تفاصيل الخبر

رئيس الجمهورية الأسبق العماد إميل لحود بالصوت العالي وبدون مجاملة لأحد  : ما يحصل في المنطقة هو مصلحة إسرائيلية لتفتيت بلداننا الى دويلات طائفية متناحرة!

20/11/2015
رئيس الجمهورية الأسبق العماد إميل لحود بالصوت العالي وبدون مجاملة لأحد  : ما يحصل في المنطقة هو مصلحة إسرائيلية  لتفتيت بلداننا الى دويلات طائفية متناحرة!

رئيس الجمهورية الأسبق العماد إميل لحود بالصوت العالي وبدون مجاملة لأحد  : ما يحصل في المنطقة هو مصلحة إسرائيلية لتفتيت بلداننا الى دويلات طائفية متناحرة!

2الفراغ الرئاسي مستمر منذ 25 أيار/ مايو من السنة الماضية، والجلسة رقم 31 لانتخاب الرئيس في الأسبوع الماضي كانت كسابقاتها من دون نصاب دستوري وهو 86 نائباً، رغم أن جلسة التشريع شهدت محاولة من حزب الكتائب لتحويلها الى جلسة انتخاب للرئيس طالما أن النصاب مؤمّن، إنما كان الردّ من الرئيس نبيه بري بأن الجلسة مخصصة للتشريع فقط كما حدّدت جدول أعمالها هيئة مكتب المجلس. فهل نحن محكومون بسلة حل متكاملة على غرار اتفاق الدوحة بعد الفراغ الرئاسي يوم 24 تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 2007 بعد انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود حيث استمرّ الفراغ الرئاسي لأكثر من خمسة أشهر وتمّ خلالها عبر اتفاق الدوحة انتخاب الرئيس ميشال سليمان يوم 25 أيار/ مايو من العام 2008، علماً بأن الفراغ الرئاسي عام 1988 بعد انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميل، شهد بدوره سلة متكاملة عام 1989 عبر اتفاق الطائف؟!

<الأفكار> التقت رئيس الجمهورية الأسبق العماد إميل لحود داخل منزله في <سنتر برج الغزال> في الأشرفية وحاورته على هذا الخط، بالإضافة الى شؤون وشجون الوضع الداخلي، فكان كعادته شفافاً ووضع الحروف فوق الكلمات دون مجاملة لأحد.

سألناه بداية:

ــ نبدأ من التفجيرين الانتحاريين في منطقة برج البراجنة ونسألك عن قراءتك لما جرى؟

- ما حصل هو ضريبة يدفعها أبطال المقاومة الذين يواجهون الإرهاب التكفيري الذي تلقى ضربات موجعة من المقاومين، كما تلقى من الأجهزة الأمنية اللبنانية ضربات مماثلة تمثلت بإلقاء القبض على إرهابيين يتحضرون لزرع إرهابهم في ربوع الوطن، وأرى أن المقاومة تشرّف كل لبناني لأنها تحمي لبنان من إرهابيين هم وجهان لعملة واحدة، وأعني بهم إرهاب الدولة الصهيونية وإرهاب  التكفير. والضاحية التي تنفض غبار الإجرام الإرهابي عنها ستبقى في خط المقاومة ودماء الشهداء الزكية ستنتصر على الأعداء، لكن ما حصل يستوجب رصّ الصفوف والالتفاف حول المقاومة الباسلة أمام عظمة الشهادة في سبيل لبنان.

ــ هل ما حصل هو انعكاس لما يحدث في سوريا والى متى في تقديركم ستستمر الأزمة هناك بعد <مؤتمر فيينا>؟

- سبق وقلت إن النظام السوري لن يسقط وكان هذا في بداية الأحداث. لا بل أكدت أن روسيا ستستعمل حق النقض <الفيتو> في مجلس الأمن إذا طرحت المشكلة السورية، وهذا ما حصل فعلاً فيما بعد لأن روسيا تدافع عن أمنها ومصالحها وإلا سيأتي الدور عليها من خلال الشيشان.

وأضاف:

- كما قلت، إن سوريا لديها قائد شجاع لديه عنفوان وكرامة ووطنية ويتمسك بالحق هو بشار الأسد، وبالتالي فأي بلد لديه مثل هذا القائد إضافة الى جيش عقائدي متماسك معلمه حافظ الأسد سيصمد وينتصر، ناهيك عن أن الشعب السوري بأكثريته يؤيد الأسد، ولذلك يشترط الغرب إزاحة الأسد من خلال أي تسوية أو حل للأزمة السورية لأنه يعرف تماماً بأن أي انتخابات ستجري سيفوز بها الأسد.

حرب كونية ضد سوريا

ــ البعض يقول إن عدد الضحايا الكبير الذي سقط في سوريا سيلزم التضحية والتنازل للوصول الى حل. بماذا ترد؟

- الأسد لم يقم بالاعتداء على أحد، لا بل جاء إرهابيون من كل أصقاع الدنيا لاحتلال سوريا، فكان لا بدّ من الدفاع عن الوطن... فكل الأصوليات التكفيرية جاءت الى سوريا ودفعت أموالاً طائلة في هذه الحرب الكونية ضد سوريا والنظام، وتمّ شراء الأصوات الغربية من رؤساء وحكام الى شراء التكفيريين والسبب واضح، وهو لا يتعلق بالديموقراطية كما يدّعي الغرب. وأنا هنا أعود الى الوراء، وأذكر بحرب العراق التي خاضها الغرب بحجة أن العراق لديه أسلحة دمار شامل، لكن تبيّن زيف هذا الادعاء وعلى لسان الغرب، ورغم ذلك احتلوا العراق عام 2003 ودمّروه باسم الديموقراطية وسقطت بغداد، وبعد شهر من الحملة الغربية طلب وزير الخارجية الأميركي <كولن باول> اللقاء بي وقال وهو آتٍ من سوريا ان ليس لديه وقت طويل، بل لديه فقط نصف ساعة، ولذلك طلب أن نجتمع مع أركان الدولة في مكان واحد، على أن يذهب بعدها الى اسرائيل، وكان يعتبر نفسه منتصراً بعد احتلال بغداد، وجاء ليعرض شروطه علينا، فقلت له إنني أنتظره في القصر بوجود الرئيسين نبيه بري ورفيق الحريري ووزير الخارجية جان عبيد. وصل <باول> وقال لنا: <إن بغداد سقطت وانتهت القصة، وعلينا واجب التخلّص من المسلحين في جنوب لبنان، وعلى سوريا أن تنسحب من لبنان نهائياً، وعلى لبنان أن يضع الجيش عند الحدود الجنوبية، ويتم بعدها نشر الديموقراطية في الشرق الاوسط بدءاً من لبنان>. فقلت له فوراً: <إن لبنان يعتبر هؤلاء المسلحين مقاومين وحرروا الأرض ويعتز بهم، وإن الجيش السوري كان عدده في لبنان 40 ألفاً، واليوم أصبح في لبنان 12 ألفاً وانسحب الى البقاع وسيتم الاتفاق مع سوريا لأن يخرج العدد الباقي نهائياً، علماً بأن الوجود السوري العسكري كان مطلباً لبنانياً>. كما قلت له: <إننا لو وضعنا الجيش عند الحدود، فهذا معناه أننا واسرائيل أصبحنا في سلام دائم، ولا نقبل أن تعود الأيام التي كان فيها الجيش بوليس إشارة وشاهد زور على دخول الجيش الإسرائيلي الى الأراضي اللبنانية ليفعل ما يشاء>، وقلت له أيضاً بالنسبة للشرط الرابع <ان أول جامعة حقوق في العالم كانت في بيروت، وبالتالي نحن من علّم العالم الديموقراطيـــة ولا نقبل أي تدخل في بلدنا وفي شؤوننا الداخلية ونرفض كل هذه الشروط>.

 

قمة تونس  والمطلب الأميركي

 

وتابع قائلاً:

- غادر <باول> المنطقة وانعقد بعد ذلك مؤتمر قمة في تونس للدول العربية، وطلبت الجامعة إجراء اجتماع مغلق للقادة العرب على أن يعــــاون كل رئــيس أو ملك اثنان، وأنا كان معي الرئيس الحريــــري والرئيس عصــــام فـــــارس، وفوجئت في الاجتمــــاع بطلب للعمـــــل علــــى نشــــر الديموقراطيـــــة في المنطقة بعد سقوط بغداد على أساس أن يكون هذا البند ضمن القرارات النهائية للقمة، وبالتالي فالذي لم يستطع أن ينفذه الأميركيون مع لبنان وسوريا عمدوا الى تنفيذه عبر الجامعة العربية. لكنني طلبت الكلام وقلت إن هذا البند لا يمكن القبول به وسبق أن رفضنا هذا العرض مع الوزير الأميركي <كولن باول>، فطلب آنئذٍ الرئيس الأسد الكلام وأكد رفض هذا البند مجدداً، وبعده رفض الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ورفضنا جميعاً التدخل في الشؤون الداخلية بحجة سقوط بغداد.

وتابع يقول:

- لم يرد هذا البند في المقررات النهائية رغم المحاولات التي جرت فيما بعد لتمريره  لكن كنا بالمرصاد وواجهنا من جديد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، الى أن انتهى المؤتمر وصدرت الصحف الأميركية، لاسيما <نيويورك تايمز> بعنوان <ان العرب كلهم يريدون الديموقراطية ما عدا لبنان وسوريا والجزائر>. لكن راحت تلك الأيام وحصل الاغتيال المشؤوم للرئيس الحريري ونشأ الحلف الرباعي وقاطعني الجميع، لكن أميركا لم تقاطعني، والبرهان أن وزيرة الخارجية الأميركية السابقة <كوندوليزا رايس> طلبت الاجتماع بي بعد 5 أشهر من عملية الاغتيال، ووصلت الى السراي فقبّلها الرئيس السنيورة، وزارت مجلس النواب ورحّب الجميع بها، واجتمعت بها في القصر لكن عند استقبالها مع الوفد المرافق عند الباب طلبت مني قبل أن نجلس وهي تضحك أن نأخذ صورة معاً، وما ان جلسنا حتى فاتحتني بالكلام ذاته الذي سبق أن قاله <باول> ما عدا الانسحاب السوري لأنه حصل في نيسان/ ابريل 2005، فكان جوابي على الفور بأن استراتيجيتنا ثابتة ولن تتغير حتى لو اغتيل الرئيس الحريري، وثوابتنا هي دعم المقاومة التي حرّرت الأرض، ولن نقبل أن يكون جيشنا حرس حدود لإسرائيل، كما لن نقبل بالتدخل في شؤوننا، ونحن علّمنا الديموقراطية للعالم كله، فكان ردّها بأن وقفت فجأة بدون تهذيب وقالت ان لا لزوم إذن لعقد اجتماع بين الوفدين، فوقفت بدوري وقلت إن الأمر صحيح وتركتها ومشيت دون أن أسلم عليها ودخلت الى مكتبي، وخرجت هي من القصر، لكن بعد هذه الحادثة قاطعتني معظم السفارات الغربية والعربية، وبالتالي فالمقاطعة لم تحصل بسبب اغتيال الرئيس الحريري، بل بسبب رفض الشروط التي أراد الأميركيون فرضها علينا.

واستطرد قائلاً:

- لم يستطع الأميركيون الوصول الى غايتهم، وهي عبارة عن معادلة مهمة تكمن في أن اسرائيل هي حاملة الطائرات للأميركيين في الشرق الأوسط بما خص مسألتين: الأولى، النفوذ الأميركي والثانية، النفط. وفي الوقت نفسه الهيمنة على المنطقة، وبالتالي فمصالح اسرائيل أولوية أميركية لا يمكن لأميركا أن تقف في وجهها، حتى ان <جورج بوش> الاب رغم قوته عندما رفض إعطاء اسرائيل 10 مليارات دولار لتسليح الجيش الاسرائيلي أسقطه <اللوبي> الصهيوني في الانتخابات الرئاسية لولاية ثانية، لكن جاء ابنه <جورج دبليو بوش> فتم التمديد له لأنه نفذ ما طلبه منه <اللوبي> الصهيوني. وهنا وقعت الويلات في الشرق الأوسط، إبان عهده بدءاً من العراق، وبالتالي لا بد أن نفتش عن اسرائيل في كل ما يجري في المنطقة حتى ان الربيع العربي هدفه تقسيم المنطقة لدويلات طائفية حتى تفرض اسرائيل هيمنتها على المنطقة.

قانون الانتخاب هو المفتاح

ــ وكيف تتم مواجهة هذه السياسة في لبنان؟

- المفتاح هو قانون الانتخاب حتى يأتي مجلس نواب وطني بعيد عن الفساد والمحسوبيات.

ــ يعني أنت مع طرح حزب الكتائب والقوات اللبنانية في التمسك بقانون الانتخاب ليكون أولوية في التشريع؟

- لا لست معهم، وهناك فارق كبير، فكل واحد يطرح قانوناً على قياسه، حتى ان حلفاءنا يطرحون تقسيم لبنان الى 15 دائرة مع اعتماد النسبية، والرئيس بري يطرح النظام المختلط، ولكن لا بد من طرح وطني بعيد عن مصالح الطوائف، وإلا سندخل في مشكلة كبرى خطيرة مستقبلاً، والحل يكمن في قانون على مستوى كل لبنان، على أن يبقى عدد النواب طائفياً ومذهبياً كما هو، وبالتالي نخلص من الفساد القائم في البلد، ويتحدث النائب آنذاك وطنياً وليس طائفياً لكي يؤمن عودته الى المجلس مرة ثانية.

ــ الكتل المسيحية تشترط إقرار قانون الانتخاب لمعاودة التشريع، فيما تكتل التغيير والإصلاح يشترط الانتخابات النيابية قبل الرئاسية لإعادة إنتاج السلطة. أين أ نت من هذه الطروحات؟

- البعض يقول إن الانتخابات الرئاسية أولوية ولا يجوز إقرار قانون الانتخاب في ظل الفراغ الرئاسي، وهنا أسأل: هل نسي هؤلاء أنني كنت رئيساً للجمهورية ولم يرد عليّ أحد في السنوات الثلاث الأخيرة، خاصة عندما ترك الوزراء الشيعة حكومة الرئيس السنيورة عام 2006، وقلت إن الحكومة غير شرعية لأنها خالفت الفقرة (ياء) من مقدمة الدستور التي تقول أن لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك، لكن رغم ذلك استمر السنيورة في اتخاذ القرارات دون أن يسأل عن أحد، حتى ان الهبات التي مُنحت للبنان بعد عدوان 2006، ووصلت الى 7 مليارات دولار، لا نعرف أين صُرفت ،وهكذا الحال مع أملاك الدولة التي يتم الاستيلاء عليها خلافاً للقانون، لكن لم يرد أحد عليّ  عندما أثرت  الموضوع في مجلس الوزراء وقاطعني الجميع وتمّت الصفقة في الدوحة وجاء رئيس للجمهورية (ميشال سليمان) وقّع كل المراسيم التي رفضت توقيعها لأنها مخالفة للقانون.

وتابع يقول:

- البعض يتذرع بغياب الرئيس لعدم تمرير قانون الانتخاب بحجة أن الرئيس يجب أن يكون لديه رأي بهذا الخصوص، لكنني أسأل: هل احترم هؤلاء رأيي عندما كنت رئيساً للجمهورية ورفضت توقيع العديد من المراسيم واعترضت على الكثير من القرارات؟ وهل السبب فقط لأنني وقفت الى جانب المقاومة ورفضت ضربها كما طلبوا مني عندما كنت قائداً للجيش عام 1993؟! فهل أصبح الرئيس اليوم ذا شأن ويجب أن تسمع كلمته؟!

ــ وهل يجب أن تعدل صلاحيات الرئيس؟

- الرئيس لديه صلاحيات ويستطيع بشخصه وهيبته وموقفه المبدئي أن يعرقل كل القرارات كما فعلت أنا ورفضت حتى مبدأ التصويت في مجلس الوزراء عندما عرفت ان الوزراء سيصوتون لصالح أي قرار مخالف للقانون.. فالرئيس يستطيع أن يفعل الكثير ويوقف الأخطاء التي ترتكب لاسيما عندما لا يكون تابعاً ولا يقبض من هذا أو ذاك، كما حصل مع غيري وفتح مزراب القبض على مصراعيه، ولو أنا فعلت ذلك، لما كان أحد قاطعني ولكنت في نظر الفريق الآخر أفضل رئيس للبنان.

ــ تغمز من قناة الرئيس سليمان. ألم تقترحه كقائد للجيش؟

- لم أقترحه، أنا طلبت أن يأتي العميد أسعد غانم قائداً للجيش لأنني أعرفه حق المعرفة وجربته، وهو عسكري مبدئي بعكس شقيقه النائب روبير غانم الذي يشتغل سياسة، لكن العميد غازي كنعان هو الذي أقنع الوزراء باختيار ميشال سليمان قائداً للجيش، لأن الأخير كان يتودّد الى السوريين، ولو جاء أسعد غانم لما حصل كل ما يحصل اليوم، حتى ان ميشال سليمان لم يقل الحقيقة عندما صدر قرار من مجلس الوزراء بمنع التظاهرات، لكن قيادة الجيش كانت تمرر المتظاهرين وتسمح لهم بالتجمع، وهو كان ينفي ذلك أمامي، لكن بعدما نزل الجميع الى ساحة الشهداء لم يتوانَ عن الادعاء بأنه أعطى الأوامر بالسماح لهم بالنزول، لكن لو كان شجاعاً وذا موقف مبدئي لقال علانية وصراحة بأنه سيسمح لهم بالنزول.