أعلن رئيس الوزراء الفرنسي السابق <مانويل فالس> في خطوة غير مسبوقة لمسؤول اوروبي، أنه سيترشح لمنصب رئيس بلدية مدينة برشلونة الإسبانية المقررة ربيع العام المقبل، في وقت اعلن حزب <ثيودادانوس> الكاتالوني <المواطنون> المنتمي ليمين الوسط والذي يقود الحركة المناهضة لانفصال الإقليم عن إسبانيا، إنه سيدعمه.

وبهذا الترشح يطوي الرجل الذي يحمل الجنسيتين الفرنسية والإسبانية أكثر من ثلاثين سنة من السياسة بفرنسا، شغل فيها مناصب كبيرة، غير أنه تعرض لهزيمة مدوية في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

 ويذكر ان <فالس> ولد في برشلونة عام 1962، لأب كاتالوني وأم سويسرية إيطالية، ونشأ في فرنسا، وخاض كل حياته السياسية فيها، وتولى عدة مناصب بعدما انتسب الى الحزب الاشتراكي، حيث شغل منصب عمدة مدينة إيفري، ثم نائباً برلمانياً عن المدينة نفسها لولايتين نيابيتين. كما تولى منصب وزير الداخلية عام 2012 إلى أن عينه الرئيس <فرنسوا هولاند> رئيساً للوزراء عام 2014 بسبب شخصيته الكاريزمية ودفاعه المستميت عن إصلاحات الحكومة، وعن العلمانية الفرنسية بمفهومها المتشدد، الا ان  <فالس> قرر خوض الانتخابات الرئاسية ما جعل <هولاند> يصفه <بالخائن> ، لكن بعد فشله في الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية للحزب الاشتراكي عام 2016، أعلن استقالته من الحزب وحاول الالتحاق بحزب <الجمهورية إلى الأمام>، برئاسة الرئيس الحالي <ايمانويل ماكرون> لكنه تلقى صفعة قاسية بعدما رفض الحزب منحه التزكية لخوض غمار الانتخابات التشريعية.

ويأتي قرار <فالس> بالترشح لرئاسة بلدية برشلونة بعدما تحطمت أحلامه بالوصول إلى قصر الإليزيه ، كما تبخرت آماله في العودة إلى الحياة السياسية الفرنسية بعدما لفظته الطبقة السياسية اليسارية وحمّلته وزر هزيمتها التاريخية، حتى ان استطلاعاً للرأي نشر عام 2017 كشف ان 54 بالمئة من الفرنسيين ينبذون <فالس>، وحلت زعيمة الجبهة الوطنية <جون ماري لوبان> في المرتبة الثانية بنسبة 53 بالمئة .