تفاصيل الخبر

رئيس الجمعية اللبنانية لأطباء الجلد في لبنان البروفيسور فؤاد السيد: العلاجات البيولوجية للأكزيما فعّالة ولا تؤثر على جهاز المناعة لدى المصاب

10/06/2020
رئيس الجمعية اللبنانية لأطباء الجلد في لبنان البروفيسور فؤاد السيد: العلاجات البيولوجية للأكزيما فعّالة ولا تؤثر على جهاز المناعة لدى المصاب

رئيس الجمعية اللبنانية لأطباء الجلد في لبنان البروفيسور فؤاد السيد: العلاجات البيولوجية للأكزيما فعّالة ولا تؤثر على جهاز المناعة لدى المصاب

بقلم وردية بطرس

[caption id="attachment_78758" align="aligncenter" width="621"] الأكزيما من الأمراض الجلدية المزمنة[/caption]

 مرض الأكزيما المزمنة هو من الأمراض الالتهابية الناتجة عن اضطراب المناعة، وهو من الأمراض المزمنة التي تؤثر بشكل كبير على حياة المرضى وعائلاتهم. وتشكل نسبة الاصابة بالمرض ما بين 2 الى 10 في المئة من البالغين حول العالم، وترتفع هذه النسبة عند المراهقين والأطفال، حيث تبدو آثار هذا المرض على جلدهم على شكل احمرار وتورم وجروح وتشققات، ويشعر المرضى بالتأثير الكبير والمنهك على حياتهم اليومية بسبب هذه الأعراض.

فما هي أعراض الأكزيما؟ وكيف تتم معالجتها؟

البروفيسورة كارلا عيراني وأعراض الأكزيما

[caption id="attachment_78757" align="alignleft" width="192"] البروفيسورة كارلا عيراني: أكثر أعراض الأكزيما هي الحكة في الجلد والطفح الجلدي[/caption]

اعتبرت البروفيسورة كارلا عيراني خلال حلقة حوارية عبر الانترنت تحت عنوان (الاكزيما المزمنة: أكثر من مجرد حكة) كانت قد نظمتها (سانوفي) بهدف رفع الوعي حول هذا المرض في لبنان أن تفاقم العلامات والأعراض على سبيل المثال التوهجات قد تصبح متكررة وغير متوقعة ومزعجة وقد يعاني هؤلاء المرضى من هذه الأعراض على امتداد نصف أشهر السنة.

ونسأل البروفيسورة كارلا عيراني:

* أين تصيب الأكزيما سواء عند الصغار او الكبار؟

- الاكزيما هو مرض جلدي يسبب الحكة وطفح في الجلد وأحياناً يترافق مع التقشير، ويصيب الطفح في أماكن معينة مثلاً على الرقبة والوجه واليدين عند الأولاد. وعند الكبار يصيب اليدين والمفاصل من الأمام والخلف وأيضاً على الركب من الخلف. اذاً هذه هي الأماكن التي تُصاب بالاكزيما أكثر ولكن قد يحدث في مكان آخر في الجسم. الاكزيما ليس مرضاً معدياً ولكن بعض المصابين بالاكزيما يحدث معهم التهابات او بكتيريا او فيروس او فطريات.

الأكزيما وجهاز المناعة

* وكيف يرتبط الأكزيما المزمنة بجهاز المناعة؟

- بالنسبة للأكزيما المزمنة فترتبط بجهاز المناعة الذي يسبب الحساسية. عندما يعمل جهاز المناعة بقوة وأكثر من اللازم لكي يحمينا من المحسسات ونسميه  بـ

Irritant

او تهيج او حالة من الالتهاب اذ تبدأ بالحكة في الجلد، فالجلد مثل  حائط وكأنه يحدث فيه فراغات وعندها يدخل عبرها ،سواء كانت المحسسات او المواد الكيميائية، بسهولة وهذه الأشياء تسبب تهيّجاً في الجلد.

العوامل المسببة للأكزيما

* وما هي العوامل المسببة للاكزيما؟

- هناك ثلاثة عوامل متضاربة مع بعضها البعض: أول عامل هو العامل الوراثي، والعامل الثاني هو البيئة، والعامل الثالث هو عندما يعمل جهاز المناعة اكثر من اللازم فيسبب المشكلة. كحساسية ليس ضعفاً بجهاز المناعة إذ إن جهاز المناعة يقوم بتوازن بين الحساسية او الالتهابات، وهذا التوازن إذا امتد الى الحساسية أكثر عندها تحدث امراض مثل الأكزيما لأنه ممكن أن تتلازم الأكزيما مع الربو وحساسية الأكل.

* كيف تبدأ أعراض الأكزيما؟

- أكثر الأعراض هي الحكة في الجلد وطفح جلدي. وقد يكون ثلاث حالات: خفيفة ومتوسطة وشديدة. ففي الحالة الخفيفة يكون هناك إحمرار مع التقشير قليلاً، وفي الحالة المتوسطة يكون قد حصل طفح أقوى، وفي الحالة الشديدة تحصل تشققات وأحياناً التهابات على الجلد.

* ماذا عن التشخيص؟

- التشخيص هو سريري ولكن أهم عامل هو الحكة اي ليس اي طفح جلدي نسميه الأكزيما.

* في ظل وباء الكورونا هل كثرة غسيل اليدين واستعمال المعقمات يؤدي لزيادة حالات الاكزيما؟

- طبعاً غسيل اليدين يجعل الجلد عرضة أكثر ولكن هناك عاملاً يزيد من نسبة الاصابة بالأكزيما وهو الضغط النفسي.

* وهل إذا زال الضغط النفسي تزول الأكزيما أم تعاود؟

- هناك أمر يجب أن نذكره هنا وهو أن هناك مرضى يتحسنون مع العلاج من ثم تعاود الحالة ولهذا لا نقدر أن نحدد فترة، فهناك عوامل تزيد المشكلة. وكما ذكرت فإن المشكلة موجودة بالأساس بين جهاز المناعة وبين الاستعداد الجيني. والبيئة هي مشكلة أيضاً. وهناك معتقد خاطىء بأن الأكزيما كانت تصيب الصغار فقط ولكن تبين أن الكثيرين من الصغار يُشفون منها من ثم تعاود الحالة في الكبر.

العلاجات للمراحل الأولى والمتقدمة

* ما هي العلاجات للمراحل الأولى والحالات المتقدمة؟

- أهم ما في الأمر لكل الحالات هو الوقاية، اي يجب أن يستعمل المصاب بالاكزيما صابوناً يحتوي على مواد كيميائية ومرطباً خاصاً، والأهم أن يكون الحمام سريعاً لأن الماء يزيد من نشاف الجلد لدى المصاب بالأكزيما. كما أن ترطيب الجلد أهم شيء بكل العلاجات. عندما تصبح الأكزيما بدرجة أعلى نقدر أن نستعمل كريمات تحتوي على كورتيزون موضعي، وهناك كريمات تخفف المناعة. وفي الحالات المتقدمة جداً يحتاج الشخص الى الأدوية عبر الفم أو الحقن. وقد يحتاج لستة أشهر أو سنة حسب الحالة. إذاً التشخيص مهم، إذ كلما بدأ مبكراً يتجنب المريض تناول الأدوية، لأن هناك علاجات لها مضاعفات مثل كريمات الكورتيزون إذا استعملت بكثرة وبطريقة غير صحيحة قد تتسبب في ترقق الجلد. والعلاج الجديد للحالات المتقدمة هو

Biologic

أي لا تخفف المناعة وفي الوقت نفسه تسيطر على المرض.

* وهل يُشفى من الأكزيما تماماً إذا عولج المرض في المرحلة الأولى؟

- هذا مرض، وهدف علاجات الحساسية هي بالسيطرة على المرض  لكي يعيش الانسان نوعية حياة طبيعية إذ يظل هناك استعداد ولكن الشفاء السريري متوافر.

* وبأي حالة تبقى الأكزيما مزمنة ولا يتجاوب المريض مع العلاج؟

- قليلاً جداً ما يحدث ذلك، إذ في هذا العصر إجمالاً غالبية الناس يسيطرون على المرض إلا بحال لم يلتزموا بالعلاج. تجدر الاشارة الى أن نوعية الحياة لدى المصابين بالأكزيما ليست جيدة إذ تؤثر على الحياة الاجتماعية لدى اللأطفال والشباب وأيضاً من ناحية الشكل مما يؤثر على نفسية المراهقين فيسبب لهم الاكتئاب...ننصح المصابين بالأكزيما بتجنب استعمال المحسسات قدر الامكان والمواد الكيمائية، وأنصحهم باستعمال كريم الترطيب.

البروفيسور السيد وتأثير الأكزيما على حياة المصاب

[caption id="attachment_78759" align="alignleft" width="166"] البروفيسور فؤاد السيد: إذا كانت الأم مصابة بالتهاب الجيوب الأنفية والأب مصاباً بالربو حكماً يصاب الابن بالاكزيما[/caption]

 وبحسب رئيس الجمعية اللبنانية لأطباء الجلد في لبنان البروفيسور فؤاد السيد الذي كان قد ترأس الحلقة الحوارية عبر الانترنت تحت عنوان (الأكزيما المزمنة: أكثر من مجرد حكة) فإن أكثر من نصف المرضى الذين يعانون من الأكزيما المزمنة متوسطة الى شديدة الحدة يعيشون تحت وطأة مرض غير قابل للسيطرة. ويضيف:

ـ الأمر من شأنه أن يؤثر على انتاجيتهم في العمل ويزيد من ضعف قدرتهم على القيام بمهامهم، لا سيما خلال تفاقم المرض، بنسبة 10 في المئة، مما يتشابه مع ما يعانيه مرضى الصدفية. وبالنسبة للانخفاض الكبير على مستوى صحة المرضى فيما يتعلق بجودة الحياة المتعلقة بالصحة لاسيما الأداء الاجتماعي والحالة النفسية عند مرضى الاكزيما المزمنة البالغين حول العالم. ويرتبط حجم التأثير على جودة الحياة المتعلقة بصحة المرضى ارتباطاً مباشراً مع الأعراض وشدة  المرض. وتظهر الدراسات تأثيراً مشابهاً أو أكبر على معايير جودة الحياة المتعلقة بالصحة عند المرضى الذين يعانون من الأكزيما المزمنة بالمقارنة مع مرضى داء السكري من النوع الثاني والصدفية. كما تسجل بعض الثغرات في خيارات العلاج الحالية حيث تشير الدراسات الى ارتفاع معدلات فشل العلاج في العلاجات الحالية السائدة، إذ لم يُسجل أكثر من 78 في المئة من مرضى الأكزيما المزمنة البالغين من الدرجة المتوسطة الى الشديدة تحسناً ملموساً على الرغم من العلاجات الحالية.

العوامل

* ما هي العوامل التي تؤدي  للاصابة بالأكزيما؟

- يكون لدى الشخص استعداد أكثر من غيره للاصابة بالأكزيما مثلاً اذا كانت الأم مصابة بالتهاب الجيوب الأنفية والأب مصاباً بالربو عندها يكون الولد معرضاً للاصابة إما بالتهاب الجيوب الأنفية أو الربو أو الأكزيما في الجلد بنسبة تتراوح بين 60 و 80 في المئة. وهناك العوامل البيئية التي تؤثر بشكل مباشر. فمثلاً إذا أخذنا في الدول المتطورة مثل اليابان ممكن 20 في المئة من الأطفال مصابين " atopic"

وعندنا تصل الى 2 في المئة. وفي حالات الأكزيما التي تكون طفيفة بمكان معين في الجسم يتعايش المريض معه لمدة معينة، بينما هناك حالات لا يمكن ذلك ونسميها حالة متوسطة الى شديدة، وبهذه الحالات تكون أصعب وعلاجها أصعب وهذه تسبب المشاكل لدى المريض. وممكن أن تبدأ الأكزيما منذ الطفولة بأغلب الأوقات.

* وممكن أن يُصاب الشخص بالأكزيما في الكبر؟

- أغلب الأوقات يظهر المرض في الصغر، ولكن هناك حالات تظهر في الكبر. وهناك حالات لا يكون الجلد قد عولج في الصغر ممكن أن يحدث معه حالات ربو أو التهاب الجيوب الأنفية أو الحساسية، ونقوم بترميم الجلد. والترميم يحصل بالعلاجات التي توقف الالتهابات تحت الجلد لأننا اليوم أصبحنا نعرف أكثر وأكثر ما هو المسبب إذ هناك خلايا الكريات البيضاء وهناك إفرازات منها نوعية معينة اسمها

Ph2

 وهذه الافرازات هي لبروتينات تدعى

Cytokines

 وهذه مثل المواد السامة. ويجب أن يتم السيطرة على هذه الالتهابات، ولقد أصبحنا بوضع يمكن السيطرة عليها. وهذه البروتينات تفرزها خلايات الكريات البيضاء، واليوم بالعلاج البيولوجي الجديد نقدر أن نحصل على نتائج رائعة مقارنة مع السابق إذ ليس هناك شفاء مئة بالمئة مهما كان العلاج، ولكن هناك تحسناً بنسبة 70 و 80 في المئة وأحياناً أكثر أصبح متوافراً بين أيدينا اليوم.

التشخيص المبكر

* إذا تم التشخيص مبكراً يكون العلاج فعالاً ونتائجه أفضل ولكن ماذا إذا لم يُعالج فهل يتجاوب مع العلاج إذا أصبح شديداً؟

- ممكن أن يتجاوب مع العلاج أقل من الشخص الذي تم تشخيص حالته مبكراً، ولكن هذا لا يعني أنه ليس لديه علاج لا بل لديه علاج ولكن يصبح عرضة لنوع من الالتهابات وأيضاً الرمد الربيعي وهو عرضة أكثر من غيره للاصابة بالربو، إذاً كل هذا مهم لكي لا يحدث اشتراكات فإذا كان مصاباً بالأكزيما أقدر أن أعالجه، ولكن إذا أتى إلي الشخص وهو مصاب بالربو عندها علينا التنسيق مع طبيب الجهاز التنفسي ليعطينا رأيه وتصبح العلاجات مختلفة، فإذا كنا نقدر أن نستبق كل هذه الأمور منذ الصغر سيشعر الولد بارتياح أكثر وأيضاً أهله وممكن أن يصبح العلاج سهلاً.

 *وهل تزداد نسبة الاصابة بالاكزيما في يومنا أكثر أم لأن التشخيص يتم في المراحل الأولى لأن الناس عند حدوث أي مشكلة صحية يلجأون الى الطبيب؟

- بطبيعة الحال عندما يظهر شيء على الجلد يلجأ الشخص الى الطبيب لكي يتم تشخيص الحالة أولاً، إذ عندما يشعر الشخص بالحكة ويظهر الطفح الجلدي في سن المراهقة ويشعر بالحكة حتماً سيتنبه أهله للأمر وسيصطحبونه الى الطبيب ليقوم بتشخيصه. ولكن أيضاً يجب التنبه لأمر بأن الحكة قد تكون بسبب مشكلة أخرى اذ هناك أمراض معدية ممكن أن تسبب له حكة وهنا أهمية التشخيص. ولكن بحالة الاكزيما كما ذكرت تقريباً 2  في المئة من السكان يُصابون به ومن 2 في المئة عالمياً منها 0.7 هي حالات شديدة أي ليست سهلة على الشخص المصاب بالأكزيما. والأهم أن العلاجات البيولوجية لا تؤثر على مناعة الشخص إذ إن العلاجات القديمة التي كانت تُستخدم كانت تؤثر على المناعة ككل أما العلاجات الجديدة اليوم فهي محددة لشيء معين بدون أن يؤثر على جهاز المناعة لدى الشخص، لا بل يحسن الوضع ولا يصاب المريض بالقلق أو الاكتئاب.

* في ظل وباء كورونا حيث يتوجب غسل اليدين باستمرار واستعمال المعقمات وما شابه فهل يؤثر ذلك على المصابين بالأكزيما؟

- سؤال مهم، ما يحصل بالفعل أن استعمال المساحيق المختلفة ممكن أن تؤثر على اليدين بشكل خاص لدى المصاب بالأكزيما أو الذي لديه استعداد للاصابة بالأكزيما وحتى لو لم يكن لديه أكزيما بوضع عادي فهو معرض أكثر من غيره.