تفاصيل الخبر

رئيس المجلس الماروني العام الوزير السابق وديع الخازن في حديث رئاسي مع السنة الجديدة: انتخاب الرئيس يجب أن يكون أولوية لدى الجميع لانتظام عمل المؤسسات ووقف التعطيل الحاصل!

08/01/2016
رئيس المجلس الماروني العام الوزير السابق  وديع الخازن في حديث رئاسي مع السنة الجديدة: انتخاب الرئيس يجب أن يكون أولوية لدى الجميع  لانتظام عمل المؤسسات ووقف التعطيل الحاصل!

رئيس المجلس الماروني العام الوزير السابق وديع الخازن في حديث رئاسي مع السنة الجديدة: انتخاب الرئيس يجب أن يكون أولوية لدى الجميع لانتظام عمل المؤسسات ووقف التعطيل الحاصل!

 

بقلم حسين حمية

5-(5)

ودّع اللبنانيون سنة 2015 واستقبلوا سنة 2016 على امل ان تحمل معها تباشير الخير بحل تركة السنة الماضية التي كانت مثقلة بالازمات السياسية والحكومية والامنية والاقتصادية، لكن يبدو انهم سيصابون بالخيبة من جديد لأن كل المؤشرات تدل ان التعطيل سيكون سمة العام الجديد ايضاً نظراً لاستمرار الخلافات الداخلية حول كل الملفات المطروحة لاسيما الاستحقاق الرئاسي الذي يعيش الفراغ منذ سنة وثمانية اشهر، لا بل يصيبهم الخوف من تصاعد التوتر الاقليمي لاسيما بين السعودية وايران واحتمال انعكاسه سلباً على الوضع الداخلي والملف الرئاسي بحيث تدخل التسوية الرئاسية في ثلاجة الانتظار الى امد غير معروف. فماذا يقول العارفون بما وراء الكواليس الذين يجولون على القيادات على مدار الساعة؟

<الافكار> التقت رئيس المجلس الماروني العام الوزير السابق وديع الخازن في مكتبه داخل مبنى المجلس الماروني في محلة الكرنتينا وحاورته في هذا الخضم لاسيما وانه جال في الاسبوع الماضي على المرجعيات المارونية السياسية والروحية ورئيسي المجلس نبيه بري والحكومة تمام سلام، وزار الفاتيكان، فكان كعادته شفافاً وموضوعياً ووضع النقاط فوق الحروف.

وسألناه بداية:

ــ جلتم في الاسبوع الماضي على القيادات المارونية السياسية والروحية، فهل هي وساطة للتوافق على تسريع الاستحقاق الرئاسي او مبادرة ما على هذا الصعيد ام ماذا؟

- جولتي هي نوع من استمزاج آراء القيادات المارونية وتحفيزها للإقدام على الاتفاق للوصول الى انجاز الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد لأنه يشكل حاجة ماسة، خاصة وان الفراغ الرئاسي المتمادي منذ سنة و8 اشهر تترتب عليه نتائج سلبية على مجمل الوضع العام في البلد بما في ذلك التعطيل الحاصل في المؤسسات الرسمية وسير الامور في الدولة ، حيث لا يمكن الاستمرار في ادارة شؤون البلاد بدون رأس، خاصة وان رئيس الجمهورية هو المؤتمن على الدستور والوحيد الذي يقسم اليمين الدستورية. ومن هنا ضرورة تلقف نداءات البطريرك بشارة الراعي المتكررة لانتخاب الرئيس والاستفادة من المناخ الدولي الذي تراجعت تأثيراته المباشرة عن دورها في التدخل والضغط والذهاب الى التوافق على رئيس هو وحده المفتاح للحفاظ على الدستور والمؤسسات والكفيل بتفعيل العمل المجلسي والحكومي وتأمين رمزية الوحدة وبعث الحياة في كل المؤسسات الدستورية التي يمثل الرئيس عنواناً لحرمتها وهيبتها وحضورها الفاعل في المجتمع الدولي بعدما اصبحنا في نظر هذا المجتمع عاطلين عن العمل وخارجين عن الالتزامات والاستحقاقات وبالتالي فالجولة هي لتحفيز المعنيين لانتخاب رئيس بمعزل عن اسمه كما قال غبطة البطريرك الراعي يكون مقبولاً من اكثرية الكتل النيابية لأنه لا يمكن انتخاب رئيس بدون التوافق بين اللبنانيين لاسيما وان هناك كتلاً نيابية وازنة لا بد من موافقتها كتكتل التغيير والاصلاح ورئيسه العماد ميشال عون.

 

حصاد الجولة على المرجعيات

ــ وما كان حصاد هذه الجولة وآراء الاطراف التي زرتها؟

- هناك رغبة لدى الجميع بانتخاب رئيس اليوم قبل الغد لكن لم تصل الامور بعد الى تحديد آلية تسرع انتخابه، الا ان الجميع ايضاً كانوا مقتنعين ان الاستحقاق الرئاسي الذي عاش تأجيلاً تلو التأجيل نجح في العبور الى الخيار الداخلي بعد تراجع التأثيرات الخارجية ، وطرح المبادرات بهذا الخصوص هو انعكاس لهذا التوجه للإحتكام الى التوافق الوطني وفتح الباب على مصراعيه ما يؤدي الى الاتفاق على شخصية تجمع كل الاطراف حولها. والتهرب من هذه المسؤولية سوف يؤدي الى مزيد من شل المؤسسات وتعطيلها وهو امر معيب ومهين بعدما وصلنا الى ما وصلنا اليه من مأساة على كل الصعد علماً بأن الرئيس بري يؤكد في كل مناسبة اولوية انتخاب الرئيس ويحدد مواعيد الجلسات بشكل دوري ودائم ويؤيد كل المبادرات الكفيلة بتوافق المعنيين على انتخاب الرئيس، وكذلك لا تفوت الرئيس سلام مناسبة الا ويؤكد فيها على ضرورة انتخاب الرئيس كحاجة لتفعيل العمل الحكومي والمجلسي.

ــ وهل يمكن للبنانيين ان يتفقوا على رئيس بمعزل عن الخارج؟

 - واجب اللبنانيين الوطني ان يتفقوا على ذلك خاصة وان الخارج عمل على تحييد لبنان عن كل ما يجري وحث اللبنانيين على مدار الساعة على انتخاب الرئيس وبالتالي فالقرار يعود الى اللبنانيين، ورغم ان هناك ارتباطات داخلية بالخارج فالمطلوب التحرر منها ولو مرحلياً للوصول الى انتخاب الرئيس والا سيصبح لبنان في عيون العالم الخارجي دولة قاصرة وتحتاج الى وصي بشكل دائم.

 

ترشيح فرنجية والوضع الاقليمي وارتداداته على لبنان

ــ وماذا عن مبادرة الرئيس سعد الحريري بترشيح النائب سليمان فرنجية وهل تكون هي الحل ام وضعت في ثلاجة الانتظار؟

- طرح الرئيس الحريري للمبادرة الرئاسية هو طرح مبدئي حرّك الموضوع الرئاسي ووضعه على سكة الحل. وتسميته للوزير فرنجية والذي هو ركن أساسي في 8 آذار جاءت انطلاقاً من قناعاته بأنه يمكن ان يشكل مخرجاً للأزمة الرئاسية، لكن كما رأينا فهناك تردد حيال هذا الموضوع، والبعض يسعى لإقناع من لم يقتنع بسليمان فرنجية، وفي حال لم يحالفه الحظ يترتب على الجميع التوافق على اسم آخر للوصول الى انتخاب الرئيس بأسرع وقت ممكن. وهنا اتمنى في التاسع من شباط (فبراير) يوم الاحتفال بعيد مار مارون ان يكون هناك رئيس على كرسي الرئاسة في بعبدا وعلى يمينه الرئيس بري وعلى يساره رئيس الحكومة المكلف تشكيل الحكومة الجديدة.

ــ ألا تعتقد ان التوتر الاقليمي المستجد لاسيما بين السعودية وايران سيرتد سلباً على الاستحقاق الرئاسي؟

- من المفترض ان نكون في منأى عن كل التوترات الحاصلة في المنطقة ويكون هدفنا الاول هو التوافق على انتخاب الرئيس ولا نكون مرتبطين بتطورات الخارج لاسيما وان الرئيس ضرورة وطنية قصوى لإنتظام العمل العام في البلد، والمادة 52 من الدستور تنص على ان رئيس الجمهورية يتولى المفاوضة في عقد المفاوضات الدولية وابرامها بالاتفاق مع رئيس الحكومة وبالتالي هو المعني الاول بالعلاقة مع الخارج.

ــ وهل من مأخذ على مبادرة الرئيس الحريري بأن يسمي الرئيس الماروني؟

- لا ابداً، فالمبادرة مجردة من أي خلفية شخصية وهي لتحفيز انتخاب الرئيس، وطرحه للوزير فرنجية هو اقصى ما يقوم به فريق 14 آذار لاسيما وانه صادر عن رئيس اكبر كتلة برلمانية هي كتلة <المستقبل>، علماً بأن الوزير فرنجية هو احد الاقطاب الاربعة الذين تمت تسميتهم في بكركي، لكن الاهم ان المبادرة حرّكت الملف الرئاسي الجامد منذ سنة و8 أشهر رغم سعي الجميع لإنجازه وفي مقدمتهم الرئيس بري الذي يقوم بجهد كبير في هذا الشأن ناهيك عن البطريرك الراعي الساعي على الدوام لإنجاز هذا الاستحقاق والذي يذكر به في كل عظاته وتصريحاته، لكن يبقى الخلاف على الآلية للوصول الى الانتخاب.

الأقطاب الأربعة وبكركي

ــ يقال ان تسمية الاقطاب الاربعة في بكركي دون غيرهم احرجتهم من جهة والغت الاخرين. فما تقول هنا؟

- هناك اشكالية حول الموضوع والبطريرك الراعي لديه محضـــر يقول ان لا مشكلة اذا اتفق الاربعة على واحد منهم، لكن كل هذه تفاصيـــــــل وما يهمني اليوم هو انتخاب الرئيس. وأعتقد ان العد العكســـــي بدأ وعلينا الاستفادة من الوضع القائم طالما ان هنـــــاك ارادة اقليمية ودوليــــة تحث على انتخاب الرئيس وتعمل على تحييد لبنان عما يجري حوله.

ــ هل تقوم بكركي من جديد بمسعى في هذا الخصوص؟

- بكركي مستعجلة لانتخاب الرئيس اليوم قبل الغد، والفاتيكان يتلاقى مع طروحات بكركي. وخلال زيارتي للفاتيكان سمعت كلاماً يثني على ما يقوم به البطريرك الراعي.

ــ زرت العماد عون، فهل لمست لديه استعداداً لتسهيل الامور؟

- العماد عون يعتبر أنه صاحب صفة تمثيلية كبيرة ولديه كتلة نيابية وازنة ويحق له ان يترشح ويكون متقدماً على غيره، وهو لا يزال يصر على هذا الامر خصوصاً وأنه مدعوم من فريق مهم جداً هو حزب الله الذي جدد من بكركي وقوفه الى جانب العماد عون انطلاقاً من موقف مبدئي وأخلاقي وادبي لكن في النتيجة لا بد من الوصول الى مخرج، حتى ان البطريرك الراعي فاتح وفد حزب الله الذي زاره مهنئاً بالاعياد بالموضوع وحضّه على اقناع حليفه العماد عون بإيجاد حل ما.

 

العماد عون والمخرج

ــ وكيف يكون المخرج في تقديرك؟

- في تقديري ان المخرج عند العماد عون لأنه ابو الصبي وأمه وعليه ان يجد الحل رغم التأكيد بأنه سيبقى مرشحاً تمثيلياً منفتحاً على الجميع لأنه يؤمن ان الرئاسـة بحاجـــــة الى استعادة هيبتها ودورها وتأثيرها في الجوانـــــــــــب المتعلقة بالمؤسسات الدستورية ويسعى لقانون انتخاب جديد يؤمن التكافؤ التمثيلي في المناصفة المنصوص عنها في الدستور.

ــ هل تصل الامور بالنائب فرنجية اذا استمر رفض العماد عون لمبادرة الحريري الى الانسحاب من تكتل التغيير والاصلاح ومن 8 آذار؟

- لا. . فالوزير فرنجية رجل مبدئي ولا يستهـــان بقناعاته الراسخة، وهو حليف ثابت واساسي للمقاومة وسبق ان اعلن ذلك مراراً.

ــ يعني لا خلط للأوراق والتحالفات بين 8 و14 آذار؟

- كل فريق لديه مواقفه وطروحاته، لكن لا بد من الالتقاء على جامع مشترك هو انتخاب الرئيس بغض النظر عن الاسم والذي ربما يكون العماد عون او الرئيس امين الجميل او الوزير فرنجية او الدكتور سمير جعجع او غيرهم.

ــ وهل يمكن اختيار احد خارج نادي الاقطاب الاربعة؟

 - الاحتمال وارد، وكل ما يهمنا هو الاسراع في انتخاب الرئيس لانتظام عمل المؤسسات على كل الصعد. وصحيح ان الرئيس لن يأتي بالعجائب لكن على الاقل تكتمل معالم الدولة مع وجوده ويتوقف التعطيل المؤسساتي الحاصل حالياً.

ــ هل في وارد الدكتور جعجع الذي زرته ايضاً ان يؤيد العماد عون رداً على ترشيح فرنجية؟

- الدكتور جعجع هو مرشح 14 آذار الرسمي لكن ان تم التوافق بين الاقطاب على اي اسم غيره فهو مستعد للإنسحاب من المعركة الرئاسية. اما بالنسبة لتأييده العماد عون فلم اغص معه في هذا الاحتمال وهو يعرف اكثر من غيره ما الذي يجب ان يفعله.

ــ هل هناك شعور مسيحي بالاحباط لاسيما وان الاقطاب الموارنة عاجزون عن التوافق؟

 - هناك مرارة من استمرار الفراغ الرئاسي والجميع يشعرون انهم محشورون ولا بد من الخروج من المأزق والوصول الى حل والتوجه الى انتخاب الرئيس اليوم قبل الغد.