تفاصيل الخبر

 رئيسة جمعية "كفى" زويا روحانا :هكذا ساعدتنا النجمة العالمية "ميريل ستريب" ، وهذا بدورنا ما نقدمه للنساء المتضررات من الانفجار!

09/09/2020
 رئيسة جمعية "كفى" زويا روحانا :هكذا ساعدتنا النجمة العالمية "ميريل ستريب" ، وهذا بدورنا ما نقدمه للنساء المتضررات من الانفجار!

 رئيسة جمعية "كفى" زويا روحانا :هكذا ساعدتنا النجمة العالمية "ميريل ستريب" ، وهذا بدورنا ما نقدمه للنساء المتضررات من الانفجار!

بقلم عبير أنطون

[caption id="attachment_80989" align="alignleft" width="375"] "ميرل ستريب".. تتبرع لـ "كفى".[/caption]

  كان لافتاً تبرّع الممثلة العالمية "ميريل ستريب" بمبلغ 25 ألف دولار لدعم النساء والأطفال المتأثرين بانفجار بيروت من خلال منظمة "كفى" (عنف واستغلال)، هي النجمة التي اختيرت من قبل عدة نقّاد "كأعظم ممثلة حية"، ورُشحت لجائزة الأوسكار 21 مرة، وفازت بها ثلاث مرات، كما حازت كبريات الجوائز والأوسمة بينها وسام "الحرية الرئاسي" من الرئيس الأميركي السابق "باراك أوباما" في العام 2014 .

 بدورها توجّهت منظمة "كفى" غير الحكومية وغير الربحية الى "ستريب" بالقول : "شكراً لمساهمتك السخية في أعمال الإغاثة التي تقوم بها "كفى" لدعم النساء والأطفال الذين فقدوا أحباءهم أو منازلهم أو أصيبوا أو تعرّضوا لصدمة نتيجة انفجار بيروت. مساهمتك ليست سوى دليل إضافي على دعمك لحقوق الإنسان وخصوصاً حقوق المرأة".

 فكيف وصل تبرع النجمة التي صوّرت حتى الآن 90 فيلماً ما بين هوليوود وأوروبا، الى الجمعية النسوية اللبنانية؟ وهل للأمر علاقة بدعمها الدائم للنساء وقد عُرف عنها أنها خاضت حملة دفاع عن المرأة في هوليوود، واستبعدت لحوالي عامين عن عاصمة السينما العالمية بعدما اتهمت المنتجين بأنهم يحاسبون النساء بأجور أقل كثيراً من الرجال، ويتعاملون معهن بدونية مرفوضة؟ وبالتالي، كيف تعمل منظمة "كفى" التي اختارت التبرع لها، وما أولوياتها بعد الانفجار؟

في لقاء "الأفكار" مع رئيسة "كفى" ومديرتها زويا روحانا عدنا بالأجوبة ..

لم تكتف منظمة "كفى" التي تأسست في العام 2005 "للقضاء على جميع أشكال العنف والاستغلال المبنيَّين على النوع الاجتماعي وإحقاق المساواة الفعلية بين الجنسين، "يديها امام هول ما حصل خلال ثوان في مساء الرابع من آب (اغسطس) الماضي ، بعدما هزّ أنفجار هائل مرفأ بيروت، وما زالت التحقيقات جارية لمعرفة أسبابه"، كما تشير"كفى" في بيانها، والتي تضيف فيه أنه "فقد" على الأقل 150 شخصاً حياتهم، وجُرح على الأقل 6000 شخص، وما زال هناك العديد من المفقودين والمفقودات تحت الركام ينتظر ذووهم معرفة مصيرهم وتدمّرت بيوت وأحياء مئات الآلاف من الناس. وقد حصلت هذه الكارثة في ظلّ انهيار اقتصادي لم يشهد له لبنان مثيلاً، بعدما تراجعت قيمة العملة الوطنية فيه مقابل الدولار وحجزت المصارف مدعومة من الطبقة الحاكمة على أموال الناس ومدخّراتهم وخسر أعداد كبيرة منهم أشغالهم".

وأكدت "كفى" أنه "في هذا الوضع المأساوي، وفي ظل استهتار السلطة الحاكمة بحياة الناس ومصالحهم وأموالهم وأمانهم والإمتناع عن احترام الحدّ الأدنى من حقوقهم، فإنهم قرروا في المنظمة، وبعد ان تلقوا طلبات كثيرة من أشخاص راغبين بتقديم الدعم عبر المنظمات العاملة على الأرض وليس عبر المؤسسات الرسمية غير الموثوق بها، مساندة النساء المنكوبات من الكارثة وعائلاتهنّ. هؤلاء النساء اللواتي يُعِلن عائلاتهنّ وفقدن أحباباً لهنّ أو فقدن عملهنّ ومنازلهنّ"...

 روحانا: الإغاثة أولوية

[caption id="attachment_80992" align="alignleft" width="250"] لمن يرغب بالمساعدة.[/caption]

 من هذه النقطة كان الانطلاق في الحديث مع السيدة روحانا حول مساهمة "كفى" وعملها بعد الانفجار، والذي استهلته بالقول إن الأولويّة كانت للاطمئنان على السّيدات اللواتي يستفدن من المنظمة ."لقد رحنا نفتش في أوراقنا عن النساء اللواتي يقمن في المنطقة المتضررة واتصلنا بهن، ووقفنا عند حاجاتهن وهي متعددة . فمنهن من خسرن عملهن، ومنهن من خسرن معيل عائلتهن، او تضررت ممتلكاتهن، وسعينا من جانبنا الى تلبية العدد الأكبر من الحاجات، والتي تدخل من ضمنها ايضاً المساعدة النفسية والاجتماعية.

 وحول عدد المتضررات، تشير زويا (ومعنى اسمها الحياة) الى أن الأعداد لا يستهان بها، ويفوق عدد السيدات اللواتي نساعدهن في "كفى" اثر الانفجار المئة، وهن بدورهن يرشدوننا الى سيدات في محيطهن بالمواصفات نفسها، اي خسرن عملهن او معيل عائلتهن، او انهن سيدات وحيدات لا معين لهن فكان ان توسعنا من ضمن هذا الاطار، اضف الى ذلك مرارة عاملات المنازل الأجنبيات واللواتي كن يعانين من أوضاع سيئة ما قبل كورونا حتى، وتفاقمت ازمتهن مع الانفجار وبشكل خاص من تعمل منهن ضمن المناطق المتضررة، فنقدم لهن المساعدة من خلال حصص غذائية . كما نسعى، لمن هن سيئات الحال جداً، لتأمين ثمن بطاقات السفر حتى يعدن الى بلادهن .

ولما نسألها استطراداً اذا ما يمكن لمن هو بحاجة لعاملة ان يتصل بـ"كفى" ، تؤكد روحانا ان هذه ليست مهمة المنظمة أبداً. وتدعو المنظمة الجهات الرسمية المسؤولة والمنظمات المعنيّة بشؤون المهاجرين والمهاجرات إلى عدم إهدار المزيد من الوقت واستكمال الإجراءات اللازمة فوراً لترحيل جميع الراغبات بالمغادرة من كل الجاليات العاملة في لبنان مع ضمان كامل حقوقهن المعنوية والمادية..

"ستريب" واللفتة الحلوة..

[caption id="attachment_80991" align="alignleft" width="250"] زويا صقر.. نخشى تزايد العنف المنزلي.[/caption]

 وعن كيفية تبرّع النجمة الكبيرة "ميريل ستريب" لمنظمة "كفى" بمبلغ 25 الف دولار، شرحت روحانا ان هناك جمعية دولية في الولايات المتحدة انشأت لنا موقعاً للتبرع، ومن خلالها تمّ التبرع من قبل عدة أشخاص بينهن الممثلة "ميريل ستريب"، وقد اعتبرتها روحانا لفتة حلوة من جانبها خاصة وأن "ستريب" معروفة بخطواتها الانسانية، الا ان اي تواصل مباشر معها لم يتم من قبل "كفى اللبنانية".

وعن الاعانات والتبرعات الأخرى التي يمكن لـ"كفى" المساعدة من خلالها، اشارت روحانا الى ان هناك "الكثير من المنظمات التي نتعاون معها في مشاريع عدة، وقد اقتطعنا من الميزانية التي كانت مرصودة لاقامة النشاطات الميدانية في أكثر من مشروع نعمل عليه وتوقفت انشطته بسبب جائحة الـ"كوفيد 19" وحولناها الى المساعدة والاغاثة ، هذا فضلاً عن ان بعض الجمعيات الاخرى مدتنا باعانات اغاثية مباشرة كجمعية "اوكسفام" التي قامت بحملة تبرع .

 المساعدات التي تصل الى الجمعية منها مادية وبعضها عينية، الا ان المنظمة في الغالب تعتمد على المساعدات المادية "حتى نشتري حصصاً غذائية، وانما ايضاً لنؤمّن بعض المساعدات المادية المباشرة للسيدات خاصة اللواتي خسرن عملهن ومعيل عائلتهن بعد الانفجار كما سبق وأشرت". وتضيف روحانا: "الآن بدأنا بامكانية تصليحات بسيطة في بعض المنازل أقله للشبابيك والأبواب بهدف العودة الآمنة اليها على أبواب الشتاء"..

النساء أولاً ..

[caption id="attachment_80990" align="alignleft" width="333"] العاملات الكينيات أمام قنصلية بلدهن.[/caption]

وإن "كنا جميعنا في الهمّ شرق"، رجالاً ونساء، إلا أن "كفى" تميل الى مساعدة النساء بشكل اول وهذا اختصاصها منذ انطلقت وهي تأمل في هذا المجال ان تأخذ المساعدات بالاعتبار الاختلاف الجندري ، خاصة للفئات المهمشة من النساء . فـ "في أساس عمل "كفى" مواكبة ودعم النساء وأولادهنّ لمواجهة وتخطّي العنف، ولأن الكوارث يكون إنعكاسها مضاعفاً على الفئات الهشّة، والنساء منهنّ، ستستمر الجمعية قي تقديم الدعم الاجتماعي والنفسي والقانوني للنساء كما العادة واستقبال التبرّعات لتقديمها الى النساء".

اما العنف المنزلي واحتمال ارتفاع منسوبه بعد الانفجار العنيف ، كما كان الحال بعد جائحة "كورونا" التي رفعت أعداد ضحاياه، فتقول رئيسة "كفى":

 "هناك احتمال كبير جداً ان ترتفع حالات العنف المنزلي جراء الانفجار، كما حدث مع التعبئة والحجر المنزلي بسبب الـ"كوفيد 19". فمع " كورونا" تلقينا في ظرف ثلاثة اشهر حالات تبلغ عن العنف اكثر مما تلقينا طوال العام الماضي. وفي خلال شهر حزيران وحده مثلاً تلقينا 1371 اتصالاً وهو كما في كل شهر، يتخطّى رقم الشهر الذي سبقه .

وتضيف روحانا :

 صحيح ان الأولوية اليوم هي في التفتيش عن مكان تجتمع فيه العائلة وتؤمن لقمة عيشها، لكن الازمة الاقتصادية ستزيد الحمل الثقيل، هذا الى جانب مفاعيل "كورونا" المستمرة والأزمة المعيشية الخانقة ما سيزيد الضغوطات الكثيرة، والتي يمكن ان تؤدي الى ممارسات عنفية عند الناس الذين يملكون الاستعداد لأن يمارسوا العنف.

والمشاريع الأخرى؟

[caption id="attachment_80993" align="alignleft" width="369"] نجاة رشدي المنسقة المقيمة للأمم المتحدة تزور خيمة كفى.[/caption]

العنف على أنواعه، تمرست "كفى" على الوقوف في وجهه. لكن هل هي مستمرة بالتوازي في مشاريعها الأخرى التي تعمل عليها كزواج القاصرات والاحوال الشخصية والحق بالجنسية وغيرها ؟

ليست هذه من اولويات الناس اليوم تجيبنا روحانا، وفي هذه الظروف تهمنا الاغاثة اكثر من اي أمر آخر. كنا بدأنا حملة لأجل قانون مدني للاحوال الشخصية والمشروع موجود عندنا لكن الناس اليوم همومها في مكان آخر ، حتى إنه لا يمكننا الضغط في اي اتجاه رسمي ، في ظل الوضع القائم .

 وعن زيارة المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في لبنان ومنسقة الشؤون الإنسانية، نجاة رشدي يوم الجمعة في ٢٨ آب (اغسطس ) الماضي، تشرح روحانا أنها كانت زيارة للخيمة التي نصبتها "كفى" في حديقة اليسوعية من أجل مساعدة النساء والأطفال المتضررين من انفجار ٤ آب (اغسطس) الماضي بالتعاون مع اليونيسف. "هذه الخيمة نتواصل من خلالها مع محيطها ، فكانت زيارة السيدة رشدي للالتقاء بعدد من السيدات المتابَعات من قبلنا وقد استمعت إلى حاجاتهن ومعاناتهن وأكّدت وقوفها إلى جانبهن كون النساء هن الأكثر تضرراً في جميع الأزمات".

 وعما إذا كانت لهذه الجولات نتيجة سريعة ، تقول روحانا رداً على سؤالنا: لقد وعدت السيدة رشدي السيدات في نهاية اللقاء بتقديم ما أمكن من مساعدات عبر منظمات المجتمع المدني ومن خلال منظمات الأمم المتحدة. النتائج قد لا تكون مباشرة لكن في خلفيتها فإنها تكوّن وجهة للمساعدات التي ستقدم لاحقاً، ونأمل ان يأخذوا موضوع الجندر بعين الاعتبار.