تفاصيل الخبر

ريـــــــا الــحـســـــن تــواجـــــــه الأقـــــــدار كـمــــــــا واجــهــهــــــــــا الــعــمــيــــــــد ريــمـــــــــــون إده!

15/02/2019
ريـــــــا الــحـســـــن تــواجـــــــه الأقـــــــدار  كـمــــــــا واجــهــهــــــــــا الــعــمــيــــــــد ريــمـــــــــــون إده!

ريـــــــا الــحـســـــن تــواجـــــــه الأقـــــــدار كـمــــــــا واجــهــهــــــــــا الــعــمــيــــــــد ريــمـــــــــــون إده!

 

بقلم وليد عوض

إنجازات الأمس البعيد للحكم في أوروبا وأميركا حتى الآن والدرس المسحوب من التجربة التي عاشها الأولون تبقى الأساس في التعاطي مع الشأن العام. وهذا <نابليون بونابارت> ملأ الدنيا بالأفراح حين انتصر في معركة <واترلو>، ولكن هذا النصر تفتت في المعركة الثانية التي قادها ضده القائد البريطاني <آرثر ويلزلي>، وأدت به النكسة الى الانحباس في منطقة <سان سير> وأصبح الرجل الواسع الشهرة ضيفاً يتفرج عليه الزائرون والزائرات والرأس التي كانت مرفوعة الجبين انخفضت بالتأثير السياسي وضاع مجد <نابليون> في حبال الأقدار. وبقدر ما يحتفل الأوروبيون بمعركة <واترلو> في بلجيكا بقدر ما يخفضون الرأس ويطأطئون الهامة بسبب ضياع ما كسبه <نابليون> من مجد. وما أصعب انساناً مثل <نابليون> وهو يصبح فرجة في أقفاص منطقة <سان سير>. وهاتان الصفتان ما زالتا تحكمان الواقع الأوروبي.

 

أبطال راشيا

في لبنان ليس هناك <نابليون> بل هناك مجموعة من رجال ملكوا الجرأة والإقدام أمثال إميل إده وحبيب أبو شهلا الذي قاد مع الأمير مجيد ارسلان معركة بشامون، كذلك لا يمكن تجاهل أدوار أبطال راشيا مثل بشارة الخوري وكميل شمعون ورياض الصلح وعبد الحميد كرامي وسليم تقلا وعادل عسيران. فكل واحد من هؤلاء كان بطلاً في محيطه ولم يستسلم للمفوض السامي، بل بقي مرفوع الرأس وعالي الجبين أكبر من مساحة المعركة.

وقــــد ظــــــلت الأطـــــراف اللبنانيــــة كالبقـــــاع وبنـــت جبيــــــل وعكـــــــار والكورة وطرابلس محكومـة بنفــــوذ القبضايات. وعلى سبيل المثال اشتهرت منطقة عكار بالصراع الحزبي بين محمد العبود ابن عبود عبد الرزاق صاحب التوقيع على وثيقة الدستور اللبناني وسليمان العلي خصمه في المنطقة. وقد كلف ذلك الكثير من المآسي لكثيرين ارتدت على التعايش المناطقي بين الزعامات. ولا يمكن تجاهل سقوط الوزير محمد العبود أمام القصر الجمهوري في القنطاري برصاص محمد اليوسف مطلع الأربعينات، وانعكس الحادث صورة سوداوية على منطقة عكار فظلت أسيرة الحوادث الدامية. وإذا تجاهلنا آثار ذلك الحادث على منطقة عكار زادت عندنا القناعة بأن مناطق الأرياف والمقاطعات الحدودية ظلت هي المشكلة والحاجة الملحة الى المداواة والمعالجة. وحسناً فعلوا في اللقاء التشاوري حين جاءوا بالنائب جهاد الصمد كممثل للضنية المظلومة التي حرمت وعكار من جنة التوزير، ويصحح الوضع السياسي لوالده النائب السابق مرشد الصمد. أي ان للضنية حضورها في القرار الوطني وأن تغييبها عن واجهة القرار كان أمراً مغلوطاً.

وهذه وزيرة الداخلية ريا الحسن بنت طرابلس صارت واحدة من صنّاع النسيج اللبناني. وإذا ذهبنا الى منطقة البقاع واجهنا حضور النائب الوليد سكرية الذي يمثل الآن شريحة من المواطنين البقاعيين أصحاب الشأن، وأصبح له دوره في تفعيل التمثيل النيابي بعدما كان هذا التمثيل غير مكتمل الأوصاف.

وبالاتجاه الى الحدود لنلتقي النائب قاسم هاشم الذي يمثل المقاومة الوطنية وينقل أوراقها الى الساحة السياسية ويعزز موقع الأهالي الصامدين في وجه الخطر الصهيوني والمؤامرة الاسرائيلية المستمرة على لبنان.

وفي طرابلس يعيد فيصل كرامي مجد أبيه المرحوم الرئيس عمر كرامي ومجد عمه الرئيس رشيد كرامي ومجد الجد الأكبر عبد الحميد كرامي، وبذلك يكون فيصل كرامي صاحب موقع متقدم في القرار الوطني.

كما يأتي اختيار ابن البقاع الغربي حسن نجل النائب عبد الرحيم مراد وزير دولة لشؤون التجارة الخارجية، كقوة سنية ضاربة لها حضور برلماني في السياسة اللبنانية. وبالطبع هناك فاصلٌ عاطفي بين الأب والابن ولكن التزام كل أعضاء اللقاء

التشاوري بالقضية الوطنية والارتفاع فوق جراح البلد ومأساته المعيشية يغلب على كل اعتبار.

وتجربة حسن عبد الرحيم مراد تخضع الآن للمعاينة والمتابعة، فيكون اللقاء التشاوري حركة تصحيحية لما أصاب منطقة البقاع من ظلم واضطهاد وفساد، فهي تحتاج الى عناية خاصة. وقد استطاع النائب السابق اللواء سامي الخطيب بما يملك من حضور أمني وسياسي أن ينشر الهيبة في طول هذه المنطقة وعرضها، ولكن ذلك كله لا يكفي وتحتاج المنطقة الى مجالس أمنية تنجح في تركيز الشأن الأمني والتصريف الزراعي والتواصل مع البلاد العربية.

ولعلها المرة الأولى التي تحتل فيها الضنية وطرابلس والبقاع منزلة المناطق الاقليمية ذات الشأن المعيشي والغلال الزراعية التي تحتاج الى تصريف حتى لا تكسد في الأرض، وهذا يعني إمساك اللقاء التشاوري بالشأن المعيشي في الضنية وطرابلس والبقاع. وما عز على البرلمان يمكن للقاء التشاوري أن يتولى التصريف والمعالجة فلا تعود هناك منطقة محرومة بل تدخل في صميم الحركة الوطنية اللبنانية.

مكافحة الحرمان

ونعود الآن الى وزيرة الداخلية ريا الحسن. فهي تملك مفاتيح القدرة على فتح الأبواب أمام القوى الأمنية. وكما حكم الرجال هذه الوزارة الحساسة كذلك تأتي ريا الحسن لتتشدد في تكريس الأمن والتنسيق بين كافة القوى العسكرية والأمنية واحترام حقوق الانسان وحرية التعبير وتطبيق قانون السير وقمع المخالفات وتخفيف حوادث السير وإزالة العوائق والجدران الاسمنتية عن الطرقات.

بصمةٌ جديدةٌ في حياة اللبنانيين ومركبٌ أمني بين يدي ريا الحسن.

وطنٌ في زورق الأقدار ورحلة جديدة للدولة اللبنانية بعد البيان الوزاري، وخصوصاً صفة المناطق المقاومة لاسرائيل وهذا ما هو أعز ما في الأمر وفي الشأن الوطني.

التجربة عزيزة وغالية ويجب عدم إضاعة فرصة استغلالها فلا تكون ريا الحسن أقل شأنا من وزير الداخلية السابق العميد ريمون إده الذي اصطحب اللواء عزيز الأحدب وتوجه معه الى منطقة البسطة للقبض على رجل يقال له <التكميل> حيث كان يقتل الأبـــــرياء ويلقـــــي بهـــــم في عمق الآبار. وكان ريمون إده من الشجاعة والإقدام ما يجعله يستحق لقب أفضل وزير داخلية في لبنان.

إنه الالتباس في التعاطي مع الحوادث الاجرامية. ولا ينسى المخضرمون وقفة الرئيس عبد الله اليافي في شرفة السرايا وحملته الضارية على المشاريع الاستعمارية والدفاع المشترك، ولو تفحصنا في حقيقة الأمر لاكتشفنا ان التظاهرات لم تكن ضد الدفاع المشترك بل كانت في الأساس من أجل المطالبة بتغيير أستاذ تدريس ديني مسلم وأستاذ تدريس ديني مسيحي في طرابلس ولم يكن للدفاع المشترك والمشاريع الاستعمارية موطئ قدم في هذا المجال واختلط الحابل بالنابل، وهذا يدل على الالتباس الحاصل في التقارير الأمنية، وإذا المحازب الشيوعي سهيل يموت يتقدم الى الأمام ويفتح اليافطة التي تقول يسقط الدفاع المشترك مع أن ذلك لم يكن في الحسبان.

والآتي من الأيام سينصف ريا الحسن ويقدم الى تاريخ لبنان وزيرة داخلية تشمر عن ساعديها لتقوم مقام الرجال.