تفاصيل الخبر

راي باسيل: الميدالية الذهبية للبنان ليست ببعيدة!   

17/06/2016
راي باسيل: الميدالية الذهبية للبنان ليست ببعيدة!   

راي باسيل: الميدالية الذهبية للبنان ليست ببعيدة!   

 

بقلم عبير انطون

 

IMG-20160607-WA0004

هي سفيرة لبنان والشرق الاوسط الى <ريو دي جنيرو> رياضياً. راي باسيل المولودة في العام 1988مصنفة بالمرتبة الـ37 عالمياً، وهي الرامية اللبنانية والعربية الوحيدة في <اولمبياد البرازيل 2016>. سجلت بطلة العرب لمرات عدة انتصاراً تلو الآخر قبل ان تتأهل للبطولة العالمية وآخرها بطولة العالم التي جرت في نيقوسيا - قبرص بمشاركة 46 رامية من ثلاثين دولة مختلفة، وقد تكررت المواجهة مع بعضهن البعض في <الريو>. كذلك، وفي طريقها الى المنافسة المنتظرة شاركت راي خلال هذا الشهر في <كأسي العالم> في <سان مارينو> والعاصمة الأذربيجانية <باكو> قبل التوجه الى الحلم الاولمبي.

فهل سنراها متوجة بالعلم اللبناني على المنصة البرازيلية؟

حوار <الافكار> معها كانت له متعة رياضية وسألناها بداية:

ــ نطلب منك أولاً بطاقة تعريف للقارئ.

- تخصصت في ادراة اعمال المطاعم في جامعة <سيدة> اللويزة، ولدي عملي الخاص في هذا المجال، اذ املك مطعماً عند منطقة الكسليك وآخر في الشمال، وانا من بلدة دلبتا في قضاء كسروان.

ــ كيف تعرفت على الرماية ومتى احترفتها؟

- بدأت الرماية في عمر صغيراذ كنت ارافق والدي الى الصيد حتى الخامسة عشرة.  في احدى الجولات اردت ان اجرب الرماية بنفسي فاذ بي اصيب الاهداف. لم يكن الامر سهلا في البداية حيث كان كتفي <يزرق> من حمل الجفت (بارودة الصيد)، وخدي يتورم، الا انني أصررت على المتابعة. اكتشف والدي بذور الموهبة لدي، فراح يشجعني وينميها فيّ حتى وصلت الى ما انا عليه اليوم.

ــ نعرف ان والدك جاك باسيل ممارس ماهر للرماية وهو احد افضل لاعبي كرة الطائرة عربياً، لكن ماذا عن الوالدة وهل شجعتك؟

- لم تشجعني في البدايات، اذ ان ميولها فنية، ولها اهتماماتها المختلفة جداً في الرسم وغيره، لكن رأيها تبدّل جذرياً بعدما راقبت اصراري وطموحي واحرازي النتائج البارزة في فترة قصيرة، فأصبحت المشجعة الاولى.

ــ  عادة يرافق الاولاد الذكور والدهم الى الصيد...  انت عكست الآية..

- نحن بنتان، وليس في عائلتنا صبي. بالنهاية الرماية رياضة لا جنس لها، وهي ليست رياضة للذكور فمفهومنا حولها خاطئ جدا، اذ انها لا تحتاج الى قوة جسدية استثنائية، وهي تقوم على التركيز والحسابات الجيدة، وعدم ايذاء النفس والآخرين. وأذكر ان الدروس الأولى من والدي تركزت على كيفية حملي للسلاح بشكل يحفظ سلامتي وسلامة غيري، وكيفية استخدامه ومتى.

عادة حمل وإطلاق الرصاص عادة بالية..

ــ هل تعرضت لموقف اضطررت فيه لحمل السلاح بغير وجهة الرماية، وفي اي ظروف يمكنك ان تستخدميه؟

 - على الاطلاق.. لن استخدم السلاح الا في حقل الرماية والرياضة. ربما دفاعا عن وطني ايضاً، اذا كان لا بد من ذلك.

ــ  في الأفراح التي تدعين اليها، او بعد طلة زعيم تحبينه هل لجأت يوماً الى اطلاق الرصاص ابتهاجاً؟

 - وهل يعقل ذلك؟ تصوروا ان اقوم بمثل هذا الامر.  هذه عادة متخلّفة، ثم اننا جميعنا نرى ما يسببه الرصاص الطائش من جرحى وقتلى. في الامر خطر كبير، ويجب ان يمنع منعاً باتاً تحت اي ظرف.

ــ  كيف تتمرين لاستحقاق اللقب العالمي في الالعاب الاولمبية في <الريو دو جنيرو>؟

- اتمرن لستة ايام في الأسبوع ما بين حقلي <أدما> و<شتورة كاونتري كلوب>، وتتخذ التمارين مستويات ثلاثة: المستوى الاول تقني من حيث الرماية على الصحون، الثاني جسدي مع المدرب انطوني رزق والاخير نفسي.

ــ  ماذا تعنين بالبعد النفسي والتدرب عليه؟

- اهيئ نفسي للمباراة، قبلها اثناءها وبعدها، لناحية التصرف في حالتي الربح والخسارة وكيفية تقبلهما، فضلاً عن التدرب على زيادة التركيز عندي حتى ارفع من مستواه. هذه التمرينات المختلفة تتطلب مني حوالى الثماني ساعات يومياً خاصة الآن مع مرحلة التحضيرات المكثفة.

ــ ماذا عن النظام الغذائي؟

IMG-20160607-WA0005- ليس صارماً بشكل كبير، انما هو مدروس ومنظم.

ــ ما هي اسباب الخلاف الذي حكي عنه مع رئيس اتحاد الرماية والصيد السيد بيار جلخ والا يواكبك ويدعمك الاتحاد الآن في مشوارك الى البرازيل؟

- لا خلاف انما سوء تفاهم، وسبق للاتحاد ان قدم ما توافر له من امكانيات.  الموضوع اصبح خلفي، وتواكبني الآن اللجنة الاولمبية ووزارة الشباب والرياضة، وانتهزها فرصة لتحية وزير الشباب والرياضة العميد عبد المطلب حناوي ورئيس اللجنة الاولمبية السيد جان همام لدعمهما من اجل انتزاع اللقب العالمي.

ــ تأهلت لبطولة الاولمبياد ببطاقة <وايلد كارت>، ماذا تعني هذه البطاقة؟

- هي بطاقة دعوة تعطى للافضل والابرز من غير المتأهلين في العالم، ويتم الحصول عليها من الاتحاد الدولي.

ــ من سيرافقك الى البرازيل؟

- مبدئياً المدربان، <دايال ديسبينيو> وهو ايطالي، ودانا خلاط المعالجة الفيزيائية اذ ان مهمتها اساسية مع الضغط الذي يتم على الاكتاف والظهر.

ــ هل سيرافقك احد اعضاء عائلتك؟

- حتى الآن لا للأسف.

ــ هل تخشين <فيروس زيكا> في البرازيل والذي هدّد اقامة الالعاب الاولمبية ولم ينجح في إلغائها؟

 - لا، ولا اعتقد ان الوضع خطير فالمنظمون قد اتخذوا كافة الاحتياطات، كما انه ينتشر في مناطق بعيدة جداً وتجري معالجته بجدية.

ــ ما هي حظوظك بالفوز؟

- من المفروض ان أحقق نتيجة جيدة، فالميدالية للبنان ليست ببعيدة مع التدريبات المكثفة التي أخضع لها، وانا اضع هذا الهدف نصب عيني لانه انجاز وطني.

ــ في البرازيل جالية عربية ولبنانية كبيرة، هل يتم التنسيق معهم للتشجيع والمواكبة الاعلامية؟

- ليست لدي فكرة للوصول الى هذه الجاليات وهذا يتطلب شبكة معارف في أوساطها.. لم يطرح الموضوع لكن ما من مانع للبحث فيه بجدية.

حلم الاكاديمية..

 

ــ كيف توفقين بين عملك في مجال المطاعم وعملك الرياضي خاصة اثناء المباريات؟

- أمر احياناً بمقر عملي الا انني اتكل على والدتي التي تحل مكاني ولدي فريق عمل، فأنا اؤمن بالتركيز على امر واحد للنجاح فيه وتركيزي الآن منصب على الاولمبياد.

ــ وهل لديك طموح للاستثمار في الرياضة؟

- انه الطموح الاكبر، ويبقى حلمي الذي سأعمل على تحقيقه هو تأسيس أكاديمية للرماية تعلم الصغار هذه الرياضة، وتخرج جيلاً جديداً من الرماة، البنات تحديداً.

ــ  ما هو عدد الراميات في لبنان اليوم؟

- أنا الوحيدة في هذا المضمار منذ أحد عشر عاماً ولا انافس أي صبية.. هذا لا يريحني بل على العكس، ذلك ان المنافسة جميلة وأعتبرها ضرورية لرفع التحدي الى سقف أعلى.

ــ  من هن منافساتك الابرز في البطولة العالمية؟

- الرماية لعبة دقيقة جداً وتتأثر بأدنى تفصيل، واقــــوى الراميــــات يمكنهـــــا في لحظــــــة التصويب ان تتوتر او يؤثر عليها تعب او جهد، وقد يقتصر الفارق في النتائج على هدف واحد، لكن ما من شك بأن كل المتأهلات، وحتى وصلن الى المباراة العالمية، يملكن مستوى كبيراً وتتكرر الاسماء عينها في مختلف المباريات التي تتنافسن فيها بين بعضهن البعض.

IMG-20160607-WA0011ــ ما هي الدول الابرز من حيث الراميات؟

- هناك ايطاليا، اسبانيا و<سان مارينو>.

ــ وعربياً؟

- انا الوحيدة لبنانياً وعربياً.

ــ هل تعتبرين هذه اللعبة لعبة ذكورية؟

- عندما بدأت الرماية كنت اسمع عبارات على منوال <اخت الرجال> وغيرها. اليوم تجاوزتها بشكل كبير، ويعرف كل من يقابلني مدى الانوثة التي اتمتع بها في طلّتي وتصرفاتي.

ــ هل تبعد هذه الرياضة الشباب عنك؟

- على العكس اذ يجدون ما يثير اهتمامهم في حديث مشترك معي عن امر يحبونه وهو الرماية والصيد، ولكن احيانا يداعبني البعض بأنه يهرب او يخاف مني..

ــ لماذا نلحظ احجاماً عن رياضة الرماية بشكل عام؟

- كلفتها المرتفعة تأتي في المقام الأول، اذ قد يصل ثمن البارودة الى اثني عشر ألف دولار، فضلاً عن ثمن الخرطوش والصحون التي يتم التدرب عليها، وهناك طبعاً رياضات اقل كلفة..

ــ هل تمارسين هواية الصيد التي انطلق منها مشوارك نحو البطولة في الرماية؟

-نعم الا انني أسافر لأجل هذا الأمر ولا اقوم به في لبنان. اسافر في مواسم الصيد الى رومانيا وايطاليا وهذه السنة افكر في فرنسا. في لبنان للأسف ليس من مجال للصيد. فنحن لا نملك ثقافة الصيد، ولا قانون يرعاه، وقد فقدنا مواسمه بسبب عشوائيته وعدم تنظيمه عبر المواسم والمناطق وأنواع الطيور، ما يشكل خطرا على الطبيعة وعلى العصافير نفسها. ان انجاز قانون للصيد في لبنان مهم جداً، وقد يتطلب وقتاً وامكانيات قد لا يسمح الوضع الحالي بها.

ــ هل كنت تودين لو انك تتنافسين في مباراة واحدة مع فئة الذكور؟

 - عادة، لا يتم الامر بهذا الشكل لكن ما من مانع في المنافسة مع اي شخص ذكراً كان ام انثى.. وبروح رياضية.