تفاصيل الخبر

رئيس بلدية بيروت المهندس جمال عيتاني: اتهامــي بالتخطيــط لبنــاء أبــراج داخــل ”حــرش بيـــروت“ لا أســــاس لــــه مـــن الصحــــة ومجـــرد شائعــــات!

15/12/2017
رئيس بلدية بيروت المهندس جمال عيتاني: اتهامــي بالتخطيــط لبنــاء أبــراج داخــل ”حــرش بيـــروت“  لا أســــاس لــــه مـــن الصحــــة ومجـــرد شائعــــات!

رئيس بلدية بيروت المهندس جمال عيتاني: اتهامــي بالتخطيــط لبنــاء أبــراج داخــل ”حــرش بيـــروت“ لا أســــاس لــــه مـــن الصحــــة ومجـــرد شائعــــات!

بقلم طوني بشارة

438

تشكلت اول بلدية في لبنان في دير القمر عام 1864، في حين ان بلدية بيروت تم تشكيلها عام 1867، وهي كباقي البلديات يديرها قانون أقر عام 1977 وعدل عام 1997، وهي عبارة عن إدارة محلية تمارس الصلاحيات المعطاة لها من القانون ضمن اطار أراضيها، وهي تتمتع بشخصية معنوية وباستقلالية مالية ولكنها تبقى تحت تدقيق ومراقبة السلطة المركزية.

ولكن ما صحة الشائعات التي طالت بلدية بيروت في الآونة الأخيرة؟ وهل فعلا ان هناك محاولة لتغيير أسماء شوارع بيروت؟ وما قضية حرش بيروت وإقامة المستشفى المصري والملعب البلدي في الطريق الجديدة؟

عيتاني والتعاون الإيجابي

 

تساؤلات عديدة حملتها <الأفكار> وتوجهت نحو القصر البلدي والتقت رئيس البلدية المهندس جمال عيتاني الذي بدأ حديثه قائلا:

- أتمنّى على أهلي في مدينة بيروت بحال لمسوا بأعمالنا اي خطأ ان يُعلمونا ويبلغونا مباشرةً، فباب مكتبي مفتوح امام الجميع، وأستقبل أهالي بيروت كلّ يوم خميس، وأتواصل مع الناس عبر مواقع التواصل الإجتماعي، ومن يقصد زيارتي من اجل أي قضية تتعلّق بخدمة العاصمة فأهلاً وسهلاً به، نحن هنا لنعمل وليس لنوصِد الأبواب على أنفسنا، وأكرر التمنّي لأي شخص لديه ملاحظة أو عنده اقتراح لتنمية المدينة فنحن نرحب به، ولا حاجة للأجواء السلبية التي يقوم البعض بنشرها، بل بالعكس نحن نستطيع بالتشاور أن نقلب الجو السّلبي لتعاون إيجابي.

ــ بما انك اشرت للأجواء السلبية نرى بأن المجلس البلدي لبلدية بيروت يتعرض لحملة اتهامات تُطلَق عبر وسائل الإعلام من حينٍ إلى آخر، وآخر هذه الاتهامات أنّ البلدية تغيّر أسماء الشوارع والحدائق العامّة التي تحمل أسماء شخصيات بيروتية، مثل <شارع عمر الداعوق> و<حديقة المفتي خالد>... فما ردّك على هذه الاتهامات؟

- أولاً شارع <عمر الدّاعوق> الّذي غُيّر اسمه إلى شارع <فرنسوا الحاج> لم يتغيّر أثناء ولاية المجلس الحالي، ولكن بحال ارتكبنا كمجلس بلدي أي خطأ في مكانٍ ما، فنحن على استعداد دائماً لإصلاح الوضع، اذ علينا كشخص معنوي واجب الإصلاح عبر دراسة المواضيع، ونحن لا هدف لدينا اطلاقا ولا مصلحة ترغمنا بطمس أسماء شخصيات بيروتية عريقة، شخصيات قامت بخدمة لبنان وبيروت على وجه التحديد، فكل من خدم بيروت نعززه ونكرّمه، ونعيد ونكرر بحال كان هناك خطأ في أي موضع فنحن على استعداد لاصلاحه بالطرق المناسبة.

وتابع عيتاني قائلاً:

- أمّا ما نسبوه إلينا بتغيير إسم حديقة <المفتي حسن خالد> في منطقة تلّة الخيّاط، فلا بد من الإشارة بأن المجلس أخذ قراراً بتغيير شكل اللافتات على أبواب الحدائق العامّة في بيروت وليس الأسماء، وعند التنفيذ تم ارتكاب خطأ في ما يتعلّق بلوحة حديقة <المفتي حسن خالد>، فكُتِبَ على اللوحة <حديقة تلّة الخيّاط> عن طريق الخطأ بطباعة اللافتة، وتحرّكنا فورا لمعالجة الخطأ بعد ان علمنا بالأمر وأعطينا التوجيهات للمعنيين بتصحيح الخطأ الذي حصل، والإنسان الّذي لا يُخطِئ وفقا للجميع تكون اعماله محدودة، ونحن بحمد الله نعمل ولذلك قد نخطئ.

عيتاني والاتهامات

ــ بتقديرك، ما الدوافع لهذه الحملات التي تُشن عليك كرئيس لبلديّة بيروت وعلى المجلس البلدي بشكلٍ خاص؟

- تختلف الدوافع، فبعض الّذين يهاجموننا بحجة الدفاع عن مصالح العاصمة بيروت، ليسوا أصلاً من بيروت أو من سكّان بيروت، ولا عمل لهم إلا التسليّة بمهاجمة النّاس، لكن على الصعيد نفسه، هناك فريقٌ آخرلا ينتقد لينتقد على اعتبار ان إنتقاده بالفعل بنّاء جداً، وهذا الفريق يتكون من البيارتة وغير البيارتة، وينتقدون بحق، وأنا أحترمهم وأقدّرهم، ونحن نستفيد من نقدهم لتحسين أوضاع البلدية والمدينة.

وأضاف:

- لكن هناك مجموعات لها دوافع سياسية، فمهما سعينا لتطوير المدينة وتحسينها سيكون نقدهم سلبياً، هؤلاء لديهم مشكلة سياسية، وهم للأسف لا يعلمون بأن نطاق عملي إنمائي وليس سياسياً، فبكلّ أعمالي اخترت الطريق الإنمائي، ومعظم حياتي قضيتها بالإعمار والتطوير، وأحب أن أقول لهم أنّ الموضوع السياسي لا يهمّني، وبحال كان لديهم غيرة على بيروت وهدف لتطويرها، ليتركوا البلدية تعمل، وبحال أصرّوا على تفضيل أهدافهم السياسية على العمل الإنمائي، فهم الخاسرون في نهاية المطاف، لأنّ البيارتة أوّلاً والشعب اللبناني ثانياً باتوا يعلمون أنّ هؤلاء دوافعهم سياسية وأن البلدية هدفها هو الإنماء فقط لا غير.

 

عيتاني والمستشفى المصري

ــ ماذا عن موضوع <حرش بيروت>؟ نسمع كثيراً أنّ البلدية تريد إزالة الحرش وإنشاء ملعب بلدي جديد مكانه، فماذا تقولون عن هذا الموضوع؟

- أولاً، <حرش بيروت> هو المتنفَّس الضروري والرّئة للعاصمة بيروت، وقد أصيبت أشجاره منذ فترة بمرض ونقوم بمعالجة الأمر، وما خسرناه من شجر سيعاد زرعه من جديد، ولن يتجرّأ أحد على ضرب مسمار واحد في <حرش بيروت>، أمّا بالنسبة للبعض الذين كتبوا أنني خططت لمشروع بناء أبراج داخل <الحرش> فأتمنّى عليهم اظهار الأدلّة على كلامهم المفبرك الّذي هو عارٍ عن الصّحة أساساً.

ما نريد تنفيذه في <حرش بيروت> يهدف الى تطويره وتجميله وفسح المجال امام الأهالي وسُكّان العاصمة للتنّزه فيه ليكون مكاناً عاماً للنّاس ومُتنفّساً لهم، لكن مع مراعاة شروط حمايته خوفاً من المخرّبين، وستتأمّن الحماية المطلوبة للحرش عن طريق حراسته لكي لا يتمكّن أحد من تخريبه.

وتابع عيتاني قائلاً:

- أمّا بالنسبة للانتقادات التي طالتنا بسبب موضوع <المستشفى المصري>، فلنكن واضحين أنّ المستشفى هو خارج حدود <حرش بيروت> تماماً، والأرض التي تُستعمل للمستشفى كانت موقفاً للسيارات وكانت <متسكّع> لبعض الشّباب الذين كانوا يدخّنون الأركيلة داخلها، فارتأينا ضرورة الاستفادة من هذه الأرض عن طريق مشروع لخدمة أهالي العاصمة بيروت دون أن نمس بشجر <الحرش>، والمستشفى عمل إنساني وطبّي يستفيد منه أهالي المنطقة بشكل كبير، وهو مؤقّت ولن يبقى في تلك الأرض، إذ اننا اقتربنا من تأمين عقار آخر لنقل المستشفى إليه خلال سنتين كما تعهّدنا لأهالي العاصمة، وليس هناك ضرر من خدمة سكّان المنطقة دون أن نمس بشجر <الحرش>، فالمستشفى قابل للفك والنّقل.

واستطرد عيتاني:

- وعن موضوع <الملعب البلدي> في منطقة <حرش بيروت>، فهناك في الأساس ملعب مقام بجوار <حرش بيروت>، وهذا الملعب نحن نخطط لتوسيعه وبالتأكيد دون المساس بشجر <الحرش> إطلاقاً، وهناك مجال للتوسيع دون الإقتراب من الأشجار، ولن نبني مدرجاً من <الباطون>، ولن ننشئ موقفاً للسيارات تحته كما روّج البعض، بل نحن نحاول الإستفادة من الملعب الموجود.

ــ وماذا عن <الملعب البلدي> الموجود في الطريق الجديدة؟

- <الملعب البلدي> في الطريق الجديدة سيصبح مركزاً مدنياً، مع ملاعب كرة قدم وكرة سلّة وتنس وحديقة عامّة إذ سيكون متنفّساً لأهلنا في الطريق الجديدة، وسنفتتح تحته موقفاً للسيارات يتّسع لـ1,800 سيارة تقريباً، والمشروع يحتاج لثلاث سنوات وسيبدأ العمل به في أوائل العام 2018.

عيتاني ومشاريع 2018

ــ بماذا تعد أهالي بيروت؟

- أعد أهلي في بيروت أنني سأثابر على العمل الجاد بالجهد الكبير الذي تستحقه العاصمة وأهلها، فأنا اليوم متفرّغ لخدمة العاصمة وأهلها، وأعدهم أننا سنصل إلى نتائج قريبة في الأمور الأساسية كالكهرباء والمياه وملف النفايات، فنحن قمنا بخطوة كبيرة في ملف النفايات، ولن يتعرّض أحد لبيروت بعد الآن، ولن تغرق العاصمة بعد الآن بالنفايات، والحل الذي قمنا به بموضوع النفايات هو حلّ نهائي، وإن شاء الله سيتفاجأ أهالي العاصمة بمشروع الجمع والكنس الجديد، وستصبح المستوعبات أكثرها تحت الأرض دون شكل ظاهر، وفي الوقت نفسه أطلب من أهالي بيروت أن يتعاونوا معنا في هذا المشروع لنصل نحن وإيّاهم إن شاء الله إلى النتائج التي نريد، ويُعرف عن الشعب اللبناني أنّه شعب نظيف ويهتم بالنظافة الشخصية والعامة، لذا علينا أن نحافظ جميعاً على نظافة شوارعنا أكثر وأكثر لأننا في البلدية مهما جمعنا النفايات ومهما قمنا بتكنيس الطرقات فإنه دون تعاون أهالي بيروت معنا لن نصل إلى النتائج المرجوّة بشكلٍ تام.

واستطرد عيتاني قائلاً:

- وأعدهم أيضاً أننا سنعمل على المشاريع الحساسة، وقد قمنا بتلزيم مشروع تطوير وتحسين نفق <سليم سلام> الشّريان الحيوي للعاصمة حيث سنغيّر الإنارة لتصبح على الطاقة الشمسية وسنركب المراوح داخل النّفق مما سيغير شكل النفق بشكل تام ليكون حلاً نهائياً، وهذا ليس مجرّد كلام بل المشروع لُزِّمَ للمتعهد وتمّت الموافقة عليه من ديوان المحاسبة.

وأيضاً هناك مشروع لتغيير لافتات أسماء الشوارع وإشارات التوجيه على الطرقات، وهذا المشروع أيضاً في طور التنفيذ، وكلّ شوارع بيروت سيتم ترقيمها وستُكتب أسماء الشوارع على اللافتات الجديدة.