تفاصيل الخبر

رئيس لفرنسا غير باقي الرؤساء!

12/05/2017
رئيس لفرنسا غير باقي الرؤساء!

رئيس لفرنسا غير باقي الرؤساء!

 

ثماكرونسقطت <مارين لوبان> من فرصة التقاط مقعد الرئاسة الفرنسية في بيروت، منذ أن امتنعت عن اعتمار الحجاب قبل مقابلة سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان. والأهمية في هذا المقام ليست للأسماء بل للمبادئ!

أصغر رؤساء جمهورية فرنسا سناً، ابن التاسعة والثلاثين <ايمانويل جان ميشال فريديريك ماكرون> يسجل موقفاً في بيروت عبر <مارين لوبان> ويضعه في ذمة التاريخ، لقد كانت هناك معركة في قلب فرنسا بين العلمانيين، ومن ثم <ماكرون>، وأصحاب العصبية، ومنهم <مارين لوبان> حول هوية المجتمع الفرنسي.

ابن التاسعة والثلاثين كان يرى ان شهرة فرنسا في العالم نبعت من حركة تمرد على الأعراف، بحيث لم تكن صلوات ظهر الجمعة في الشوارع القديمة، وفي قلب مدن مثل <مارسيليا> و<غرينويل> هي السمة السياسية للاستمرار بل كانت حضور الفتى الفرنسي.

الحملات الاعلامية على جامع فرنسا الكبير في باريس وإمامه أبو بكر أساساً للاهتداء الى الهوية الفرنسية. بلد اعتاد أن يقلب كل الموازين في أوروبا، ليكون له ميزانه الخاص الذي يفرقه عن سائر دول الاتحاد الأوروبي. كان العمل خارج الاتحاد الأوروبي الجامع للشمل التاريخي هو عين الرضا، والتهديد بالانفلات من هذا الاتحاد كما فعلت رئيسة وزراء انكلترا <تيريزا ماي> والعمل بالمفهوم الفردي هو أساس؟ أي ان خريطة الطريق تنبع من مصلحة فرنسا، وكل المراجع يجب أن تصب في المياه الفرنسية، وهكذا كانت حاله في خريف 2007 عندما اختار معلمته <بريجيت ترونيو> في مدرسة <لا بروفيدانس> الثانوية زوجة له، مع انها تكبره بأربعة وعشرين عاماً، وشدته إليها أواصر الاعجاب الأدبي قبل العاطفي.

ويختلف <ماكرون> عن أترابه بأنه كان ولا يزال عاشق بيانو، وتدرب على العزف بمهارة أكثر من عشر سنوات، وكذلك تدرب على الملاكمة، ومعها رماية الكرة، وتعلم رياضة كرة المضرب. أي ان ابن التاسعة والثلاثين كان بهمة وثقافة ابن السبعين. ونادراً ما كان لسادة قصر <الإليزيه> هذا التمايز في الكفاءات العلمية والرياضية.

ومن دوائر وزارة المالية استقى <ماكرون> علوم التعاطي مع الناس. فبعد إنهاء دراسته في معهد <الاينا> الذي تخرج منه الرئيس <جاك شيراك>، التحق بالشؤون المالية عام 2004، وتعلم أصول التفتيش المالي العام، وهناك أصبح تحت رعاية وحماية قطب الوزارة <جان بيار جرفيه> وأدرك أصول الرقابة والتفتيش المالي، حتى إذا كان العام 2006 اقترح مدير عام حركة المشاريع في فرنسا <لورانس بانسو> أن يتسلم <ماكرون> منصب مدير عام لجنة التنمية لحركة الانماء، وصدر مرسوم جمهوري بتعيينه عضواً في هذه اللجنة.

وفي عام 2012 اختير لادارة عملية شراء شركة <نستله> بمبلغ 9 مليارات يورو!

ابن الـ39 سنة، صامت وقليل الكلام، ولكنه حين يحكم فرنسا من قصر <الإليزيه> حتى العام 2022 فلا بد أن يكون رئيساً غير باقي الرؤساء!