تفاصيل الخبر

رئيس غرفة التجارة والصناعة في صيدا والجنوب محمد صالح: نسعى لتثبيت الجنوبي في أرضه والمرفأ سيكون جاهزاً بعد سنة ونصف السنة!

22/07/2016
رئيس غرفة التجارة والصناعة في صيدا والجنوب محمد صالح: نسعى لتثبيت الجنوبي في أرضه والمرفأ سيكون جاهزاً بعد سنة ونصف السنة!

رئيس غرفة التجارة والصناعة في صيدا والجنوب محمد صالح: نسعى لتثبيت الجنوبي في أرضه والمرفأ سيكون جاهزاً بعد سنة ونصف السنة!

 

بقلم طوني بشارة

5-(7)-----1

أطلقت عليها ألقاب عديدة منها: بوابة الجنوب - وريثة صيدون الفينيقية - عروسة الجنوب - وهي المنطقة التي ساهمت بنشر الابجدية في بلاد اليونان فلعبت بذلك دوراً حضارياً مهماً، يضاف الى دورها بإكتشاف مادة الصباغ الأرجواني في بحرها، وان وقوعها على ساحل البحر المتوسط في جنوب لبنان، على مسافة 45 كيلومتراً باتجاه الجنوب الغربي جعلها صلة وصل مع العالم، ويأتي ترتيبها الثالث بين المدن اللبنانية وأكبرها في محافظة الجنوب، وقد أجمع علماء التاريخ على انها اي - صيدا - اقدم مدن العالم شهرة بتاريخها، والشاهد على ذلك مرفأها وقلعتها واماكنها الاثرية، وهي بالفعل تستحق ما تتوج به من ألقاب.

 تسمياتها وتاريخها

 تسميات كثيرة اطلقت على هذه المدينة منها <صيدون> باللاتينية واليونانية، و«صيدو> بالعبرانية، وقد عمل اهلها الاقدمون كصيادي سمك، وكما ذكر الكاتب الفرنسي <جاك نانتي> في كتابه <تاريخ لبنان> (ص- 22) ان اول مدينة انشأها الفينيقيون هي صيدا حوالى سنة 2800 ق.م، وأسسها ابن كنعان البكر صيدون وسميت باسمه كما اورد الشيخ احمد عارف الزين في مؤلفه <تاريخ صيدا>، حيث قال ان صيدا من اقدم مدن العالم واخذ اسمها من بكر كنعان حفيد نوح وكان ذلك سنة 2218 ق.م او قبل ذلك، كما كانت تعرف في ايام <يشوع بن نون> بـ<أم المدن الفينيقية>.

 وقد عُرفت هذه المدينة تاريخيا في الالف الاول ق.م، ونعمت بالازدهار أواخر الألف الثاني وفي هذه الحقبة كانت تقسم الى قسمين - كما تدل نقوش <معبد آشمون>:

- صيدا الكبرى او البحرية واشتهرت كمركز للصناعة والتجارة وتقوم المدينة الحالية مكانها.

 - صيدا الصغرى وكانت تقع في الضاحية على سفوح المرتفعات المحيطة بالمدينة.

 ويذكر ان مجيء الفينيقيين الى بلادنا يعود الى الالف الثالث ق.م، وقد اثبتت عمليات التنقيب التي بدأت عام 1914 على يد الفرنسيين واستمرت حتى منتصف الستينات، ان اليونانيين هم أول من اطلق تسمية <الفنيقيين> على سكان الساحل السوري، وكما كانت <فينيقي> تعني عند اليونان اللون الاحمر، فقد استعملوها للدلالة على الساحل اللبناني وسكانه.

الاحتلال الإسرائيلي والهجرة القسرية للاهالي

 عرفت صيدا مراحل تاريخية عديدة بدأها الرومانيون ثم البيزنطيون فالامويون والعباسيون والفاطميون والصليبيون والعثمانيون وغيرهم... وبعد انتهاء الحرب العالمية الاولى وزوال الحكم العثماني، وبعدما كانت صيدا معزولة عن باقي الكيان اللبناني بفعل ارادة حاكميها حينذاك، تمت اعادتها الى الوطن الام وضمها الى الجمهورية اللبنانية، فعرفت منذ ذلك الوقت بعاصمة لبنان الجنوبي.

 أتت بعد ذلك مرحلة الاحتلال الغربي اي حقبة الانتداب الفرنسي والبريطاني والتي استمرت حسب ما تشير اليه كتب التاريخ حوالى ثلاثة وعشرين عاماً ليكون يوم 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 1943 تاريخ استقلال لبنان وهزيمة الجيوش الاجنبية وخروجها من اراضيه.

 ثم جاء الاحتلال الاسرائيلي لمنطقة الجنوب عام 1982 ودام نحو عشرين عاماً، فتهجر قسرا من صيدا كما من الجنوب العديد من الاهالي مما اثر سلباً على دورها التجاري والزراعي والصناعي، وبعد عام 2000 وانتهاء الاحتلال حاول القيمون على صيدا ومن بينهم غرفة التجارة والصناعة تشجيع اهالي الجنوب لاسيما رجال الاعمال والمزارعون على العودة الى منطقتهم والسعي وبشتى الوسائل لإعادة انماء هذه المنطقة.

صالح والإصلاحات الصناعية

تدابير واجراءات عديدة اتخذت، للإطلاع عليها قابلت <الأفكار> رئيس غرفة التجارة والصناعة في صيدا والجنوب محمد صالح الذي أفادنا بأن هدف الغرفة الاساسي كان ولا يزال إعادة أهل الجنوب الذين هجروا مناطقهم جراء الاعتداءات الإسرائيلية والثورات الأهلية، وذلك من خلال اعتماد ما يأتي:

- على الصعيد الصناعي: إيجاد مناطق صناعية شبه مجانية، واعتماد حوافز وخدمات مغرية تساهم بإعادة الصناعيين والمتمولين من أهالي الجنوب الى مناطقهم، وذلك عن طريق تحضير الجدوى الاقتصادية للمشاريع، وتأمين مناطق تليق بيئيا وجغرافيا بصناعاتهم، ناهيك عن تأمين تمويل مالي بفوائد متدنية جداً.

وتابع صالح:

- خدمات عديدة نسعى من خلالها أولا إلى تثبيت الصناعيين ورجال الاعمال من أهل الجنوب في مناطقهم، وثانيا تأمين ما لا يقل عن 3000 فرصة عمل سنوياً.

الغرفة والحوافز الزراعية

واستطرد صالح قائلاً:

-  اما على الصعيد الزراعي فلا يخفى على احد بأن أرض الجنوب أرض خصبة زراعياً، كما أن 40 بالمئة من اليد العاملة الجنوبية هي يد زراعية ولكن الحروب المتتالية هجرت مزارعي الجنوب، لذا سعينا كغرفة وبشتى الوسائل الى تطوير الزراعة في الجنوب عن طريق اعتماد الزراعة البديلة عن الزراعة التقليدية الجنوبية، كما شجعنا الأهالي على اعتماد عقلية حديثة للزراعة بدلا من العقلية القديمة، وقد طبقنا ذلك على زراعة <الأفوكا>، وفي السياق ذاته شجعنا التصنيع الزراعي ناهيك عن التصنيع الحيواني (كالأجبان والألبان ومشتقات الحليب) وكل ذلك من أجل تأمين فرص عمل دائمة لأهل الجنوب مما يساعد على إعادة الأهالي الى مناطقهم، ولا يمكننا أيضاً ان ننسى التصنيع التجميلي (كريم للوجه - كريم لليدين وللجسم) المعتمد أساساً وبنسبة كبيرة على <افوكا> الجنوب الذي عمدنا الى تحسين زراعته وتطويرها.

 

صالح ومزارع الأسماك

وأوضح صالح بأن لبنان يستورد سنويا كميات هائلة من السمك ويعود سبب ذلك لطبيعة شواطئ البحر المتوسط ومن ضمنها شواطئ لبنان التي تعد وللأسف فقيرة جدا بالأسماك وذلك بسبب التلوث السابق الذي تعرض له شاطئنا، مما دفعنا الى اعتماد فكرة إنشاء مزارع للسمك وذلك لسد النقص الحاصل في انتاج السمك، ونحن بصدد انشاء أول مزرعة للسمك في منطقة الجية، كما إن الغرفة تحضر حالياً دراسات وبرامج من اجل رفع مستوى إنتاجية السمك الى اكثر من ألف طن سنوياً، علماً ان مزارع السمك لا تعتمد مياه البحر بل المياه الحلوة والتي يتم إضافة بعض الاملاح اللازمة عليها لكي نحصل على انتاج سمك خالٍ من الجراثيم، وسبب توجهنا الى اختيار المياه الحلوة واضافة الاملاح عليها هو أن نسبة ملوحة بحرنا زائدة عن ملوحة بحار العالم.

وتابع صالح قائلاً:

- لذا يمكننا القول بأنه مع اعتماد مزارع سمك حديثة مجهزة بفلاتر، ومع اعتماد نسبة ملوحة مدروسة نحصل على انتاج سمكي خال من الجراثيم مئة بالمئة، كما نتمكن من تشغيل نسبة لا بأس بها من اليد العاملة الجنوبية.

مرفأ صيدا سيصبح جاهزاً للعمل

خلال سنة ونصف السنة

ــ تسعى الغرفة عن طريق مشاريعها الزراعية والصناعية الى تثبيت أهالي الجنوب عموما وأهالي صيدا خصوصاً في مناطقهم، فماذا عن المشاريع التجارية المعتمدة من قبل الغرفة والتي تهدف الى أعادة أهالي الجنوب الى مناطقهم؟

- نحن بالفعل هدفنا الأول والاساسي إعادة إعمار الجنوب واعتماد مشاريع عديدة الغاية منها تثبيت الجنوبي بأرضه بعدما تركها مرغما بسبب الحروب المتتالية التي تعرضت لها منطقتنا، لذا يمكنني القول في السياق ذاته بأن الغرفة تبني آمالاً عديدة وتسعى بشتى الطرق الى تحسين وضع المنطقة من الناحية التجارية وذلك عــــن طريــــــق السعي الى تطويـــــر المرفأ وتوسيعه وذلك من اجل ان تصبح قدرتـــــه الاستيعابية على الأقل ثـــــلاث بواخـــــر في الوقت ذاتـــه، علماً ان الغرفة حالياً بصدد تجهيز وتوسيع هذا المرفأ الذي سيصبح جاهزاً للعمل خلال سنة ونصف السنة.

 ــ علمنا ان غرفة صيدا وعن طريق محمد صالح تهتم حتى باللبناني المقيم في المانيا، فكيف يتم ذلك؟

- بصفتي أمثل لبنان لدى غرفة التجارة الألمانية - العربية الموجودة في برلين والتي تضم رؤساء غرف تجارة عربية، وأعضاء تابعين لشركات كبرى في المانيا، وبما ان هذه الغرفة بالذات مشهود لها لنجاحها الباهر وسعيها الدائم لتقديم الخدمات للصناعيين والتجار، فقد استغليت هذا الامر وسعيت لإقناع الزملاء الأعضاء بشراء عقار في برلين بغية تشييد مبنى عليه تحت تسمية <بيت التجارة العربية>، وهذا <البيت> سيستفيد منه بشكل عام كل عربي مقيم في برلين وكل لبناني بشكل خاص، واقصد هنا كل لبناني يرغب بتأسيس مشروع تجاري او صناعي في المانيا وبرلين، فـ<بيت التجارة العربية> سيتمحور نشاطه حول إجراء الجدوى الاقتصادية للمشاريع العربية ناهيك عن تأمين التوجيهات اللازمة والخدمات الضرورية والتمويل اللازم لنجاح هذه المشاريع.