تفاصيل الخبر

رسائل أميركية إلى حزب الله.. و”بيلنغسلي“ ”ضيفاً ثقيلاً“ في لبنان!

26/09/2019
رسائل أميركية إلى حزب الله..  و”بيلنغسلي“ ”ضيفاً ثقيلاً“ في لبنان!

رسائل أميركية إلى حزب الله.. و”بيلنغسلي“ ”ضيفاً ثقيلاً“ في لبنان!

 

بقلم علي الحسيني

حط مساعد وزير الخزانة الاميركية لشؤون مكافحة تمويل الارهاب <مارشال بيلنغسلي> مطلع الاسبوع الحالي رحاله في لبنان، اتياً من بلاده وفي جعبته حزمة قرارات مغلفة بتهديدات واضحة لكل من يتعامل مع حزب الله، الأمر الذي يؤكد أن الولايات المتحدة الأميركية ماضية في سياسة الحصار المالي والاقتصادي التي تفرضها على كل من إيران و<الحزب> وهو أمر لا بد أن تكون له تبعات وإنعكاسات على المستوى اللبناني قد تظهر بأقرب وقت، خصوصاً في ظل السقوط المخيف الذي يشهده الإقتصاد الداخلي والذي يترافق مع الإستهداف الأميركي للقطاع المصرفي حيث يُحكى أن هناك مزيداً من المصارف قد تلقى المصير نفسه الذي لقيه مصرف <جمال تراست بنك>.

 

<بيلنغسلي> ينقل تهديدات بلاده إلى حزب الله!

 

لم يشأ <بيلنغسلي> الإدلاء بأي تصريح عقب لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة يوم الاثنين الماضي ولا حتى بعد زيارته رئيس الحكومة سعد الحريري في <بيت الوسط>، فقد قرر الزائر الأميركي في حينه ترك الأمور إلى مساء اليوم نفسه ليُخرج خلال مؤتمر صحفي ما في جعبته من رسائل ونصائح. لكن مصدراً لبنانياً كشف عبر الإعلام قبل المؤتمر الصحفي نوايا الرجل مؤكداً أن الولايات المتحدة ستعاقب أي فريق يقدم دعماً عينياً لحزب الله، سواء عبر الأسلحة أو المال أو أي وسائل مادية أخرى. ونقل المصدر اللبناني عن المسؤول الأميركي تأكيده أن العقوبات تستهدف إيران وأتباعها في المنطقة من دون المساس بالفرقاء التي تربطها مع حزب الله علاقة أو تعاون سياسي في لبنان.

وحدها السفارة الأميركية في لبنان كانت قد وضعت عناوين محدودة للزيارة حيث اصدرت بيانا عن زيارة <بيلنغسلي> جاء على الشكل الآتي:

<وصل اليوم إلى لبنان مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب <مارشال بيلنغسلي> في زيارة تستمر ليومين وتشمل لقاءات مع مجموعة واسعة من المسؤولين اللبنانيين. وسوف يلقي السيد <بيلنغسلي> الضوء خلال زيارته على الشراكة القوية بين الولايات المتحدة ولبنان وثقة الحكومة الأميركية، بشكل عام، بالقطاع المالي اللبناني. وخلال لقاءاته مع مسؤولين رسميين ومصرفيين، سيشجع السيد <بيلنغسلي> لبنان على اتخاذ الخطوات اللازمة للبقاء على مسافة من حزب الله وغيره من الجهات الخبيثة التي تحاول زعزعة استقرار لبنان ومؤسساته>.

 

<جمال تراست بنك>.. وأبعاد الزيارة!

وخلال لقائه صحافيين واعلاميين أوضح <بيلنغسلي> للحاضرين انه لم يأت الى لبنان بلائحة عقوبات أو أسماء مصارف أو أفراد كما أشيع، بل لمتابعة ملف <جمال تراست بنك> والتنسيق مع المسؤولين اللبنانيين حول كيفية التعامل مع ملف العقوبات على حزب الله. وادرج كل ما حكي عن أسماء مصارف مستهدفة قد تفرض عقوبات عليها قريباً ضمن الاخبار غير الصحيحة والشائعات، كما أكد التعاون المستمر للخزانة الاميركية مع الجهات اللبنانية ومصرف لبنان، <فيما يبقى الهدف الاساسي للإدارة الاميركية هو التضييق الكامل على حزب الله وإبعاده عن النظام المصرفي اللبناني والعالمي>. وتحدث عن أهمية العقوبات التي أثبتت نتائجها وحرمت الحزب أموالاً طائلة ما أدخله في أزمة مالية نتج عنها تراجع قدرته على تأمين الاموال اللازمة لتسيير أوضاعه، وتعمقت الازمة بعد فرض عقوبات على إيران.

وأضاف: إن حزب الله يهدد لبنان واللبنانيين والديموقراطية في البلاد، وله نشاطات إرهابية حول العالم، مكرراً ان الادارة الاميركية لا تسعى الى استهداف أي طائفة أو مذهب وتحديداً الطائفة الشيعية وإنما الهدف هو عزل حزب الله وحرمانه التمويل والموارد المالية لوقف أعماله الاجرامية والارهابية.

مصادر سياسية بارزة مقربة من حزب الله أكدت لـ>الافكار> أن أهداف الزيارة معروفة مُسبقاً، فهي تتعلق بشكل أساسي بمواصلة استهداف <الحزب> الذي يُعتبر الممر أو الباب الرئيسي لحركة المقاومة في المنطقة. من هنا ينبغي على المسؤولين اللبنانيين التعاطي بدقة متناهية مع طروحات <بيلنغسلي> ومطالبه ومواجهة الضغوطات التي سوف يُمارسها عليهم. وكنا جميعاً رأينا كيف طالت الاستهدافات الأميركية مسؤولين سياسيين في حزب الله، وذلك بهدف احداث شرخ بين المجتمع اللبناني أولاً، وبين الحكومة أو الدولة اللبنانية وحزب الله، وإلا ما معنى ان يتم تصنيف نواب ووزراء على لائحة الإرهاب؟ واعتبرت المصادر أن الإجراءات الأميركية ما هي إلا اعتداء على كل لبنان. وتساءلت: هل أصبحت الديمقراطية الأميركية تفترض وتفرض الاعتداءات على ديمقراطيات العالم؟ لذلك لا بد لمجلس النواب والحكومة اتخاذ موقف من العقوبات التي ستطال سيادة لبنان.

ارباك داخلي.. والعين على الحدود!

من المؤكد أن العقوبات المتواصلة التي تفرضها الولايات المتحدة على حزب الله أولاً، وعلى بعض المصارف ثانية، سوف تزيد من تأزيم الوضع الداخلي وسوف تُربك مُجدداً المشهد السياسي في لبنان الذي لم يتجاوز بعد الخلافات السياسية والأمنية والإقتصادية. من هنا يرى البعض أن عملية إدراج أميركا قياديين من <الحزب> على لوائحها الخاصة بالإرهاب ــ وهي المرة الأولى التي تضع نواباً في البرلمان ضمن هذا التصنيف ــ ما هي إلا مُقدمة لخطوة ما قد يكون لبنان في غنى عن تحمل تبعاتها.

وعلى الرغم من مرور أكثر من شهر على الخطوة الأميركية هذه، إلا أن مصادر أمنية كشفت لـ<الافكار> أنها انعكست بشكل سلبي على الأجواء الحدودية بين لبنان وإسرائيل، وهذه الأجواء ماضية حتى الآن مع ما تحمله من تشنجات واحتكاكات غير مباشرة، وبالطبع لن تكون عملية اختراق الضاحية الجنوبية بطائرات <الدرونز> ورد <الحزب> في العمق الإسرائيلي الأخيرة بل ستتبعها احتكاكات أخرى قد تحمل معها بوادر حرب جديدة.

وتضيف المصادر: اليوم تخشى قوات <اليونيفل> في جنوب لبنان من تطور الأمور بشكل دراماتيكي في ظل الشحن القائم، لذلك أتت زيارة المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان للشؤون الإنسانية <فيليب لازاريني> مطلع الاسبوع الحالي لرئيس مجلس النواب نبيه بري والتي تم التطرق خلالها إلى الوضع الأمني في الجنوب وتحديداً الأوضاع الحدودية. وفي السياق عينه، كشفت إذاعة الـ<بي بي سي> أن التهدئة القائمة اليوم على الحدود الإسرائيلية ــ اللبنانية لا تعني أن الاشتباكات الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله قد انتهت، فثمة دلائل على احتمال وقوع صراع كارثي. لكن بالطبع هذه ليست لعبة، و<القواعد> الموضوعة مؤقتة. فما يدور هنا هو حرب غير معلنة، وطرفاها ليسا حزب الله وإسرائيل فحسب، إنما هي بين إسرائيل وإيران من وراء حزب الله. ولفتت إلى أن هذه الحرب تمتد على جبهة كبيرة من لبنان وحتى العمق السوري، وقد تشمل أهدافاً عراقية قصفتها الضربات الإسرائيلية.

وقالت: إن إيران تسعى لتحقيق تقدم على ثلاث جبهات: الأولى هي أنها تريد استمرار خط إمدادات الصواريخ لحلفائها في المنطقة، والثانية أنها تساعد حزب الله على تطوير قدرات الصواريخ التي يملكها، والثالثة هي أنها تسعى للاستفادة من موقعها المؤثر، كداعم لنظام الأسد في سوريا وكلاعب عسكري في البلاد بغرض فتح جبهة جديدة ضد إسرائيل.

ملف العملاء.. هل يفتح الباب على بيئة حزب الله؟

 

تم الاسبوع الماضي إقحام حزب الله بملف العملاء بعد القاء القبض على العميل عامر الياس الفاخوري، فبعض الآراء وصفت مجيء الفاخوري بـ>الصفقة> بين الحزب <والتيار الوطني الحر>، بينما البعض الأخر رأى فيه مرحلة جديدة من التعاطي مع بيئة <المقاومة> عنوانها <عفا الله عما مضى> وربما كان الهدف منه احراج <الحزب> أمام جمهوره وبيئته في وقت لم تجف فيه بعد دماء أبناء هذه البيئة لا في جنوب لبنان وآخرها عدوان تموز، ولا في سوريا التي ما زلت حتى اليوم نقطة استنزاف لقادة ميدانيين وعسكريين وعناصر في حزب الله.

في هذا السياق اعتبر رفعت بدوي المستشار لرئيس الحكومة الأسبق سليم الحص في حديث صحفي ان ملف التعامل مع اسرائيل ليس جديداً، وان هناك مسؤولين اليوم كانوا عملاء خلال فترة الاحتلال الاسرائيلي في لبنان، كاشفاً ان هناك نائباً قواتياً اليوم كان مسؤولاً عسكريا على احد المعابر في الثمانينات في اوج التعاون بين القوات اللبنانية والعدو الاسرائيلي، وقد أوقفني على الحائط في حينه وكان يريد قتلي. وشدد بدوي على ان البيئة الحليفة للمقاومة كما الحاضنة يمكن ان تفرض عليها عقوبات، وقد تتوسع العقوبات الاميركية لتطال شخصيات سنية ومسيحية ودرزية قريبة من المقاومة، ولكن لا يمكن تأليب هذه البيئة على المقاومة وهي بيئة اسم على مسمى.

وإذ أكد ان هناك تقارير ترسل من مسؤولين لبنانيين للادارة الاميركية للتحريض على المقاومة وبعض الشخصيات القريبة منها، اوضح ان الامور لن تذهب بعيدا لان لا احد يريد ان ينهار لبنان، وحتى الولايات المتحدة التي تفرض العقوبات، في حين ان العقوبات على ايران لن تدفع طهران الى التفاوض مع واشنطن، فقد رسم المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي حدود التفاوض وهي رفع العقوبات وعودة واشنطن الى الاتفاق النووي، مشدداً على ان نسبة عودة الرئيس الاميركي <دونالد ترامب> الى الاتفاق مع ايران في حال جُددت ولايته هي أعلى من نسبة عودة <جو بايدن> الى الاتفاق في حال انتخابه رئيسا للولايات المتحدة.