تفاصيل الخبر

رجل التنمية الادارية الأول في العالم العربي في مجال النفط والغاز الدكتور فادي جواد: نأمل خيراً بالموافقة للبدء بأكبر مشروع وطني لتدريب الشباب اللبناني في مختلف المناطق للانخراط في العمل في قطاع النفط والغاز والصناعات المواكبة له!

20/09/2019
رجل التنمية الادارية الأول في العالم العربي في مجال النفط والغاز الدكتور فادي جواد: نأمل خيراً بالموافقة للبدء بأكبر مشروع وطني لتدريب الشباب اللبناني في مختلف المناطق للانخراط في العمل في قطاع النفط والغاز والصناعات المواكبة له!

رجل التنمية الادارية الأول في العالم العربي في مجال النفط والغاز الدكتور فادي جواد: نأمل خيراً بالموافقة للبدء بأكبر مشروع وطني لتدريب الشباب اللبناني في مختلف المناطق للانخراط في العمل في قطاع النفط والغاز والصناعات المواكبة له!

 

بقلم طوني بشارة

عصامي وشجاع يتمتع بإرادة صلبة، هاجر من لبنان بإمكانيات متواضعة وظروف صعبة بحثا عن الأمان وعمل شريف، مثابر وطموح، بعد سنوات من التعب استطاع ان يصبح شخصية بارزة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا مما مكنه من حجز مقعده الريادي بين اقوى 100 شخصية عربية.

 حمل لقب رجل التنمية الادارية الاول في العالم العربي في مجال النفط والغاز، اذ لا تهدأ حركته في ميادين المؤتمرات وتنشيط الاستثمارات، انه الدكتور فادي جواد المنحدر من جنوب لبنان والذي هاجر في اوائل التسعينات بحثا عن فرصة عمل ليبدأ حياته من الصفر بانياً أهم مؤسسة تدريب بترولية في العالم العربي <يوروتك> التي غطت اعمالها معظم دول المنطقة وبعض ارجاء القارة الافريقية.

جواد يروي لـ<الافكار> مسيرة نجاحه في دول مجلس التعاون الخليجي حيث كانت الكويت باب الانطلاق له في عالم الاعمال والنفط والغاز، وذلك في حديث شيق كانت بدايته:

ــ حدثنا عن ظروف هجرتك من لبنان؟

- في اوائل التسعينات وبعد خروج لبنان من حرب اهلية تركت بصماتها على جميع اللبنانيين وبالاخص شباب تلك المرحلة، حاولت جاهداً إصطياد فرصة البحث عن مستقبل في اي دولة تسمح لي ببناء نفسي وتحقيق طموحاتي، استحصلت على تأشيرة الى الكويت التي كانت في بداية سنوات ازالة اثار ما بعد الغزو واطفاء حرائق النفط، دخلت الكويت وكان لدي أمل كبير في المستقبل القادم وما يخبئه من فرص.

ــ حدثنا عن بدايات حياتك العملية والعلمية وبدايات الطريق في الكويت؟

- في هذه المرحلة كانت الكويت في طور الاعمار والتطوير، واكبتها عبر انتقالي في عدد من الوظائف في عدة مجالات، كما قمت بمغامرات تجارية في تجارة التجزئة باءت بالفشل، لكن اللبناني صبور وجلود ما ان تختفي فرصة حتى يخلق اخرى، وهنا أتذكر انه وفي ظل الازمة الاقتصادية التي ضربت المنطقة آنذاك أصبحت مجددا دون عمل. في تلك الفترة تعرفت على ميدان عمل جديد لم اكن مطلعا عليه وهو التداول في بورصة الكويت والبورصات العالمية، وفي يوم من ايام صيف 1998 راودتني فكرة تطوير مهارات المتعاملين والمتداولين في البورصة بأسلوب علمي وتقني يضاف الى خبراتهم العملية.

 من هنا كانت انطلاقة مسيرتي في تنمية الموارد البشرية، ومن ثم دخلت في مجال تطوير العاملين في شركات النفط والغاز في دول الخليج، وخلال هذه المرحلة اكملت دراستي في اختصاص الموارد البشرية.

ــ كيف أسست عملك الخاص خارج لبنان وما هي النشاطات التي تقوم بها شركتك الخاصة؟

- مرحلة التأسيس كانت من أجمل المراحل وأصعبها، كنت خارجاً من عدة محاولات فاشلة في العمل الوظيفي والعمل الخاص، وفجأة وخلال تعاملي مع المستثمرين والمتداولين في بورصة الكويت لاحظت أن عدداً منهم ينقصه التحليل الفني والتقني واصول التدوال، فراودتني فكرة <التدريب> حيث اذكر انني كنت آنذاك اول من ادرج التدريب الاستثماري وفكر التدريب ككل. لاقت التجربة تفاعلاً كبيراً من الصحافة وادارة البورصة الكويتية التي سخّرت امكانياتها لنجاحها. وفي فترة وجيزة لمست هجمة من الشركات المدرجة والشركات الاستثمارية لتنمية مهارات مدراء المحافظ والصناديق بعدة مواضيع طرحتها لاحقا لاقت اقبالاً متميزاً.

ومنها انطلقت فكرة تأسيس شركة <يوروتك> للتدريب وتنمية الموارد البشرية حيث كان هدفي هو الشركات والمؤسسات، ثم دخلت بالشركة في مجال النفط والغاز وتدريب الكوادر الفنية العاملة بها في الحقول والمصافي والإنتاج، واليوم تغطي <يوروتك> الاحتياجات التدريبية لجميع الشركات النفطية في منطقة الخليج مثل مؤسسة البترول الكويتية، قطر غاز، ارامكو، العمليات المشتركة في المناطق المقسومة، و<يوروتك> تعتبر اليوم من اهم الشركات المصنفة لدى كبريات شركات البترول العالمية.

ــ وما هو مفهوم النجاح بالنسبة لك؟

- النجاح خارج البلد تركيبته الأساسية هي: اولا التضحية مما يعني ان قضاء الأوقات مع الاهل والأصدقاء في الوطن والسفر للاجازة يجب ان يمحى من قاموس اولى سنوات التأسيس ويكون التركيز فقط على العمل، ثانياً الصبر لاسيما على الفشل الذي نتعرض له في اوائل سنوات العمل، ثالثا التحدي واقصد بذلك تحدي الظروف والهزائم والانكسارات والاحباطات وعدم العودة الى الوطن لأن العودة هي الفشل، فكل مغترب عليه ان يتحدى الواقع ويبحث اكثر ويجتهد للوصول الى اماكن لم تكن في الحسبان، رابعأ المثابرة وهي اهم عنصر اذ علينا ان نثابر على العمل ونبتعد عن الملل الناتج عن طول فترة الوصول للنجاح لأن المثابرة هي عنوان النجاح، واخيراً الاجتهاد والطموح المتواصلان، فالمجتهد والطموح هو من يصل للقمة والنائمون والكسالى هم من يبقون في اماكنهم.

ــ وما هي الصعوبات التي واجهتك خلال مسيرتك المهنية؟

- كأي مغترب لبناني في بداية عمله تكون الرؤية لديه غير واضحة بسبب قلة خبراته العملية والحياتية وخصوصا في عمر الشباب، اذ قصدت الكويت انذاك من دون أي وظيفة محددة، إجتهدت للحصول على اول وظيفة بالاتكال على نفسي وقبلت يومها باول راتب حوالى 600 دولار. نظراتي كانت على المستقبل الواعد في بلد يمتلك الكثير من الامكانيات والفرص، وللأمانة حضنتني الكويت كما حضنت الكثير من الشباب اللبناني الذي بنى فيها مستقبله ووصل لتحقيق طموحاته.

ــ ماذا اضفت للتدريب في العالم العربي؟

- لقد قمنا كشركة بثورة في عالم التدريب، وطورنا عبر البحث العملي والعلمي وتفعيل اليات العمل اسلوب التدريب ونقلناه من المدرسة التقليدية الى عصر الثورة الصناعية الرابعة وادواته، وكنت اول من ادخل التدريب من خلال اجهزة وتطبيقات محاكاة Simulation Training Programs في جميع المواضيع التدريبية من الاداري الى الفني. كذلك صرفنا ميزانيات ضخمة على التدريب عبر العالم الافتراضي Virtual Reality في دورات باللغة العربية بالاضافة الى استحداث اليات تدريبية يكون العائد منها على المتدرب من الشركات البترولية او اي جهة اخرى اعلى بكثير، وصل الى 80% حيث كان سابقاً حوالى 20% واعني بذلك درجة الاستفادة وتطبيق ما تدرب عليه لدى عودته للعمل.

كما قمت بثورة اخيرة حيث دفعت ادارة <البحوث والتطوير> في الشركة لاستحداث 3 اساليب تدريبية لم تعهدها صناعة التدريب في العالم العربي وهي Simulation، Gamification، Comics، ونعمل حاليا على مشروع ضخم لم يحدث مثله سابقاً.

الخبرة في مجال النفط!

 

ــ هل سيستفيد لبنان من خبراتكم في هذا المجال وخصوصا خبرتكم الطويلة في مجال النفط والغاز؟

- للأمانة تقدمت بمشروع إقامة اول مركز تدريبي في لبنان للنفط والغاز لما نملك من خبرة تصل الى 20 سنة مع اهم الشركات البترولية التي دربنا لديها حوالى 200،000 موظف خلال العقدين الماضيين، وما زال مشروع مذكرة التفاهم لدى وزيرة الطاقة اللبنانية منذ شهر اذار الماضي بدون اي اشارة من قبلهم على القبول او الرفض، ونتأمل خيراً بالموافقة للبدء بأكبر مشروع وطني لتدريب الشباب اللبناني في مختلف المناطق للانخراط في العمل في قطاع النفط والغاز والصناعات المواكبة له مثل البتروكيماويات والخدمات البترولية على مختلف انواعها.

كما لدينا تصور للجيل القديم من موظفي الدولة لإدخاله مع تطورات الثورة الصناعية الرابعة تطبيقا لتقرير البنك الدولي <تقرير ممارسة انشطة الاعمال 2019> وكان تحت عنوان <التدريب من اجل الاصلاح> وهو من ضمن الاصلاحات الضرورية التي يجب ان تعالجها الحكومة، وهي معالجة سريعة لشريحة كبيرة من قدامى الموظفين الموجودين على رأس عملهم وذلك عبر تدريبهم على مواكبة المستقبل لضمان استمرارية انتاجهم ورفع قدراتهم الوظيفية ضماناً للبقاء في وظائفهم!

ــ تشارك في عدد من المبادرات الاجتماعية في مختلف المناطق، على اي اساس تختارها؟

- انا مع مبدأ <اذا كنت تمتلك خبرة ومعرفة عليك بمشاركتها مع الاخرين حيث انها ليست ملكك>، وعلى هذا الاساس قام عدد من المؤسسات الدولية الاجتماعية والانمائية بدعوتي لمشاركة تجربتي مع جيل الطلاب والشباب، وقمت بتقديم عدد من الندوات في الشمال والجنوب لتوجيه الشباب وتشجيعهم واطلاعهم على ريادة الاعمال واهميتها، كما اقوم دائما بإلقاء الضوء على مستقبل التخصصات المقبلة لمساعدتهم على حسن الاختيار في تخصصاتهم العلمية بناء على الاتجاهات العالمية او احتياجات المناطق التي يعيشون فيها.

ــ وما هي الجوائز التي حزت عليها لاسيما اختيارك ضمن ١٠٠ شخصية عربية هذه السنة والسنة الماضية؟

- لقد لفتت رحلتي في العمل من الصفر عدداً من المؤسسات العالمية والصحافة وخصوصا في مجال رائد مثل تطوير الموارد البشرية وبتوفيق من الله نلت العديد من الجوائز: جائزة التنمية والابداع البشري بالكويت في العام 2009، جائزة رائد اعمال قطاع تنمية الموارد البشرية لعام 2014 من مجلة <Entrepreneur> الاميركية، جائزة World Leader Person لعام 2014 من الاتحاد العالمي للاعمال WORLDCOB، وتقدير خاص من جائزة الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم للاعمال والابداع في دبي، كما حصلت على عدد من الجوائز المحلية في ريادة الاعمال حتى تم اختياري من اهم المؤثرين واقوى الشخصيات العربية كل في مجال عمله عبر اللائحة السنوية الاكثر شهرة التي تصدر من الشركة البريطانية ITP عبر مجلتها <ارابيان بزنس> لعامين متتاليين 2018 و2019 وهي اهم لائحة تصدر في المنطقة لاختيار رجال الاعمال العرب منذ اكثر من 25 سنة، بالاضافة الى اختياري من لبنان للحصول على دكتواره فخرية تقديرا لمسيرة الـ20 سنة التي قضيتها في تنمية الموراد البشرية العربية وتطوير مهاراتها.

واقع المرأة ورسالة الى الشباب!

ــ هل تعتقد أن المراة قادرة على إثبات ذاتها في مجال ريادة الأعمال؟

- بالتأكيد حيث لا ينقصها أي شيء فهي تمتلك القدرة والمعرفة، كما انها مثابرة اكثر من الرجال في اعطاء عملها الوقت والطاقة مثلما تعطي الوقت لطفلها، وهذا من منطلق غريزة الاهتمام الاقوى التي لديها كأنثى، ولكن حتى الان لم تأخذ المرأة حقها في عالم المال والاعمال في العالم العربي، واتمنى ان اراها تقتحم مجالات اقتصادية جديدة لم نعهدها فيها.

ــ ما هي النصائح التي تقدمها لرواد ورجال الاعمال؟

- عليهم التركيز في بداية عملهم والبحث عن الافكار الجديدة، والابتعاد عن فكر المؤسس الواحد حيث ان الشركات الاستثمارية لا تمول الشركات الناشئة القائمة على العمل الفردي بل تفضل العمل الجماعي المضمون استثماريا ويفشل Funding Round في هذه الحالة، وأي رائد اعمال عليه التضحية مثلما فعل رواد الاعمال في بدايتهم مثل <بيل غيتس> و<ستيف جوبس> والرئيس رفيق الحريري حيث ان بعضهم بدأ من كراجات منازلهم والكثيرين منهم اهملوا حياتهم الاجتماعية من اجل التركيز على نجاح ما يعملون عليه.

ــ هل من أمور معينة تشتاق اليها؟ بمعنى آخر هل ان ضغوط العمل ابعدتك عن حياتك الاجتماعية؟

- لم اواكب فترة نمو اولادي ولم اتواجد بشكل دائم بسبب سفري المستمر في رحلات عمل، كما ان الكثير من الامور الاجتماعية لم أكن قادراً على تلبيتها بسبب المتابعة الدائمة للعمل والتواجد المستمر على رأس العمل، فرائد الاعمال الملتزم يكون العمل على رأس اولوياته.

ــ وما هي رسالتك للشباب اللبناني؟

- لا شك ان ما يعاني منه من بطالة وصلت الى 36% هي احلك مرحلة يمر بها شباب هذا الوطن، وادعوه للتسلح بما يلائم الثورة الصناعية الرابعة وهي الثورة التكنولوجية وان يطلع اكثر على الاحداث حوله في المنطقة والعالم والى تحديث ثقافته ومعلوماته ليكون جاهزاً لاقتناص اول فرصة تأتيه وان يعمل على نفسه اكثر كما ادعوه للتسلح بالخبرة العملية منذ مقاعد الدراسة وخلال العطل ليكون مؤهلاً اكثر لاستيعاب احتياجات اسواق العمل الفعلية.