تفاصيل الخبر

رئيس تجمّع بيروت ونادي النجمة الرياضي المحامي محمد أمين الداعوق: نـــادي النجمـــة عابــر للطـوائف والمـذاهب والمناطــق ومـا يحصــل في الملاعب من أعمال شغب هو نتيجـة الجو العـام في البـلاد!

03/03/2017
رئيس تجمّع بيروت ونادي النجمة الرياضي المحامي محمد أمين الداعوق: نـــادي النجمـــة عابــر للطـوائف والمـذاهب والمناطــق ومـا يحصــل  في الملاعب من أعمال شغب هو نتيجـة الجو العـام في البـلاد!

رئيس تجمّع بيروت ونادي النجمة الرياضي المحامي محمد أمين الداعوق: نـــادي النجمـــة عابــر للطـوائف والمـذاهب والمناطــق ومـا يحصــل في الملاعب من أعمال شغب هو نتيجـة الجو العـام في البـلاد!

1لا تزال المشاورات بشأن قانون الانتخاب تراوح مكانها دون إحداث أي خرق في جدار الأزمة بعدما بات معلوماً ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رفض توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة الذي رفعه كل من رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق كونه قال بالفم الملآن انه يرفض قانون الستين والتمديد للمجلس ويفضل عليهما الفراغ، فهل نصل الى الفراغ أم ستتدارك القوى السياسية هذا المأزق وتسارع الى التوافق على قانون جديد؟ وهل تنجح الحكومة أيضاً في إنجاز موازنة العام 2017 بما يؤشر الى أن العهد الجديد سيتجاوز المطبات؟ أم أن التعطيل بدأ يطل برأسه من جديد؟

<الأفكار> التقت رئيس نادي النجمة الرياضي ورئيس تجمع بيروت وأمين عام الهيئة العربية للتحكيم الدولي المحامي محمد أمين الداعوق وحاورته على هذا الخط، بالإضافة الى الشؤون والشجون البيروتية، وما إذا كان سيترشح للنيابة على جري العادة، إضافة الى أوضاع نادي النجمة الرياضي، بدءاً من السؤال:

ــ نادي النجمة اليوم هو الوصيف للدوري اللبناني بعد نادي العهد بعدما تأخر في بداية الموسم وعاد يسترجع قوته من جديد. فكيف تقيّم ذلك؟

- صحيح، نادي النجمة حالياً هو الوصيف بعد ستة انتصارات متتالية بعدما بدأنا الموسم بشكل عاطل لعدة اعتبارات منها ما يتعلق ببعض اللاعبين ومن بعض الجمهور المتطرف وبسبب الخلاف مع المدرب السابق، لكن الأمر اختلف فيما بعد وعاد النادي ليلتقط أنفاسه بعدما عيّن جمال الحاج مدرباً للنادي وأثبت وجوده من خلال الانتصارات المتتالية التي انتشلتنا من المركز الثامن الى الوصافة.

ــ وهل من الممكن أن يفوز النادي بالبطولة؟

- هذا ممكن والأمر متوقف على مسألتين: الأولى نجاحنا في المباريات المتبقية والثانية تتعلق بخسارة الفريق الآخر المنافس لنا وهو نادي العهد المتصدر.

ــ البعض يشبّه نادي النجمة بلبنان كصورة مصغرة عنه نظراً للتنوع في اللاعبين والجمهور. فهل هذا صحيح؟

- طبعاً فالنجمة هو نادي الوطن ويضم كافة الطوائف، والجمهور أيضاً من كل الطوائف والمذاهب والمناطق. ونحن نشعر بشمولية هذا التأييد للنادي ذي التاريخ العريق والمتقادم العهد.

ــ ألا ترى أن الروح الرياضية تتراجع وتتخذ أشكالاً طائفية ومذهبية للأسف لتصبح جزءاً من الواقع اللبناني؟

- صحيح للأسف، لكن يبقى نادي النجمة عابراً للطوائف، رغم بعض الجمهور المترتبط بقوى سياسية علماً بأن الرياضة عموماً تشهد تصرفات ومشاكل وأعمال شغب وشتائم. وهذا ليس محصوراً بالرياضة فقط، فالمناخ العام فرض نفسه على كل شيء سواء في قطاع المحامين أو المهندسين أو الأطباء أو قطاع الأساتذة والتعليم، بحيث نرى أن الطائفية والمذهبية غزت هذه القطاعات، ولا نستغرب أن يحصل شغب في كرة القدم نظراً لأن اللاعب والجمهور من الناس البسطاء العاديين لكن المستغرب أن يحصل الشغب ايضاً في <الباسكت بول> لأن الجمهور يكون عادة من النخبة واللاعبين أيضاً في القسم الأكبر منهم من الجامعيين، مما يدل أن لدينا أزمة انتماء للأسف الشديد.

ــ وأين يكمن الحل؟ وهل تلغى الطائفية من النفوس عبر إلغائها من النصوص؟

- هذا أمر صعب، فالنصوص يمكن تغييرها بشحطة قلم، لكن الإلغاء من النفوس هو الأمر الصعب. وللأسف هناك اليوم أجواء جديدة لم أعهدها سابقاً، فأيام زمان كان الانتماء قومياً وماركسياً، لكن اليوم تغير الوضع وأصبح الانتماء للمحاور الخارجية. وأنا هنا أفتخر انني تأثرت سياسياً يوم كنت تلميذاً بشخص شيعي كان يدرس في العاملية مادة الفلسفة هو حسين مكي رحمه الله، ولم نكن نعرف التفرقة المذهبية والطائفية، وكان التمييز طبقياً بين فقراء وأغنياء، لكن الحرب أحدثت منحى طائفياً لتتطور الأمور نحو بروز المذهبية للأسف، ولا بد في النهاية من إزالة هذا التعصب والانتماء الى محاور ذات توجه مذهبي والانتماء الى لبنان وأن يكون فوق كل اعتبار.

بيروت وأحوالها

 

ــ كرئيس لتجمع بيروت، نسألك: البعض يقول إن بيروت تعاني الحرمان إنمائياً وسياسياً ووزارياً رغم أنها العاصمة. فماذا يقول ابن بيروت محمد أمين الداعوق؟

- هناك ثغرات كبرى على الصعيد الإنمائي الذي توقف مع اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي أنجز خلال سنوات قليلة العديد من المشاريع لاسيما وأن هذا الرجل كانت لديه القدرة على اكتشاف القضايا ومعالجتها. وظلمت بيروت بأنها حرمت من الرئيس الحريري الذي كان يرفع من أوضاعها، علماً أن هذا الرجل كان ذا إحساس وطني ولم يعرف الطائفية والمذهبية في حياته، حتى انني فوجئت يوم درس نظام جمعية خريجي <المستقبل> بأن الأسماء من كل الطوائف والمذاهب. أما بالنسبة لبلدية بيروت فأوضاعها صعبة ودخلت الطائفية والمذهبية اليها بشكل أو بآخر لا بل دخلتها كل الأزمات رغم أنها مسؤولة عن الإنماء، ولذلك يبدو أن هناك خللاً إنمائياً في بيروت، والدولة عاجزة منذ سنوات عن القيام بأي مشاريع لاسيما في ما يتعلق بالكهرباء والنفايات.

ــ وماذا عن قرار بيروت السياسي وعائلاتها؟

- القرار البيروتي يتمركز حالياً في يد تيار <المستقبل>، ومرّ هذا التيار بمرحلة تراجع خاصة مع غياب الرئيس سعد الحريري عن لبنان لأسباب تتعلق بسلامته الشخصية، ولكن رغم أنه معذور في ذلك إلا أن الناس لا يعذرون ويريدون هذه وتلك من المطالب، ناهيك عن أن الوضع الاقتصادي سيئ ووصل الى لقمة عيش الناس، وبالتالي انعكس اجتماعياً والناس يشعرون بالقلق والغضب خاصة وأن الطبقة الوسطى تراجعت الى طبقة معوزة، وتفاءل الناس بالمستجدات خاصة مع انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة برئاسة الرئيس سعد الحريري حتى من قبل الذين كانوا يرفضون وصول عون الى الرئاسة وتحرك السوق وانتعش الاقتصاد خاصة بعد سماع خطاب القسم والكثير من التصريحات، لكن اليوم خف منسوب التفاؤل بعد تصريح الرئيس عون حول قضايا تتعلق بالمقاومة وعاد الوضع الى ما كان عليه سابقاً، حتى ان الدول التي كانت تستعد لمساعدة لبنان وتترقب التطورات فيه، أصيبت بخيبة واستغراب، إضافة الى أن تصريحات السيد حسن نصر الله النارية ساهمت في تراجع التفاؤل لاسيما مع الهجــــوم المتجــــدد علــــى السعودية والإمارات والبحرين، علمـــــاً بــــــأن ازدهـــــــار لبـــــنان يتـــــوقف علــــــــى علاقاتــــــــه مع الجميع.

ــ يعني لا بد من أن ينأى لبنان بنفسه عما يحدث في محيطه أو يتبع سياسة الحياد إزاء المحاور العربية؟

- هناك أمور لا يمكن أن نكون حياديين حيالها، فلا يمكن مثلاً أن نكون حياديين حول قضية فلسطين، لكن لا بد أن يقوم اللبنانيون بمصلحتهم ومصلحة بلدهم، لاسيما وأن هناك أكثر من 750 ألف لبناني منتشرون في بلدان الخليج ولا يجوز بالتالي قطع أرزاق هؤلاء وهم يستجيرون ويرفعون الصوت.

تقصير نواب بيروت

ــ هل أنت راضٍ عن نواب بيروت؟

- البعض منهم مقبولون والبعض الآخر لا. وهذا ناتج عن أن المرشحين يتم اختيارهم من جهات معينة ولا يعبّرون عن نبض الناس، وأنا سبق أن رشحني الرئيس الشهيد رفيق الحريري مرتين لكفاءتي التي وجدها لديّ ولما فيه مصلحته أيضاً، لكن السوريين ضغطوا عليه عام 1995 فتم اختيار أحدهم بدلاً مني، ومن ثم كان ينوي ترشيحي عام 2005 لكن القدر لم يمهله واغتيل يوم 14 شباط/ فبراير 2005.

ــ وهل ستترشح الآن إذا جرت الانتخابات النيابية بعد أشهر؟

- الترشح له أصوله في ما يتعلق بالتحالفات وبالوضع المادي الذي يسمح لأي مرشح أن يقدم على هذه الخطوة، أو أن يكون المرشح ضمن البوسطة. وأنا بوسطتي كانت ولا تزال بوسطة الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

ــ والرئيس سعد الحريري اليوم؟

- له خياراته الأخرى، وعلى كل حال لا بد من أن ننتظر قانون الانتخاب وعلى أي أساس وكيف سيكون الوضع الانتخابي، علماً بأنني غير منتم اليوم الى أي جهة رغم أنني صديق لتيار <المستقبل>، حتى أن الشهيد رفيق الحريري هو من أتى بي الى رئاسة نادي النجمة ولا أزال على علاقة جيدة مع هذا التيار رغم الاختلاف في بعض الأمور.

 

الانتخابات والطائف

ــ على ذكر الانتخابات، هل تعتقد أن القوى السياسية يمكن أن تتوصل الى قانون انتخابي جديد موحد تجري الانتخابات على أساسه، أم أن التأجيل وارد طالما أن الرئيس عون لم يوقع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة؟

- كان يجب على الرئيس عون أن يوقعه وطالما أنه لم يوقعه ووقعه الرئيس الحريري فهذا يبين أن هناك بعض الخلافات، لكن لن تصل الأمور بينهما الى درجة القطيعة والتعطيل، إنما يمكن على المدى البعيد أن يحصل ما يعكر صفو العلاقة الجيدة بينهما خاصة وانني لا أرى أن الأمور تسير بالاتجاه الصحيح والمناكفات لا تزال موجودة وقانون الانتخاب سيكون موضع خلاف بين القوى السياسية لأن كل طرف يريد قانوناً على مقاسه ومقاس طائفته ومذهبه.

ــ وأي قانون هو الأفضل؟

- هو الذي يجعل كل المواطنين متساوين وينهي مرض الطائفية.

ــ يعني تحرير مجلس النواب من القيد الطائفي وإنشاء مجلس الشيوخ كما قال اتفاق الطائف؟

- صحيح، فاتفاق الطائف عصارة حل بعد حرب مدمرة، واليوم إذا أراد البعض إعادة النظر باتفاق الطائف سنصل الى طريق مسدود وسنفتح باب المزيد من التعقيدات والمشاكل، وبالتالي لا بد من أن نذهب باتجاه المزيد من التطوير على غرار الدول الديموقراطية الراقية.

ــ وهل ستحصل الانتخابات أم ماذا؟

- الأكيد أن التمديد مرفوض ولن يمر، وأقصى الاحتمالات أن يتم التمديد لأسباب تقنية والعمل جارٍ لإنجاز قانون مختلط لا بل هناك توافق للوصول الى النظام المختلط لكن الخلاف يدور حول التفاصيل وتوزيع النواب على الدوائر.

ــ وأين بيروت؟

- مثلها مثل أي منطقة أخرى، فالوضع فيها مهتز والناس مستاؤون بدليل الانتخابات البلدية التي جرت رغم أن الانتخابات البلدية تختلف بطبيعتها، ولكنها معبرة بدون أدنى شك.

ــ وهل يتم ايضاً التوافق على إنجاز الموازنة العامة، وهل تؤيد فرض ضرائب جديدة لتمويل سلسلة الرتب والرواتب؟

- كلما طرحت هذه الفكرة، فالناس يرفضون لأن الوضع الاقتصادي سيئ والناس يعيشون صعوبات اقتصادية ومالية، وبالتالي من حيث المبدأ لا يجوز فرض ضرائب جديدة في زمن التعثر الاقتصادي والضيق المعيشي، ويمكن اللجوء الى أساليب أخرى لتمويل سلسلة الرتب والرواتب التي تعتبر حقاً مكتسباً للموظف في القطاع العام بأن تعمد الحكومة الى وقف الهدر ومحاربة الفساد واستغلال الأملاك العامة من خلال فرض رسوم على المستثمرين فيها والمعتدين عليها، وهذا لوحده كفيل بتغطية العجز الحاصل في الموازنة وتمويل سلسلة الرتب والرواتب.

ــ نراك تكتب بين الحين والآخر في جريدة <اللواء>. فهل هو الحنين الى ماضيك الصحافي أم ماذا؟

- هذا صحيح، فأنا بدأت حياتي صحافياً في جريدة <السياسة> للمرحوم عبد الله اليافي وأصبحت سكرتير تحرير ومن بعد ذلك كنت أعطي حديثاً يومياً في الإذاعة اللبنانية و<صوت الوطن>، وبالتالي عشت الحياة الصحافية وكنت أريد أن أصبح صحافياً، وبالتالي ما أفعله اليوم هو الحنين الى الماضي الجميل إضافة الى أن جريدة <اللواء> طلبت مني ذلك واخترتها بالذات لأنها أكثر الصحف التي تنسجم مع تفكيري وهي بيروتية الهوى والانتماء.