تفاصيل الخبر

رياض سلامة وقبعة السياحة!

02/06/2017
رياض سلامة وقبعة السياحة!

رياض سلامة وقبعة السياحة!

بقلم وليد عوض

riad-salameh

لبنان بلد الركائز. وبمقدار ثبوت هذه الركائز يصبح البلد كبشاً هائجاً،أو تنقصه شجاعة الأيام. ويأتي اعلان مجلس الوزراء يوم الأربعاء الماضي التجديد ست سنوات لحاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة محاولة كبيرة لمواجهة التداعيات الاقتصادية والمالية بعد ما أشيع عن عقوبات أميركية بحق ثلاثة مصارف لبنانية تتعامل مع حزب الله الموضوع في الكونغرس الأميركي على لائحة المنظمات الارهابية.

وتجديد البيعة لرياض سلامة بادرة ذات طابع دولي. فهو يصبح بذلك أول حاكم مصرف مركزي في العالم من حيث التاريخ، والمجدد له سبع مرات في لبنان.

وتعود بنا الذكريات الى عام 1993، حين تسلم الشيخ رفيق الحريري رئاسة الحكومة لأول مرة. يومئذ كان على الحريري أن يختار الطاقم الاداري الذي يكفل سلامة الليرة اللبنانية، فوجد في المقدمة الدكتور رياض سلامة الخبير المصرفي في باريس، وكان عليه أن يتنازل عن مستوى مرتبه حتى يقبل بأن يتسلم حاكمية مصرف لبنان، ومهما قيل عن المرتب المخصص لحاكم مصرف لبنان، وقيل انه ثلاثون ألف دولار، فالنتائج تبرر المقدمات. ولعل الخبير الاقتصادي والمالي غازي وزني زوج زميلتنا الاعلامية نجاة شرف الدين، كان أكثر الناس موضوعية في التأشير على اسم رياض سلامة وقال: إن أهمية التجديد لسلامة انه يستطيع مواجهة استحقاقين: الأول مشروع العقوبات الأميركية على فئة سياسية لبنانية لأنها ستكون أكثر صرامة وتشدداً واتساعاً، كما ان اللائحة ستطال قوى سياسية مختلفة. والرجل الذي استطاع استيعاب العقوبات في عام 2016، مستنداً الى الثقة التي يملكها لدى السلطات الأميركية والسلطات المالية النقدية في هذا البلد، وكذلك الثقة التي يتمتع بها داخلياً سياسياً ومصرفياً، لا بد أن يكون قادراً على استيعاب تداعيات العقوبات الجديدة.

أما بالنسبة للاستحقاق الثاني فالرجل يستطيع تخفيف الضغوط على الليرة اللبنانية حيث سجلت احتياطات مصرف لبنان استنزافاً في الأشهر الخمسة الأخيرة منخفضة حوالى 1,6 مليار دولار وتحديداً من 40,07 مليار دولار الى 39,1 مليار دولار.

أما التفاصيل بعد ذلك، حسب الدكتور وزني، والمتصلة بوضع المالية العالمية الصعب، فهي أمور تعود في مسؤوليتها الى السلطة السياسية التي يتعين عليها ايجاد مناخ سياسي وأمني مستقر بدءاً من معالجة قانون الانتخابات، وبذلك يحقق لبنان حركة ايجابية في موسم الصيف لأنه الموسم الذي يشكل أكثر من 400 في المئة من الحركة السياحية طوال العام.

بتجديد البيعة لرياض سلامة (69 سنة) كفل لبنان أمناً مالياً في الدرجة الأولى. فأكثر التداولات النقدية في لبنان تتم بالدولار، ومحافظ المواطنين اللبنانيين محشوة بالدولارات والليرات اللبنانية سواء بسواء. وما دام لبنان قد اهتدى الى أمنه المالي، فإن نصف حيوية مجلس الوزراء قد تأمن في نطاق الليرة اللبنانية وتبادل العملات!

وقل لي كم معك من دولارات أقل لك من أنت!