عقدة رئيسة وزراء بريطانيا <تيريزا ماي> هي رئيسة الحكومة الراحلة <مارغريت تاتشر> التي كانت أول أنثى تحكم بريطانيا، وأقوى رئيسة حكومة بعد <ونستون تشرشل>. ولأنها تواجه الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي <البريكسيت> تقوم بتدابير وقائية أبرزها الآن انتخابات نيابية مبكرة يوم 8 حزيران/ يونيو المقبل، برغم أنها بهذا القرار تناقض نفسها بعدما كانت قد أعلنت عدم إجراء أية انتخابات قبل موعدها المقرر عام 2020.
وتأتي هذه الانتخابات المبكرة متزامنة مع انتخابات نيابية في لبنان، وانتخابات رئاسية في فرنسا، ولكن لا بد لإقرارها ونشرها في الجريدة الرسمية من الحصول على أصوات التأييد من ثلثي أعضاء البرلمان أو مجلس العموم.
وقد تفاخرت <تيريزا ماي> بهذه الانتخابات المبكرة في كلمة ألقتها أمام مقر <10 دواننغ ستريت> مسكن ومكتب رئيسة الوزراء.
وقالت إن اللجوء الى هذه الانتخابات المبكرة هو لضمان الاستقرار والأمن لسنوات مقبلة. وقد أجرت <تيريزا ماي> مشاورات حول الموضوع من خلال الهاتف مع الملكة <اليزابت الثانية> التي لم تمانع في اعلان حل البرلمان، إذا قضت الظروف ذلك. ورأت القوى السياسية في البلاد ان الانتخابات المبكرة هي الحل لمواجهة مفاوضات الخروج من الاتحاد الاوروبي. والرقم الصعب الذي يواجهها في هذا الخضم هو رئيسة وزراء اسكوتلاندا <نيقولا ستيرغن> التي لم تكن راضية عن الاستفتاء الذي قضى بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وكان هذا الموقف مخالفاً لموقف زعيم المعارضة العمالية <جيرمي كوربن> الذي رحب بالانتخابات المبكرة التي ستهيئ للبلاد بديلاً فعالاً للحكومة، التي لم تنجح برأيه في إعادة بناء الاقتصاد وانخفضت في عهدها مستويات المعيشة، نتيجة تقليصها ميزانية المدارس ونظام التأمين الصحي.