تفاصيل الخبر

رسائل من بنشعي الى الرابية أبقت التباعد قائماً وزيارة فرنجية الى جونيه زادت الهوة اتساعاً!

11/03/2016
رسائل من بنشعي الى الرابية أبقت التباعد قائماً  وزيارة فرنجية الى جونيه زادت الهوة اتساعاً!

رسائل من بنشعي الى الرابية أبقت التباعد قائماً وزيارة فرنجية الى جونيه زادت الهوة اتساعاً!

 

ميشال-معوض لم تحقّق الجهود التي بُذلت على أكثر من صعيد لإعادة المياه الى مجاريها بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون ورئيس تيار <المردة> النائب سليمان فرنجية، أي نتائج إيجابية تؤدي الى لقاء بين الزعيمين المارونيين المرشحين لرئاسة الجمهورية منذ اللقاء اليتيم الذي جمعهما في الرابية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي ولم يحقق المرتجى. وبدا أنه كلما سُجل تقدّم ولو محدود، للوصول الى صيغة ما تؤكد أن الخلاف السياسي <لا يُفسِد في الودّ قضية>، تحدث تطورات تعيد العلاقة بين الرجلين الى نقطة الصفر، وإن كان القاسم المشترك بينهما هو الحرص على تحالف كل منهما مع حزب الله الذي يرتاح العماد عون لتأييده له، فيما يصرّ النائب فرنجية على عدم النزول الى ساحة النجمة والمشاركة مع نوابه في أي جلسة انتخابية لا يشارك فيها <الحلفاء> وهو يعني بدرجة أولى حزب الله.

ويؤكد متابعون لمسار العلاقة المضطربة بين <الجنرال> و<البيك الزغرتاوي> أن ثمة من ينقل كلاماً من بنشعي يزعج العماد عون و<يزيد الطين بلّة>، فيما لا تصدر عن الرابية أي إشارات يمكن أن <تريح> بنشعي أو ترفع منسوب الأمل لدى النائب فرنجية بإمكانية حصول تغيير ما في موقف العماد عون... وفي هذا السياق، يؤكد زوار بنشعي أن الموقف لا يزال هو نفسه لجهة الإصرار على المضي في الترشيح وعدم الانسحاب تحت أي ظرف كان <الى أن يقتنع <الجنرال> أن لا حظوظ له بالوصول الى بعبدا>، بالإضافة الى تأكيد متكرر للنائب فرنجية بأن ترشيح رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع للعماد عون ما كان ليحصل لولا ترشيح الرئيس سعد الحريري للنائب فرنجية، فضلاً عن تكراره بأن الثنائي عون - جعجع لا يختصر المسيحيين، ولا يمكن بالتالي فرضه على أحد.

 

فرنجية والتحالف مع الخازن!

 

إلا أن التطوّر الأبرز الذي <أزعج> العماد عون تمثل بالزيارة التي قام بها النائب فرنجية للوزير السابق فريد هيكل الخازن في عاصمة كسروان جونيه الأسبوع الماضي، والمواقف التي أطلقها <أبو طوني> على مسمع من حليفه الخازن الذي اشتهر بخلافه الدائم مع عون من السياسة الى الكسارات والمحافر ومعامل البحص.. فقد بدا واضحاً أن توقيت العشاء الذي أقامه الخازن على شرف <صديقه> النائب فرنجية لم يكن مصادفة، والكلام الذي قيل فيه على مسمع من الإعلاميين وغيرهم لم يكن هو الآخر على درجة من العفوية، خصوصاً في ضوء الإطار الذي وُضعت فيه الزيارة عموماً وتوقيتها خصوصاً.

وتقول مصادر معنية ان اختيار النائب فرنجية الحضور الى منطقة كسروان التي يمثلها العماد عون ونواب كتلته في مجلس النواب منذ العام 2005 يحمل في طياته رسائل واضحة من <الزعيم الزغرتاوي> الى حليفه السابق العماد عون، يمكن اختصارها بأن لا زعامة مارونية أحادية في كسروان، وأن حضور زعيم <المردة> فيها يكسر هذه الأحادية ويفسح في المجال أمام تحالفات خارج إطار دور العماد عون والشركاء في اللائحة. كذلك فإن الرسالة وُجّهت أيضاً الى القوات اللبنانية وزعيمها الدكتور سمير جعجع، وخلاصتها أنه في وجه تحالف عون - جعجع، فإن نواة تحالف يجمع فرنجية والوزير السابق الخازن بدأ يستعد للظهور، خصوصاً عندما قال فرنجية إن <الشيخ فريد> سيكون معه حيث يكون، واستطراداً فإن فرنجية يحجز للخازن موقعاً لما بعد الانتخابات الرئاسية من ضمن فريق عمله.. ووزرائه ربما! واعتبر المراقبون أنها المرة الأولى التي يحاول فرنجية التلميح فيها الى رؤيته لفريقه السياسي عموماً والمسيحي خصوصاً، بحيث يقترب من <المستقلين> وأصحاب <الحيثية العائلية>، وهذا ما كان سعى إليه من خلال تواصله مع الوزير بطرس حرب الذي بات يلتقي دورياً فرنجية شخصياً أو عبر موفدين من قبله لتنسيق المواقف السياسية من جهة، وقطع الطريق أمام أي محاولة ميشال-معوض-1<للاستفراد> أو <اختصار> الزعامة المارونية من جهة ثانية.

تحرّك ميشال معوض

والذين تتبّعوا ردود الفعل على عشاء الوزير السابق الخازن تكريماً للنائب فرنجية وقرينته، لاحظوا أن ردة فعل العماد عون السلبية لم تُعلن مباشرة بل تدريجياً، قبل أن تعود وتهدأ نسبياً بعد تحرّك <وسطاء الخير> الذين يريدون لعلاقة عون - فرنجية أن تستمر ولو اختلفا سياسياً. وفي هذا الإطار، برز التحرّك الذي يقوم به رئيس <حركة الاستقلال> السيد ميشال معوض الذي تنقّل الأسبوع الماضي بين الرابية وبنشعي في وساطة لم تتبلور بعد أسسها، وإن كانت رفعت شعار <حتمية الحوار> بين الزعيمين المارونيين، بدلاً من التباعد وإطلاق <الكلام الجارح> الذي يزيد الهوّة اتساعاً بين الرجلين مما يعقّد أي محاولة مستقبلية لإصلاح ما أفسدته الرئاسة بينهما. وفيما تتحدّث مصادر متابعة أن تحرّك معوض في اتجاه الرابية وبنشعي أوجد إطاراً معيناً لإمكان تحقيق <التفاهم على الحد الأدنى>، لا ترى مصادر أخرى أن الظروف باتت مؤاتية لإصلاح ذات البين بين الزعيمين، من دون أن يعني ذلك انقطاع الامل نهائياً، بل بالعكس، فإن استمرار السعي يمكن أن يحقق نتائج ولو محدودة، خصوصاً أن قيادات في حزب الله تعمل أيضاً على خط <المصالحة>...

وتوقعت مصادر مطلعة أن يكون للعماد عون <كلام آخر> في ذكرى 14 آذار لأنه من جهة لم يعد يرغب في السكوت وبات يميل الى <وضع النقاط على الحروف>، ولأنه من جهة ثانية يعتبر نفسه <الأب الروحي> لـ<ثورة الأرز> التي انطلقت في 14 آذار عام 2005، بعد شهر من اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه. وفي هذا السياق، ستكون نبرة عون <عالية> في مقاربة <العجز شبه الدائم> الذي حلّ بالمؤسسات الدستورية والإدارات الرسمية، إضافة الى منع وصوله الى قصر بعبدا في خطوة تعني بالنسبة إليه تعطيلاً للميثاق وليس لجلسات الانتخاب الرئاسية، لأن الحق الدستوري للنائب ألا يحضر الجلسة، إضافة الى حق الأكثرية النيابية المسيحية أن تختار رئيس الجمهورية، كما تختار الأكثرية الشيعية رئيس مجلس النواب، والأكثرية السنية رئيس مجلس الوزراء.. إلا أن التريث الذي فرض على العماد عون عـــــدم <بق البحصة> حتى الآن، مرده قناعته بأن الاستحقاق الرئاسي سيُحسم في النهايــــة لمصلحتـــــه، ومن غير المفيــــد في هذا المجال <حرق الأوراق>، وهو ينطلق مما قاله الرئيس سعد الحريري للوزير جبران باسيل في لقائهما الأخير بأن <لا فيتو> على العماد عون... ولتكن اللعبة ديموقراطية، وهو ما يردّده النائب فرنجية أيضاً في ما يُعرف بتمسكه بـ<Plan B> أو <الخطة ب>.