لو لم يكن هناك مرشح رئاسي ينافس المشير عبد الفتاح السيسي في انتخابات الرئاسة المصرية يوم 26 و27 أيار (مايو) الجاري، لوجب إيجاده حتى تكتمل أصول اللعبة الديموقراطية، ولا يقال في جبهة الخصوم، وأولهم الاخوان المسلمون، ان المشير السيسي فاز في انتخابات غير ديموقراطية، والمنافس للمشير السيسي هو القيادي الناصري حمدين صباحي، الذي نال في انتخابات الرئاسة السابقة، في وجه محمد مرسي، أعلى الأصوات في محافظة الاسكندرية.
وكما الحديث عن المشير السيسي مهم، كذلك الحال مع حمدين صباحي الذي أوكل الى السفير معصوم مرزوق مهمة المتحدث الرسمي باسم حملته الانتخابية..
وفي حوار مع جريدة <الأهرام> قال السفير مرزوق ان صداقته لحمدين صباحي ترقى الى أربعين سنة، منذ أن كان هذا السفير ضابطاً في القوات المسلحة ومنها انتقل في أواخر السبعينات الى العمل في وزارة الخارجية، وتدرج في المراتب حتى أصبح برتبة سفير. وعن الحملة الانتخابية للصباحي قال انها حملة قوامها الشباب وان مدير الحملة شاب يدعى حسام مؤنس وعمره لا يتجاوز 32 سنة، ومرزوق يتلقى التعليمات وينفذها، وان حملته تتمتع بدرجة كبيرة من الاحتراف والثقة.
ومما قاله السفير مرزوق أيضاً إن حمدين صباحي لا يستطيع العمل الآن إلا من خلال فريق، وهذه الرغبة انعكست على أسلوب العمل وطريقة التشكيل، بحيث لا يتخذ القرار إلا بعد استطلاع الآراء، وفي أحيان كثيرة تجري الآراء عكس ما هو رأي صباحي، وبذلك تأتي صناعة القرار بشكل ديموقراطي.
صباحي بداية لم يرد الترشح!
وسأله المحرران اسماعيل جمعة وسامح لاشين عن الأسباب التي دفعت حمدين صباحي الى الترشح لكرسي الرئاسة، فجاء جوابه يقول:
<إن حمدين أول من أبدى رغبته بدخول الانتخابات الرئاسية في الوقت الذي كان مقرراً فيه اسم المشير السيسي كمرشح أيضاً. ولحسم القضية وجدنا أنه لا يصح ولا يجوز بعد ثورة 25 يناير و30 يونيو أن يبقى منصب الرئاسة معلقاً، والشعب في حالة انتظار لترشح شخص ما، فلا يصح وطن بهذا التاريخ العريق أن يبقى رهينة لرغبة شخص واحد فقط!.
وأذاع السفير مرزوق معلومة عن حمدين صباحي هي أنه لفترة من الفترات كان عازفاً عن فكرة الترشح، وآخر اجتماع لمجلس الأمناء هو الذي حسم الموقف بموافقة الجميع ما عدا المخرج خالد يوسف أحد أعضاء لجنة الخمسين برئاسة عمرو موسى، حيث أبدى تأييده الكامل للمشير السيسي وانضمامه الى حملته، وكانت الأجواء في منتهى الاحترام.
صباحي وحملات التشويه
وقال السفير مرزوق ان حمدين صباحي ورجال حملته الانتخابية يتعرضون لحملات تشويه مبرمجة من جانب تحالف غير مقدس لأصحاب المصالح الذين يدركون تماماً أن وصول صباحي الى سدة الحكم سيقضي على نفوذهم، وأن أنصار حسني مبارك من نواب سابقين في مجلس الشعب دفعوا أنصارهم الى تمزيق توكيلات حمدين صباحي، لاستعداء الاخوان، وبالتالي، والكلام للسفير مرزوق: نحن دائماً في مرمى نيران التشويه المستمر، ولكن شعبنا ذكي ولن يخضع للمطبلين والمزمرين، وانتخابات الرئاسة ليست محسومة وحمدين صباحي يكتسب يوماً بعد يوم أرضية جديدة في الشارع وبين الأحزاب السياسية.
أمــــا الرجـــــل الأول في المعــــركة فهــــو المشـــــير عبد الفتاح السيسي الذي حل في التاسعة من مساء الثلاثاء الماضي ضيفاً على قناتي <سي بي أس> و<اون تي في>، حيث حاورته الإعلامية لميس الحديدي زوجة الإعلامي عمرو أديب، وإبراهيم عيسى ضمن برنامج <مصر ستنتخب رئيس>.
ويعتبر هذا اللقاء أول ظهور تلفزيوني للمرشح السيسي بعد إعلان برنامجه الانتخابي، حيث عرض أفكاره وطموحاته ومنها أن الجيش سيكون بعيداً عن السلطة، وأن لا مكان للاخوان المسلمين في سياسة مصر بعد الآن، وكرر عبارة <كدة> غير مرة.
يبقى أن نشير الى أن برنامج مقابلتي المشير على الـ <سي بي أس> و<أون تي في> قد رفع قيمة الدقيقة الإعلانية الواحدة الى 300 ألف جنيه مصري، أي ما يعادل 45 ألف دولار!
وقد أعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية برئاسة المستشار أنور العاصي أن لكل من المرشحين الاثنين الحق في الحملات الدعائية وطرح برنامجهما الانتخابي بين وسائل الاعلام أو من خلال المؤتمرات والاجتماعات المحدودة والعامة، ونشر وتوزيع مواد الدعاية الانتخابية ووضع الملصقات واللافتات الدعائية الانتخابية الى يوم 23 مايو (أيار) الحالي، أي قبل ثلاثة أيام من موعد الاستحقاق الانتخابي، تليها 48 ساعة من الصمت الانتخابي.
ومن ضوابط الدعاية الانتخابية وفقاً لقرارات اللجنة وقانون الانتخابات الرئاسية، حظر التعرض لحرمة الحياة الخاصة لأي من المرشحين وكذلك تهديد الوحدة الوطنية أو استخدام الشعارات الدينية أو تلك التي تدعو الى التمييز بين المواطنين، وحظر استخدام العنف أو التهديد أو تقديم هدايا وتبرعات أو مساعدات نقدية أو عينية وتقديمها بصورة مباشرة أو غير مباشرة.