تفاصيل الخبر

رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري بكل صراحة: لا سياســــة حقيقيـــة ولا إنمــــاء حقيقيـــــاً ولا اقـتـصــــاد سلـيـمـــاً فــي ظــل الفســـاد الـمـستـشــــري!  

07/04/2017
رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري بكل صراحة: لا سياســــة حقيقيـــة ولا إنمــــاء حقيقيـــــاً ولا اقـتـصــــاد سلـيـمـــاً فــي ظــل الفســـاد الـمـستـشــــري!   

رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري بكل صراحة: لا سياســــة حقيقيـــة ولا إنمــــاء حقيقيـــــاً ولا اقـتـصــــاد سلـيـمـــاً فــي ظــل الفســـاد الـمـستـشــــري!  

بقلم حسين حمية

عبد-الرحمن-البزري---AS 

لا قانون جديداً للانتخاب في المدى المنظور نظراً للانقسام السائد بين القوى السياسية حول الصيغ المقترحة مع سقوط المهل الانتخابية وبالتالي فالتمديد التقني حاصل على أمل أن يتزامن مع إقرار قانون يعتمد في جزء منه النظام النسبي، لكن الطروحات وما يتعلق بتقسيم الدوائر تفصل على قياس الأطراف الحاكمة حتى أن مدينة صيدا تلحق مرة بجزين ومرة أخرى بالزهراني وجزين معاً وهكذا دواليك، في وقت تشهد عاصمة الجنوب توترات أمنية في محيطها المتصل بمخيم عين الحلوة بعدما تجاوزت ظاهرة الشيخ الموقوف أحمد الأسير. فكيف يقرأ أبناء صيدا هذا الواقع؟!

<الأفكار> التقت رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري وحاورته في هذا الخضم بالإضافة إلى شؤون وشجون الوضع الداخلي والقمة العربية التي عقدت في البحر الميت في الأردن وخطاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

وسألناه بداية:

ــ كيف تقيّم القمّة العربية في الأردن وتالياً كيف قرأت خطاب الرئيس ميشال عون هناك؟

- القمة العربية التي انعقدت بحضور عدد كبير من رؤساء الدول دليل على أن الوضع العربي رغم الأحوال الدقيقة والصعبة التي تعيشها الأمة العربية يمكن معه جمع العدد الأكبر من العرب تحت سقف واحد. ورغم تواضع المقررات إلا أنها كانت إلى حد كبير إيجابية في الوصول إلى القواسم المشتركة بين مختلف الحاضرين رغم تعدد واختلاف الآراء. ونحن نقول إنها خطوة متواضعة لكنها إيجابية ونأمل أن تليها خطوات أخرى أكثر إيجابية وطموحاً وديناميكية في إيجاد القواسم المشتركة التي تجمعنا وخصوصاً التأكيد على الملف الفلسطيني لأن القضية الفلسطينية كانت وستبقى هي القضية المركزية وكل ما تعيشه الساحة العربية من أزمات يعود في جزء أساسي منه إلى عدم حل المشكلة الفلسطينية وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم واستيعاب الخطر المتمثل بالعدوّ الصهيوني المغتصب لفلسطين.

وأضاف:

- أما فيما يتعلّق بموقف لبنان في القمة، فإني أقول إن مشاركة فخامة الرئيس ميشال عون ودولة رئيس الحكومة سعد الحريري في القمة بوفد واحد هو دليل عافية واضح بأن اللبنانيين على اختلاف أمزجتهم ومشاربهم السياسية قادرون أيضاً على إيجاد الموقف الواحد والقاسم المشترك بينهم الذي يسمح للبنان بأن يقوم بجزء من دوره الضائع في المحيط العربي وأن يشكل رافعة لإخوانه العرب وأن يكون محركاً بالاتجاه الإيجابي. وكلمة فخامة الرئيس عون كانت كلمة واضحة تشمل وتمثل اللبنانيين وأرضت الجميع وبالتالي قطعت الطريق على كل المحاولات التي سبقتها لتعطيل دور لبنان في القمة، إلا أن الرئيس عون أظهر أنه قادر على أن يلعب الدور الوفاقي دون أن يحيد عن الثوابت الأساسية وأن يجد القواسم المشتركة التي تجمع كل اللبنانيين.

 

تقييم انطلاقة العهد

 

ــ هل كانت رسالة الرؤساء الخمسة السابقين من ضمن محاولات التعطيل الذي تحدثت عنها؟

- لن أناقش مضمون رسالة الرؤساء الخمسة ولا علاقة لي بها، بل أتحدث عن الأسلوب، وهنا من المؤسف أن يقوم 5 رؤساء سابقين قاموا بأدوار متقدمة على مستوى الدولة بمحاولة رغم أنها فاشلة لتجاوز رئيس البلاد، وأكبر دليل على فشل هذه المحاولة هو موقف الشعب اللبناني منها على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي والموقف الأهم هو عدم ذكرها في أي محضر وربما عدم قراءتها من أي طرف خلال قمة البحر الميت، وهي تدلّ على أن البعض مقابل طموحاته السياسية لا يتوانى عن تجاوز المؤسسات رغم أنه في فترة من الدهر كان مسؤولاً عن حماية هذه المؤسسات. وأقول إن هذه المحاولة ولأنها لم تكن ذات قيمة لا تستحق الوقوف عندها.

ــ كيف تقيّم انطلاقة العهد خاصة وأنه أنجز العديد من الحلقات بدءاً من إقرار مرسومي النفط والتعيينات والموازنة وخطة الكهرباء التي لم تكتمل بعد إلخ؟

- انتخاب رئيس الجمهورية كان خطوة متقدمة في زمن صعب جداً بعدما عاشت البلاد بدون رئيس لأكثر من سنتين ولكن هذا لا يكفي، فرغم وجود معظم الأطراف السياسية في حكومة واحدة إلا أن إنتاج هذه الحكومة يبقى حتى هذه اللحظة متواضعاً، ورغم بعض التعيينات وبعض الخطط المطروحة على مجلس الوزراء يبقى هناك تحديان أساسيان، الأول سياسي والثاني اقتصادي مالي واجتماعي. فالتحدي السياسي يكمن في إيجاد قانون انتخاب عصري وحديث وعادل، والتحدي الثاني هو الملف الاقتصادي والاجتماعي لأن سلسلة الرتب والرواتب هي حق ولكن فشل الحكومة في تأمين المصادر الحقيقية لتمويلها ومحاولتها إنزال الضرائب على المواطنين وتغاضيها عن المخالفات التي تسيء إلى خزينة الدولة سواء في الأملاك البحرية أم في الهندسات المالية أو في غيرها من الأمور الغامضة ما زالت تشعرها بالقلق بأن رسالة العهد الواضحة في محاربة الفساد لم تظهر حتى الآن بالصورة الكاملة التي نريدها. صحيح أننا لا نزال في الأيام الأولى لهذا العهد لكن نحن نعلم أن هناك تحديات وأملنا أن نستطيع تجاوز هذه التحديات لأن عدم مقاربة ملف الفساد سوف يفشل الملفات الأخرى السياسية أو الاقتصادية أو الإنمائية لأن لا سياسة حقيقية ولا إنماء حقيقياً ولا اقتصاد سليماً بدون مواجهة هذا المستوى العالي من الفساد المستشري في الطبقة السياسية الحاكمة وفي أروقة الإدارات اللبنانية بحيث أصبحت حيثيات الموارد العامة توضع بتصرف المسؤولين لتصرف عليهم شخصياً أو على محازبيهم من أجل المزيد من تعاظم النفوذ السياسي.

 

قانون الانتخاب العادل وحال صيدا

 

ــ تحدثت عن قانون الانتخاب العصري، فأي قانون تفضل ؟

- القانون الأفضل هو القانون العادل أي الذي يؤمن أن تكون العلاقة بين النائب والمواطن علاقة حقيقية لأن النائب سينوب أساساً عن المواطن، وبالتالي فإن أي مشروع لا يلحظ قدرة النائب على تمثيل دائرته الانتخابية يصبح مشروعاً مشكوكاً بمشروعية تمثيله. هذا أولاً ولكن أهم شروط القانون أن يكون عادلاً ولا يجب أن يفصل على بعض القياسات. وأعتقد أن القانون الذي سيتم إقراره ربما سيكون نسخة معدلة من مشروع الوزير جبران باسيل وهذه النسخة ستلحظ مصالح بعض الأطراف السياسية وبالتالي سيتم ما يسمى حياكة بعض التعديلات على بعض الدوائر الانتخابية بما يلحظ بعض القوى السياسية إما لتأمين وجودها وإما لتأمين غيابها. ومن هنا نقول إن أي قانون يلحظ مصالح القوى السياسية ويحسم النتيجة قبل بدء الانتخاب هو قانون فيه الكثير من علامات التساؤل حول مشروعيته. ولذلك لا يمكننا الحكم الآن على القانون، لكن ما نسمعه من تعديلات يبدو أنه يأخذ بعين الاعتبار مصالح الأطراف السياسية.

ــ بعض الاقتراحات لحظت ضم صيدا إلى جزين في دائرة واحدة أو ضمها إلى الزهراني، فكيف تقارب ذلك؟

- بغض النظر عن الضم أو عدمه فصيدا عاصمة والمواطن الصيداوي يستحق أن يعبر عن رأيه سواء كانت صيدا منفردة أو مشتركة مع منطقة أخرى كجزين أو الزهراني أو صور أو غيرها. فالمهم أن يشعر المواطن الصيداوي أن صوته له قيمة وأنه قادر على التأثير في الانتخابات وأن النتائج غير معلبة قبل بدء الانتخابات كما حال كل القوانين الانتخابية التي رافقت البلاد منذ اتفاق الطائف حتى يومنا هذا.

ــ أين موقعك السياسي اليوم وهل ستترشح؟

- موقعي واضح وليس موضع تساؤل، فأنا أؤمن بوحدة لبنان وبعروبته وبليبرالية الأفكار السياسية فيه واحترام كل الأفكار السياسية التي لا ألتقي معها وأقدر كل من يضحي في سبيل ما يؤمن به بغض النظر عن وجهة نظري بأفكاره، وأعتبر قوة لبنان في وحدته وأن لبنان له حق الدفاع عن نفسه في وجه العدوان الإسرائيلي والتعديات المتكرّرة والخطر الداهم المتمثل بانهيار ساحات داخلية وما نتج عنها من تطرف، وبالتالي فالمقاومة خيار لا بد منه في هذه المرحلة والجيش اللبناني هو جيش وطني يحتاج إلى الدعم والمساندة، ونؤمن بأن خيار الدفاع عن لبنان الرسمي والشعبي والمقاوم هو خيار واضح وصريح ويجب حمايته، ونؤمن بأن لبنان لا يستطيع أن يعيش بدون أشقائه العرب وبالتالي أن يكون منفتحاً على العروبة وتكون العروبة متنفسه، وأن يلعب دوراً جامعاً بين مختلف الأشقاء العرب.

ــ وهل ستترشح للانتخابات؟

- أكيد... فأنا لم أترشح عام 2009 بسبب 3 موانع واستثناءات فصلت على قياسي لمنعي من الترشح لأني كنت رئيساً لبلدية صيدا ورئيساً لاتحاد بلديات صيدا والزهراني ولكن اليوم لست في أي موقع يمنعني من الترشح وأترك لأهل صيدا أن يقولوا كلمتهم.

العلاقة مع أسامة سعد وحال المخيمات

ــ وكيف هي العلاقة مع رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد بعد الافتراق في الانتخابات البلدية والاختيارية؟

- الدكتور أسامة سعد شخصية سياسية يمثل تياراً كبيراً في صيدا وتجمعنا الكثير من التقاطعات المشتركة المتعلقة بالعدالة الاجتماعية وبالنظرة إلى خيار المقاومة وبالعروبة وبوحدة لبنان وبإسقاط الخطاب المذهبي والطائفي، وقد نفترق في بعض المحطات الإنمائية أو الاجتماعية لكن هذا الافتراق هو دائماً لمصلحة مدينة صيدا وليس عليها.

ــ هل يمكن التحالف مجدداً معه في الانتخابات النيابية؟

- الخيارات الانتخابية مرهونة بالقانون الانتخابي وبحجم الدائرة وبطبيعة المقاعد المتوافرة والمطروحة لصيدا وعلى هذا الأساس سوف نبني موقفنا وسيكون التحالف مبنياً على قناعة سياسية قبل أن يكون مبنياً على مصلحة انتخابية.

ــ كيف تقارب ملف مخيم عين الحلوة غير المستقر أمنياً وبخاصة أن صيدا دفعت ثمناً كبيراً لقاء ظاهرة الشيخ الموقوف أحمد الأسير واليوم يخشى من إرهاصات أمنية بسبب المخيم؟

- أعتقد أن وضع المخيمات سيبقى دقيقاً وصعباً، لاسيما وأن هناك حصاراً اجتماعياً على الشعب الفلسطيني وقوانين ظالمة بحقه كمنع الفلسطيني من العمل والتملك وهذا ما زاد في حدة الضائقة الاقتصادية على الفلسطيني، ناهيك عن أن الخلافات العربية العربية والإسلامية الإسلامية انعكست على الساحة الفلسطينية كما انعكست على الساحة اللبنانية وعلى كل الساحات الأخرى ولذلك فإن الوضع الفلسطيني لاسيما في عين الحلوة سيبقى دقيقاً ويحتاج إلى عناية ومراقبة ومتابعة، لكني أؤمن بأن هناك قدرة على احتوائه رغم بعض المحطات المؤسفة التي تقع بين الحين والآخر.

ــ يقول البعض إن صيدا وطرابلس قد تكون محطة جديدة لتنظيم <داعش> إن انهزم في الرقة والموصل، فهل تتخوف من ذلك في صيدا؟

- لا أعتقد أن صيدا ستشكل حاضنة جيدة لمثل هذه الأفكار، ولا يجب أن ننسى ما حدث في عبرا وظاهرة الشيخ أحمد الأسير على صيدا، ولا بد أن نتذكر هنا أن ظاهرة الأسير كانت محمية من قوى سياسية لبنانية في السلطة وكان هناك تغاض من السلطة عما يحصل وكذلك من قبل الأجهزة الأمنية، لا بل حصل دعم لها واليوم يتحدثون عن بعض المطلوبين من صيدا المرتبطين بملفات أمنية أو ملفات تكفيرية، ونقول إن هؤلاء الأشخاص جاءوا إلى صيدا ودخلوا إلى عين الحلوة بحماية قوى سياسية لبنانية وبحماية أجهزة لبنانية وإلا كيف يُفسر انتقالهم بين المناطق وبالتالي علينا ألا نحمل صيدا أكثر مما تتحمل، فصيدا لم تكن يوماً حاضنة للتطرف بل بالعكس كانت على الدوام حاضنة للانفتاح والتعدّد والعيش المشترك وحاضنة للعروبة وللوطنية وكل الأفكار الاجتماعية التي تطور المجتمع. وهنا نقول إن البعض استفاد من قدرة الصيداويين على التحمل والانفتاح وقام بإرسال كل مشاكله إلينا محاولاً أن يستفيد من ذلك سياسياً واقتصادياً ومالياً وحكومياً وحتى إقليمياً.