تفاصيل الخبر

رئيسة  جمعية ”Faire Face“ السيدة آن فرنجية: الهدف من انشاء الجمعية ان تلتقي السيدات المصابات بالسرطان للتحدث عن معاناتهن وأوجاعهن...!

08/03/2019
رئيسة  جمعية ”Faire Face“ السيدة آن فرنجية: الهدف من انشاء الجمعية ان تلتقي السيدات المصابات بالسرطان للتحدث عن معاناتهن وأوجاعهن...!

رئيسة  جمعية ”Faire Face“ السيدة آن فرنجية: الهدف من انشاء الجمعية ان تلتقي السيدات المصابات بالسرطان للتحدث عن معاناتهن وأوجاعهن...!

بقلم وردية بطرس

 

منذ ان تأسست <فير فاس> - وهي جمعية غير حكومية لا تبغي الربح - في العام 1995 ولغاية اليوم تقدم الدعم المادي والمعنوي لمرضى السرطان، حتى اصبحت العائلة الثانية لمرضى السرطان... اذ تقوم الجمعية بتنظيم لقاءات مع المرضى المصابين بغية منحهم فسحة اصغاء وتعبير وتبادل من خلال تقديم دعم نفسي ومعنوي مطمئن لهم، وفرصة الاجتماع بأشخاص آخرين يعيشون التجربة نفسها او اختبروها سابقاً ومشاركتهم المشكلات المختلفة الناتجة عن المرض. وكل يوم ثلاثاء يكون هناك لقاء بين المرضى في مقر الجمعية في بدارو. كما تقدم الجمعية برنامج الكشف المبكر لسرطان الثدي انطلاقاً من خطة لتقديم صور أشعة مجانية للثدي في عدد كبير من المراكز الاجتماعية والمستوصفات، اذ تُؤخذ صور الأشعة في المستشفيات ومراكز مختصة وتستفيد النساء من خدمة متابعة تمتد على خمس سنوات بعد صورة الأشعة الأولى. وتقوم الجمعية باصدار كتيبات توعية وقد صدر حتى الآن: الفحص الذاتي للثدي، العلاج الكيميائي، أسئلة حول السرطان والعلاج بالاشعاع، وسرطان الثدي. كما تنظم الجمعية مؤتمرات وجدالات تربوية مع الأطباء والاختصاصيين في الأورام السرطانية في مقر الجمعية وفي المدارس والمستوصفات.

 

رئيسة الجمعية السيدة آن فرنجية واهداف الجمعية!

<الأفكار> التقت رئيسة جمعية <فير فاس> السيدة آن فرنجية لنتحدث عن اهداف الجمعية ونشاطاتها على مدار السنة. وتتولى السيدة آن فرنجية رئاسة الجمعية منذ حوالى 15 سنة، ومنذ ان انتسبت للجمعية في العام 1997 لم تتوان يوماً عن تقديم خدماتها لهذه الجمعية. والسبب الذي دفعها انذاك للانتساب الى الجمعية كونها عاشت تجربة مماثلة اثر اصابة زوجها النائب الراحل سمير فرنجية بالسرطان للمرة الأولى في العام 1994، اذ عندما رافقته الى اميركا ليتلقى العلاج هناك، رأت ان هناك متطوعات داخل المستشفى يعتنين بمرضى السرطان وأهاليهم، وبعدما انهى زوجها العلاج وشفي من المرض اول مرة، أرادت ان تقوم بشيء اثر عودتهما الى لبنان يتعلق بمساعدة مرضى السرطان، وهكذا انتسبت الى جمعية <فير فاس>، ولا تزال تعمل فيها بكل محبة وتفاني. ونسألها عن هدف انشاء الجمعية آنذاك فتقول:

- تأسست الجمعية في العام 1995 من قبل الدكتور ميشال سعادة واختصاصيين بعلم النفس وعدد من السيدات المصابات بالسرطان، وهي أقدم جمعية تهتم بمرضى السرطان. كان الهدف من انشاء الجمعية ان تلتقي السيدات المصابات بالسرطان لمشاركة مشاكلهن ومخاوفهن وتجاربهن الى ما هنالك... وفي العام 1997 أطلق <Breast Cancer Awareness Program> وهو كناية عن محاضرات يليها توزيع فحص مجاني للثدي <ماموغرافي>، اذ كانت الجمعية من الأوائل التي دخلت الى هذا البرنامج حتى قبل وزارة الصحة. وكان الهدف من هذا البرنامج توعية النساء. لقد عقدنا اتفاقية مع وزارة الشؤون الاجتماعية لنتوجه الى المراكز الصحية والمستوصفات لمساعدة السيدات المصابات بالسرطان. كانت الجمعية تساعد من حيث اجراء فحص للثدي <الماموغرافي> مجاناً، اذ عقدت اتفاقاً مع مستشفيات عدة حسب المنطقة وأيضاً مع مراكز التصوير، اذ كنا نرسل السيدات اليها بعدما نقيم المحاضرات لتشجيعهن لاجراء صورة للثدي، ولقد اجريت حوالى 3000 او 4000 صورة للثدي للسيدات على حساب اللجنة الوطنية لسرطان الثدي. لقد طورّنا البرنامج وحالياً خفّفنا من هذا العمل لأن وزارة الصحة تجري فحص الثدي <الماموغرافي> مرة في السنة وذلك على مدى أربعة أشهر.

وعن التعاطي مع المستشفيات تشرح السيدة فرنجية:

- لأننا اردنا ان يأتي المرضى اكثر الى الجمعية ليحضروا هذه المحاضرات وليس فقط مؤسسي الجمعية وأعضاءها، لذا توجهنا الى مستشفى <اوتيل ديو> وذلك في العام 2002، كمتطوعات لنزور مرضى السرطان، في البداية كنا حوالى 10 متطوعات مثلاً، وكان مستشفى <أوتيل ديو> يتحضر آنذاك للقيام بـ<المعاينة التلطيفية> ومن خلال الاتفاق الذي عقدناه مع المستشفى منذ ذلك الوقت ولغاية اليوم تذهب متطوعتان من عندنا الى المستشفى لزيارة المرضى للسؤال عن حاجياتهم. ومنذ سنة دخلنا الى مستشفى <المعونات> في جبيل وأيضاً في مستشفى <جبل لبنان>، ومن خلال هذا الاتفاق نقدم مساعدات مالية مثلاً تعلمنا المسؤولة ان هناك مريضاً او مريضة لا يقدر ان يكمل تكاليف العلاج، وبدورنا نساعد المريضة مثلاً بتأمين الشعر المستعار وما شابه. كما نقوم بنشاطات عديدة مثلاً في عيد الأم سنوزع الهدايا على السيدات المصابات بالسرطان في المستشفيات الثلاث التي ذكرتها. وأيضاً عقدنا اتفاقاً مع شركة <مينيكور ومكياج> لتعتني بالسيدات فتقوم بطلاء أظافرهن وأيضاً بالمكياج على أنغام الموسيقى. عدا عن ذلك ندعو اختصاصية في علم النفس مرة في الشهر لتقوم بالعلاج النفسي الجماعي او <Group Therapy> في مقر المركز للمرضى والمتطوعات. وننظم احتفالاً لجمع التبرعات مثلاً ننظم نشاطاً مسرحياً وسينمائياً مرتين في السنة، وأحياناً نشارك في معارض يدوية، ونشارك في فصل الربيع في مهرجان <غاردن شو> في ميدان سباق الخيل اذ يُقدمون لنا جناحاً داخل المهرجان، ونشارك فيه من جهة للحصول على الدعم المادي ومن جهة أخرى لنوزع <الفلايرز> ونتحدث مع الناس ليعرفوا عن الجمعية أكثر.

 

توعية المدارس الرسمية!

 

وعن توعية المدارس الرسمية تقول:

- لقد أقمنا مشروعاً منذ ثلاث سنوات مع وزارة التربية للتوعية في المدارس الرسمية، مثلاً في بيروت هناك 17 مدرسة رسمية اذ توجهنا اليها واجتمعنا مع المدراء وأقمنا نوعاً من المباراة بين المدارس، اذ اخترنا خمسة أنواع سرطان (سرطان الثدي، سرطان الرئة، سرطان الجلد، سرطان الخصية وسرطان بطانة الرحم) وطلبنا من التلاميذ اختيار واحدة من هذه السرطانات وان يعملوا على اعداد فيلم قصير و<فلاير> و <أفيش>، وبالنسبة للجائزة الأولى خُصص مبلغ 300 دولار لكل تلميذ اذا ربح الصف بهذا العمل، والجائزة الثانية 200 دولار والجائزة الثالثة 100 دولار، وأقمنا حفلة كبيرة في الأونيسكو اذ ربحت آنذاك <ثانوية جبران تويني>. وحالياً نعمل مع مدرستين اذ تذهب السيدات بالاتفاق مع الادارة ليلتقين مع طلاب البكالوريا القسم الثاني لالقاء المحاضرات عن السرطان، ويلقى هذا البرنامج صدى جيداً في المدارس.

ــ اذاً تقوم الجمعية بنشاطات عديدة على مدار السنة...

- هذا صحيح، كما ذكرت ان المتطوعات يحضرن في المستشفيات اذ كل يوم هناك متطوعة في المستشفيات، كما نقيم محاضرات للتوعية، ونشارك بمؤتمرات وغيرها مثلاً نشارك كجمعية في النشاطات التي تقيمها وزارة الصحة، كذلك نزور المرضى ونعمل على جمع التبرعات ونقيم نشاطات التسلية في مقر الجمعية، وبعد فترة سنقيم مرة في الشهر جلسة تلوين على أنغام موسيقى لترتاح السيدات وايضاً الرجال، عدا عن العلاج النفسي الجماعي.

 

أهمية العلاج النفسي الجماعي لمرضى السرطان!

 

ــ الى اي مدى يساعد العلاج النفسي الجماعي السيدات المصابات بالسرطان؟

- أحياناً تأتي السيدة مرة او مرتين فقط للمشاركة في العلاج النفسي الجماعي، والبعض منهن لا يأتين. نحن اليوم في الجمعية حوالى 35 متطوعة، وكل متطوعة تقوم بالعمل الذي تريده مثلاً ليس كل المتطوعات يذهبن الى المستشفيات، اذ البعض منهن لا يتحملن الأمر لذا يعملن داخل الجمعية، وكل المتطوعات في الجمعية هن سيدات اما كنا مصابات بالسرطان واما أحد أفراد اسرتهن اصيب بالمرض، وقسم كبير من المتطوعات اللواتي يذهبن الى المستشفيات كن قد اصبن بالسرطان من قبل وشفين منه. وطبعاً تبقى القوة والارادة أهم ما يساعد مريضة السرطان، وأيضاً ان تكون محاطة بأحباء وبأشخاص تقدر ان تتحدث اليهم... ما اكتشفناه خلال عملنا كمتطوعات في المستشفيات انه في كثير من الأوقات يرتاح المريض ان يتحدث مع أشخاص خارج افراد اسرته، كما ان أفراد العائلة يرغبون بالتحدث معنا أكثر.

 ــ وهل تتحدث المريضة عادة عن ألمها ومعاناتها في اول لقاء لها مع بقية المرضى والمتطوعات؟

- اذا لم تقدر ان تتحدث عن ألمها ومعاناتها في اول جلسة، ففي المرة الثانية تتحدث اذ تشعر بالثقة، وعندما تعلم ان هناك من يسمعها تشعر بالراحة. كما ترتاح السيدة عندما ترى ناجيات من السرطان اذ تشعر بأن هذه المريضة تغلبت على المرض فتستمد القوة منها. الاحظ ان الصبايا اللواتي يقصدن الجمعية يشعرن وكأن الجمعية عائلة كبيرة لهن، اذ يبدأن بالتحدث عن أمور سيفعلنها لمساعدة الآخرين وما شابه اي نشعر انهن يتخطين المرض... وبدورنا ننصح المصابة بالسرطان اذا لم يكن علاجها صعباً ان تذهب الى العمل وأن تعيش حياتها بشكل طبيعي. وللاطلاع على نشاطات الجمعية وغيرها يمكن زيارة الموقع الالكتروني: <www.fairefacecancer.org.lb> او المراسلة عبر البريد الالكتروني:

<fairefacecancer@gmail.com>.

 

شهادات حية!

 

وقد حرصت <الأفكار> على ان تلتقي بناجيات من السرطان وهن اليوم متطوعات في الجمعية يعملن بكل محبة وأمل لمساعدة أشخاص مصابين بالسرطان.

السيدة باولا معكرون ورحلة المرض والشفاء والايمان!

 

لم يخطر على بال السيدة باولا معكرون يوماً انها ستُصاب بمرض السرطان، اذ كانت تقوم بفحص روتيني فكانت الصدمة وفي ذلك تقول:

- اثناء اجراء الفحص الروتيني شعروا ان هناك أمراً مريباً فاستدعوا الطبيب، واجرى لي فحص <الماموغرافي> وفحص الصورة، وعندئذٍ قال ان هناك شيئاً ولكنه ليس خطيراً وكان ذلك في العام 2005، وأعلمني انه يجب ان يقوم بالزرع، وبدأت بالعلاج الشعاعي اذ لم احتج للعلاج الكيميائي لأن السرطان كان بداخل الثدي ولم يخرج منه. ولكن بسبب العلاج الشعاعي احترق الثدي اذ تحول لونه الى اسود وكان الثدي <ينزّ>... وعند اصابتي بالمرض كنت محاطة بأشخاص يحبونني وأولهم زوجي وهذا يساعد المريض كثيراً. لكن ما حصل معي كان أمراً أهم من المرض، اذ شُفيت اثناء زيارتي لـ<نوتردام لورد> في فرنسا، فعند زيارة سيدة لورد نظرت الى العذراء فرأيتها تغمز لي فلم أصدق ذلك، ولكنها غمزتني مرة ثانية، واثناء عودتنا من لورد الى باريس سألت زوجي إذا كان قد رأى العذراء تغمز فأجابني لا، وعندما وصلنا الى الأوتيل دخلت لاستحم فرأيت ان الثدي عاد الى لونه الأبيض وبدأت اصرخ لزوجي، فركعنا في الحال وبكينا، وعندئذٍ قلت للعذراء: ماذا تريدين مني الان؟ اذ في البداية قلت لها: لماذا أنا اصبت بالسرطان؟ وبعدما شُفيت أدركت انه بالمقابل ستكون لدي رسالة اقوم بها وبالفعل تعرفت الى جمعية <فير فاس> وتطوعت فيها ولا ازال.

وبالسؤال عما فعلته عندما عادت الى لبنان فتقول:

- عندما حصل ذلك معي في لورد كان في يوم عيد الصليب بالتحديد (14 أيلول/ سبتمبر) ولكنني خفت ان لا يصدق الناس ما حصل معي هناك، اذ تطلب مني وقتاً للتحدث عن ذلك، فلم اخبر اهلي الا بعد مرور فترة، ولكن طبعاً لاحقاً بدأت اتحدث عن ذلك وأعددت كتاباً عن ذلك باللغة الفرنسية. وعندما عدت الى لبنان نسيت الطبيب فالله هو الطبيب، حتى اننا لم نحتج لشراء أشياء كان الطبيب المعالج قد نصح زوجي ان احصل عليها من فرنسا.

ــ وكيف تعرّفت الى جمعية <فير فاس> ولماذا تطوعت فيها؟

 - في البداية تعرفت الى الاعلامية ليليان اندراوس (التي أُصيبت بالسرطان ايضاً) من خلال <الاونلاين>، وطلبت مني بأن اجتمع معها في مجمع <ا ب ث>، وظننت انه اجتماع بيني وبينها ولكن تبين ان هناك الف شخص أتوا للمشاركة في ذلك النشاط. وهناك تعرفت الى الجمعيات اذ كان هناك ثلاث جمعيات، فاخترت جمعية <فير فاس> اذ كان يهمني ان اكون مع المريض في المستشفيات لأن هذه مهمتي. شعرت ان الجمعية عائلتي الثانية اذ ان الضعيف يستمد قوته من هذه الجمعية. كما ان السيدة آن فرنجية منحتني الثقة للقيام بمهامي، اذ انتخبت حديثاً سكرتيرة في اللجنة ولكنني اقوم بمهام العلاقات العامة في الجمعية. واكثر عمل اقوم به بكل فرح عندما اذهب الى مستشفى <اوتيل ديو> كمتطوعة وذلك كل يوم اربعاء، اذ امضي اليوم هناك والتقي مع حوالى 20 مريض سرطان سيدات ورجالاً.

وأضافت:

 - في البداية خاف أعضاء الجمعية عليّ ألا اقدر ان اشارك مع المرضى في المستشفى لأنني حساسة جداً، ولكنني اقوم بهذ العمل واشعر بالسعادة، وعندما اعود الى المنزل اجلس لوحدي لمدة ساعة قد اضحك او ابكي، لقد شُفيت من المرض منذ خمس سنوات ولكنني اشعر ان وقتاً طويلاً مرّ على اصابتي به، اذ تخطـيت الأمـر من خلال عملي كمتطوعة في الجمعية التي اصبحت عائلتنا الثانية. ونحن دائماً حاضرون لتقديم الدعم لكل مريضة سرطان ونقف الى جانبها لتخطي المرض، وانصح السيدات ان يخضعن لفحص الثدي مرة في السنة لأنه بالكشف المبكر تُنقذ حياة السيدة فالصحة أغلى ما في الحياة.

 

السيدة ليلى غطاس ورحلة

العلاج والألم!

السيدة ليلى غطاس (تخصصت في هندسة الديكور الداخلي ولديها مشغل للرسم، وهي أرملة ولديها ابنتان تتابعان دراستهما الجامعية) وهي تستحق لقب البطلة، نعم انها بطلة وتواجه السرطان الذي أًصيبت به في العام 2011 ولا تزال تتلقى العلاج بعدما انتشر من الثدي الى الرئتين من ثم الى العظم، ومنذ شهر خضعت لعملية بسبب وجع الظهر، وبالرغم من الألم والوجع تحاول دائماً ان تتغلب على المرض بشتى الطرق، وتقول:

- سأكمل العلاج الكيميائي والعلاج الشعاعي سوياً، وهذه هي المرة الرابعة التي اخضع فيها للعلاج الكيميائي، وأحياناً اشعر انني اضحك على نفسي اذ الى اين انا سائرة؟ لقد تعرفت على جمعية <فير فاس> من خلال باولا التي تعرفت عليها من خلال <الفايسبوك>. لا شك لدي عائلتي ولكن لا يقدر الشخص ان <يفش خلقه> لأفراد أسرته، على العكس يخفي الانسان الألم عن عائلته، وقد اردت من خلال تطوعي في الجمعية ان اتعرف على سيدات مررن بالتجربة نفسها لأتعلم منهن ولا زلن يدعمنني كثيراً. كما ان الجمعية ساعدتني كيف اتعامل مع ابنتّي اذ لم تتقبلا اصابتي بالمرض، واصبحت صريحة معهما بفضل الجمعية، وأشعر انهما بجانبي لأنهما يشعران بي وليس بدافع الشفقة، اذ اكره كلمة الشفقة. وأجمل ما قمت به هو تطوعي في الجمعية اذ اساعد من حيث بيع التذاكر وما شابه اذ لا اقدر ان أدخل الى غرف المرضى لأنني لا اتحمل الأمر.

وبالسؤال عما تنصح السيدات به فتقول:

- أنصح السيدات الا يخفن من المرض اذ اصبح السرطان مثل اي مرض، فطالما أنهن يخضعن للفحوصات اللازمة او يتعالجن فليس هناك ما يخيف لأننا وصلنا لوقت نقدر ان نعيش مع المرض، وسيأتي وقت سيُشفى الجميع من السرطان، ولكن الأهم ان يتحدثوا عن مرضهم. اليوم وبالرغم من ألمي وخضوعي للعلاج أهتم بشكلي الخارجي واواكب الموضة وأقوم برحلات سفر، حتى انه عندما تساقط شعري اثناء العلاج الكيميائي لم استعمل الشعر المستعار بل كنت اضع <البندانا مع الوردة> وما شابه...

الشابة ريتا صفير تغلبت على المرض وارادت ان تساعد الآخرين!

 

الشابة ريتا صفير كانت لها حياتها المهنية اذ كانت تعمل في مجال المحاسبة، وكأية صبية كانت تتحضر لحفلة خطوبتها خلال فترة الميلاد، واذ بها في شهر تشرين الثاني (اكتوبر) 2015 شعرت بألم كبير فنقلت الى الطوارىء وتبين ان هناك كيس على المبيض، مما اضطر الطبيب ان يستأصل الكيس مباشرة بدون اجراء الفحوصات الى ما هنالك وعن ذلك تقول:

 - لم يكن يُفترض ان يتم الأمر بهذه الطريقة، اذ كان يتوجب اجراء فحص الدم لأن حجم الكيس كان كبيراً، وعندما أُخضعت للعملية تم استئصال الكيس ولكن تُرك المبيض، وبعد 15 يوماً من اجراء الخزعة (الزرع) تبين انه سرطان وكان الكيس بالأساس قد انفجر خلال العملية، فكان امامي خياران اما اللجوء الى العملية والعلاج الكيميائي معاً واما اجراء العملية مباشرة وبعدها العلاج الكيميائي، وانا اخترت الطبيب الذي شعرت بالارتياح له اكثر واخترت العملية والعلاج الكيميائي معاً. وعندئذٍ حاولت ابعاد أهلي عن الموضوع قدر المستطاع، اذ كان اهل خطيبي وأصدقائي من حولي، فعشت حياتين لأنني أردت ابعاد أهلي عن الأجواء، اذ كنت اظهر لهم انني قوية وبأنني بخير، وفي الوقت نفسه لم اكن اشتكي كثيراً امام اهل خطيبي واصدقائي لئلا يبعدوا عني. وبعد سنة من العلاج قرر الطبيب ان يعطيني علاجاً يُعرف بـ<Maintenance> كل 21 يوماً على مدى سنة، لكنني كنت آخذه كل اسبوع، وكنت قد قررت الا اخبر اهلي لئلا أحملّهم همي، وفي <مستشفى جبل لبنان> كنت أحظى بالدعم من قبل الفريق الطبي والممرضين، ولقد أعلمت اهلي والجميع بأنني شُفيت من المرض، وهذه كانت مرحلة صعبة لأنه صحيح شُفيت ولكن مفعول الدواء كان لا يزال سارياً في جسمي، وعندئذٍ بدأت أبحث عن جمعية وذلك في العام 2017 اذ كانت آخر سنة علاج.

وعن رغبتها بالتطوع في جمعية تساعد مرضى السرطان تقول ريتا:

- كنت قد فكرت بالتطوع في جمعية قبل ان انهي علاجي، ولم اكن اعرف عن جمعية <فير فاس> آنذاك، اذ قلت كما حظيت بدعم الناس اريد ان اقدم الدعم للآخرين لأنه في المستشفى كانت الأمهات تنادينني لأقدم الدعم لأولادهن اذ كن يرونني قوية وازرع الفرح في قلوبهن، وبعدما انتهيت من العلاج قلت انني سأبحث عن جمعية، وعندئذٍ قالوا: لقد شُفيت فلماذا تهتمين؟ ولكنهم لا يدرون أهمية الموضوع بالنسبة الي وما عانيته خلال المرض، وبآخر يوم من العلاج سألت الدكتور مروان غصن ان يدلني الى جمعية لأتطوع فيها فأخبرني عن جمعية <فير فاس>، واتصلت بمستشفى <اوتيل ديو> ولكن صودف انه في شهر آب (أغسطس) يأخذون عطلة ولكنني اصررت على الاتصال في شهر أيلول (سبتمبر) ايضاً وعندما تواصلت معهم، بدأت عملي كمتطوعة فحظيت بدعم كبير لي وانا التي كنت اظن انني سأدعمهم. ولأنني اردت ان اعمل بشكل متواصل معهم تركت عملي في مجال المحاسبة وبدأت اعمل في شركة تأمين بدوام حر لكي اتمكن من القيام بنشاطات عدة مع الجمعية. ويسعدني ذلك كثيراً كوني اختبرت المرض فأقدر ان اساعد الآخرين لأن الناجي من السرطان يقدر ان يفهم تماماً ما يمر به مريض السرطان، ويقدر ان يدعمه ويساعده بشكل كبير. وطبعاً جمعية <فير فاس> منحتني الفرصة للقيام بهذا العمل بكل محبة وتفانٍ.