تفاصيل الخبر

  ”رغبة“ ”هولاند“ في زيارة لبنان الشهر المقبل رهن مداولات نيويورك وضمانات لـ”انتقال مفيد“!

18/09/2015
   ”رغبة“ ”هولاند“ في زيارة لبنان الشهر المقبل رهن مداولات نيويورك وضمانات لـ”انتقال مفيد“!

  ”رغبة“ ”هولاند“ في زيارة لبنان الشهر المقبل رهن مداولات نيويورك وضمانات لـ”انتقال مفيد“!

 

الراعي-هولاند لم يستطع السفير الفرنسي <المعتمد> في لبنان <إيمانويل بون> لدى عودته بداية الأسبوع الماضي الى بيروت، من الجزم أمام من التقاهم بُعيد استئنافه زياراته التقليدية للمسؤولين والسياسيين، بأن الزيارة التي أعلن الرئيس الفرنسي <فرنسوا هولاند> عن رغبته للقيام بها الشهر المقبل لبيروت، ستتم بشكل نهائي أم أنها رغبة أبداها الرئيس <هولاند> لا تزال تحتاج الى تحضير وتمهيد ورصد ردود الفعل عليها. لكن ما أكده السفير <بون> أمام مستقبليه أن الرغبة الرئاسية <جدية> وأنه عاد الى بيروت قبل الموعد المحدد لذلك، كي يباشر رصد ردود الفعل اللبنانية على رغبة الرئيس <هولاند> التي أبداها على هامش افتتاحه لـ<المؤتمر الدولي لحماية الأقليات الدينية والعرقية في الشرق الأوسط> الذي عقد في العاصمة الفرنسية بمشاركة شخصيات مسيحية وإسلامية من دول عدة بينها لبنان الذي تمثل بوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل. علماً أن الرئيس الفرنسي أشار الى أن زيارته ستشمل تفقده للاجئين السوريين داخل أحد مخيماتهم في لبنان، وذلك بهدف الاطلاع على أوضاعهم وإظهار تعاطف الشعب الفرنسي معهم.

 

شرط <الانتقال المفيد>

 

وتقول مصادر ديبلوماسية معنية انه من السابق لأوانه التأكيد على أن الزيارة الرئاسية الفرنسية ستتم في أوائل تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، كما أشار الرئيس <هولاند> في باريس، لأن مثل هذه الزيارة تحتاج الى تحضير دقيق كي تكون مثمرة في الحد الأدنى، لا أن تكون مجرد <استعراض> إعلامي، لاسيما وأن الملف الرئاسي اللبناني لم يحسم بعد ولا توجد مؤشرات عن حسم قريب، وملف النازحين السوريين سيبقى مفتوحاً حتى إشعار آخر، طالما استمرت الحرب مشتعلة في سوريا. لذلك - تضيف المصادر - استعمل الرئيس <هولاند> في كلامه عن الزيارة عبارة شرطية إذ قال بضرورة أن يكون الانتقال الى لبنان <مفيداً>. وبناء عليه - تضيف المصادر - ان المشاورات التي ستجرى في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة والتي سيشارك فيها الرئيس <هولاند>، ولاسيما خلال اجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان، واللقاء الذي سيجمع الرئيس مع نظيره الإيراني الشيخ حسن روحاني، ستحدد الموقف النهائي للرئيس <هولاند> الذي يرغب في أن يحمل الى اللبنانيين <هدية> سياسية في ما خص الاستحقاق الرئاسي، طالما أنه غير قادر أن يحمل الى السوريين النازحين إلا عبارات الدعم وكمية من المساعدات العينية، إضافة الى وعد بـ<تسهيل> انتقال مجموعات منهم الى الدول الأوروبية وفي مقدمها فرنسا.

وتؤكد المصادر نفسها أن باريس عازمة على الدخول على خط حل الازمة الرئاسية اللبنانية، وأن الرئيس <هولاند> سبق له أن عبّر عن هذا العزم، إلا أن الدخول الفرنسي وحده لا يكفي إذا لم تتضامن معه جهود دول كبرى إقليمية قادرة على المساهمة في حل متكامل ومضمون، في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية والسعودية وإيران، في وقت لا تزال العلاقات السعودية - الايرانية متوترة جداً، والتحرك الأميركي صوب لبنان والمنطقة لا يزال ينتظر <مسار> الاتفاق النووي الذي سوف يشق طريقه في الكونغرس الأميركي من دون عوائق. من هنا - تضيف المصادر - فإن الملف الرئاسي اللبناني يشكل بالنسبة الى باريس أولوية، في حين يأتي في درجات أدنى بالنسبة الى أجندة الاهتمامات الاميركية والسعودية والإيرانية، ما يعني أن أي خطوة فرنسية في هذا الصدد ستكون ناقصة وهو ما لا يريده الفريق اللصيق بالرئيس <هولاند> والذي يشكل السفير الفرنسي في بيروت <ايمانويل بون> أحد أركانه. من هنا يأتي <الحذر> من التسرع في الزيارة الرئاسية للبنان قبل أن يتأمّن لها الحد الأدنى من النتائج، لاسيما وأن فور إعلان <هولاند> عن رغبته، بدأت ترد الى قصر <الإليزيه> تقارير عن التساؤلات التي طُرحت في بيروت عن جدوى الزيارة التي لم تحمل جديداً بالنسبة الى الاستحقاق الرئاسي، خصوصاً أن <هولاند> <يُخاطر> في المجيء الى بلدٍ لا رئيس جمهورية فيه يستقبله ويعقد معه محادثات ومؤتمراً صحافياً مشتركاً، كما سبق أن حصل لدى زيارته الأولى لبيروت في عهد الرئيس السابق ميشال سليمان. وثمة من يرى أن عدم حصول أي تقدم في الملف الرئاسي يسبق أو يرافق أو يلي زيارة <هولاند>، يعتبر صدمة للدور الرئاسي الفرنسي الذي سيبدو في مظهر <العاجز>، وهذا ما لا يريده <هولاند> وفريق عمله اللصيق.

زيارة بين استحقاقين سعودي وإيراني

وفي معلومات <الأفكار> أن ثمة اعتبارات أخرى تساهم في عدم حسم حصول الزيارة في التوقيت المعلن (أوائل تشرين الأول/ اكتوبر) منها وجود موعدين مهمين على أجندة الديبلوماسية الفرنسية الشهر المقبل: الأول يتمثل بانعقاد الاجتماع الثاني للجنة العليا الفرنسية - السعودية في الرياض والتي يرئسها من الجانب الفرنسي وزير الخارجية <لوران فابيوس> ومن الجانب السعودي ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ايمانويل-بونوسط معلومات تتحدث عن إمكان حضور رئيس الوزراء الفرنسي <مانويل فالس> هذا الاجتماع على رأس وفد وزاري كبير. أما الموعد الثاني، فهو يتعلق بالزيارة المرتقبة للرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني للعاصمة الفرنسية تلبية للدعوة التي كان قد وجهها إليه الرئيس <هولاند> وحملها الى طهران الوزير <فابيوس>، وثمة من يقول ان الملف اللبناني سيأخذ حيزاً من البحث في الحدثين السعودي - الفرنسي، والإيراني - الفرنسي، لاسيما لجهة محاولة الرئيس هولاند <إذابة> الجليد القائم بين طهران والرياض وانعكاس ذلك على الملف اللبناني الذي يتأثر سلباً أو إيجاباً بالحوار السعودي - الايراني الموعود والذي يعمل الفرنسيون كي يبدأ بين الطرفين. من هنا، تضيف المعلومات المتوافرة لـ<الأفكار>، فإن فريق العمل اللصيق للرئيس هولاند <نصح> بانتظار حصيلة هذه اللقاءات سواء في نيويورك الشهر الجاري أو في باريس والرياض الشهر المقبل، ليبنى على الشيء مقتضاه لضمان كون الطريق <مسهّلة> أمام التحرك الرئاسي الفرنسي الذي سيحمل مساره الى اللبنانيين في الزيارة المرتقبة.

وتسجل مصادر سياسية بأن زيارة <هولاند> - اذا تمت في موعدها المعلن ميدانياً - ستجد من يصوّب عليها سهام النقد على أساس أن الرئيس الفرنسي تعامل خلال وجوده في بيروت مع واقع <شاذ> يتمثل بعدم وجود رئيس للجمهورية، وتولي الحكومة صلاحياته، واضطراره استطراداً الى عقد محادثات مع رئيس الحكومة ومع رئيس مجلس النواب، ما يشكل <ضربة> قوية لـ<التوازن> الذي قام عليه لبنان منذ الاستقلال بدعم فرنسي مباشر، فضلاً عن أن رئيس الجمهورية الفرنسية سيحضر الى لبنان ويستقبله سفير بلاده الذي لم يقدم أوراق اعتماده الى رئيس الجمهورية بسبب الشغور، فضلاً عن إشكالات ديبلوماسية وبروتوكولية بدأ يتحسب لها المعنيون بتفاصيل الزيارة. أما في الشق المتعلق بزيارة مخيم للنازحين السوريين في لبنان، فإن ثمة من قال على مسمع من السفير الفرنسي <بون> ان الرئيس <هولاند> في إمكانه أن يلتقي مجموعات من النازحين السوريين في وقت قريب إذا سمحت السلطات الفرنسية بدخول هؤلاء النازحين الى أراضيها وأزالت التحفظات التي صدرت عن بعض المسؤولين والسياسيين الفرنسيين حيال الانفتاح الأوروبي المستجد على مسألة النازحين السوريين.

في أي حال، سواء تمت زيارة <هولاند> في موعدها المعلن أم تأجلت الى موعد آخر ريثما <تنضج> العوامل التي تكفل نجاحها، فإن الواضح أن مهمة السفير <بون> في جعل زيارة رئيسه <ناجحة ومفيدة للبنانيين وللعلاقة بين البلدين>، لن تكون سهلة لاضطراره الى <دوزنة> تقاسيم الزيارة وفق حسابات السياسيين اللبنانيين الذين بدأوا منذ الأسبوع الماضي <حجز> مواعيد لهم مع الرئيس الضيف ليسمعوه <رؤيتهم> الى الحل، وبعضهم كي <يزكي> هذا المرشح الرئاسي أو ذاك، والبعض الثالث ليضمن مقعداً وزارياً أو نيابياً بدعم من <امنا الحنون>.. أما القوة الأخرى فستكون من خلال لقاء <هولاند> مع القيادات الروحية لاسيما وان التقليد يقضي بأن يزور الرئيس الفرنسي خلال وجوده في لبنان الصرح البطريركي الماروني في بكركي، وثمة من بدأ يفكر في جمع القادة الروحيين في مكان واحد تفادياً للإحراج والحساسيات، وهي مهمة لن تكون سهلة لاسيما وأن قصر بعبدا الذي يمكن أن يستضيفه هذا اللقاء، مقفل لغياب <سيد القصر>!