اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لرئيس ديوانه الملكي الشيخ خالد التويجري كمبعوث خاص الى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدعم الوساطة السعودية بين مصر ودولة قطر، بعدما كانت العلاقات بينهما قد وصلت الى مرحلة شبه مستعصية، كان اختياراً في محله لأن الشيخ التويجري معروف بقدرته على فك العقد السياسية المستعصية.
وخلال زيارته للقاهرة مع المبعوث القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني موفداً من قبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قال التويجري ان تجاوب الرئيس السيسي والشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع المبادرة السعودية كان رائعاً جداً، وان الأيام تثبت حرص الملك عبد الله بن عبد العزيز على استقرار مصر وأمنها.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد استقبل الشيخ التويجري والشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في سياق تفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين الخاصة بدعم دول مجلس التعاون الخليجي لجمهورية مصر العربية.
وفي مقابلة مع برنامج <القاهرة اليوم> التلفزيوني قال الشيخ التويجري: <إن الرئيس السيسي يتميز بدماثة الخلق وكان تجاوبه مع مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز رائعاً جداً، والأمر نفسه بالنسبة لسمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني>.
وزاد التويجري في البرنامج التلفزيوني قائلاً: <وهذا ليس مستغرباً لأننا اعتدنا على هذا الأمر خاصة وان المبادرة جاءت من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي يحظى بقبول كبير وتقدير من أشقائه سواء في الدول العربية أو الاسلامية>.
التركيز على دور الإعلام
وأضاف الشيخ التويجري: <إن الانطباع الذي خرجت به من لقاء فخامة الرئيس المصري كان ايجابياً جداً، ولم يتردد لحظة واحدة في تحقيق أي أمر مساعد في إنجاح هذه المبادرة>.
واستدرك قائلاً: <لكن أريد أن أعلق على أمر واحد، كما جاء في بيان الديوان الملكي الذي يمثل حديث الملك عبد الله، أو مناشدة الملك عبد الله، فالدور الآن هو دور الإعلام، سواء في دولة قطر الشقيقة أو في دولة مصر الشقيقة، لأن للإعلام دوره وتأثيره المهم في العلاقات بين البلدين، وأرجو في المرحلة المقبلة أن يشارك الأخوة الأشقاء في الدولتين بتهدئة الأوضاع وبطرح الأمور الايجابية والابتعاد عن صغائر الأمور.. مثل هذه الأمور ستساعد كثيراً.. كما للسياسة دورها كذلك للإعلام دوره>.
وعن لقائه والموفد القطري مع الرئيس عبد الفتاح السيسي قال خالد التويجري ان اللقاء استمر نحو ثلاث ساعات أو أقل قليلاً، وقد لمست في الرئيس المصري سعة البال وسعة الصدر بشكل كبير جداً.
وعن الخطوات الايجابية التي يتوقعها بعدما أبدى البيان القطري يوم الأحد الماضي لغة طيبة نحو مصر، قال التويجري:
<إن البيان القطري المذكور لم يأت كمجرد بيان فارغ من المضمون، ولكن بالتأكيد هناك خطوات ايجابية، إلا أنني لا أستطيع أن أقول ما هي الخطوات التي ستليها>.
وعن احتمال حصول قمة بين الرئيسين السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قال الشيخ التويجري: <هذا الأمر لا أستطيع أن أبت فيه، لكن هدف خادم الحرمين الشريفين بالتأكيد هو أن يصل الاتفاق الى هذا المستوى، وإن شاء الله سيتحقق مع النيات الحسنة. إلا أنني أؤكد مرة أخرى ان الإعلام سواء في مصر أم في قطر، هو أمر أساسي ويستطيع أن يساعد على <إنجاح هذه المهمة ويستطيع كذلك أن يفشّل هذه المهمة>. وأنا على يقين، بحمد الله ان الإعلاميين والمفكرين وغيرهم من العلماء في مصر وفي دولة قطر سيقومون بذلك. وأعتقد ان سمو الشيخ تامر آل ثاني رئيس مجلس إدارة قنــاة <الجزيـــرة> ســيدرك بالتأكيــد مثل هذا الأمر، وهو شخص نبيـــل وسيبادر الى مثل هذا الموضوع في توجه آخر بحول الله>.
مصر والملك عبد الله
وزاد الشيخ التويجري قائلاً:
<نأمل من الأخوة والأشقاء في مصر في بعض القنوات، أن يبادلوا هذه البادرة بالطريقة نفسها. ولا بد أن قنوات مصرية كثيرة سوف تعي أبعاد هذه المبادرة وأنها ستعود بالنفع لكل الأطراف>.
وعن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في هذا الموضوع قال التويجري:
<إن حب الملك عبد الله بن عبد العزيز لمصر يغني عن أي حب آخر. وأنا رجل مشاعري تجاه مصر واضحة، ولكن مشاعر الملك عبد الله وحرصه على استقرار مصر أكبر من أن أعلق عليه.. وقد أثبتت الأيام ان الملك عبد الله كان حريصاً جداً على أمن مصر القومي واستقرارها>.