اسمهم وتاريخهم، فأجاد كل واحد منهم دوره وأتقنه. شخصيات المسلسل نماذج واقعية يجدها كل لبناني في بيته او حيّه.
ــ ما أكثر ما جذبك الى الدور؟ ألم تخشي على موقعك الغنائي في حال جرت <سقطة> تمثيلية لا سمح الله؟
- جذبتني شخصية <كريستينا> الشابة التي تعكس كل أنواع الشابات من جيلها وذلك من خلال شخصيتها وتصرفاتها والقرارات التي تتخذها.كنت واثقة بأنني سأؤدي الشخصية بأفضل ما لدي لأنني تعمقت فيها وفي تفاصيلها وأحببت هذه الشابة التي تحدت أهلها ومجتمعها بما فيه من عادات وتقاليد موروثة لتعيش حبها.
ــ بطل المسلسل وسام غسان صليبا الذي يلعب دور أحمد يشارك للمرة الأولى في التمثيل. من تفوق على الآخر تمثيلاً انت ام وسام؟
- عليك توجيه السؤال إلى المخرج. وسام صليبا يظهر للمرة الأولى أمام الكاميرا بينما أنا لدي خبرة في الفن أمام الكاميرا، فأنا أغني وأمثل في <فيديوكليبات>، وبالتالي لا يمكن المقارنة. المقارنة تجو ز بالخبرة أمام الكاميرا ومع المخرج. البطلة <كريستينا> لها شخصيتها المرسومة من قبل كاتبة النص كلوديا مرشيليان، إلا انني أضفت إلى هذه الشخصية من ذاتي. هذه التجربة سهلة بالنسبة لي لأنني لا أشعر أنني أمثل بقدر ما أعكس واقعية في تمثيلي وبالتالي قدرة على إقناع المشاهد بشخصيتي والتفاعل معها بحيث يبكي حين أبكي ويفرح حين أفرح. أترك للمشاهدين تقييم دوري وايضاً تقييم دور وسام صليبا.
مقتنعة بالواقع..
ــ يبدو لنا انك انت ايضاً شخصية غير تقليدية، وكأنك كما <كريستينا> لا تهابين التحدي وركب الامواج العاتية؟
- هذا صحيح جداً ولذلك أحببت هذا الدور. قبل خوض هذه التجربة توقفت ملياً أمام شخصية <كريستينا> التي تواجه مجتمعها في غرامها لشاب من غير دينها، لأنني بالفعل مقتنعة بهذا الواقع. ولدت ونشأت في المملكة السعودية ثم انتقلت إلى لبنان بتنوعه الاجتماعي المعروف، ولذلك آخر ما أفكر فيه هو التمييز بين الناس دينياً. المسلسل يعكس مواجهة <كريستينا> لمجتمعها بسبب حبها لأحمد وليس بسبب اختلافهما الديني، وهذا ما شكّل ثورة في الستينات بالنسبة لشابة ترغب بالتطور في الحياة.
ــ مع الحلقات الاخيرة، هل كنت تتوقعين فعلاً هذه الاصداء الحلوة للمسلسل ولشارة الغناء التي اديتها بعنوان <بعتذر منك>؟
- كنت بالطبع أتمنى حصد النجاح الكبير وقد طمأنني المنتج مروان حداد الذي آمن بي. أشكر الله على هذا النجاح، فأغنية المسلسل هي الانجح بين جميع أغاني <تيترات> المسلسلات الرمضانية وهي من كلمات وألحان سليم عساف. أنا كلي للفن وعطائي له كامل ومن أعماق قلبي ويبدو انني احصد النتيجة، فقد عرف المسلسل نسبة متابعة عالية.
ــ هل كان صعباً عليك الوقوف امام أسماء مخضرمة لها تاريخها في عالم التمثيل من النجمين جورج شلهوب وإلسي فرنيني الى نقولا دانيال والنقيب جان قسيس والممثل يوسف حداد وغيرهم؟
- هم يعرفونني كمغنية وفنانة استعراضية، ولا أعتقد أن هذا الأمر أزعجهم لأنني في <فيديو كليباتي> أقوم بالتمثيل والرقص الاستعراضي. حين فزت بجائزة الفن الاستعراضي في<الموريكس دور> قلت ان الاستعراض هو أهم من الرقص، هو الغناء والتمثيل والتعبير بالرقص معاً. قمت بذلك كله أي أصدرت <ألبوم> أغانٍ و<فيديو كليبات> ورقصت على المسرح استعراضاً، ولم يبقَ أمامي سوى التمثيل الذي خضته أخيراً. وبالتالي الممثلون الكبار في المسلسل يتابعون ما يجري في الوسط الفني الذي أنا من ضمنه. لقد أقنعتهم بأدائي وبعد الأسبوع الأول من التصوير لم نعد في مرحلة امتحان بعضنا البعض.
ــ لم يكن المخرج سمير حبشي ولا الكاتبة كلوديا مرشيليان مرحبين جداً ببطولتك ووسام صليبا للمسلسل، الى اي مدى افرحك <انك فاجأتهما>؟ وهل واجهت صعوبة في اداء الدور؟
- فعلاً كلاهما تفاجآ بأدائي وتفاعلا مع الشخصية التي أديتها. أعترف انني واجهت صعوبة بتأدية هذا الدور لأنني آتية من بيئة غير متعصبة دينياً كوني ولدت في بلد خليجي لا يعرف التفريق بين الأديان كما سبق وذكرت الا ان اقتناعي بالدور سهل الصعوبات.
الغناء أولاً..
ــ هل سيأخذك نجاحك في التمثيل من الغناء؟
- لقد سبق أن عُرضت علي من قبل أدوار كثيرة الا انني رفضتها لأنني كنت خائفة من هذه التجربة. ولكن النص في <أحمد وكريستينا> أعجبني كثيراً ونجاحي فيه لن يبعدني بأي شكل من الأشكال عن الغناء. فالتمثيل ليس أولوية بالنسبة لي، بل الغناء هو فني الأساسي الذي أعطيته عشر سنوات من عمري والدليل أنني خلال شهر واحد أنزلت فيديو كليبين لأغنيتيّ <طلّقني> من إخراج سعيد الماروق و<يوه يوه> من إخراج فادي حداد. دوري في مسلسل <أحمد وكريستينا> هو تجربتي الأولى في التمثيل وأعتقد أنها لن تكون الأخيرة وأتمنى أن أصبح مطلوبة من قبل المخرجين والمنتجين لأن التمثيل لن يعيق مسيرتي الغنائية.
ــ لقد اخذ عليك الكلام باللهجة البيروتية علماً انك تعيشين في ضيعة مسيحية نائية. كيف تردين على هذا الانتقاد؟
- الرد عليه بسيط. فـ<كريستينا> لم تقبع في ضيعتها، بل نزلت الى بيروت وهي فتاة تعلمت وتثقفت وتعرفت الى حبيبة اخيهــــا <الهيبيّة> التي تمــــردت هي ايضاً على مجتمعها.
<ستوب>.. طلقني!
ــ نجحت في <ستوب> <ألبومك> الغنائي ولم تكن الاصداء الإيجابية لبنانية بحتاً. هل يمكنك القول انك وصلت الى الجمهور العربي ايضاً كما ترغبين؟
- لقد تم توزيع الالبوم على 236 تطبيقاً الكترونياً وهذا دليل على مدى انتشاره لبنانياً وعربياً وحتى عالمياً. لقد أخذ هذا <الألبوم> الكثير من الوقت والجهد والتعب، ويتضمن 14 أغنية كلها انتشرت بنجاح وتعاونت فيها مع أبرز الملحنين والشعراء إلى أن اخترت بدقة الأجمل بالنسبـــــة لي. وبعــــد الإطلاع علــــى آراء العديـــــد من الناس والاختصــــاصيين والمعجبـــــين وصلت إلى خلاصة بأن كل أغنية تصلح لتصويرها على طريقة <الفيديو كليب>.
ــ لقد غنيت ايضاً باللهجة الخليجية أغنية <يوه يوه> من كلمات عبد الله الملحم والحان <المحب>. ما هي الأصداء حيالها؟
- لقد تفاعل الجمهور العربي كما الخليجي مع الأغنية بشكل رائع وهو يرددها باستمرار وتفاعل معها بشكل كبير. لقد عملت على اللهجة حتى أتقنها وأؤديها بشكلها الصحيح. احب الايقاعات الخليجية المتنوعة والمتميزة بجمالها وطبعاً لن تكون هذه الأغنية الاخيرة في مسيرة الغناء بهذه اللهجة المحببة على قلوب الجميع.
ــ أغنية <طلقني> من كلمات والحان سليم عساف وإخراج المبدع سعيد الماروق شفاه الله شكلت مفاجأة للمستمعين بطلب الطلاق المباشر من حبيب ما زلت معه في اول الطريق كما توحي الكلمات. الم يثر لديك موضوعها اي تردد في غنائها؟
- لا، لأنها حالة من الحالات الموجودة، وفي بعضها يكون الانفصال اسهل من الاستمرار في حياة كلها تعاسة باعتبار الطلاق الحل للكثير من الزيجات الفاشلة. في اغنياتي، ومهما كانت لهجتها لبنانية او مصرية او غيرها اختار رسالة، موضوعاً اجتماعياً أتناوله بشكل مباشر أعبر فيه عمن يمكن ان يكون في الحالة التي تتناولها الأغنية. لقد توقّعت ان تفاجئ الأغنية الناس بالكلام والاطلالة والسيناريو الاستثنائي الذي جرى تنفيذه بتقنيات عالمية عالية جداً.
ــ بعد المسلسل، ما هو جديد سابين المقبل؟
- صيف زاخر بالحفلات، أبدأها بالمشاركة في ثلاثة مهرجانات في لبنان الذي أتمنى أن يحل السلام والأمن في ربوعه كما في كل انحاء الوطن العربي.