تفاصيل الخبر

ربيع بيروت في شبابهــا والمــرأة نصـف المجـتمــع

06/05/2016
ربيع بيروت في شبابهــا والمــرأة نصـف المجـتمــع

ربيع بيروت في شبابهــا والمــرأة نصـف المجـتمــع

 

بقلم عبير انطون

Ibrahim-Mneimneh

وُلدت لائحة <بيروت مدينتي> من لقاء عفوي بين شباب وشابات في قهوة. لا ينتمون الى جهات ولا الى احزاب، اختصاصيون كل في مجاله، يجمعهم <تراكم القرف> من وضع سيئ الى اسوأ، ويتزودون بالحماسة والتفكير العلمي والخبرة. من الجيد ان يُمنحوا الفرصة بلائحة كاملة كما يتمنون، ذلك انه في حال فوزها ستكون بداية لتغيير مهم في ذهنية متجذرة تحكمها العائلات و<الطرابيش> والمحادل والاحزاب. السيدات يشكلن نصف اللائحة، وهنا تحول شعار <نصف المجتمع> الى <واقع ترشيحي>، وهذه نقطة انطلاق اساسية. قد يعتبر البعض أن فشل الحراك المدني مؤخرا يجعل الناس تتساءل حول جدوى المحاولات، لكن الفرق كبير، فهنا خطة مدروسة شكلاً ومضموناً واسماء.. فمن هي <بيروت مدينتي> التي تضم اسمين معروفين من عالم الفن والموسيقى نادين لبكي واحمد قعبور؟ كيف يمكنها المنافسة للائحة تآلفية بين الاحزاب يرئسها رئيس مجلس ادارة <سوليدير> المهندس جمال عيتاني وتضم ايضا نخبا من الاختصاصيين والخبراء؟ وأين ستكون قيمتها المضافة عن اللوائح الاخرى والمستقلين؟

برنامج.. وتشجيع

 

ما ان أُعلنت لائحة <بيروت مدينتي> من من ساحة عين المريسة على كورنيش البحر حتى توجهت السهام التقليدية اليها من تمويل من رجل الاعمال هذا او ذاك.. اللائحة التي دعمها رئيس <اللقاء الديمقراطي> النائب وليد جنبلاط معتبراً اياها تمثل التحدي الكبير في ان يكسر المواطن البيروتي حاجز الأحزاب من اجل صالح <مدينة بيروت>، رأى فيها الوزير والنائب السابق بهيج طبارة <فسحة أمل>، اما رئيس جهاز الاعلام والتواصل في القوات اللبنانية ملحم رياشي فقد اعلن عبر برنامج <نهاركم سعيد> عبر <المؤسسة اللبنانية للارسال> انه لو كان يصوت في بيروت لكان استأذن الحزب وصوت لـ<بيروت مدينتي>.

 اعلنت <بيروت مدينتي> حملتها. يتلخّص برنامجها الانتخابي بعشر نقاطٍ أساسية. أولى هذه النقاط هي وضع خطّة للسكن تسعى إلى ملاءمة كلفة السكن مع قدرات أهل المدينة، العمل على تحقيق الإنماء الإقتصادي والاجتماعي من خلال تأمين بيئة مناسبة لريادة الأعمال المحلية، الحفاظ على الصحة والسلامة العامة التي تتمثّل بتوفير مياه نظيفة، تقديم نظام إضاءة متكامل يضمن سلامة الشوارع، المحافظة على الحيّز العام والمساحات الخضراء، تأمين خدمات ومرافق مجتمعية مشتركة (كالمكتبات والحدائق العامة)، تكريس مبادئ البيئة المستدامة، ومن أهمّ القضايا التي يعالجها البرنامج هي إدارة النفايات الصلبة، وتطوير خطة للحركة والنقل المشترك تهدف إلى تقليص حركة التنقل المعتمدة على السيارات الخاصة إلى 45 بالمئة، اما النقطة العاشرة فهي الحوكمة الصالحة والتي تتمثّل بتحسين الهيكل التنظيمي للجهاز البلدي نفسه لزيادة فعاليته وإمكانياته.

Tarek-Ammarمنيمنة.. نحن البديل

<الافكار> توقفت مع بعض المرشحين من اللائحة حول اسباب خوضهم المعركة لمدينتهم، وكانت البداية مع المرشح للرئاسة ونائبه.

ابراهيم منيمنة رئيس لائحة <بيروت مدينتي> مهندس معماري حاز <ماجستير> في التصميم المدني من الجامعة الاميركية واجازة في الهندسة المعمارية من الجامعة العربية، وقد ساهم في العديد من الدراسات حول احياء بيروت وتصميم المجاورة السكنية. عمل في شركات هندسية دولية فصمم وادار مشاريع عديدة في الشرق الاوسط، وهو اختصاصي حائز على شهادة الريادة في تصميم المنشآت ذات الاستخدام الاوفر للطاقة للحفاظ على البيئة. اختياره رئيسا للائحة لم يكن صعبا، فالبلدية بحاجة الى مهندس له خبرته في المجال، ووضعه الطائفي كسني بيروتي يلاقي العرف المتبع في ذلك.

 

 شرح منيمنة اسباب ترشحه لبلدية بيروت:

  

 المدينة تستحق مجلساً مؤلفاً من الكفاءات المتكاملة المطلوبة لوقف المنحى الانتحاري للمدينة، على أن يحمل مشروعاً تعمل كلّ مكوّناته لتنفيذه وإنجاحه، وأن يعتبر نفسه مسؤولاً عن الناس وعن حاجاتهم وحقوقهم، وألا يغلّب المصالح الخاصة الضيقة على المصلحة العامة البيروتية، ولذلك وُجدت لائحة <بيروت مدينتي>. انطلقت حملتنا في اطار التغيير أكان في نوعية الاشخاص أو النهج أو البرنامج، ونملك رؤية مشتركة موحدة للعمل البلدي أو الانمائي، متوقعا أن يكون هناك تجاوب كبير من الناس لأنها تتفاعل مع منهجنا وطرحنا.

عمار: مهجرو بيروت..

 

من ناحيته تحدث طارق عمار المرشح لنيابة الرئاسة عن اسبابه للترشح. عمار، الحاصل على <ماجيستير> وشهادة في ادارة الاعمال من الجامعة الاميركية في بيروت، هو الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة <بحوث واستشارات> منذ العام 2002، وكان قد اطلق حملة وطنية بعنوان <لبنان في القلب> من اجل الترويج للبنان كوجهة سياحية.

يقول عمار بعد سؤالنا له عن العوائق التي تقف في وجه انتخابهم او العراقيل التي يمكن ان يواجهوها في حال فوزهم: في حال فوزنا وهذا ما نتمناه، لا اعتقد اننا سنواجه عقبات لا يمكن تذليلها، لاننا نكون قد وصلنا بأصوات الناس وعندما يقف الناس الى جانبنا نكون الاقوى ولا يمكن لاي كان ان يقف في وجهنا. نحن نطرح برنامجا واضحا، وستكون الشفافية اساسا في القرارات والمشاريع، والمناقصات ستُنشر على العلن ونشرك الجميع بها. المستفيدون من المحاصصات هم حلقة ضيقة، اما المريدون للمصلحة العامة فهم كثر، وهناك في البلدية الحالية موظفون كفوءون الا ان <التفاحة الفاسدة تعدي غيرها> كما يقول المثل اللبناني Nadine-Labakiالعامي.

وحول حظوظ فوزهم يقول عمار: نحن نعمل لنفوز، والخطة اعددناها بشكل متكامل لتطال كافة المرافق الحيوية للمدينة وأهلها. الحملة مدروسة منذ انطلاقتها بشكل يؤمن افضل الفرص للفوز بالاصوات ولا يمكنني ان انكر تفاجأنا بردة الفعل على الارض التي فاقت توقعاتنا، وما على هذا الحماس الا ان يُترجم انتخاباً يوم 8 ايار/ مايو. كل صوت، مهم لنا لذلك ندعو المؤمنين ببرنامجنا الى عدم التقاعس. الغالبية معنا، الا ان هذه الغالبية لا تصوت عادة، لاعتماد الاعوام السابقة على اللائحة الواحدة، ومن يريد التغيير نأمل منه ان يصوت لان المشروع البديل هو موجود اليوم بعكس السنوات السابقة.

وعن الملف الاول الذي قد يطرحه على طاولة المجلس البلدي كنائب للرئيس يقول عمار: بالنسبة لي سيكون موضوع البيروتيين المهجرين من بيروت. فانا قمت بعدة دراسات حول اهل بيروت وشبابها وتبين لي بنتيجة الدراسة ان اعلى نسبة تهجير هي في بيروت على عكس ما نعتقده جميعا بانها في الجنوب او الجبل وغيرها، وتبين لي ان 65 بالمئة من اهل بيروت باتوا يعيشون خارجها. يجب وضع خطّة للسكن تسعى إلى ملاءمة كلفة السكن مع قدرات أهل المدينة، مع العلم أن كلفة الشقة في بيروت تعادل اليوم ضعف الحدّ الأدنى للأجور، ما يجعل الشباب يتوجهون الى الاطراف، هؤلاء يجب المحافظة عليهم في مدينتهم، ودورنا سيكون من خلال المجلس البلدي التشجيع على الايجار باسعار معقولة للشباب ليبقوا في العاصمة واحيائها من دون الانتقال الى الاطراف. بالنهاية الملفات جميعها مترابطة، فالسكن في بيروت يحتاج تاليا الى مرائب للسيارات وطرقات صالحة وبنى تحتية ونقل عام يخفف من حدة التلوث. لذلك تجدون ان برنامجنا متكامل ومترابط، والمساحات الخضراء اساسية في شبكة آمنة من الاشجار والمقاعد التي تترابط كسلسلة وصولا الى بحر بيروت الخ..

 وعن مساحات النقاش في احياء العاصمة، سألنا عمار عن حاجات الناس الاكثر الحاحا فشرح قائلاً:

- خضنا مساحات نقاش في اكثر المناطق شعبية من درج مار مخايل الى الفاندوم وقصقص والبسطا والمصيطبة والسيوفي والرملة البيضا.. بالطبع حاجات الناس تتفاوت مع تفاوت المناطق ووضعها المعيشي والاجتماعي الا ان للجميع مطالب. وعن الحضور الشعبي المتواضع لمساحة النقاش في <الطريق الجديدة> مثلاً، ينفي عمار ان يكون العدد ضئيلاً، فمساحة النقاش بالنهاية ليست مهرجاناً انتخابياً، هي جلسات استماع لمطالب الناس وحاجاتها بمعدل دقيقتين لكل فرد.

يؤكد عمار ان لا انفصام ما بين القول والفعل، القول بضرورة التغيير والفعل بترجمته في صندوق الاقتراع، ويشرح قائلاً:

 - في العام 2010 حاز رئيس البلدية الحالي بلال حمد 65 ألف صوت في لائحة ائتلافية حيث لم تواجهها اية لائحة اخرى من بين 470 ألف ناخب، وهذا ضئيل جدا ونسبة كبيرة لم تصوت. الدولة من ناحيتها لا تقوم بواجبها من حيث تحفيز الناس وحثهم على المشاركة والاقتراع لا بل سرت اشاعات عن امكانية الغاء الانتخابات، كما تم التأخير الى اقصى حد لدعوة الهيئات الناخبة وتسلم طلبات الترشح لاضعاف الاقبال، كذلك لا اعلان واضحاً عن مراكز الاقتراع فالمواطنون يتصلون بنا سائلين اين يقترعون، واعطي كمثال ايضا الاعلان الذي يدعو المرأة الى المشاركة والترشح والذي يأتي قبل ايام على الانتخاب. ويعيد عمار ذلك الى عدم التشجيع من قبل السلطات الرسمية للابقاء على نظام المحاصصة المتمثل في المجلس النيابي والحكومي في بلد معطل على كافة المستويات، مقارنا الدورة الحالية بتلك التي جرت يوم كان زياد بارود وزيرا للداخلية حيث لعبت الوزارة دوراً تحفيزياً جداً.

وعن مواكبة الاعلام للائحة <بيروت مدينتي> والتي تضم اكثر من وجه فني معروف، نسأل عمار ان كانت المحاصصة الاعلامية تنعكس على دعم الحملة فمنها من يشجع ومنها من يعرض فيقول:

- رائعون معنا، هؤلاء الصحافيون والاعلاميون من كافة الوسائل الاعلامية التي تواكبنا وتدعمنا <ما عم نلحق>. التعاطي معنا مختلف. التجاوب سريع وجميل ولنكن واقعيين، ذلك ان الوسائل الاعلامية الاقوى لبنانيا هي تلك التي لا تتبع لأي حزب، كذلك فإن الصحف المقروءة مستقلة واقول ذلك عن دراسة ومعرفة تامة بهذا الامر فالوسائل الاعلامية المستقلة في لبنان هي الاقوى.

وحول ضغوطات او تمنيات تخضع لها اللائحة بالانسحاب او الخروج من المنافسة يؤكد عمار ان ما من اي امر من هذا يحصل، فالحملة سلمية، ونحن لسنا ضد الاحزاب او التيارات ولا نقف في وجهها. بالنهاية الحزبيون هم ايضاً من ابناء بيروت، والمعركة ديمقراطية نأمل أن يشارك الجميع بها بعيداً عن المواجهات الحزبية والسياسية فنكون مثالا لبيروت الحاضنة للتنوع لمختلف الطوائف والمذاهب، تماماً كما في لائحتنا..

لبكي: فرصة اخيرة

Rana-Khoury 

المخرجة نادين لبكي، انطلقت من ناحيتها في ترشيحها من الم شخصي تعيشه كابنة لبيروت. في محادثة طريفة لها مع ابو العبد البيروتي الذي سألها <يا نادين شو بدك بها اللبكي> اجابته بالتفصيل ان دوافعها لذلك جاءت من قلب محروق، لانها مُحبطة وحزينة وغاضبة وخائفة.. خائفة على اولادها من نسمة الهواء الذي اصبح ملوثا في بيروت بنسبة تفوق مرتين النسبة المسموح بها من <منظمة الصحة العالمية>.. خائفة من <عقصة البرغشة>، من نقطة المي و<كدشة السندويشة>.. وغيرها. ولان <ما بيحك ضفرك الا جلدك> قررت نادين الترشح لان السياسة التقليدية فشلت بالتعاطي مع امور وقضايا الناس، <فشمرت> مع مجموعة من خبراء التنظيم المدني والبيئة والنقل والهندسة والاقتصاد والحفاظ على التراث عن زنودها لخيار جديد.. لفرصة تراها الاخيرة.

من ناحيته لخص الفنان أحمد قعبور ترشحه لعضوية بلدية بيروت بعبارة <لانها تستحق> مؤكداً أن الفنانين مؤتمنون على روح المدينة، ومن هنا دورهم في الحفاظ على تراثها وبحرها، مشدداً على أنه قرر الترشح ليقول <لا> لكل محاولات تشويه المدينة.

 

الداعوق: <قصر حنينة> والتراث

 

الى مي الداعوق انتقلنا بحديثنا. سألتها <الافكار> عن الموضوع الذي يشكّل أولوية بالنسبة إليها فأجابت:

- هو الحفاظ على التراث، بمختلف وجوهه، على الحرفيين وعلى صيغة المدينة اللبنانية، حتى تعرفها الاجيال المقبلة ولا تضيع هويتها. مهندسة الديكور التي نفذت العديد من المشاريع في بيروت وخارج لبنان خاصة في الولايات المتحدة الاميركية، تفكر اولا كمثال تطرحه لنا بـ<قصر حنينة> في زقاق البلاط الذي <يتهدده الاهمال>. و<قصر حنينة> لمن لا يعرفه يُعتبر واحداً من من أروع المباني في منطقة زقاق البلاط التي كانت في ما مضى تشكّل <حديقة البرجوازيين> خارج أسوار بيروت القديمة، وقد شُيد في أواخر القرن التاسع عشر، خلال السنوات الأخيرة من الحكم العثماني، وسكنته قائمة طويلة من الشخصيات اللامعة، من النبلاء الروس الذين بُني القصر من أجلهم، الى عائلة مزهر التي استأجرته وتُعد من كبار ملاكي الاراضي، إلى أحد مؤسسي مدرسة الطب الفرنسية في بيروت، وقد ضم المبنى قنصلية الولايات المتحدة، وشغلته أيضا قنصلية هولندا، واستأجره في بداية الاربعينيات الكاتب والفيلسوف وجامع التحف المعروف بالدكتور داهش..

 الداعوق، عضو اللجنة العلمية لـ<بيت بيروت>، لا تتوقف عند <قصر حنينة> او <دالية الروشة> التي تعمل لحمايتها من خطر التطوير العقاري الذي يهددها، انما تدعم العديد من المنظمات غير الحكومية مثل <سكون > و<مؤسسة سمير قصير> اضافة الى عملها مع العديد من المبادرات لحماية الارث الحضاري والثقافي للمدينة، كما انها ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة في لبنان، وهي طبعا من اولى الداعمات لجمعية <ابساد> لحماية المواقع الطبيعية والابنية القديمة في لبنان التراث التي ترئسها والدتها ريا والتي تناضل من اجل الحفاظ على هوية بيروت.

ونسأل الداعوق حول الانتقاد الذي وُجّه الى اللائحة باعتبارها <نخبوية> وتضم اسماء ميسورة ومقتدرة <اباً عن جد> تقول مي الحائزة وسام الاستحقاق الفرنسي برتبة فارس لجهودها في حماية التراث العمراني والثقافي لبيروت:

 - لا اعتبر هذا الانتقاد محقا فنحن من الناس ونعرف مشاكلهم. ربما لا تكون المتطلبات من البلدية في منطقة سرسق التي اسكنها كمتطلبات الاحياء الأخرى الا ان هذا لا ينفي انني اعرف مشاكلهم واسعى الى ايجاد حلول لها معهم. الناس تريد فعلا التغيير وهذا ما نلمسه فنحن نمثل خيارا جديدا بالنسبة اليهم، لاول مرة يكون البديل موجودا، ونحن ندعوهم للتصويت بكثافة. ففي الانتخابات الأخيرة انتخب حوالى 20 بالمئة، وبقي ثمانون بالمئة في بيوتهم، نحن نعول على هؤلاء كثيرا الى جانب العشرين بالمئة الاولى، وقد رفعنا في الحملة شعار «صمتُكَ صوَّتْ ضِـدَّك» الموجه الى الناخب الذي درج على الامتناع عن المشاركة في العملية الانتخابية إما عن تقاعس أو عن إحباط.. دعمنا كبير من طلاب الجامعات ومن النساء لان لائحتنا هي بالمناصفة مع الرجال كما تعرفون.

 

الخوري: اعادة الصلاحيات

 

رنا الخوري، ابنة الاعلامية المعروفة جيزيل الخوري، المتخصصة بالعلوم السياسية في الجامعة الاميركية في بيروت، متحمسة للانتخابات وللتغيير في بيروت، حتى تكون عاصمة عصرية متطورة تشبه جيلها May-Daoukالجديد الواعد الذي ملّ <الوجوه التقليدية>، وعليه ان يبرهن عن ذلك من خلال تصويته.

تقول رنا لـ<الافكار>:

- اولويتي تبقى ملف النفايات، اذ لا اولوية برأيي على صحة الناس، فهل من المقبول ان يتم طمر 90 بالمئة من نفايات بيروت من دون معالجة علمية؟ اما المشروع الآخر والمهم جدا بالنسبة الي فيتمثل باعادة صلاحيات البلدية من محاولات تحجيمها. فلبلدية بيروت صلاحيات كبيرة وميزانيتها تُقدر بمليار دولار على الأقلّ، ما يجعلها من اغنى البلديات، اذ يعود اليها كل ما له علاقة بالشأن العام، ويقع على عاتقها تقديم حوافز للمستثمرين من خلال بناء مساكن اصغر لتكون متناسبة والقدرة الشرائية للشباب. كذلك من المهم جدا، جعل البلدية اقرب الى الناس ليس من خلال الموقع الالكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي الخاص بها فقط انما من خلال التواصل مع الاهالي عبر <لجان الاحياء> لجعل المشاكل والحلول تشاركية.

وتعيدنا رنا الى النقطة العاشرة من البرنامج الانتخابي للحملة الذي يلحظ تحسين الهيكل التنظيمي للجهاز البلدي وتدريب موظفيها وتذليل التحديات المؤسساتية الرئيسية التي أعاقت عمل المجالس المنتخبة منذ عقود بحيث يتعهد المجلس البلدي في حال فوزه بدعم وتعزيز نمو الشبكة الواسعة للمجموعات المدنيّة والمنظمات غير الحكومية التي استثمرت وعملت لصالح المدينة، فضلا عن السعي لإرساء علاقة بنّاءة مع محافظ بيروت والعمل على إنشاء قسم موارد بشرية خاص بالجهاز الإداري للبلدية وتفعيل التغطية الاجتماعية والصحية للموظّفين العاملين في البلدية من خلال القنوات المتاحة. كذلك يعد شباب <بيروت مدينتي> بتقديم موازنة قائمة على الأداء من أجل تلبية أفضل لاحتياجات أهل المدينة وسكانها عبر وسائل شفافة وقابلة للمُسائلة، كما بإنشاء آليات تشاركيّة متعدّدة يتم من خلالها إعلام سكان بيروت وأحيائها بأعمال البلدية وبشؤون المدينة، مع تأمين السبل للمشاركة الفعّالة في القرارات المهمة لمستقبل المدينة ولإدارتها اليوميّة.

 تركّز رنا، التي تتولى تنظيم مهرجان <ربيع بيروت> المجاني على تواصل البلدية مع الاهالي وعلى الشفافية في العمل الذي بدأته حملة <بيروت مدينتي> منذ انطلاقتها. وهي قد فتحت الباب لجمع التبرعات التي تتطلبها الحملة، وتقبلها من افراد وليس من احزاب طبعا، وهي بحدود 10 بالمئة فقط <حتى لا تكون اللائحة اسيرة لهذا الدعم الذي وصل لحدود 121 ألف دولار حتى الاسبوع الماضي.

وتزيد رنا قائلة:

 - هناك الكثيرون ممن يساعدون الحملة لوجستياً بعيداً عن المال المباشر من خلال تقديم المكاتب للعمل او التصميم او الطباعة الخ.. وهذا التعاون رائع حقاً..

تؤكد رنا، المدعومة اولا من والدتها جيزيل كأي أم تدعم ابنتها في مشروع اختارت المضي فيه ان النقاط العشر الرئيسية التي وضعتها الحملة مهمة جميعها ومترابطة، وهذه لم تأت من فراغ انما من خلال دراسات واحصاءت دقيقة ومدروسة ومساحات نقاش مع الاهالي.

 وتبقى الكلمة الاخيرة للبيروتيين انفسهم في من يجدون فيه خير عاصمتهم التي تبقى <ست الدنيا>. فلمن ستعطي بيروت صوتها؟ الجواب في الثامن من ايار/ مايو..