تفاصيل الخبر

رئيس الجامعة الدكتور حاتم علامي: بدأنا سبعة عشر طالباً وعندنا اليوم 1700 طالب وطالبة مع الالتزام بكل المعايير الدولية!

04/07/2014
رئيس الجامعة الدكتور حاتم علامي: بدأنا سبعة عشر طالباً وعندنا اليوم 1700 طالب وطالبة مع الالتزام بكل المعايير الدولية!

رئيس الجامعة الدكتور حاتم علامي: بدأنا سبعة عشر طالباً وعندنا اليوم 1700 طالب وطالبة مع الالتزام بكل المعايير الدولية!

55-(1)

منذ اربعة عشر عاماً، افتتح المعهد الجامعي للادارة والعلوم في الدامور وكان يعرف باسم <ميكات> بعد نيله الترخيص، وفي العام 2007 تحول المعهد الى الجامعة الحديثة للادارة والعلوم واستحدثت فيها كليات جديدة. وللجامعة ثلاثة فروع في الدامور وعاليه وبيروت. فكيف تطورت الجامعة خلال 14 عاماً؟ وما هي اختصاصاتها وبرامجها؟ وماذا عن شراكتها مع الجامعات البريطانية؟ وماذا عن اقساطها؟ وهل توظف خريجيها؟

<الافكار> التقت رئيس الجامعة الحديثة للادارة والعلوم الدكتور حاتم علامي (حائز الدكتوراه في ادارة الاعمال ودبلوم الدراسات العليا في العلوم السياسية والادارية، ويشغل منصب رئيس مجلس امناء الجامعة الحديثة للادارة والعلوم منذ تأسيسها. عمل في حقل الصحافة والاعلام ما بين 1987 و 1994، وترجم دراسات عدة من اللغة الفرنسية. وشارك في مؤتمرات وورش عمل حول التعليم العالي وقضايا الجودة والخدمة المجتمعية)، وكان لنا حديث مطول عن نشأة الجامعة وكيفية تطورها منذ انشاء المعهد في الدامور من ثم تحويلها الى جامعة بعد نيل الترخيص، وعن انشاء فرع في بيروت وآخر في عاليه، فيستهل حديثه قائلاً:

- ان عملية انشاء الجامعات ليست قراراً فردياً، بل بلورة لمجموعة من الظروف التي تؤدي الى هذا المسار. وبالتالي لا بد من توافر مناخ مناسب لها وبهذا الاطار ادت مرحلة التسعينات الى بروز وقائع على صعيد التعليم العالي... واتوقف هنا عند مقولة تعارض الرأي العام الذي سمى الجامعات الجديدة عملية طفرة، لاقول ان الجامعات الجديدة بالرغم من المسؤولية الكبيرة التي تترتب عليها لتكون على مستوى عالٍ هي حاجة وسط النسيج الاجتماعي اللبناني، بمعنى ان هناك حقائق نشأت بعد الحرب الاهلية وهذه الحقائق شكلت معطيات للتغيير الاجتماعي، فانفجر الواقع الطائفي، وعندها تمزق النسيج الطائفي وعندما حصل ذلك كان لا بد من دخول عناصر جديدة في الساحة اللبنانية ومنها الجامعات الجديدة. والسؤال المطروح: هل يستمر الى الابد انقسام التعليم العالي في لبنان ما بين جامعات نشأت بالتعاون مع جامعات عالمية وهي مشكورة، وبين جامعات انشأتها جمعيات الطوائف والمذاهب؟ وهناك حقائق جديدة في التاريخ والنمط نفسه الذي دخل الى التعليم العالي على الصعيد العالمي انتقل الى لبنان واهم هذه الانماط موضوع الخصخصة والتنافس من أجل ارضاء الطالب باعتباره مصدر القرار بالنسبة للجامعة. وبالتالي كان لبنان قابلاً لاستيعاب هذه التجربة واذا قارنا لبنان على كل الصعد مع دول عربية نرى ان لبنان قد واكب التطور على الصعيد العالمي. من هنا كانت الجامعة الحديثة للادارة والعلوم احدى الجامعات التي نشأت عن الظروف الموضوعية الجيدة.

55-(16)

ــ وبماذا تتميز الجامعة الحديثة للادارة والعلوم؟

- نقرأ عن ميزة الجامعة الحديثة للادارة والعلوم في تطلعات الجامعة وقيمها من حيث انفتاحها ومهمتها الاكثر صعوبة لتحقيق اوسع فرصة لشريحة اكبر من طلاب لبنان لاكمال مستوى جيد من الدراسة الجامعية... بمعنى اوضح تحقيق التوازن بين تعليم شريحة تفتقد الى امكانات كبيرة للاقساط الجامعية وبين تقديم مستوى مرموق في الشهادات الجامعية ومن هنا كانت الصعوبة.

ــ وكيف واجهت الجامعة هذه الصعوبات؟

- لا بد هنا من البناء على عدة عناصر اولاً: هناك عنصر التقادم التاريخي، فكل الجامعات قد شهدت بداية صعبة في نشأتها، فالعملية التعليمية هي عملية تراكمية. ثانياً: تشكل تجربة الجامعة الحديثة للاد

ارة والعلوم تجربة حديثة في الواقع اللبناني فهي تتناغم مع فعاليات الرؤية المنفتحة والبصيرة البعيدة المدى، ومع اصحاب الكفاءات والاخلاقيات الجيدة في الادارة وفي المجتمع، ولكنها احتفظت بخصوصية واستقلالية في القرار والعمل ونشر مبادىء العدالة والمساواة واحترام الآخر وتعزيز الحريات داخل الحياة الجامعية. ومن هنا اثمرت نبتة هذه الجامعة مؤسسة تعليمية للتعليم العالي اخذت لنفسها موقعاً بين الجامعات نعتبره بمنزلة البداية الصحيحة للجامعة ابنة الرابعة عشرة.

ــ وكيف تطورت الجامعة وما هي المراحل التي مرت بها خلال 14 سنة؟

- اذا اردت ان اتوسع في هذه المقابلة الخاصة مع مجلة <الافكار> الكريمة التي لها تاريخ ورصيد في لبنان والعالم العربي، فلا بد من الحديث عن الجامعة بالمقاربة حول موضوع الاعداد والارقام من علوم الاقدمين وبين العلوم المعاصرة وهي الرياضيات والفلك. فقد شاءت الظروف ان تكون الجامعة بمنزلة الجنين الذي حمل اسم <ميكات> المعهد الاداري للادارة والعلوم بعد سبع سنوات اي ولادة سباعية حيث بدأت الرحلة في العام 1993. وتجدر الاشارة هنا الى ان الجامعة هي الجامعة الوحيدة الجديدة التي كان مطروحاً ان تحصل على الترخيص في العام 1996 بالتزامن مع تصحيح مخالفات جامعات نحترم دورها لكنها تبالغ اليوم في الحديث عن النزاهة والعراقة، حيث شهد لبنان مخالفات ونتطلع الى تصحيح كل الواقع مع قانون التعليم العالي الجديد.

ويتابع الدكتور حاتم علامي:

55-(24)

- استمر الجهد مركزاً على نيل الترخيص الى ان صدر الترخيص كمعهد في العام 2000 ليضم معهدين: معهد الادارة والكمبيوتر، ومعهد التربية والعلوم الانسانية. وانطلقت مسيرة الجامعة من الدامور على امل ان تكون هذه المنطقة الوسطية هي قاسماً وطنياً مشتركاً لمنطقة احبها وافتخر بالانتماء اليها من الجنوب الى الجبل وبيروت، ومن ثم وبعد تحقيق الخطوة الاولى في التأسيس خطوة الثلاث سنوات افتتحنا مركزاً في بيروت في الحمراء حتى العام 2007 حيث تحوّل المعهد الى الجامعة الحديثة للادارة والعلوم بعد اضافة كلية جديدة، وعلى القاعدة نفسها التزمنا منطق التطور في بعديه المكاني والاكاديمي وافتتحت الجامعة فرعها في عاليه في العام 2010 وحقق نجاحاً لافتاً الى ان كانت كلية التربية والعمل الاجتماعي في العام 2012 تلبية لرغبة المنطقة وتخفيفاً على شبابها عناء الانتقال الى مناطق بعيدة.

وعن المعايير الدولية يشرح الدكتور علامي:

- اذا اردنا ان نصحح التطور الجامعي في لبنان، فلا بد من العودة الى المؤشرات والمعايير الدولية لنلاحظ ان جامعتنا هي من الجامعات القليلة جداً التي حافظت على وتيرة التطور الطبيعي: اي دون تعرضها لاهتزازات وهبات باردة وساخنة، فمعدلات الزيادة واكرر دائماً انها بدأت بـ17 طالباً لتصل اليوم الى 1700 طالب وطالبة. وكل زيادة جاءت بالتزامن مع تطور في المراكز والكليات والاهم من ذلك في تطور نوعية التعليم. وهي اليوم من الجامعات القليلة في لبنان التي توازن في عملها الى حد كبير في المعايير الدولية اي نسبة الطلاب وتوزيعهم على الاختصاصات مع نسبة عدد الطلاب الى الهيئة التعليمية وحملة شهادات الدكتوراه منهم ونسبة المتفرغين في الهيئة التعليمية ايضاً، مع احترام قاعدة العمل الاداري وتوفر التكنولوجيا على المستوى التعليمي والاداري والمختبرات وهي نسبة عالية في الجامعة الحديثة للادارة والعلوم، وقد ساهم في تعزيز هذه الوضعية تمويل الاتحاد الاوروبي لعدد من الخبراء في الجامعة بنوعية عالية.

كليات الجامعة

ــ كم تضم الجامعة من كليات؟

Graduation

- حالياً تضم الجامعة الكليات الآتية: كلية ادارة الاعمال بكل اختصاصاتها بمرحلتي البكالوريوس والـ<ماستر>، وكلية المعلوماتية و<التصميم الغرافيكي>، وكلية التربية والعمل الاجتماعي التي تضم اربعة اختصاصات مع التربية واختصاص العمل الاجتماعي الذي يُدرس في جامعتنا. وقد تأسست في العام الماضي كلية العلوم الصحية لتعطي دفعاً جديداً للجامعة ،هذا بالاضافة الى انشاء اول اكاديمية للتعليم واعطاء الشهادات البريطانية في لبنان وهي الاكاديمية البريطانية في لبنان على مستوى البكالوريوس والـ<ماستر> في الادارة ببرامج جديدة بشكل مستمر، بالاضافة الى شهادة مشتركة للـ<ماستر> مع جامعة <اميان> في فرنسا. بالاضافة الى التراخيص او اعتماد برنامج <فرشمان> وايضاً برنامج الشهادة التعليمية للذين يزاولون المهنة، والجامعة ماضية في التوسع حسب الانظمة المرعية الاجراء في لبنان وهي بانتظار صدور عدد من المراسيم لاختصاصات جديدة.

ــ وماذا عن عدد الطلاب والاساتذة؟ وماذا عن الاقساط؟

- من خلال خارطة التوزيع، تعتمد الجامعة مبدأ التخطيط النسبي في توزيع الاختصاصات وهي لذلك تسمح للطلاب بمتابعة دراستهم في الفرع الذي يرغبون به، والعدد يتوزع بنسب متساوية بين الفروع وحتى الاساتذة، فغالبية الاساتذة يدرسون في فرعين من فروع الجامعة، وهذا يمنح فرصة زيادة عدد المتفرغين وهو مسار تمارسه الجامعة. وحالياً هناك 150 استاذاً موزعين ما بين دوام كامل ودوام جزئي، وحوالى 80 شخصاً يشكلون الهيئة الادارية. نحن على عتبة بداية تغيير تبدأ عن عمر 14 سنة. في الاساس كانت لدينا ثلاث كليات: كلية ادارة الاعمال ولدينا 900 طالب وحوالى 45 الى 50 استاذاً ونصفهم من المتفرغين ولدينا حوالى 12 او 13 من حملة شهادات الدكتوراه وهذه ميزة بالنسبة لكلية ادارة الاعمال.

القسط 8 آلاف دولار

ويتابع:

- اما اقساطنا فهي مدروسة، فعلى سبيل المثال الطالب الذي يدفع 10 او 15 ألف دولار في السنة في الجامعات الكبيرة بينما عندنا فيدفع الطالب في كلية التربية 8 آلاف دولار. بالنسبة للكمبيوتر، ليس لدينا هندسة كمبيوتر، لذا نحن بانتظار صدور المرسوم بخصوص <ماستر> في الكمبيوتر اي الطالب يدخل الى برنامج البكالوريوس 3 سنوات ويكمل <ماستر> خلال سنتين. ويقدر الطالب ان يعمل وان يكمل الـ<ماستر> والدكتوراه.

ــ وما اهمية الانشطة التي تقوم بها الجامعة خلال العام الدراسي؟

Graduation-3

للنشاطات أهمية في المجتمع، لذا قدمنا حوالى 1400 بطاقة صحية لتلاميذ المدارس اذ قمنا بفحص للبصر، زارتنا حوالى 15 ثانوية وحصل التلاميذ على بطاقة صحية لفحص البصر... وهذه السنة، افتتحنا مختبرات نموذجية في المقر الرئيسي للجامعة في الدامور وعاليه وسيكون قسم العلوم البصرية وتقييم البصر وهذا القسم ليس متوافراً الا في جامعتنا، والجامعة اللبنانية ستفتح مركزاً متخصصاً بالتعاون مع شركة معروفة، ولقد شاركنا في معرض خاص مع نقابة الاختصاصيين بالبصر لذلك سنكون رواداً في هذا المجال. وكلية العلوم الصحية تضم اختصاصات: التغذية واختصاص الصحة العامة اذ يهدف الى تخريج اختصاصيين في الصحة العامة، ومن مهامهم السهر على صحة المرضى والمركز الرعائي والمشاركة في الحملات الصحية على صعيد البلديات وبالتعاون مع الهيئات الدولية بالاضافة الى العلوم البصرية ونعتبره اختصاصاً رائداً. نحن بانتظار صدور مرسوم التمريض، بالاضافة الى انتظار مرسوم <ماستر> في الكمبيوتر ومرسوم <ماستر> في العمل الاجتماعي. وسنوقع اتفاقية مع جامعات عربية واجنبية في المجال نفسه ليتمكن الطلاب من اكمال دراستهم في الـ<ماستر> والدكتوراه. حالياً لدينا برنامج دكتوراه اذ هناك حوالى اربعين طالباً يتابعون الدراسة في بريطانيا، وهناك مشاريع اخرى بالتعاون مع بريطانيا، وايضاً للتوسع باختصاصات العلوم الصحية وباختصاصات الهندسة.

ــ وماذا عن مشاريع الجامعة على المستوى الدولي؟ وماذا عن شراكة الجامعة مع الاتحاد الاوروبي؟

- لقد ذكرنا على الصعيد المحلي كيف تعاطت الجامعة مع التحديات والصعوبات التي واجهتها، الشق الآخر كان محوراً اساسياً وهو المحور الدولي وأول فرصة على الصعيد المعنوي، لاننا كنا نتنفس الصعداء من الاختناق المحلي والانفتاح على الخارج، فكنا نأخذ متنفساً في هذا الموضوع والتجربة الدولية والانفتاح الدولي سرّعا في اكتساب لقاءات وخبرات، وكونت للجامعة الحديثة للادارة والعلوم موقعاً متميزاً في كل ال

 مشاريع الدولية التي تشارك فيها جامعات لبنانية، فلنتحدث بالارقام هنا: ان الجامعة الحديثة للادارة والعلوم هي الجامعة الاولى في مشاريع الشراكة مع الاتحاد الاوروبي ضمن برامج Tempus، منذ عام 2003 أي على مدى 11 سنة الجامعة هي شريكة مع مشاريع Erasmus Mundus ليتمكن الطلاب من الانتقال للدراسة بين الجامعات في الخارج، ولقد ارسلت الجامعة الطلاب لمتابعة الـ<ماستر> والدكتوراه في عدد من الجامعات الاوروبية. تابعت الجامعة بنجاح التعلم بالتعاون مع جامعة < اميان> الفرنسية وهي جامعة رسمية خرجت حتى الآن الدفعة الخامسة، وهو برنامج قائم على تدريس المواد من قبل اساتذة من خارج لبنان اذ يأتون من فرنسا وكندا واليونان وغيرها من البلدان مع شركاء او زملاء لهم من قبل جامعتنا. كما ان الجامعة عضو في 15 جمعية وهيئة دولية متخصصة في التعليم العالي، فضلاً عن دورها المميز على صعيد اتحاد الجامعات العربية، والجامعة هي عضو مؤسس في الهيئة الاكاديمية الم

نبثقة عن الامم المتحدة سنة 2011.

الشراكة مع بريطانيا والبحث العلمي

55-(10)

ــ وماذا عن اهمية الشراكة مع بريطانيا؟

- الشراكة مع بريطانيا هي مشروع اساسي في جامعتنا، ويهمني هنا ان أوضح ان الشراكة بين الجامعات تتفاوت من مستوى الى آخر، فهي تبدأ بايجاد اطار للتفاهم وهو شأن عام لمعظم الجامعات اللبنانية ليتدرج التعاون الى مستويات اخرى لتبادل الطلاب والاساتذة والابحاث وغيرها. اما على المستوى الاستراتيجي الذي اختارته جامعتنا فهو حالة متقدمة تتطلب الدقة والصدقية والالتزام حيث تعهدت الجامعة ان تدرس برامج بريطانية لجامعة رسمية تحت اشراف هيئة الجودة البريطانية المعروفة بمعاييرها المميزة وقد نجحت التجربة بفعل المتابعة الحثيثة. وهنا اتوجه بالشكر الى السفير البريطاني في لبنان <توم فلتشر> على الدعم الخاص الذي اولاه للمشروع، وقد كنا شركاء حقيقيين مع الجامعة الشريكة في بريطانيا وها نحن بصدد تخريج اول دفعة من حوالى 90 خريجاً برعاية وحضور السفير <فلتشر> في ايلول (سبتمبر) المقبل.

ويتابع:

- اما الهدف من هذه البرامج فهو: اولاً: تأمين البيئة والمناخ للتعليم العالي بأنماطه الحديثة وتربية الطالب ليكون مؤهلاً لمواجهة هذه الحقائق. ثانياً: تم اختيار برامج جديدة غير موجودة في لبنان واهمها: الـ<ماستر> في ادارة المشاريع، و<ماستر> في الضيافة وتنظيم المناسبات. ونحن بصدد اضافة اختصاصات جديدة نعلن عنها قريباً. على المستوى الآخر، منحت الاكاديمية البريطانية فرصة جديدة لعشرات الطلاب المؤهلين والمتفوقين لاكمال دراسة الدكتوراه حيث تأمن لهم هذه الفرصة من خلال هذه الاكاديمية، ونحن بصدد التوسع ازاء كل ذلك.

ــ وكيف تنظر الجامعة الى البحث العلمي؟

- البحث العلمي يشكل ركيزة من مرتكزات التطور في الشخصية الجامعية. ومن المؤكد ان الحكم على مستقبل اي جامعة ينطلق من دراسة بنيتها وقدرتها على التطور واكتساب المهارات ولذلك نحن نلتزم برنامجاً متطوراً للبحث العلمي. ففي هرمية الجامعة، تم خلق مركز لنائب رئيس الجامعة للبحث والتطوير يتولاه احد الباحثين المتخصصين المعروفين الدكتور نائل علامي (ابن الدكتور حاتم علامي) وتساعده الدكتورة المتخصصة منال شبو،والعمل جارٍ بالشراكة مع جامعات مرموقة في بريطانيا وفرنسا وضمن مشاريع الاتحاد الاوروبي وتضم دائرة البحث العلمي اكثر من عشرة اشخاص من الجامعة الذين يتابعون قضايا البحث، وهناك مكتب متخصص بالشراكة ما بين جامعتنا والجامعة الاميركية في بيروت لتعزيز البحث العلمي وهو ممول من احد مشاريع الاتحاد الاوروبي.

ــ وماذا عن مساحة الجامعة ومراكزها؟

- بالنسبة لمراكز الجامعة، نشأ الفرع الرئيسي (في الدامور) وتطور على مساحة تضم المباني والملاعب والصالات (على مساحة 15 ألف متر مربع)، وحتى فرع عاليه يتمتع بمساحة كافية مع البدء بتشييد صرح جامعي متخصص يتم انجازه خلال عامين بحيث يضم المرافق الجامعية مع مرافق اجتماعية مثل السينما والمسرح والملاعب ليستفيد منها ابناء المنطقة. ونحن بصدد التوسع في بيروت تبعاً لما جرى استعراضه على صعيد الكليات والاختصاصات. وهنا ألفت الى ان عملية الاستثمار تستند الى وجود نوع من الاستقرار الذي نأمل ان يحظى به بلدنا بحيث تتوافر افضل الظروف لشبابنا من أجل نيل شهاداتهم وايجاد فرص عمل مناسبة.

توظيف الخريجين

6  

ــ وهل تقوم الجامعة بتوظيف طلابها؟

- في عالم التوظيف اليوم هناك مسائل عدة للبحث والتعمق فيها تشغل الجسم الطلابي في جامعتنا. فهناك قسم من الطلاب الذين يعملون لتحسين وضعهم المادي، وقسم لا يعمل اذ يتابع دراساته العليا للحصول على العمل الذي يتناسب مع كفاءاتهم. وهناك طلاب يعملون بدوام كامل وآخرون بدوام جزئي، وهناك العديد من خريجي جامعتنا يعملون في مراكز مهمة في الشركات والمصارف في لبنان والخارج. ولكن من المؤسف ان يضطر خريج الجامعة ان يعمل في وظائف لا تليق بشهادته الجامعية، وهذا يسيء اليه على الصعيد الشخصي. اما على الصعيد الوطني فلا يُستفاد من قدرات الشباب الجامعي كما يجب، وهذا الامر لا بد من معالجته. اذاً التحدي قائم وبالنسبة لجامعتنا فالتحدي مضاعف لكنها اجتازت العديد من الخطوات، فلغاية اليوم تخرج من جامعتنا ما بين 1500 و 3000 طالب وطالبة وجميعهم يعملون، ولكن السؤال: هل يعملون ضمن اختصاصاتهم؟

ويتابع:

- بما ان الجامعة شريكة مع بريطانيا وتحديداً مع جامعة <كارديف متروبوليتان> وهي تتمتع بأعلى معدل توظيف في بريطانيا، لذلك نستمد من النموذج البريطاني التركيز على حاجات سوق العمل. ويتميز النظام البريطاني بانه يركز في الاشهر الاولى من الدراسة على البحث، فكل طالب يقوم بالابحاث وهذا يعزز الرؤية، والتواصل بين الاساتذة والطلاب لا ينقطع. هناك امر مهم، فالجامعات كلها في لبنان تضم الآن أعداداً كبيرة من الطلاب، فهل تتصورين الدور الذي يمكنهم ان يقوموا به في عملية التغيير في البلد،؟! فمثلاً بامكان عشرات آلالاف من الطلاب ان يكونوا عنصراً مهماً للتغيير، ولكن للاسف ما يحصل في يومنا عندما يتخرج الطالب من اي جامعة، يقدم ولاءه لزعيم او حزب ما ليساعده بالحصول على عمل ووظيفة، لهذا نأمل ان يحافظ كل طالب على كيانه والا يتبع هذا الاسلوب، فعلى سبيل المثال اذا كان عدد طلاب الجامعات في لبنان يصل الى مليون ونصف المليون، تخيلي كيف يمكنهم ان يكونوا عنصراً للتغيير اذا دخلت الكفاءات الشابة من حملة شهادات الـ<ماستر> والدكتوراه الى المجلس النيابي، أن هناك من لا يحمل الشهادات الجامعية داخل المجلس للأسف..

ــ وما سبب كثرة الانشطة داخل الجامعة الحديثة للادارة والعلوم؟

55-(17)

- تعتبر جامعتنا من اكثر الجامعات التي تقوم بأنشطة على مدار العام الدراسي اذ نظمنا حوالى 40 نشاطاً ما بين انشطة داخلية للطلاب وأنشطة على الصعيد الاجتماعي. ان جامعتنا هي من الجامعات القلائل التي كرست وقتها وايمانها لخدمة المجتمع، فأول عمل كان سنة 2011 اذ قامت الجامعة بتكريم 170 جمعية في لبنان. والانطلاقة الثانية التي حققتها هي عمل فريد من نوعه أي تأسيس قاعدة شهداء الجيش داخل الجامع. والعمل الآخر يتجلى في موضوع يتعلق بالعلوم الصحية والمشاريع التي لها علاقة بالمعرفة واهمها مسابقة الرالي و <رالي بيبر> والمسابقات الخاصة لتلاميذ المرحلة الثانوية، وتوجيه حوالى 1500 تلميذ على الصعيد الصحي واجراء الفحوصات لهم. وجرت حملة توعية حول الدم في عاليه وحملة في مركز التلاسيميا. وتتولى الجامعة الامانة العامة للخدمة الجامعية للجامعات العربية التي تهتم بالآليات والمحفزة للخدمة الاجتماعية على الصعيد الجامعي ضمن اتحاد الجامعات العربية اي بالتعاون مع 73 جامعة عربية ولهذا عقدنا مؤتمراً سلط الضوء على مشاكل تعاني منها الدول العربية.

ــ وهل تُجرى انتخابات طالبية؟ وهل ينعكس الجو السياسي المشحون في البلد على الطلاب؟

- تُجرى الانتخابات الطالبية في الجامعة الحديثة للادارة والعلوم ولكن لم يسبق ان واجهنا مشكلة في هذا الخصوص، اذ لا يؤثر ذلك على طلابنا وهم من مختلف المناطق والانتماءات.

رأي الطلاب

وننتقل الى الطلاب حيث يطلعنا الشاب الجامعي بهاء العياش على دراسته وعمله في الجامعة نفسها وتحضيره للـ<ماستر> بين هذه الجامعة وجامعة بريطانية ويقول:

- لقد درست <التصميم الغرافيكي> لانني أحب هذا النوع من الاختصاصات، وحالياً اتحضر للـ<ماستر> في ادارة المشاريع بين الجامعة الحديثة للادارة والعلوم وجامعة في لندن. ان اختصاص ادارة المشاريع مميز، اذ يضم كيفية ادارة

55-(18)

المؤتمرات والندوات. عندما انهيت دراستي في هذه الجامعة اردت ان أكون ضمن فريق العمل في الجامعة لاستقبال الطلاب. وبالفعل اعمل في هذه الجامعة، واستفيد من خلال دراستي بين لبنان ولندن كثيراً، فإدارة المشاريع اختصاص مهم لا سيما في يومنا هذا. وطبعاً اكتسبت الخبرة من خلال عملي في الجامعة وهذا يساعدني في دراستي في لندن ايضاً. بالنسبة الي، حظيت بفرصة جيدة في بلدي ولا أفكر بالسفر والعمل في الخارج لانني اؤمن انني سأحقق طموحي في لبنان.

والطالبة نجاح ستيتية تدرس <التصميم الغرافيكي> ايضاً وعن شغفها بهذا الاختصاص تقول:

- لطالما أحببت الرسم، فقررت دراسة <التصميم الغرافيكي> في هذه الجامعة بالذات نظراً لأهميتها في هذا الاختصاص. كنت قد تلقيت تعليمي الثانوي في مدرسة <انترناشونال كوليدج>، وانتقلت بعدها الى مدرسة <نوتردام>. بالرغم من ان أجواء المنزل تميل الى مجال الاعمال، فوالدي يعمل في مجال السكرتاريا ووالدتي في المحاسبة، إلا انني أميل الى كل ما له علاقة بالرسم، لهذا اخترت الدراسة في هذه الجامعة لانني علمت انها متميزة في العديد من الاختصاصات وخصوصاً <التصميم الغرافيكي>.

اما الطالب حسن دقدوق (من بلدة عيتا الشعب في الجنوب، ويقيم في بيروت)، فاختار دراسة ادارة الاعمال نظراً لحاجة سوق العمل للمتخصصين في هذا المجال ويقول:

- التحقت بهذه الجامعة لأدرس الاختصاص الذي احب لان هذه الجامعة متخصصة في هذا المجال، لا أعمل اذ اهلي يتكفلون بمصاريف الدراسة. هناك احتمال ان أسافر الى الخارج للعمل ضمن مجال اختصاصي، ولكنني أفضل البقاء في بلدي لأحقق النجاح والتقدم هنا وليس في مكان آخر.